بوابة الوفد:
2025-03-15@05:59:26 GMT

ما هو ضابط الحاجة الأصلية في الزكاة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن ضابط الحاجة الأصلية والتي تحول دون وجوب الزكاة عند الفقهاء هو ما لا يكون في وسع صاحب المال أن يوقفه للتجارة والنماء مُحافِظًا على أصله، فيدخل في مشمولات ذلك: النفقة -ومنها حاجة مَن تجب نفقته عليه شرعًا، كزوجته وأولاده-، والسكنى، والثياب بالمعروف، وكذا آلات الحِرَف والصناعة وأدوات الكسب، ونفقة عمَّاله مما لا يستغني عن خدمتهم، وما أبيح لكمال الانتفاع، كالتحلي بالذهب والتداوي بالحرير، واستعمال العطور، ونحو ذلك، وكتب العلم لأهلها، وألَّا يكون المالك مدينًا بما يستغرق المال المدَّخر أو ينقصه عن نصاب الزكاة.

ضابط الحاجة الأصلية في الزكاة

الزكاة أحد أركان الإسلام، وهي الركن التَّعبدي المالي الذي يهدفُ إلى سدِّ حاجة المحتاجين، وتحقيق معنى التعاون الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء، والزكاة إنما تكون فيما فَضَلَ عن حاجة الإنسان ومَن يعوله؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ [البقرة: 219]، أي: ما يفضل عن أهلك؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وهو مرويٌّ أيضًا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومجاهد، وعطاء، والحسن، وعكرمة، ومحمد بن كعب، وقتادة، والقاسم، وسالم، وسعيد بن جبير، وعطاء الخراساني، والربيع بن أنس. أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في "التفسير".

وعن حكيم ابن حزام رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» متفقٌ عليه.

قال العلامة شرف الدين الطيبي في "فتوح الغيب": [«عَنْ ظَهْرِ غِنًى» أي: ما كان عفوًا قد فَضَلَ عن غِنَى، وقيل: أراد ما فَضَلَ عن العيال، والظَّهْر: قد يراد في مثله هذا إشباعًا للكلام وتمكينًا، كأن صدقته مسندة إلى ظهرٍ قويٍّ من المال].

فـ"شرط المتصدق أن لا يكون محتاجًا لنفسه أو لمن تلزمه نفقته"؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"؛ على أنَّ المقصود من مشروعيَّة الزكاة هو إخراج أموال الأغنياء على وجهٍ لا يصيرون به فقراء، وإنَّما يعطوا من فَضْلِ أموالهم.

وحاجات الإنسان المتعلقة بالمال تتفاوت بين ما هو ضروري يلحق الإنسان بفواته ضررٌ كبيرٌ، وهو ما عبَّر عنه فقهاء الحنفية بـ"الحاجة الأصلية"، وبين ما هو حاجي لا يلحق الإنسان بفواتها كبيرُ ضررٍ، ولكنه "مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب"؛ كما قال الإمام الشاطبي في "الموافقات"، وبين ما هو تحسيني لا يترتب عليه ضرر.

وقد نصَّ فقهاء الحنفية على أنَّ المال المشغول باستحقاق الصرف إلى حاجةٍ أصلية هو بالنسبة إلى نصاب الزكاة كالمعدوم، فلا زكاة فيه؛ إذْ لا يَصْدُق عليه أنه فضلٌ وزيادةٌ؛ لتعلقه بالحاجة الأصلية.

قال العلامةُ الكاساني الحنفي، في شروط مال الزكاة: [ومنها: كون المال فاضلًا عن الحاجة الأصلية؛ لأن به يتحقق الغنى ومعنى النعمة وهو التنعم، وبه يحصل الأداء عن طيب النفس إذ المال المحتاج إليه حاجة أصلية لا يكون صاحبه غنيًّا عنه، ولا يكون نعمة؛ إذ التنعم لا يحصل بالقدر المحتاج إليه حاجة أصلية لأنه من ضرورات حاجة البقاء وقوام البدن، فكان شكره شكر نعمة البدن، ولا يحصل الأداء عن طيب نفس فلا يقع الأداء بالجهة المأمور بها؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم"].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزكاة وجوب الزكاة الفقهاء صاحب المال نصاب الزكاة لا یکون ا یکون

إقرأ أيضاً:

«هشام عبد العزيز»: قضاء حوائج الناس من أعظم القربات إلى الله

أكد الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، أن قضاء حوائج الناس والتكافل الاجتماعي من أهم القيم الإسلامية التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

وأضاف عبد العزيز، خلال حلقة برنامج "قوارب النجاة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن المال الذي يرزق به الإنسان ليس فقط لأداء العبادات الفردية، بل هو وسيلة لتحقيق النفع العام ومساعدة المحتاجين، مستشهدًا بكلام الإمام بشر الحافي الذي قال: "الغني الحقيقي هو من يطعم الطعام ويبني الخيام لا من يجوع نفسه ويجمع المال دون منفعة للآخرين".

وأشار إلى أن الشرع قدّم قضاء حوائج الناس، مثل تفريج كرب المدينين وإطعام الفقراء والمساكين، على العبادات النافلة كالصيام والاعتكاف، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، و"لأن أمشي مع أخي في حاجته أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا".

ودعا عبد العزيز إلى تعزيز قيم الرحمة والمواساة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، مؤكدًا أن الإسلام يحث على التكافل والتعاون من أجل تحقيق مصلحة المجتمع ككل، وأن ذلك من أعظم القربات التي تقرب العبد من ربه وتنشر الخير في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: الزكاة نفع مخصوص وتجب على هؤلاء
  • خطيب المسجد النبوي: الزكاة حق لله تزيل الغل والحقد وتنشر المودة
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
  • مفتي الجمهورية: حكم نقل الزكاة من بلد إلى آخر مختلف عليه
  • المفتي يوضح حكم الزكاة على مال وديعة الزواج للأبناء «فيديو»
  • هل الزكاة على المشروع تكون على الربح السنوي أم على رأس المال؟.. مفتي الجمهورية يوضح
  • هل تجب الزكاة على مال وديعة الزواج للأبناء؟.. المفتي يعلق
  • «هشام عبد العزيز»: قضاء حوائج الناس من أعظم القربات إلى الله
  • شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء ومساعدة الآخرين
  • شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله الحسيب يكون بالبذل والعطاء والمساعدة