قال الدكتور محمد أبو سمرة المؤرخ ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إن منذ النكبة الفلسطينية التي تحل ذكراها الـ76 اليوم، والغرب يدعم الاحتلال لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والتهرب من تنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن مصر هي الشقيقة الكبرى والداعم الأكبر لنا في صراعنا التاريخي المصيري مع الاحتلال، إذ تعمل على كافة الأصعدة لوقف نزيف الدم الفلسطيني المتواصل والتوصل إلى هدنة دائمة ووقف لإطلاق النار وفك الحصار وتخفيف معاناة الفلسطينيين، وإلى نص الحوار.

..

في البداية، كفاح كبير للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه.. حدثنا عن أبرز هذه المحطات.

المؤامرة الغربية على فلسطين بدأت في منتصف القرن 19، أي قبل نكبة 1948 بمساعدة اليهود بالهجرة الاستيطانية والتسلل التدريجي إلى فلسطين، واحتلال معظم المنطقة العربية، وتوقيع اتفاقية «سايكس بيكو» التي وقعها وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا عام 1916، والتي بموجبها احتلت بريطانيا فلسطين ومصر والأردن والعراق، فيما احتلت فرنسا لبنان وسوريا، وكانت تحتل من قبل الجزائر وتونس وغيرها من البلدان العربية والإسلامية.

ومنذ ذلك الحين والاحتلال البريطاني يعمل على توفير كافة أشكال الدعم للمستوطنين على أرض فلسطين لارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، من أجل إرغامهم ودفعهم للهجرة وفرض واقع جيوسياسي يمنع محاولات تحرير أرضنا.

 ما أصعب المراحل في تاريخ القضية الفلسطينية؟

منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اللحظة مرت فلسطين بالكثير من النكبات والكوارث، لكن المرحلة الأكثر صعوبةً التي بدأت منذ 7 أكتوبر وحتى اللحظة، إذ يواصل الاحتلال حربه للشهر السابع على التوالي؛ ما أسفر عن تدمير أكثر من 80% من مباني ومساكن وعمارات قطاع غزة، ونحو 300 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود وأسير، وتشريد ونزوح أكثر من مليون فلسطيني، ومحو أكثر من 10 آلاف عائلة من السجل المدني، وإلقاء أكثر من 150 ألف طن من المتفجرات والقنابل والصواريخ المدمرة عل القطاع، أي ما يوازي 15 قنبلة نووية في حرب تطهير عرقي وابادة جماعية واضحة.

ماذا عن تواطؤ المجتمع الدولي وتسببهم في معاناة الفلسطينيين منذ عام 1948؟

المجتمع الدولي هو من صنع دولة الاحتلال ويتحمل المسؤولية الكاملة على المستوى الأخلاقي والقانوني والتاريخي المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة وعذابات ومآسي الشعب الفلسطيني وخاصة في العدوان الحالي على غزة.

ــ ما رأيك في استخدام أمريكا حق الفيديو لعدم الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الأمن؟

والولايات المتحدة الغرب قدموا دعما للاحتلال الإسرائيلي بأحدث ما تمتلكه من ترسانة السلاح والصواريخ والقنابل والعتاد والذخيرة، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي والاقتصادي والسياسي غير المحدود، وبالتالي لم يكن أمرا غريبا باستخدام الفيتو لحرمان فلسطين من حقها التاريخي في الاعتراف بها.

ــ ما الذي يعطل إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني حتى الآن؟

رغم مئات المقترحات والخطط الأمريكية للسلام في المنطقة وعلى المسار الفلسطيني، ومئات جولات المفاوضات في واشنطن منذ 1948 حتى الآن، ورغم اعتماد القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002، لمبادرة ولي العهد السعودي الأسبق الملك الراحل عبدالله آل سعود (الأرض مقابل السلام)، والتي نصت على تطبيع العلاقات الإسرائيلية مقابل انسحاب إسرائيل لحدود 67، ثم تقديم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن لخطته (خارطة الطريق)، وحتى الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن الدولي، الذي أحبطت بموجبه واشنطن مشروع القرار المقدم من فسلطين والمجموعة العربية لاعتماد منح «دولة فلسطين» العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبالتالي يتضح مما سبق أنَّ أمريكا ومعها العديد من الدول الغربية منعت إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وساعدت الاحتلال على التهرب من تنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة، ووفرت له شبكة الأمان والغطاء والحماية الدولية لكي لا تتم معاقبته.

ــ هل هناك تشابه في الأحداث بين ما حدث عام 1948 وما يحدث اليوم في غزة؟

نعم صحيح، هو نفس السيناريو يتكرر، ولكن وبصورة أشد وحشية، إذ يواصل الاحتلال حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية؛ من أجل استئصال الوجود الفلسطيني التاريخي على أرض فلسطين بكاملها، والسيطرة على كامل الأرض.

ـــ كيف ترى الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية؟

مصر الحبيبة العزيزة دومًا في قلوبنا جميعًا ونعلم أن فلسطين أيضا في قلب مصر، ونقدر موقف القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تتسم بالحكمة والشجاعة والجرأة بداية من نكبة 1948 وحتى الأزمة الحالية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نكبة فلسطين نكبة 1948 حلم العودة أکثر من

إقرأ أيضاً:

السلطات الجزائرية تمنع التظاهر من أجل فلسطين.. بلحاج: مُنعت من مغادرة منزلي

منعت السلطات الجزائرية نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بلحاج من التظاهر أمام السفارة الأمريكية في الجزائر، احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لاستئناف إسرائيل حربها ضد غزة.

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أكد بلحاج أنه تعرض لمنع أمني من مغادرة منزله، رغم محاولته ممارسة حقه في التظاهر السلمي.

وقال بلحاج: "حاولت النزول إلى الشارع والتوجه إلى السفارة الأمريكية للاحتجاج على دعمها لقرار إسرائيل استئناف حرب الإبادة ضد غزة، لكن الجهات الأمنية التي تحاصرني باستمرار منعتني من الخروج من بيتي". وأضاف أنه سعى لإقناع السلطات بأنه لا يخالف القانون، وإنما يمارس دوره في التعبير السلمي عن رفضه للعدوان الإسرائيلي.

وأشار بلحاج إلى أن مواقفه تتماشى مع التصريحات السياسية لمسؤولي النظام الجزائري في المحافل الدولية، مستشهدًا بتصريحات ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمار بن جامع، الذي أكد أن الجزائر تدرك مخاطر الاحتلال بحكم تجربتها الطويلة في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وأوضح بلحاج أن التضامن العربي والإسلامي كان له دور أساسي في طرد الاستعمار من الجزائر، وهو ما يعزز أهمية دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا بلحاج الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى إسناد الفلسطينيين في غزة بكل الوسائل الممكنة، مؤكدًا أن الموقف الشعبي يشكل عنصر ضغط مهم على الحكومات والمجتمع الدولي.

من جانبه، شدد الدكتور عبد الرزاق مقري، الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة والأمين العام السابق لحركة مجتمع السلم، على أهمية التحرك الشعبي لدعم غزة. وقال مقري: "أمر واحد يمكن لقادة المنظمات والهيئات والأحزاب فعله، له تأثير كبير ولا يكلف شيئًا مقارنةً بما يعانيه أهلنا في غزة، وهو دعوة الناس وقيادتهم للزحف نحو سفارات الكيان وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية في كل البلدان".

وأضاف مقري في تصريحات نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك": "بيانات الشجب جيدة والوقفات والتجمعات مطلوبة، لكن محاصرة السفارات أكثر تأثيرًا وفعالية. يجب أن يفهم هؤلاء المجرمون أنهم يواجهون الأمة بأكملها".



وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط مطالبات دولية بوقف الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

هذا وأدانت الجزائر "بأشد العبارات" استئناف الاحتلال الصهيوني لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في انتهاك "فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه شهر يناير الماضي.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أمس الثلاثاء: "تدين الجزائر بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه شهر يناير الماضي ودون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية".

وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي كانت تتفاءل فيه المجموعة الدولية بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإطلاق جهود إعادة الإعمار في هذه الأرض الفلسطينية فإن استئناف العدوان هذا يعصف بكل هذه الآمال ويعيد إدخال المنطقة في دوامة التقتيل والتجويع والحرمان من أبسط سبل العيش والبقاء".

وأمام هذه التطورات الخطيرة دعت الجزائر مجلس الأمن "إلى تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه بموجب أحكام ميثاق الأمم المتحدة بغرض ضمان احترام القوة القائمة بالاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في مختلف مضامينه وعبر جميع مراحله".

كما أكدت الجزائر مجددا "تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ووقوفها الدائم إلى جانبه إلى غاية استكمال مشروعه الوطني وإقامة دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف"، حسب ما جاء في البيان.

من جهته جدّد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمار بن جامع أمس الثلاثاء، دعوة بلاده إلى مساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال بن جامع في كلمة له خلال جلسة عقدها مجلس الأمن أمس الثلاثاء حول الوضع في القطاع بطلب من الجزائر إن "الجزائر طلبت عقد هذه الجلسة لمعالجة الحصار المفروض على القطاع. ولكن التطوّرات الأخيرة جعلتها ملحّة وضرورية أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف بن جامع أن العالم "يشهد فصلا جديدا من العقاب الجماعي الذي يفرض على شعب غزة". داعيا إلى "مساءلة الاحتلال على استخدامه التجويع كأداة للحرب".




وفجر الثلاثاء، استأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا (ت.غ)، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • اسم شارع قد يسبب أزمة جديدة بين أمريكا وجنوب أفريقيا.. ما علاقة فلسطين؟
  • جيش إسرائيل يعيد احتلال محور نتساريم.. وكاتس يهدد سكان غزة
  • المتحدث العسكري: موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية ثابت منذ 1948
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: إسرائيل تمارس أقصى أنواع التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: نطالب بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية
  • “الخارجية الفلسطينية” ترحب بردود الفعل العربية والدولية الرافضة لعدوان إسرائيل على قطاع غزة
  • السلطات الجزائرية تمنع التظاهر من أجل فلسطين.. بلحاج: مُنعت من مغادرة منزلي
  • فلسطين للأمن القومي: إسرائيل تسعى لإفشال المبادرة العربية وتسعى لتهجير الشعب
  • أونروا: لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية يزيد معاناة الشعب الفلسطيني