زين العابدين صالح عبد الرحمن
عقد تنظيم القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" مساء الثلاثاء 14 مايو 2024م على صفحتها في الفيس بوك، تحت عنوان "الطريق نحو المؤتمر التأسيس - من نحن و ماذا نريد؟" و أشار إعلان الندوة على ثلاث متحدثين " خالد عمر يوسف و رشا عوض و الدكتور بكري الجاك المتحدث السمي بأسم " تقدم" و خلال الندولة أتضح أن المتحدث الرسمي في الندوة التي قدم تعريف عن " تقدم" و برنامجها الدكتور بكري الجاك.
القضية الأخرى التي تشكل قناعات في الخطاب السياسي عند بعض التيارات اليسارية، و المتشبهة أيضا باليسار و هي غير مستندة على أي حقيقة تاريخية، الحديث عن ما تسميه الرجوع لشعارات الثورة.. و معروف أن ثورة ديسمبر 2018م التي بدأت في ولاية النيل الأزرق و عطبرة كانت ثورية شعبية شعارها " تسقط بس" و هي لم تكن بالشكل المنظم و المخطط الذي تتفق فيه على شعارات بعينها.. و كل الشعارات التي كانت تردد بعد شهرين من استمرار الثورة هي شعارات حزبية تحاول أن تلصقها بالثورة. و حتى إعلان "قوى الحرية و التغيير" الذي وقعت عليه القوى السياسية و المدنية على عجل في يناير 2019م، كان إعلان بهدف إشراك الأحزاب و المنظمات المدنية في تيار الثورة. و الشعار المتفق عليه بين الجميع هو " عملية التحول الديمقراطي " و كان يحتاج إلي حوار بين القوى الساسية لكي تصل فيه للاتفاق على "مشروع سياسي وطني" و عجزت القوى السياسية أن تصيغ ذلك. و حتى شعار " حرية سلام و عدالة" قال الشيوعيون هو شعر مؤتمرهم السادس، مما يؤكد أن الشعارات التي كانت تردد في الشارع هي شعارات حزبية متعددة أرادوا أن يحملوها حمولة إجماع وطني. و هذه مشكلة أغلبية القوى السياسية الريديكالية أنها تستلف لسان الجمع " الشعب أو الجماهير" بهدف تضخيم الذات..
قال بكري الجاك الآن تنتظم في الشارع سرديتان ألأولى سردية " الكرامة" و هي سردية الجيش و القوى الشعبة التي تقف معه. و سردية دولة 56 و هي سردية ميليشيا الدعم و حواضنها الاجتماعية، و هي أدوات الاستقطاب عند التيارين، و لابد من خلق سردية بديلة تخرج المجتمع من دائرة الاستقطاب. و السردية البديلة تمثله " القوى المدنية الديمقراطية" و هي مناط بها أن تقدم رؤية ثالثة تحقق وحدة الوطن و أيضا مشروع اقتصادي نهضوي.. و أن هذا المشروع يتحقق بآليتين الأولى أن يكتسب قاعدة جماهيرية عريضة تلتف حوله. و الثاني العمل الدبلوماسي الذي يتواصل مع المجتمع الدولي... ثم قال أن هذا المشروع هو دفتر مفتوح بهدف الحوار حوله، و هو ليس مغلق على الآخرين، لكن السؤال أي آخرين يتحدث بكري الجاك؟ هل الآخرين الذين سوف ينصاعوا إلى أجندة "تقدم" هم المقصودين أم الذين يختلفون معها، و بالتالي الحوار معهم سوف يوصل إلي أجندة جديدة لأنها تسوية تقبل التنازل من قبل الطرفين، باعتبار أن الآخر مصطلح غير معرف عند تحالف الإثنين " تقدم – قحت" و هو ذات الفرز الذي قاد للحرب بسبب تعنت " قحت المركزي" التي فرضت شروط للعملية السياسية و إرادت أن تقلصها على القوى التي كانت عينها على السلطة و المحاصصة.. إذن ماذا يقصد الجاك الذي يمثل قيادة " تقدم " بالحوار المفتوح؟
و إذا أخذنا العمل الجماهيري كأساس للعملية السياسية لماذا لا تتوجه " قيادات تقدم" للجماهير في أماكن تواجدها، و لماذا لم يزور رئيسها تجمعاتها عندما زار القاهرة، و كتفى بمقبلة نخب قليلة.. أن أي حديث مرتبط بالجماهير يجب أن لا يكون خطاب على المنابر و استلاف لسانها دون موافقتها، بل التوجه إليها و محاورتها بهدف إقناعها و تحمل ردة فعلها. إما الدبلوماسية و التواصل مع المجتمع الدولي، هو يشكل الخيار القوي عند " تقدم و قحت المركزي" بأنه هو يشكل لها الرافعة للسلطة، و هم يعلمون أن الخارج له أجندته الخاصة التي يريد ضمانات لتحقيقها.. فالسؤال ما هي الضمانات المقدمة من " تقدم و قحت" لهؤلاء حتى يكون الشعب على علم بها؟
أن ندوة " تقدم طريق نحو المؤتمر التأسيسي" رغم إنها تحدثت عن التعريف و مقاصدها من تكوين القوى المدنية، إلا أنها أرادت أن تفتح حوارا حول أجندتها بهدف خلق قناعات جديدة، تترسخ عبر الحوار، و هي فكرة جيدة و مرنة أن يكون الخطاب موجه للعقل دون العاطفة، لكن المشكلة الأساسية التي تقف حجر عثرة أمام الحوار.. أن الأجندة المطروحة هي نفسها أجندة خلافية لأنها تشكل عصب عملية الاستقطاب الدائرة الآن.. الأولى الجماهير باعتبارها الضامن المستقبلي للذي يكسب في الخيارات المطروحة.. الثاني العامل الخارجي ذو الأجندة المغلفة بالمطلوبات أيضا عامل صراع بهدف استقطاب لأجندة البناء المستقبلي و النهضة في السودان.. أن تقدم رغم أنها تحاول أن تكون تيارا ثالثا كما قال الجاك إلا إنها عجزت أن تخرج عن دائرة " الإتفاق الإطاري" و ثقافة احتكارية السلطة. التي تضيق باب الحوار و تعزز فرص الصراع الصفري.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ما هو مكتب “لوتش” الأوكراني الذي تم تدميره بضربة روسية؟
روسيا – وجهت روسيا صباح اليوم ضربة موجعة لمكتب “لوتش” الأوكراني للتصاميم في كييف ردا على استخدام الجيش الأوكراني لصواريخ غربية بعيدة المدى ضد منشأة صناعية في مقاطعة روستوف الروسية.
واستخدم الجيش الروسي في ضربته المكثفة أسلحة صاروخية وطائرات مسيرة، بما في ذلك صواريخ “الخنجر” فرط الصوتية. وقد أصاب أحدها مكتب “لوتش” الأوكراني المصنع للصواريخ.
يذكر أن مكتب “لوتش” متخصص في تصميم وتصنيع وإنتاج مختلف أنواع الأسلحة الصاروخية، وبالدرجة الأولى منظومات “إر -360” لصواريخ “نبتون” البحرية.
وصاروخ “نبتون” عبارة عن نسخة غير مرخصة من صاروخ “خا-35” سوفيتي الصنع المخصص لإصابة السفن صغيرة الحجم. ومن المعلوم أن هناك نسخا من هذا الصاروخ مخصصة لتوجيه ضربات إلى الأهداف البرية من منصات ساحلية.
وإضافة إلى ذلك عمل المكتب على تصميم أنظمة دفاع جوي وصواريخ جوية غير موجهة وطائرات مسيرة ورشاشات عيار 12.7 ملم متحكم فيها عن بعد، فضلا عن صواريخ “ستوغنا” و” بارير- بي” و”كونوس” و Falarick 90/105/120 المضادة للدبابات.
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت اليوم أن كل أهداف الضربة المكثفة تم تدميرها.
المصدر: روسيسكايا غازيتا