يفتح مهرجان نيويورك لأفلام الذكاء الاصطناعي الباب على الإمكانات المتاحة من خلال هذه التكنولوجيا التي أصبحت في متناول الجميع، عبر أفلام قصيرة تعكس خيال مبتكريها مع مشاهد ذات طابع جمالي خارق.

وقد جرى تقديم ما يقرب من 3000 فيلم قصير إلى هذا المهرجان الذي نظمته شركة "رانواي إيه آي" Runway AI الناشئة، وهي من أكثر الشركات تقدماً في مجال إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، اختير منها عشرة أعمال في التصفية النهائية، في مؤشر إلى الطفرة الإبداعية التي توفرها هذه التكنولوجيا.



يقول أناستاديس جيرمانيديس، المؤسس المشارك لشركة "رانواي" إنّ "هناك تصوراً مفاده أن الإخراج باستخدام الذكاء الاصطناعي دائماً ما يكون له أسلوب محدد للغاية، لكن هذه الأفلام مختلفة تماماً عن بعضها البعض".

أفلام الذكاء الاصطناعي

 وقد قطعت السينما وأفلام الرسوم المتحركة شوطا طويلا في الأعوام الخمسين الماضية، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى الذكاء الاصطناعي، مع أعمال بارزة بينها "إنسبشن" و"مايتريكس"، مروراً بـ"لافينغ فنسنت". لكن ثمة فرق رئيسي يتمثل في أن الأفلام القصيرة تكلّف جزءاً يسيراً للغاية من ميزانية هذه الأفلام الضخمة، وقد أُنتجت بأدوات يمكن لأي شخص التعامل معها.

وتتيح "رانواي"، من خلال طلب مكتوب باللغة اليومية، إنشاء لقطة مدتها بضع ثوانٍ، أو تحويل سلسلة من الصور الثابتة إلى فيديو قصير، أو إعادة تشكيل تسلسل موجود بهدف تحويل صورة إلى لوحة على سبيل المثال.

في فبراير/شباط، أطلقت "أوبن إيه آي" OpenAI نسختها، المسماة "سورا" Sora، بينما تعمل غوغل وميتا على نسختيهما اللتين تحملان اسم "لوميير" Lumiere و"ايمو" Emu على التوالي. ولفيلمه القصير الذي حاز جوائز في المهرجان، عمل الفرنسي ليو كانون بمفرده انطلاق من سيناريو أعدّه، وأنتج مئات الصور باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي "ميدجورني" Midjourney، ثم قام بتحريكها باستخدام "رانواي" Runway، وأجرى تعديلات عدة على طول هذا المسار.

لا تزال البرامج الحالية محدودة في بعض المجالات، ولا سيما على صعيد زوايا الكاميرا أو طريقة عرض البشر كما هي الحال في أفلام الحركة الحية. ويوضح المخرج الفرنسي "لم يكن بإمكاني حقاً الحصول على شخصيات أو كلمات، لذا فقد كان هذا الأمر نوعاً ما أساس جمالية الفيلم".

بعد توليد اللقطات، كانت "لا يزال هناك الكثير من العيوب والاختلالات في كل مشهد، لذلك اضطررت إلى التنقيح كثيراً" لأن الفيلم "لا يخرج جاهزاً من البرمجيّة". يقول أليخاندرو ماتامالا، وهو أحد مؤسسي "رانواي"، "إذا كنت تريد قصة تحتوي على شخصيات بشرية شديدة الواقعية، فنحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد"، "ولكن هناك طرق مختلفة لرواية قصة ما". ولا شك في أن العقبات التقنية ستسقط تباعاً، لأن النماذج التي يعتمد عليها هذا البرنامج تستمر في التحسن.

تهديد يطال هوليوود؟

وتعمل شركة "رانواي" أيضاً على ما يُسمى بالنموذج العام، والذي سيكون قادراً على فهم الحركات داخل الصورة وكيفية تعديل بيئتها. ويقول أناستاديس جيرمانيديس، المؤسس المشارك الآخر لشركة "رانواي"، "عندما نبلغ النقطة التي تصل فيها جميع النماذج (المنافسة) إلى مستوى عالٍ من الجودة، سيكون الشيء المهم هو (...) إنشاء أدوات مفيدة".

ولا يشبه مؤسسو الشركة الناشئة الثلاثة مهندسي الكمبيوتر التقليديين، وقد تلقوا جميعاً تدريباً فنياً في جامعة نيويورك (NYU). ويشدد هؤلاء على أهمية إتقان "لغة مشتركة" بين البرمجة والإبداع، مستشهدين بشركتي أبل وبيكسار كأمثلة على هذا التوجه.

يؤكد كارلو دي تونيي، المشارك في إنجاز فيلم "أويكنينغ تو كرييشن" ("Awakening to Creation")، الذي حصل أيضاً على جائزة في المهرجان، أنه "بالنسبة للمخرجين مثلي، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتغيير نموذج هوليوود التقليدي".

ويقول "سيكون الفنانون قادرين على إحياء قصص جديدة من دون الحاجة بالضرورة إلى امتلاك الموارد لها"، مذكراً بأن الكثير من منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي تقدّم اشتراكات مقابل بضع عشرات من الدولارات شهرياً فقط. ويتوقع المخرج الإيطالي أن "الإنتاجات المستقلة ستقترب على الأرجح من بعض أفلام هوليود وتتنافس معها". ويثير ذلك بعض القلق في قطاع السينما.

ففي الصيف الماضي، في الولايات المتحدة، أضرب عدد كبير من الممثلين وكتّاب السيناريو لأشهر عدّة، مطالبين خصوصاً بالحماية ضد الذكاء الاصطناعي التوليدي. لكن بالنسبة لكارلو دي توني، فإن افتتانه بهذه التكنولوجيا لن يستمر إلا لفترة من الوقت. ووفقاً له، فإن "ما سيُحدث الفرق بعد ذلك هو أفكار المرء والطريقة التي يستخدم بها هذه الأدوات لتجسيد نواياه ورؤيته".

 وفي الواقع، تتجاوز هذه العمليات الإبداعية الجديدة الكثير من المهام والوظائف التي يقوم بها حالياً محترفو السينما، ما قد يفتح المجال أمام اعتمادها في القطاع. ويقرّ كريستوبال فالينزويلا، المؤسس المشارك والمدير العام لشركة "رانواي" إنه "ستتم أتمتة واستبدال مراحل معينة من صناعة الأفلام، لكن هذه الوظائف ستتغير"، ولن تختفي، على حد قوله.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء.. تطورات وتقنيات تغير العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في عصر التكنولوجيا المتسارعة، يتصدر الذكاء الاصطناعي مشهد التطورات والابتكارات التي تعيد تشكيل عالمنا بطرق غير مسبوقة. من تحسين بيئة العمل في مراكز الاتصال إلى معالجة قضايا الخصوصية وحماية حقوق المستخدمين، تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل جميع جوانب الحياة.. "البوابة" تستعرض أحدث الابتكارات والنزاعات القانونية والمبادرات التي تعكس كيف يواصل الذكاء الاصطناعي التأثير على حياتنا اليومية.

«SoftBank» تُطلق مرشح ذكاء اصطناعي لتهدئة أصوات العملاء الغاضبين في مراكز الاتصال
تسعى شركة الاتصالات اليابانية العملاقة SoftBank لتخفيف الضغط على موظفي مراكز الاتصال من خلال تطوير مرشح ذكاء اصطناعي يهدئ أصوات العملاء الغاضبين، مما يساعد على خلق بيئة عمل أقل توتراً.

في اليابان، تزايدت حالات التحرش بالعملاء، المعروفة محليًا باسم "كاسو-هارا"، وأصبحت مشكلة ملحة في مكان العمل، إلى جانب التحرش بالسلطة والتحرش الجنسي. وفقًا لمسح أجراه أكبر اتحاد في اليابان، UA Zensen، شمل نحو 30 ألف موظف في قطاع الخدمات وقطاعات أخرى، أفاد 46.8% منهم أنهم تعرضوا لغضب أو تخويف العملاء في العامين الماضيين.

تعمل SoftBank بالتعاون مع جامعة طوكيو على تطوير مرشح للذكاء الاصطناعي يمكنه التعرف على أصوات العملاء الغاضبين وتلطيفها بنبرة أقل عدوانية. تم نشر التقنية الجديدة في 15 أبريل، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة في استخدامها بشكل فعّال في العام المقبل.

يهدف المرشح إلى تقليل التأثير السلبي على الصحة النفسية لموظفي خدمة العملاء، مما يساعدهم على البقاء في وظائفهم. أظهر فيديو توضيحي للمنتج كيف يمكن تعديل الصوت الغاضب لأحد العملاء ليصبح صوتًا وصفه مذيع أخبار ياباني بأنه "فنان دبلجة للرسوم المتحركة".

وفي اليابان، يُعتبر الخضوع للرؤساء والعملاء فضيلة تقليدية، لكن الوضع بدأ يتحسن تدريجياً. في عام 2022، نشرت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية دليلاً يرشد الشركات إلى معالجة التحرش بالعملاء.

بعض الشركات مثل ANA Holdings، الشركة الأم لشركة All Nippon Airways، وشركة West Japan Railway، قد تبنت بالفعل سياسات لمواجهة مضايقة العملاء. وقد نصحت West Japan Railway موظفيها بوقف بيع المنتجات أو تقديم الخدمات للعملاء الذين يسيئون إليهم لفظيًا أو جسديًا، ويمكن أن يشارك المحامون في مساعدة الموظفين على اتخاذ إجراءات قانونية ضد العملاء.

تلقت تكنولوجيا مرشح الصوت بالذكاء الاصطناعي دعمًا واسعًا عبر الإنترنت. عبّر البعض عن رضاهم عن وجود مثل هذه التكنولوجيا، مشددين على ضرورة تحكم الناس في أعصابهم عند التحدث إلى موظفي خدمة العملاء. فيما اقترح آخرون مازحين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير أصوات الموظفين ليبدو وكأنهم "رجال عصابات مخيفون".

مع إطلاق هذه التكنولوجيا في عام 2025، تأمل SoftBank في تحسين بيئة العمل لموظفي مراكز الاتصال، والمساهمة في تقليل حالات التحرش بالعملاء في اليابان.

----------------------------------------------
الاقتصاد والشركات

إيلون ماسك يسحب دعواه ضد OpenAI وسام ألتمان، منهيًا صراعًا قانونيًا استمر لأشهر

تحرك محامو إيلون ماسك لرفض الدعوى القضائية التي رفعها ماسك ضد شركة OpenAI والرئيس التنفيذي سام ألتمان، منهين بذلك معركة قانونية استمرت أشهر بين المؤسسين المشاركين لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة.

كان ماسك، الذي شارك في تأسيس OpenAI في عام 2015، قد رفع دعوى قضائية ضد الشركة في فبراير، متهماً إياها بالتخلي عن مهمتها الأصلية غير الربحية من خلال الاحتفاظ ببعض تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا لعملاء القطاع الخاص. سعت الدعوى إلى إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين، مطالبة الشركة وألتمان والمؤسس المشارك والرئيس جريج بروكمان بسداد أي أرباح حصلوا عليها من الشركة.

وردت OpenAI على ادعاءات ماسك بسرعة، ووصفتها بأنها "غير متماسكة" و"تافهة"، وجادلت في دعوى قضائية بأنه ينبغي رفض القضية. نشرت الشركة أيضًا منشورًا على مدونة تضمن العديد من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بماسك من الأيام الأولى لـ OpenAI. أظهرت رسائل البريد الإلكتروني اعتراف ماسك بحاجتها لجني مبالغ كبيرة من المال لتمويل موارد الحوسبة اللازمة لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتناقض مع الادعاءات في دعواه القضائية بأن OpenAI كانت تسعى بشكل خاطئ إلى الربح.

لم يذكر محامو ماسك سببًا لطلبهم إسقاط الدعوى في ملف يوم الثلاثاء. وكان من المقرر عقد جلسة استماع بشأن اقتراح OpenAI برفض القضية يوم الأربعاء.

وجاءت هذه الخطوة لإسقاط الدعوى بعد يوم واحد من قيام ماسك بإطلاق سلسلة من المنشورات على منصته التواصلية X تنتقد OpenAI وتعاملها مع بيانات المستخدم، عقب إعلان شركة Apple عن شراكة تدمج ChatGPT مع المساعد الشخصي الرقمي Siri للمستخدمين على أساس الاختيار.

وقال ماسك في أحد المنشورات: "إذا قامت Apple بدمج OpenAI على مستوى نظام التشغيل، فسيتم حظر أجهزة Apple في شركتي. هذا انتهاك أمني غير مقبول". "قالت Apple كجزء من إعلانها إن استعلامات المستخدم المرسلة إلى ChatGPT لن يتم تخزينها بواسطة OpenAI."

تمثل المعركة القانونية بين ماسك وOpenAI تباينًا في الرؤى حول كيفية إدارة صانع ChatGPT، الذي ارتفعت قيمته بسرعة كبيرة وأصبح رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي المزدهر الذي يعتبره الكثيرون مستقبل التكنولوجيا.

اتهم ماسك شركة OpenAI بالسباق لتطوير تقنية "الذكاء العام الاصطناعي" القوية من أجل "تعظيم الأرباح". وفي الوقت نفسه، اتهمت OpenAI ماسك بالغيرة لأنه لم يعد مشاركًا في الشركة الناشئة بعد مغادرته في عام 2018 إثر محاولة فاشلة لإقناع زملائه المؤسسين بالسماح لشركة Tesla بالاستحواذ عليها.

على الرغم من وصف OpenAI لادعاءات ماسك بأنها "خيالية"، فإن الملياردير ليس الشخص الوحيد الذي أثار تساؤلات حول قيادة OpenAI واتجاهها. واجهت الشركة العام الماضي أزمة قيادية رفيعة المستوى أدت إلى طرد ألتمان مؤقتًا من الشركة، بسبب مخاوف أعضاء مجلس الإدارة بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي. وبعد أيام من عدم اليقين وتدخل شركة مايكروسوفت، عاد ألتمان إلى منصبه، فيما وصفه محللو الصناعة بأنه انتصار لأولئك الذين يسعون إلى تسويق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تجاريًا.

في الآونة الأخيرة، خرج العديد من قادة السلامة البارزين في OpenAIمن الشركة، حيث ادعى العديد منهم علنًا أن الشركة أعطت الأولوية لطرح منتجات جديدة بسرعة على حساب السلامة. وبعد أسابيع، أعلنت الشركة إنشاء لجنة جديدة من شأنها تقديم توصيات إلى مجلس إدارة الشركة بشأن السلامة والأمن.

-------------------------------------------
الخصوصية وحقوق المستخدمين

«يوتيوب» تطلق خاصية جديدة لمواجهة إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى

في خطوة جديدة لمواجهة الاستخدام غير المشروع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت منصة مشاركة مقاطع الفيديو يوتيوب عن إطلاق خاصية جديدة تتيح للمستخدمين طلب إزالة المحتوى الذي يقلد وجوههم أو أصواتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لما ذكره موقع "أندرويد أوثوريتي"، تهدف هذه الخطوة إلى معالجة القلق المتزايد من استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد الأفراد، مما يشكل انتهاكًا لخصوصيتهم وسلامتهم.

أكدت يوتيوب أن إساءة استخدام نموذج الشكاوى قد تؤدي إلى تعليق حساب المستخدم في المنصة، إذ تدرك المنصة إمكانية استخدام هذا النظام لمضايقة صناع المحتوى بشكل غير قانوني أو غير مبرر. وتعهدت يوتيوب بمراجعة طلبات الإزالة يدويًا بدقة، بهدف تحديد ما إذا كان المحتوى المُبلغ عنه يندرج ضمن فئات مثل المحاكاة الساخرة أو السخرية، خاصة في الحالات التي تشمل شخصيات بارزة.

في وقت سابق من هذا العام، ألزمت يوتيوب صناع المحتوى بالإفصاح عن أي محتوى صُنع باستخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير الأحداث الحقيقية أو اختلاق أفعال للأفراد. ولتعزيز الشفافية، يتعين على صناع المحتوى وضع علامات على المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعي في حقول الوصف في المنصة. وفي حال عدم الامتثال لمتطلبات الإفصاح، قد يُزال المحتوى ويُطرد المخالفون من برنامج مشاركة عائدات الإعلانات.

يأتي هذا التحرك من يوتيوب في وقت يثير فيه ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مخاوف أخلاقية واسعة النطاق. اتهم المبدعون حول العالم الشركات التقنية الكبرى باستخدام أعمالهم الفنية دون موافقة مناسبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما أثار استياءً كبيرًا في الأوساط الفنية.

أتاحت قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة إنشاء صور وأصوات ومقاطع فيديو واقعية للغاية، مما أدى إلى دعوات للحذر من استخدام تلك القدرات في نشر المعلومات المضللة عبر المنصات الرقمية، خاصةً في الأحداث المهمة مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. تأمل يوتيوب من خلال هذه الخطوات الجديدة في تعزيز الثقة بين المستخدمين وحماية حقوق الأفراد من أي انتهاكات قد تحدث جراء الاستخدام غير المسئول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

------------------------------------------

شركات الذكاء الاصطناعي تواجه اتهامات بانتهاك حقوق المحتوى عبر الإنترنت

تتعرض شركات الذكاء الاصطناعي لانتقادات شديدة بسبب استخدامها غير المصرح به لمحتوى مواقع الإنترنت في تدريب نماذجها المختلفة وإعادة نشره عبر منصات متعددة. ووفقًا لتقرير من وكالة رويترز، تقوم شركات مثل Perplexity، التي تدير محرك بحث مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، بتجاوز بروتوكولات robots.txt لتجميع محتوى المواقع، مما يثير قلق الناشرين.

تستخدم ملفات robots.txt لتوجيه محركات البحث وروبوتات جمع البيانات حول الصفحات التي يمكن الوصول إليها، ومنذ عام 1994، كان الامتثال لهذه الملفات اختياريًا. واطلعت وكالة رويترز على رسالة من شركة TollBit، وهي شركة ناشئة تعمل على توصيل الناشرين بشركات الذكاء الاصطناعي لتوقيع اتفاقيات ترخيص، تحذر فيها من أن "وكلاء الذكاء الاصطناعي من مصادر متعددة يتجاوزون بروتوكول robots.txt للحصول على محتوى من المواقع" دون ترخيص، دون تحديد أسماء الشركات المعنية.

وأفاد موقع "بيزنس إنسايدر" بأن شركتي OpenAIوAnthropic، المعروفين في مجال الذكاء الاصطناعي، تتجاوزان أيضًا بروتوكول robots.txt رغم إعلانهما سابقًا احترام هذه التعليمات. وكشفت مجلة Wiredأن برنامجًا على خادم تابع لأمازون تديره شركة Perplexity يتجاوز تعليمات robots.txt الخاصة بموقعها للوصول إلى محتواها، وقد تحققت المجلة من ذلك بعد إجراء تحقيق خاص.

في مقابلة مع مجلة Fast Company، أكد الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، أرافيند سرينيفاس، أن شركته "لا تتجاهل بروتوكول استبعاد الروبوتات"، لكنه أشار إلى أن الشركة تستخدم زواحف ويب تابعة لأطراف خارجية، بالإضافة إلى زواحفها الخاصة، وأن الزاحف الذي حددته مجلة Wired كان واحدًا من هذه الأطراف.

بعض الناشرين، مثل صحيفة نيويورك تايمز، رفعوا دعاوى قضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي بسبب انتهاك حقوق الطبع والنشر الخاصة بهم، بينما يوقع آخرون اتفاقيات ترخيص مع هذه الشركات للحصول على تراخيص استخدام المحتوى مقابل دفع مالي.

---------------------------------------------

دعوى قضائية أمريكية ضد TikTok تركز على خصوصية الأطفال

أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها ستركز في دعواها القضائية المرتقبة ضد منصة TikTok الشهيرة على مزاعم انتهاكها لحقوق خصوصية الأطفال، بدلاً من التركيز على الادعاءات بأنها ضللت المستخدمين البالغين بشأن ممارسات خصوصية البيانات. جاء هذا التطور وفقًا لمصدر مطلع على القضية.

وقد قامت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية "FTC" بإحالة القضية إلى وزارة العدل يوم الثلاثاء الماضي بعد إجراء تحقيقات حول الانتهاكات المحتملة من قبل TikTok وشركتها الأم ByteDance. وذكرت اللجنة في بيانها: "كشف التحقيق عن أسباب للاعتقاد بأن المتهمين ينتهكون القانون أو على وشك انتهاكه، وأن اتخاذ الإجراءات يصب في المصلحة العامة".

يُذكر أن رويترز كانت قد أفادت في عام 2020 بأن لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل الأمريكية تبحثان في مزاعم بأن تطبيق TikTok لم يلتزم باتفاقية عام 2019 التي تهدف إلى حماية خصوصية الأطفال.

من جانبها، أعربت TikTok عن رفضها الشديد لمزاعم لجنة التجارة الفيدرالية وأبدت خيبة أملها من قرار الوكالة رفع دعوى قضائية ضدها. وأكدت TikTok أنها تنفي هذه الادعاءات بشكل قاطع.

يأتي هذا التحقيق منفصلًا عن المخاوف المستمرة في الكونجرس بشأن احتمال وصول الحكومة الصينية إلى بيانات مستخدمي TikTok البالغ عددهم 170 مليون مستخدم. كما تتحدى TikTok قانونًا تم إقراره في أبريل يلزم شركتها الأم ByteDanceببيع أصول TikTokالأمريكية بحلول 19 يناير أو مواجهة الحظر.

وفي قضية أخرى ذات صلة، صرحت ByteDance يوم الخميس بأن الحظر سيكون حتميًا دون تدخل المحكمة، وأن سحب الاستثمارات "غير ممكن من الناحية التكنولوجية أو التجارية أو القانونية".

تبقى هذه القضية محط أنظار الكثيرين، نظرًا لتأثيرها الكبير على مستقبل منصة TikTok وعلاقتها مع المستخدمين والهيئات التنظيمية الأمريكية.

------------------------------------------------------------

التطورات العالمية..

تحويل مستخدم YouTubeالأوكراني إلى روسي عبر الذكاء الاصطناعي يثير الجدل في الصين

وجدت أولجا لويك، طالبة بجامعة بنسلفانيا، نفسها في موقف غير متوقع بعد أن أطلقت قناتها على YouTubeفي نوفمبر الماضي. لويك، التي تبلغ من العمر 21 عامًا ومن أوكرانيا، اكتشفت أن صورتها استخدمت بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصيات بديلة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

الشخصيات المزيفة، مثل "ناتاشا"، ادعت أنها نساء روسيات يتحدثن الصينية بطلاقة، ويشكرن الصين على دعمها لروسيا، ويقمن ببيع منتجات مثل الحلوى الروسية. الحسابات المزيفة جمعت مئات الآلاف من المتابعين في الصين، وهو عدد أكبر بكثير مما لدى لويك نفسها.

وقالت لويك لرويترز: "كان هذا مخيفًا حقًا، لأن هذه أشياء لن أقولها أبدًا في حياتي". تظهر حالتها مثالاً على عدد متزايد من النساء المزيفات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية اللواتي يظهرن حبهن للصين ويدعمن روسيا في الحرب، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لاختلاس مقاطع لنساء حقيقيات دون علمهن.

الحسابات المزيفة باستخدام صورة لويك جمعت مئات الآلاف من المتابعين وباعت منتجات بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات. وأكد بعض المنشورات أن المحتوى قد تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي.

استفادت شخصيات مثل لويك من الشراكة "بلا حدود" بين روسيا والصين، التي أُعلنت في عام 2022 عندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكين قبل أيام من غزو روسيا لأوكرانيا.

وأشار جيم تشاي، الرئيس التنفيذي لشركة XMOVالتي تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى أن التكنولوجيا المستخدمة لإنشاء مثل هذه الصور "شائعة جدًا في الصين". وأوضح أنه يمكن لأي شخص إنتاج "إنسان رقمي ثنائي الأبعاد" باستخدام فيديو مدته 30 دقيقة، مما يجعله يبدو حقيقيًا للغاية.

تسلط قصة لويك الضوء على مخاطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير القانونية أو غير الأخلاقية، حيث أصبح من السهل استخدام هذه الأدوات لإنشاء ونشر المحتوى. تزايدت المخاوف بشأن مساهمة الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة.

في يناير، أصدرت الصين مسودة مبادئ توجيهية لتوحيد صناعة الذكاء الاصطناعي، واقترحت تشكيل أكثر من 50 معيارًا بحلول عام 2026. وفي الاتحاد الأوروبي، دخل قانون الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ هذا الشهر، مما يفرض التزامات صارمة بالشفافية على أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر.

وقال شين داي، الأستاذ المساعد في كلية الحقوق بجامعة بكين، إن التنظيم يسعى جاهدًا لمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي السريع. وأضاف: "الحجم الكبير للتطور يجعل التنبؤ أمرًا صعبًا... ليس فقط في الصين، ولكن في كل مكان على الإنترنت".

---------------------------

إنتل تكشف عن تقنية جديدة لتعزيز منافستها في سوق الذكاء الاصطناعي

كشفت إنتل يوم الثلاثاء عن تقنيات جديدة تهدف إلى تعزيز موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال معرض Computex السنوي في تايوان. تضمنت الإعلانات جيلًا جديدًا من معالجات مراكز البيانات، وأسعار مجموعات مسرعات الذكاء الاصطناعي، وبنية جديدة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي.

قدمت إنتل معالجاتها الجديدة Xeon 6، التي توفر أداءً أفضل وكفاءة أعلى في استهلاك الطاقة لأحمال العمل الكثيفة في مراكز البيانات، مقارنة بالأجيال السابقة. وأكدت إنتل أن معالجات Xeon الجديدة مع مجموعات مسرعات Gaudi 2 وGaudi 3 تقدم حلاً قويًا يجعل الذكاء الاصطناعي أسرع وأرخص وأكثر وصولًا.

كشفت إنتل أيضًا عن بنية Lunar Lake، التي تستهدف الجيل القادم من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المزودة بالذكاء الاصطناعي. تتميز هذه البنية بتوافق التطبيقات دون تنازلات واستهلاك منخفض للطاقة، مما يتيح كفاءة أكبر بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأجيال السابقة من الرقائق.

أكد بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، على قدرة الشركة في ابتكار مجموعة كاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدءًا من تصنيع أشباه الموصلات إلى أنظمة أجهزة الكمبيوتر والشبكات والحافة ومراكز البيانات. وأوضح أن الجمع بين منصات Xeon وGaudi وCore Ultra يعزز من حلول الشركة المرنة والآمنة والمستدامة والفعالة من حيث التكلفة.

أشار روب إندرلي، المحلل الرئيسي لدى مجموعة إندرل، إلى أن إنتل تعمل بجد لعكس أخطاء العقد الماضي، محققة تقدمًا مثيرًا للإعجاب، لكنه أضاف أن السباق لم ينته بعد وأن المنافسين يواصلون تنفيذ خططهم بفعالية. وعلق بنجامين لي، أستاذ الهندسة بجامعة بنسلفانيا، على استراتيجية إنتل الواسعة النطاق والتي يتم تنفيذها بشكل جيد.

تعلق إنتل آمالًا كبيرة على بنية Lunar Lake، والتي تتميز بتكامل الذكاء الاصطناعي المتقدم على مستوى الأجهزة، وأداء فائق لكل واط، وكفاءة طاقة عالية، مما يجعل التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في متناول المستخدمين العاديين.

تتوقع الشركة أن تشكل أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي نسبة كبيرة من السوق في المستقبل القريب، مع توقعات بأن تتجاوز نسبة الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي 65% إلى 75% في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام. وأكدت أن هذه التقنيات تهدف إلى تلبية متطلبات المستهلكين لأجهزة رفيعة وخفيفة مزودة ببطاريات تدوم لفترات طويلة.

أشارت ديبورا بيري بيسكيوني، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمعهد Work3، إلى أهمية الاستثمار في بنية تحتية للطاقة لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي. وأضافت أن السياسات المستقبلية يجب أن تدعم تطوير البنية التحتية للطاقة لضمان استمرارية الابتكار في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • هل اقترب عصر الذكاء الاصطناعي الواعي؟
  • 5 طرق للكشف عن التزييف العميق لمستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • خبير أميركي: الذكاء الاصطناعي نفط المستقبل
  • جامعة السلطان قابوس والذكاء الاصطناعي
  • مطارات دبي: نظام التنبؤ بالمخزون باستخدام الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية
  • مطارات دبي: نظام التنبؤ بالمخزون باستخدام الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في إدارة الإمدادات
  • الذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء.. تطورات وتقنيات تغير العالم
  • تأهيل الأطباء في تصميم المناهج باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • تحليل : الذكاء الاصطناعي نفط المستقبل في العالم
  • جلسة حوارية تستشرف مستقبل الابتكار في عُمان