السندات إحدى أدوات الدخل الثابت أو الأوراق المالية ذات الدخل الثابت، وهي أداة دين، وتعني أن كيانا ما -سواء كان حكومة أو شركة- يقرض مالا ويدفع عائدا ثابتا محددا خلال فترة الاستدانة، وفي نهاية أجل السند عندما يحين موعد استحقاقه يمكنك استرداد المبلغ الأصلي الذي تم اقتراضه.

تتراوح مدة السند بين 3 أشهر وما يصل إلى 50 سنة.

تؤثر معدلات الفائدة على طريقة تسعير السندات، فعندما ترتفع الفائدة تميل أسعار السندات عموما إلى التراجع، والعكس عندما تنخفض الفائدة ترتفع أسعار السندات، وفق ما أظهرت صحيفة تلغراف البريطانية في موضوع تعريفي بالسندات. 1- دخل ثابت

السبب الرئيسي للإقبال على السندات هو الرغبة في الحصول على دخل ثابت، إذ توفر نسبة فائدة محددة مسبقا، وقد تجذب بشكل أساسي المتقاعدين.

وتوفر السندات بديلا أكثر أمانا في أوقات عدم اليقين في السوق لأن أداءها يختلف عن أسواق الأسهم، لذا يمكن الاحتفاظ بها إلى جانب الأسهم للحد من تقلبات المحفظة الاستثمارية، إذ إن أسعارها عادة ما تتقلب بشكل أقل.

وبما أن عوائد السندات ثابتة على عكس عوائد الأسهم عبر توزيعات الأرباح والتي يمكن أن تتغير فهي (السندات) تحظى بشعبية لدى المستثمرين الأكثر حذرا الذين لا يحبون فكرة ارتفاع قيمة استثماراتهم أو انخفاضها.

وقد يرغب بعض المستثمرين -خاصة أولئك الذين يصلون إلى التقاعد- في بعض السندات للحصول على دخل موثوق ومتنوع بعيدا عن سوق الأوراق المالية أو العقارات أو حسابات التوفير في البنوك.

2- أنواع السندات

ثمة أنواع سندات تقدم مستويات مختلفة من العائد والمخاطر، وهي كالتالي:

السندات الحكومية (السندات السيادية) تصدرها الحكومات وتحظى أحيانا بإعفاءات ضريبية وتزداد مخاطرها أو تقل وفق الجدارة المالية أو التصنيف الائتماني للبلد المصدر. يتم إصدار سندات الأسواق الناشئة من قبل البلدان أو الشركات في العالم النامي، وتحمل ديون الأسواق الناشئة مخاطر أكبر، إذ إن ثمة احتمالا أكبر للتخلف عن السداد ويمكن أن تكون متقلبة بسبب ارتفاع وانخفاض العملة. لا بد من أخذ السيولة والقوة المالية لمصدري السندات في الاعتبار -فضلا عن الاستقرار السياسي- عند تقييم هذه السندات الحكومية. يمكن أن تكون كوبونات ديون الأسواق الناشئة (الدخل المحقق لصاحب السند) جذابة للغاية، وغالبا ما تكون بأرقام مضاعفة مقارنة بالأسواق الأكثر استقرارا. للسندات مخاطر لكنها قد تكون أقل من أدوات الاستثمار الأخرى (الفرنسية) سندات الشركات تسمح بالاستثمار في الشركات الكبرى بطريقة أقل خطورة من شراء أسهم فيها، وغالبا ما تصدر الشركات سندات للسماح لها بتمويل تنمية أعمالها، سواء لشراء عقارات أو معدات أو توظيف المزيد من العاملين. تأتي سندات الشركات بأشكال عديدة ضمن هذا القطاع، وتعرف السندات الصادرة عن الشركات ذات التصنيف الائتماني العالي -والتي تعد مؤشرا على القوة المالية- بالسندات ذات الدرجة الاستثمارية. يرتفع العائد على سندات الشركات التي يزيد مستوى المخاطر المرتبطة بها ويشار إليها في بعض الأحيان على أنها السندات غير المرغوب فيها. يتم إصدار السندات ذات العائد المرتفع أو غير المرغوب فيها من قبل الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض، وللتعويض عن المخاطر الأكبر التي يتعرض لها المستثمرون من احتمال التخلف عن السداد أو عدم القدرة على السداد لحاملي السندات بالكامل، وتدفع هذه السندات عوائد أعلى، وغالبا ما تكون الجهات المصدرة ذات العائد المرتفع شركات أصغر في مجالات متخصصة أكثر. أما سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية فيتم إصدارها من قبل الشركات الكبرى الشهيرة.

وفي حالة تعرض الشركات لصعوبات مالية فإن هذه السندات تحتل مرتبة أعلى في الترتيب الهرمي من المساهمين (من حيث أولوية سداد المستحقات)، لذلك يمكن الشعور بالارتياح من ذلك عندما يتعلق الأمر بوزن المخاطر.

السندات المرتبطة بالتضخم

تحدد هذه السندات العائد على مشتريها وفقا لمعدلات التضخم المحققة، وتهدف إلى توفير الحماية عندما تنخفض أسواق الأسهم، فضلا عن توفير درع ضد ارتفاعات مستويات الأسعار.

3- عوائد السندات

تحسب كنسبة مئوية من القيمة المستثمرة، وهي ما يمكن للمستثمر أن يتوقع الحصول عليه كدخل على مدى 12 شهرا قادمة.

عندما يتعلق الأمر بآفاق العوائد المقبلة لا توجد كرة بلورية لإخبار المستثمرين بما يمكن توقعه.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن هال كوك -وهو أحد كبار محللي الاستثمار في شركة "هارغريفس لانسداون" البريطانية للخدمات المالية- قوله إنه من المرجح أن تكون الفائدة في قمتها الآن لدورة التشديد النقدي الحالية، مع توقع واسع النطاق بخفض الفائدة من هذا المستوى.

وأضاف "هذا أمر جيد بالنسبة للسندات، لأن انخفاض العائدات يعني ارتفاع الأسعار، وتشير أسعار السوق الحالية إلى أن الفائدة في بريطانيا ستكون نحو 3.25 إلى 3.5% في غضون 5 سنوات، ويبلغ هذا الرقم نحو 3.6% للفائدة الأميركية و2 إلى 2.25% لأوروبا، وإذا تبين أن هذا صحيح فإنه يعني تخفيضات في الفائدة من 3 من البنوك المركزية الأكثر نفوذا في العالم بالأشهر والسنوات المقبلة".

وتابع "عندما ينخفض التضخم وتخفض البنوك المركزية الفائدة فإن السندات تجذب المزيد من المستثمرين، وهذا يزيد الطلب ويدفع السعر إلى الأعلى، وبالتالي فإن المستثمرين الذين يحتفظون بالسندات سوف يشهدون زيادة في قيمة ممتلكاتهم".

وقال "في حالة حدوث صدمة في السوق من الممكن أن ترتفع قيمة السندات مرة أخرى، وينطبق هذا بشكل خاص على السندات الحكومية التي يمكن أن تستفيد من تجارة الملاذ الآمن في بيئة صدمة السوق، احتمال زيادة قيمة السندات في هذا السيناريو يزيد فائدة التنويع ضمن محفظة استثمارية".

4- مخاطر شراء السندات أحد المخاطر الرئيسية التي تهدد الدخل الثابت هو ما يشكله التضخم، إذ تكون السندات أقل جاذبية في فترات ارتفاع التضخم لأنه مع ارتفاع الأسعار تنخفض قيمة الدخل بالقيمة الحقيقية. رغم أن التضخم أصبح يرتفع بوتيرة أبطأ بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة فإنه لا يزال مرتفعا. تجعل نسبة التقلبات المتراجعة في السندات الإقبال عليها شائعا من جانب المستثمرين الحذرين أو أولئك الذين يرغبون في تقليل المخاطر الإجمالية في المحفظة، لكن لا ضمانات لأن السندات يمكن أن تواجه أوقاتا صعبة (عالية المخاطر). مخاطر الائتمان بالنسبة للسندات تتمثل في تخلف الشركة أو الحكومة عن سداد العائد أو أصل قيمة السندات، كما أنه من الممكن أن يواجه المستثمر صعوبة في تسييل أوراق الدين هذه مع عدم وجود مشتر أو رغبة في شرائها. بالنسبة للسندات العالمية -حيث يتم دفع السندات وتسعيرها بالعملات المحلية- ثمة مخاطر من العملة لأن قيمتها قد تنخفض، مما يؤثر على قيمة الاستثمار. يمكنك شراء السندات الحكومية مباشرة من خلال جهة إصدار الديون الحكومية، كما أنه من الممكن الشراء عن طريق وسيط استثمار أو عبر صناديق استثمار في السندات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات السندات الحکومیة سندات الشرکات هذه السندات یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عند إغلاق جلسة الأربعاء

الاقتصاد نيوز - متابعة

تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية خلال تعاملات جلسة الأربعاء 26 آذار، عند الإغلاق، تزامناً مع تراجع تكاليف الاقتراض في بريطانيا وسط ترحيب من الأسواق بموجة من الأخبار الاقتصادية والإعلانات المالية.

انخفض مؤشر Stoxx 600 الأوروبي 3.96 نقطة أو بنسبة 0.72% إلى مستوى 548.63 نقطة في نهاية التعاملات.

كما أغلق مؤشر DAX الألماني الجلسة على هبوط 262.37 نقطة أو بنسبة 1.14% إلى مستوى 22847.42 نقطة.

بينما ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني 25.79 نقطة أو بنسبة 0.30% عند الإغلاق إلى مستوى 8689.59 نقطة.

في حين تراجع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنحو 77.91 نقطة أو بنسبة 0.96% عند الإغلاق إلى مستوى 8030.68 نقطة.

تراجع العائد على السندات البريطانية

يأتي ذلك تزامناً مع تراجع العائد على  سندات الحكومة البريطانية لأجل عامين، المعروفة باسم "السندات الحكومية"، بمقدار ثلاث نقاط أساس في الساعة 3:23 مساءً يوم الأربعاء. كما انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس، بحسب شبكة CNBC.

وأظهرت بيانات التضخم في المملكة المتحدة الصادرة يوم الأربعاء، انخفاضاً غير متوقع في معدل التضخم على أساس سنوي إلى 2.8% خلال شهر فبراير/ شباط، مما عزز الآمال في مسار أكثر حسماً لخفض معدلات الفائدة من بنك إنكلترا هذا العام، ودفع الجنيه الإسترليني إلى التراجع مقابل الدولار الأميركي واليورو.

قدمت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، في وقت سابق من اليوم، تحديثاً لميزانيتها الربيعية، مؤكدةً توقعات بتخفيضات في الإنفاق بمليارات الجنيهات الإسترلينية تستهدف الرعاية الاجتماعية والمساعدات الخارجية، إلى جانب تدابير لمكافحة التهرب الضريبي. 

في غضون ذلك، جددت الحكومة البريطانية التزامها بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وإصلاح قواعد التخطيط لتعزيز النمو، مع الالتزام بـ "قواعدها المالية".

إصدار السندات السنوية

عقب خطاب ريفز، أعلن مكتب إدارة الديون في المملكة المتحدة عن عزمه إصدار سندات حكومية بقيمة 299.2 مليار جنيه إسترليني (385.5 مليار دولار) للعام المالي 2025-2026، وهو رقم أعلى قليلاً من العام السابق، ولكنه أقل بقليل من 304 مليارات جنيه إسترليني المقدرة في استطلاع أجرته رويترز للمؤسسات المالية.

وقال كبير الاقتصاديين بشركة Forvis Mazars، جورج لاغارياس، لشبكة CNBC: "يُظهر رد فعل السوق أن الحكومة تمكنت مسبقاً من معايرة التوقعات بشكل صحيح... إنهم يُؤكدون للأسواق المالية أنهم لن يُنفقوا بتهور، ويأملون أن يُمولها المستثمرون".

يراقب المستثمرون حجم حزمة السندات عن كثب كمؤشر على مستوى العرض في السوق للعام المقبل. لا يزال هذا الإصدار من بين أكبر الإصدارات المسجلة، ولكن لاغارياس قال إن رد الفعل سيكون إيجابياً، بالنظر إلى التوقعات.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • دستور عدالة المحاكم.. ماذا تعرف عن الضبط والإحضار؟
  • ديون الشركات العالمية تناهز الـ8 تريليونات دولار
  • السفير حاتم رسلان: 15 مليار دولار قيمة الاستثمار الخارجي لمصر
  • انخفاض أسهم "غيم ستوب" بنحو 25% بعد إعلانها إصدار سندات لشراء بتكوين
  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض مع تراجع شركات السيارات
  • ماذا يمكن أن تشتري للأطفال في العيد؟.. أفكار هدايا ممتعة
  • حالات يتم فيها تشديد عقوبة سرقة السرقة طبقا للقانون.. تعرف عليها
  • تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عند إغلاق جلسة الأربعاء
  • لبنان: لا قيمة للمواقع الخمسة التى تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها
  • قيمة زكاة الفطر 2025 للفرد وآخر مهلة لإخراجها.. ماذا قالت الإفتاء؟