كان في حكايات بطرزها لينا سعدالله في حلتنا
حكايات صغيرة وجميلة ومعمولة بحب وبدون تكلف
كانت عندو واحدة من ادوات نحت المواقف النبيلة وهي (بوكسي)
عربية بوكسي عادية ممكن تكون عند اي زول في الحلة أو الحلال الجمبنا .. عادي ممكن تجي شاقي الميدان ونشوف بوكسي قسم الله شاحن كراسي مناسبات وتحتها حديد الخيمة ومن فوق ليها غسالة وصبارة موية
لما نرفع عنقريب جنازة في البوكسي دا بنكون حافظين الوضع تماما كأنو البوكسي دا اتصنع لنقل الجنازات
في اقسام الطوارئ بتاعت المستشفيات العامة والخاصة كنا عارفين تماما محل نوقف بوكسينا ونشيل مريضنا للدكتور
البوكسي البنمشي نجيب بيهو تلج المناسبات وخرفان الضحية والخضار من الملجة
.


مابقدر ياسهل اوريك السهولة البنقيف بيها قدام بيت قسم الله وندق بيها الباب مهما تاخرت ساعات الليل أو سخنت اوقات الظهيرة .. عادي بجينا قسم الله مارق ونوريهو الحاصل وطوالي يمرق البوكسي ونتحرك
.
قسم الله كانت امورو زابطة وأحوالو المادية فل الفل عشان كدة كانت يدو في جيبو طول الوقت
نجي من المقابر نلقى أولادو جهزو فطور محترم للناس وجابو الشاي والقهوة حايمين بيهم من فوق لي راسنا
.
جات الحرب والدعامة كبسو كبسا كبسا والامور جاطت وقسم الله عشان زول نجيض كسر حيطة الديوان دخل البوكسي وعمل نظام ستارة وشوية عفش للتمويه وبرضو جوهو تلاتة دعامة قالو ليهو دايرين بوكسيك الداسيهو في الصالون .. قاليهم خير بس أول شي خشو نحن قاعدين نفطر خشو افطرو معانا وياهو دا مفتاح البوكسي .. الدعامة خشو ولقو قسم الله قاعد وسط عيالو وجابو الاباريق غسلو ليهم اياديهم وزادو الزاد شوية وواصلو اكل .. أولاد قسم الله الاربعة مافيهم واحد عينو زاغت ولا خاف ولا رجف كانو عاديين وفطرو .. الدعامة ختو اسلحتهم بعيد وبعد الفطور قسم الله حلف عليهم إلا يشربو الشاي وفعلا الدعامة شربو الشاي وقسم الله ادة المفتاح لي ولدو الكبير قال ليهو امرق البوكسي للناس ديل والولد بكل اريحية فتح باب البيت وزحزح الستائر والكرور مرق ليهم البوكسي في الشارع

قسم الله مسك اكبر واحد في الدعامة وقاليهو أمان الله ورسولو والبوكسي اديتكم ليهو وبينا ملح وملاح بس داير أعرف الوراك البوكسي داسيهو في الصالون منو .. قال ليهو ورانا جارك الوراك بالحيطة اديناهو مليار وباقي ليهو مليار لكن على شرط نشيل البوكسي ونكتلك .. مسك التلفون وضرب للولد قاليهو البوكسي استلمنا تعال شيل قروشك والولد رد عليهو شايف البوكسي في الشارع لكن الزول ماكتلتو
الدعامي فك كم طلقة في الهواء وقاليهو خلاص كتلنا حسب اتفاقنا معاك تعال شيل قروشك
.
اثناء ما الولد جاي يستلم قروشو كان قسم الله لسة بسأل عن هوية الواشي
الواشي الصغير ماشي عليهم
قسم الله ما مصدق ويسأل
الواشي جاي عليهم مدنقر
قسم الله بسأل

الدعامي خت اصبعو في راس الواشي المعولق وقاليهو ياهو دا الوشى بيك
قسم الله قاليهو يوم كوركتو وامك وقعت كسرت المخروقة انا جيتكم قبل ماتكوركو لي
أمك في العنبر تلاتة يوم ومعاها زوجتي دي وأنا مع أبوك في المستشفى ولما خرجناها بعد العناية جبتها بالبوكسي دا ولما تعبت تاني رجعتها بنفس البوكسي ولما ماتت شلت جنازتها في البوكسي دا ذاتو .. الفراش حقكم ومصاريف العملية دا كلو خليهو ومابتقال .. داير الجماعة ديل يشيلو البوكسي ويكتلوني عشان خايف من الفضيحة

الدعامي جاب خرطوش ومشى على عيال قسم الله دخلم جوة البيت بالقوة ودفع عمك قسم الله بي يدو رماهو هناك وضرب الولد الوشي في رأسو جابو في الواطة وقال الاتنين المعاهو البقرب مني بملاهو نار

كل الحاجات دي حصلت في ثواني وفرغ الخزنة في الولد الواقع قدامو
شال مفتاح العربية جدعو لي قسم الله وقاليهو قدامك يومين بس ياحاج واحتمال يجو ناس غيرنا انت وعيالك وعربيتك وأي حاجة تقدر تشيلها معاك بس مانلقاك قاعد هنا
.
قسم الله هسي في الشمالية والقصة مبنية على أحداث حقيقية ماعدا ما اقتضته طريقة السرد
.
.
طول عمرنا بنعرف المريسة والعرقي والبنقو .. كل المبتلين بالحاجات دي عاشو وسطنا واختلطو بينا وعرفناهم وعرفونا .. عادي الناس يمرقو من بيت المريسة الاشعال ومن الاشغال لي بيت العرقي
.
عادي يجي واحد لط مارق من بيت المريسة وينصفك لو مظلوم ويشاكلك لو غلطان
.
من ماظهرت لينا الحبوب العفنة دي بقينا ما يانا .. جريمتنا ذاتها بقت جريمة جبانة ومافيها ذرة بتاعت رجولة .. لو ما انتهينا من مشكلة المخدرات الجديدة دي حانبوظ باقي الحاجات السمحة اللسع قاعدة ترقش في حياتنا الممعوطة دي .. عندنا مشكلة مخدرات معناها عندنا حرب حقيقية حا تاكل باقي الاخلاق العندنا
سهل الطيب ????????

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قسم الله

إقرأ أيضاً:

إحتِفَاءٌ بِذِكْرَى مِيلاد ، و وَدَاعٌ لدنيا الأسَافـير

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: بروفيسور مهدي أمين التوم

اليوم ذكرى ميلادي الثالثة و الثمانين [ 83 ] و الحمد و الشكر لله رب العالمين لأفضاله التي لا تُحصَى، و لتكريمي بكم صديقات و أصدقاء أعزاء و أوفياء ، و لإهدائي أسرة صغيرة أعتز بها ،و أشيد بدعمها ،و بصبرها علي كل ما اعترض الطريق من تقلبات ، و بكل ما افرحتنا به من إنجازات علمية و حياتية..شكراً نائلة و نجلاء و محمد و خالد هبة الله لشخصي الضعيف .
إنه وقت مناسب لإتخاذ قرار إعتزال الكتابة العامة ، الإسفيرية و الصحفية ، و إنهاء عناء المتابعات ، و ضغوط المساهمات في الشأن العام !!!
أعتذر لكل مَن ضايقته أو إستفزته بعض كلماتي المتواضعة، أو قَصُر خياله عن إستدراك أبعاد أفكار و رؤى قدمتهابصدقٍ ، بعضها من خارج الصندوق، بدوافع صادقة حاشى لله أن تكون بها مِسْحَةٌ من خيانة أو طمع أو رجاء ، عافياً لله ما أصابني إثرها من رشاش و تطاول بخاصة من الدكتور الريح عبدالقادر الذي أقبل بهذه المناسبة إعتذاره تيمناً بآباء كرام لا يبيتون و في قلوبهم شيئ من حِقْدٍ أو حَسَدٍ أو كراهية،و متمثلاً مثلهم بمقولة : العارف عِزُّه مستريح !!!.
شكراً لكم معشر الأصدقاء الكرام و الصديقات الكريمات..
و يبقى الود بيننا ، و يظل السودان أبداً في حدقات العيون ، و تظل قناعتي بأننا كأمة أو كشعب لن نستطيع بإمكاناتنا الذاتية إستعدال أمورنا وحدنا ،و حتماً نحتاج عوناً خارجياً مؤقتاً لوقف الحرب أولاً و من ثَمَّ فرض الإستقرار و إعادة بناء الدولة دستورياً و إدارياً و أمنياً و إقتصادياً و تنموياً و تعليمياً ،و المحافظة علي وحدة البلاد و تفادي ويلات الشتات و مذلة الهجرة و معاناة النزوح الدائم.. و ما دامت كلمة( وصاية) مُسَاء فهمها ، و محصورة في أذهان البعض بمفهومها الحرفي و ليس السياسي ،فلتسموها ( إدارةدوليةمؤقتة) ، سيكون جميلاً إن توفرت للبلاد إدارة أو حكومة ثورية، أو مُتَوَافَقٌ عليها، يمكنها إستدعاء تلك الإدارة الدولية ،قطاعياً أو قومياً، بدفع ذاتي ، و تَحَمُّل تاريخي للتبعات و المآلات .و إن لا تسمح الظروف بتوفير حكومة مركزية تقوم بهذه المهمة، يصبح لا مناص من اللجوء إلى الأمم المتحدة، بصفتها مسؤولة عن أمن و سلامة العالم، إستناداً علي حقيقة أننا أعضاء كاملي العضوية فيها ، و نحتاج عونها حتى تتولى تنفيذ ذلك علي مرأى و مسمع من كل المعنيين مباشرة أو عبر مظلة الإتحاد الإفريقي المهموم بأمن الإقليم و إستقراره.القوا كلمة ( الوصاية) وراء ظهوركم و أبحثوا عن إطار دولي مؤقت و آمن لأننا ببساطة لن نستطيع و حدنا الإبقاء علي السودان موحداً، و علي السودانيين في ديارهم آمنين ، و أحذروا تفعيل البند (51) من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح لأي دولة منفردة ،أو بالتعاون مع آخرين تختارهم ، غزو بلادنا دون مظلة دولية أو قرار أممي ، و لنا في العراق و ليبيا تجارب ماثلة.
حفظ الله السودان و أهله.
و يسرني في الختام أن أرفق عرضاً مختصراً لسيرتي الذاتية (.C.V) المتواضعة متوفر في رابط موقع Dropbox ، و كذلك متوفر في موقع الجمعية الجغرافية السودانية في الفيس بوك لمن يشاء... أضعه هنا في ذيل بطاقة الوداع ، للتاريخ، و للتاريخ فقط، تحية و إحتراماً لكل مَن تشرفت بالوقوف أمامهم محاضراً لما يقارب نصف القرن من الزمان، داخل و خارج السودان ، و لكل مَن لامست عيونهم بعض كلماتي المتواضعة المبعثرة في مكتبات الجامعات و مراكز البحوث و الصحف و المواقع الإسفيرية بكل مسمياتها.
والله و الوطن من وراء القصد.
و دمتم جميعاً في رعاية الله وحفظه.
مهدي أمين التوم
القاهرة
1 يوليو 2024 م  

مقالات مشابهة

  • أحمد عبد الله: على الشباب التحرك والأخذ بزمام المبادرة لقيادة البلاد وانتشال السودان
  • إحتِفَاءٌ بِذِكْرَى مِيلاد ، و وَدَاعٌ لدنيا الأسَافـير
  • «الخيال العلمي يتحول إلى واقع».. كمبيوتر مصنوع من أدمغة بشرية
  • عادل عسوم: إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • في مثل هذا اليوم.. وفاة فارس الرواية الرومانسية محمد عبد الحليم عبد الله
  • ناتشو: هذا حلمي.. ونجم برشلونة مدهش
  • الشرطة المجتمعية تُعزز الحِسّ الأمني لموظفي المحميات الطبيعية بالشارقة
  • الدعامة عندهم قدرة لتقبل الخسائر بشكل مبالغ
  • حكاية باب..
  • في عيد ميلادها.. حكاية أول دويتو جمع بين فريدة فهمي ومحمود رضا