سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في مكافحة تغير المناخ من أجل مستقبل أكثر استدامة، مع تناول القيود التي قد تعوق تحقيق هذا الهدف الطموح، مشيراً إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أصبحت قادرة على إحداث تحول في العديد من القطاعات الصناعية، عن طريق معالجة كميات هائلة من البيانات ومساعدة البشر على اتخاذ القرارات، وباعتبارها واحدة من أصعب التحديات في العالم، فقد أصبح مكافحة تغير المناخ على رأس أولويات مختلف الدول للبحث عن حلول أكثر استدامة؛ إذ يعيش ما يقرب من 4 مليارات شخص بالفعل في مناطق معرضة بشدة لتغير المناخ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وفي هذا الإطار، يثار تساؤل حول إمكانية استخدام آليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحولات إيجابية في مجال مكافحة تغير المناخ.

وأشار مركز المعلومات في تحليل جديد له إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ، حيث يعتبر تحليل البيانات الضخمة الخاصة بالمناخ أمرًا صعبًا، كما يستغرق في معالجتها وقتًا طويلاً، وهو ما يمكن تجاوزه بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانية التنبؤ بتغير المناخ من خلال تقديم تنبؤات دقيقة حول التحولات البيئية، والذي بدوره يسهل التنفيذ المبكر للتدابير الحاسمة للتخفيف من هذه التغيرات.

ليس ذلك فقط، فتقرير عام 2023 الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من كفاءة استخدام الطاقة ويشجع على اعتماد الطاقة المتجددة؛ مما قد يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون وتحفيز النمو الاقتصادي، كما توقعت دراسة أعدتها "مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز" (PwC) أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الزراعة والطاقة والمياه والنقل يمكن أن تؤدي إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 4٪ بحلول عام 2030، وهو ما يعادل 2.4 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ

واستعرض المركز عددًا من الاستخدامات الممكنة للذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ بقدر من التفصيل وذلك على النحو التالي:

-تعزيز القدرة على التنبؤ بالتغيرات المناخية: حيث تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات وتعزيز التحليلات التنبؤية لاتجاهات المناخ وإدارة الكوارث.

ومن خلال تحليل عمليات المحاكاة والبيانات في الوقت الفعلي، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد نقاط الضعف لمعالجتها، وتعزيز الاستعداد للكوارث، وتنسيق الاستجابات لحالات الطوارئ المستقبلية، كما يقدم الذكاء الاصطناعي أيضًا رؤى دقيقة حول تأثيرات المناخ على الأنظمة البيئية المختلفة، ومن أمثلة ذلك مشروع "DeepCube"، الذي يستخدم التعلم العميق للتنبؤ بدرجات حرارة سطح البحر بدقة وكفاءة لا مثيل لهما، متفوقًا على النماذج المناخية التقليدية.

وأيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تنبؤات دقيقة لتوليد الطاقة الشمسية للمساعدة في تحقيق التوازن في الشبكة الكهربائية، أو تنبؤات بالإنتاج الزراعي في ظل تهديدات الطقس المتطرف. بالإضافة إلى إمكانية تدريبه على قياس التغيرات في الجبال الجليدية بمعدل أسرع بـ 10 آلاف مرة من قدرة الإنسان على القيام بذلك، وهو ما سيساعد العلماء على فهم مقدار المياه الذائبة التي تطلقها الجبال الجليدية في المحيط، وهي عملية تتسارع مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بسبب تغير المناخ.

دمج بيانات الطقس والبيئة 

-التخفيف من آثار تغير المناخ: يُدمج الذكاء الاصطناعي بيانات الطقس والبيئة والمناخ لتعزيز تحليلات المخاطر المناخية وتتبع انبعاثات الكربون بدقة، ويستخدم صور الأقمار الصناعية لرسم خريطة لإزالة الغابات والتغيرات في استخدام الأراضي وتأثيرها على تغير المناخ. كما تعمل الشبكات الموجهة بالذكاء الاصطناعي على تقليل انبعاثات الكربون، في حين تستفيد المدن من إنترنت الأشياء (IoT) والعدادات الذكية للتنبؤات المتعلقة بكفاءة استخدام الطاقة، وتخفيف الغازات الدفيئة والتكيف مع قضايا المناخ. على سبيل المثال، يستخدم تطبيق Neuron في هونج كونج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي من إدارة الطاقة في المبنى؛ لتحسين أنظمة التدفئة والتبريد والتنبؤ بالطلب على الطاقة في المستقبل، مما يحتمل أن يوفر 10-30٪ من الطاقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إدارة الكوارث اتخاذ القرارات استخدام الطاقة التابعة للأمم المتحدة التغيرات المناخية الصحة العالمية الطاقة المتجددة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

أسعار زيت الزيتون في ارتفاع بسبب تغير المناخ مع بطء في العثور على حلول

في مواجهة الاحترار المناخي الذي يؤثر على المحاصيل ويؤدي لارتفاع الأسعار، يضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير حلول، بالتواصل مع مجتمع العلماء، بما يشمل تحسين الري واختيار أصناف جديدة ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ.

وقال المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون خايمي ليلو بمناسبة المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي عقد هذا الأسبوع في مدريد بمشاركة 300 جهة مختلفة، إن « تغير المناخ أصبح حقيقة واقعة، وعلينا أن نتكيف معه ».

« واقع » مؤلم للقطاع برمته، إذ يواجه منذ عامين انخفاضا في الإنتاج على نطاق غير مسبوق، على خلفية موجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.

وبحسب المجلس الدولي للزيتون، انخفض الإنتاج العالمي من 3,42 ملايين طن في 2021-2022 إلى 2,57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع. وبالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 37 دولة، فمن المتوقع أن يشهد الإنتاج تراجعا جديدا في 2023-2024 إلى 2,41 مليون طن.

وقد أدى هذا الوضع إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 70%، حسب الأصناف المعنية خلال العام الماضي. وفي إسبانيا، التي توفر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين.

وأكد رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا بيدرو باراتو أن « التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار يشكلان اختبارا دقيقا للغاية لقطاعنا »، وأوضح « لم نشهد هذا الوضع من قبل ».

وقال « يجب أن نستعد لسيناريوهات متزايدة التعقيد تسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ »، مشب ها الوضع الذي يعيشه مزارعو الزيتون بـ »الاضطرابات » التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية 2008.

وفي الواقع، فإن التوقعات في هذا المجال ليست مشجعة للغاية.

ففي الوقت الراهن، أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن هذه المنطقة التي توصف بأنها « نقطة ساخنة » لتغير المناخ، تشهد احترارا بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي.

ويمكن لهذا الوضع أن يؤثر على الإنتاج العالمي على المدى الطويل. ويقول الباحث في معهد الزيتون اليوناني يورغوس كوبوريس « نحن أمام وضع دقيق »، يدفع باتجاه « تغيير طريقة تعاملنا مع الأشجار والتربة ».

ويوضح خايمي ليلو أن « شجرة الزيتون واحدة من النباتات التي تتكيف بشكل أفضل مع المناخ الجاف. لكن ها في حالات الجفاف الشديد، تنش ط آليات لحماية نفسها وتتوقف عن الإنتاج. وللحصول على الزيتون، ثمة حاجة إلى حد أدنى من الماء ».

ومن بين الحلول التي طرحت خلال المؤتمر في مدريد، البحث الجيني: فمنذ سنوات يجرى اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون من أجل تحديد الأنواع الأكثر تكي فا مع تغير المناخ، استنادا بشكل خاص إلى تاريخ إزهارها.

ويكمن الهدف من ذلك في تحديد « أصناف تحتاج لساعات أقل من البرد في الشتاء وتكون أكثر مقاومة للضغط الناجم عن نقص المياه في أوقات رئيسية معينة » من العام، مثل الربيع، على ما يوضح خوان أنطونيو بولو، المسؤول عن المسائل التكنولوجية في المجلس الدولي للزيتون.

المجال الرئيسي الآخر الذي يعمل عليه العلماء يتعلق بالري، إذ يرغب القطاع في تطويره من خلال تخزين مياه الأمطار، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر، مع تحسين « كفاءتها ».

ويعني ذلك التخلي عن « الري السطحي » وتعميم « أنظمة التنقيط »، التي تنقل المياه « مباشرة إلى جذور الأشجار » وتتيح تجنب الهدر، بحسب كوستاس خارتزولاكيس، من معهد الزيتون اليوناني.

وللتكيف مع الوضع المناخي الجديد، ي نظر أيضا في مقاربة ثالثة أكثر جذرية تتمثل في التخلي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جدا ، وتطويره في مناطق أخرى.

هذه الظاهرة « بدأت بالفعل »، ولو على نطاق محدود، مع ظهور « مزارع جديدة » في مناطق كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون، وفق خايمي ليلو، الذي يقول إنه « متفائل » بالمستقبل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع.

ويعد ليلو بأنه « بفضل التعاون الدولي، سنتمكن شيئا فشيئا من إيجاد الحلول ».

 

كلمات دلالية ارتفاع الاسعار التغير المناخي الزيتون انخفاض الانتاج

مقالات مشابهة

  • «الوزراء»: مصر من أوائل الدول المستجيبة للمناشدات الدولية للحد من تغير المناخ
  • ميتا تغير تسمياتها لصور الذكاء الاصطناعي بعد شكاوى المصورين
  • الجامعة العربية تعقد ورشة عمل حول تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي
  • أسعار زيت الزيتون في ارتفاع بسبب تغير المناخ مع بطء في العثور على حلول
  • مخاوف من تأثير تغير المناخ على إنتاج الزيتون في إسبانيا
  • مخاطر استخدام الادوية منتهية الصلاحية.. هذا ما يحدث
  • تغير المناخ يرغم منتجي زيت الزيتون على البحث عن حلول
  • بعد توقيع اتفاقية لإنتاجها.. ماذا تعرف عن الأمونيا الخضراء وأبرز مزاياها؟
  • بعد توقيع «الوزراء» اتفاقية لإنتاجه.. كل ما تريد معرفته عن الهيدروجين الأخضر
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض