15 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تدور حرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ نفذ مسلحون من الحركة هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.

وردت إسرائيل بشن حملة عسكرية على قطاع غزة قُتل فيها حتى الآن أكثر من 35 ألف فلسطيني.

ما أصل الصراع؟

يضع الصراع المستعصي على الحل المطالب الإسرائيلية بالأمن، في منطقة تعتبرها منذ وقت طويل معادية لها، في مواجهة تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1947 على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وفرض حكم دولي على القدس. ووافق زعماء اليهود على الخطة التي تمنحهم 56 بالمئة من أراضي فلسطين. ورفضت الجامعة العربية هذا الاقتراح.
وأعلن ديفيد بن جوريون قيام إسرائيل في 14 مايو أيار 1948، ليؤسس ملاذا آمنا لليهود الفارين من الاضطهاد والراغبين في إقامة وطن قومي على الأرض التي يقولون إن لهم بها روابط عميقة تعود إلى عصور سحيقة.

غير أن العنف ظل يتصاعد بين اليهود والعرب، الذين كانوا يشكلون ثلثي السكان في أربعينيات القرن الماضي. وهاجمت قوات من خمس دول عربية إسرائيل غداة قيامها.

وفي الحرب التي تلت إعلان قيام إسرائيل، فر نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني، أو طُردوا من منازلهم، وانتهى بهم المطاف في الأردن ولبنان وسوريا وأيضا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويصف الفلسطينيون ذكرى قيام إسرائيل بأنها نكبة أدت إلى تجريدهم من ممتلكاتهم جماعيا وأجهضت أحلامهم في إقامة دولة. وترفض إسرائيل الإقرار بأنها هجرت الفلسطينيين.

وأوقفت اتفاقات هدنة القتال في عام 1949 لكن من دون سلام رسمي.

ويشكل الفلسطينيون الذين بقوا بعد الحرب وأحفادهم اليوم نحو 20 بالمئة من سكان إسرائيل.

* ما الحروب الكبرى التي دارت رحاها منذ ذلك الحين؟

في عام 1967، وجهت إسرائيل ضربة استباقية لمصر وسوريا، وبدأت حرب الأيام الستة. واستولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية العربية من الأردن وهضبة الجولان من سوريا وقطاع غزة من مصر.

وقدر تعداد سكاني إسرائيلي في ذلك العام أن عدد سكان غزة يبلغ 394 ألف نسمة وأن 60 بالمئة منهم على الأقل من النازحين الفلسطينيين وأحفادهم.

وفي السادس من أكتوبر تشرين الأول عام 1973، شنت مصر وسوريا هجوما مباغتا على المواقع الإسرائيلية على امتداد قناة السويس والجولان. ثم دفعت إسرائيل كلا الجيشين إلى التراجع في غضون ثلاثة أسابيع.

وغزت إسرائيل لبنان عام 1982 وأُجلي آلاف المقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بحرا بعد حصار دام عشرة أسابيع. وانسحبت القوات الإسرائيلية من لبنان في عام 2000.

وفي عام 2005، سحبت إسرائيل المستوطنين والجنود من جانب واحد من قطاع غزة. وفازت حماس في انتخابات برلمانية عام 2006 وفرضت سيطرتها بالكامل على القطاع في 2007. وشهدت غزة تصعيدا كبيرا للقتال بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014 و2021.

وفي عام 2006، أسر مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران جنديين إسرائيليين في المنطقة الحدودية المضطربة وشنت إسرائيل عملا عسكريا مما أدى إلى حرب استمرت ستة أسابيع.

وبالإضافة إلى الحروب، حدثت انتفاضتان فلسطينيتان، بين عامي 1987 و1993، وبين عامي 2000 و2005. وشهدت الثانية موجات من التفجيرات الانتحارية نفذتها حماس ضد الإسرائيليين، وقصفا جويا ومدفعيا إسرائيليا على المدن الفلسطينية.

ومنذ ذلك الحين، اندلعت عدة جولات من الأعمال القتالية بين إسرائيل وحماس، التي ترفض الاعتراف بإسرائيل. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى الحركة منظمة إرهابية. وتقول حماس إن أنشطتها المسلحة هي مقاومة للاحتلال الإسرائيلي.

* ما محاولات صنع السلام؟

في عام 1979، أصبحت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل.

وفي عام 1993، تصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين وياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، في إطار اتفاقات أوسلو التي منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا.

وفي عام 1994، وقعت إسرائيل معاهدة سلام مع الأردن.

وشارك الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك وعرفات في قمة كامب ديفيد عام 2000، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق سلام نهائي.

وفي عام 2002، عرضت خطة للجامعة العربية على إسرائيل إقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول العربية مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي التي استولت عليها في حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية “وحل عادل” للاجئين الفلسطينيين. لكن حماس فجرت فندقا إسرائيليا كان يغص بناجين من المحرقة في عيد الفصح اليهودي، لتلقي هذه الواقعة بظلالها على الخطة.

وتعثرت جهود السلام الأخرى منذ عام 2014.

وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب توصلت إسرائيل لاتفاقات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية منها الإمارات والبحرين والمغرب.

وامتنع الفلسطينيون عن التعامل مع الإدارة الأمريكية بعد أن خالف ترامب سياسة أمريكية استمرت عقودا باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وتلعب قطر ومصر دور الوسيط في الحرب الأحدث ونجحتا في إقرار هدنة استمرت سبعة أيام شهدت تبادل رهائن تحتجزهم حماس بأسرى تحتجزهم إسرائيل، كما دخلت مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة.

* أين وصلت جهود السلام الآن؟

لم تفلح المحادثات في التوصل لهدنة أخرى حتى الآن، وقالت حماس في العاشر من مايو أيار إن تلك الجهود عادت للمربع الأول. وتصر إسرائيل على أنها لن تناقش سوى هدنة قصيرة بينما تقول حماس إنها لن تطلق سراح أي محتجزين إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب.

وركزت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاولة التوصل إلى “صفقة كبيرة” في الشرق الأوسط تتضمن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

لكن الرياض تقول إن هذا يتطلب إحراز تقدم صوب تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وهو أمر استبعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

* ما القضايا الإسرائيلية الفلسطينية الرئيسية؟

يكمن في لب النزاع قضايا حل الدولتين والمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ووضع القدس والحدود المتفق عليها ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

بالنسبة لحل الدولتين، فهو يتمثل في اتفاق تقام على أساسه دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل. ويقول نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تكون لها السيطرة الأمنية الكاملة على كل الأراضي التي تقع غرب نهر الأردن وهو أمر يحول دون قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.

أما المستوطنات، فتعتبر معظم الدول أن المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك وتستشهد بعمق روابطها التاريخية والتوراتية بهذه الأراضي. والتوسع الاستيطاني المستمر من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالقدس، يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية، التي تضم مواقع ذات مكانة دينية خاصة لدى كل من المسلمين واليهود والمسيحيين، عاصمة لدولتهم. وتقول إسرائيل إن القدس يجب أن تظل عاصمتها “الأبدية غير القابلة للتقسيم”.

ولا تحظى مطالبة إسرائيل بالسيادة على الجزء الشرقي من القدس باعتراف دولي. واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، دون أن يحدد نطاق ولايتها القضائية في المدينة المتنازع عليها، ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك عام 2018.

أما عن اللاجئين، فيعيش حاليا نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، معظمهم من نسل الذين فروا في عام 1948، في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة. وتقول وزارة الخارجية الفلسطينية إن نحو نصف اللاجئين المسجلين مازالوا بلا جنسية ويعيش كثيرون منهم في مخيمات مكتظة.

ويطالب الفلسطينيون منذ فترة طويلة بحق العودة للاجئين ومعهم الملايين من أحفادهم. وتقول إسرائيل إن أي إعادة توطين للاجئين الفلسطينيين يتعين أن تكون خارج حدودها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القدس الشرقیة بین إسرائیل وفی عام فی عام

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين

تحدث الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير في العلاقات الدولية، عن جرائم الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن كل ما تفعله إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن هي جرائم إبادة جماعية، إذ تستهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين.

الحرب الإسرائيلية على غزة الأونروا: جميع قواعد الحرب تم انتهاكها في غزة مروة الشرقاوي لـ"الوفد": "قلوب صغيرة" رسالة من أطفال غزة للعالم وحلم تحقق في المهرجان

وتابع “سيد أحمد”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “هذا الصباح”، المذاع على فضائية “إكسترا نيوز”، :"إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين، سواء بالتهجير القسري أو القتل الجماعي".

وأضاف أن إسرائيل ترتكب كل الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، كما تخالف بذلك القانون الدولي، مشيرا إلى أنّها تواصل مجازرها رغم المناشدات الدولية والضغط الدولي، ما يعني أن هناك خلل في النظام الدولي ومجلس الأمن، مؤكدًا أن أمريكا والدول الغربية توفر الحماية لإسرائيل، ما شجع حكومة نتنياهو على المضي قدما وراء ارتكاب المجازر.

وأختتم تصريحاته قائلًا: “لا يمر يوم إلا ونسمع عن مجزرة جماعية من نساء وأطفال وهدم منازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي عدم ردع إسرائيل يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم”.

 أونروا شريان رئيس لمساعدة غزة وعلى الاحتلال احترامها
قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إحدى بنوك أهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها تعتبر هدفا مسبقا للاحتلال من قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف «عبد العاطي» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن استهداف الاحتلال لأونروا تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع، موضحًا أن الوكالة تحظى بعمل أممي واسع من الجمعية العامة يجدد لها كل ثلاث سنوات.

ولفت إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس لها الحق في سن تشريعات تفرضها على الأمم المتحدة، إذ أن القانون الدولي يعلو على قوانين ودساتير الدول عدا أن هناك جزء من المنظمة الأممية التي على دولة الاحتلال احترامها واحترام العاملين بها.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال لم تحترم الأمين العام ولا أي من المنظمات الدولية التي تعوق عملها، متابعًا: «وكالة أونروا تعتبر شريان رئيس لمساعدة غزة، إذ أنها تقدم المساعدات لسكان قطاع غزة الذين يعيشون جراء جريمة الإبادة الجماعية».

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • حرب غزة نظرة إلى الواقع واحتمالات المستقبل.. دراسات إسرائيلية
  • محلل سياسي: نتنياهو يحاول دفع الفلسطينيين للنزوح إلى مناطق الجنوب والوسط| فيديو
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إسرائيل تعتقل فلسطينيا مصابا في نابلس وتمنعنا من علاجه
  • حماس: إقامة الاحتلال 7 بؤر استيطانية بالضفة محاربة للوجود الفلسطيني على أرضه
  • خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
  • كاتب صحفي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتوسيع دائرة الصراع
  • إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في قرية يتما بالضفة الغربية
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم