توصية البرلمان.. إلى بروكسل والمنامة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تنعقد اليوم جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الهبة الأوروبية على وقع سلسلة مواقف صدرت في الأيام الماضية من هبة المليار يورو ودعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، السلطات إلى "فتح البحر" أمام النازحين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم الى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك، في موقف لا يلقى اعتراضاً كبيراً في البلد، ف"حزب الله" وحزب "القوات اللبنانية" سيخوضان البحر معاً كما قال النائب حسن فضل الله أمس من مجلس النواب بعد سلام حار متبادل حصل بينه وبين نائب كتلة "الجمهورية القوية" جورج عدوان، وسط تأكيد الطرفين أن هناك تقارباً بين الحزبين في ملف النازحين السوريين، علماً أن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع كان أشار قبل أيام إلى أننا مع فتح البر لعودة النازحين إلى سوريا قبل فتح البحر.
رب ضارة نافعة، هذا ما يقوله أحد النواب، عن هبة المليار يورو التي أعلنت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على مدى أربع سنوات لاستقرار لبنان، معتبراً أنها فتحت أبواب المجلس النيابي لمقاربة هذا الملف وخطورته في حال استمراره دون معالجة جذرية، هذا فضلاً عن أن تقدماً حصل حيال هذا الملف لجهة تسليم الجميع بضرورة إعادة النازحين إلى ديارهم، وهذا الأمر لم يكن متوفراً في السنوات الماضية. ولذلك يجب الخروج بمواقف موحدة في جلسة اليوم بعيداً عن الشعارات والحسابات السياسية للضغط على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي من أجل إعادة النازحين إلى ديارهم.
لقد خلص اجتماع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل إلى ممثلي الكتل النيابية أمس إلى مسودة من 9 نقاط بحسب ما أكدت مصادر نيابية لـ"لبنان24" وتتمثل أبرزها بـ
1- تشكيل لجنة وزارية لمتابعة ملف النازحين مع الحكومة السورية والمنظمات الدولية والاتحاد الاوروبية بهدف العمل على إعادة أكبر عدد ممكن من النازحين إلى بلادهم خلال عام.
2- الطلب من الاتحاد الاوروبي تشجيع النازحين العودة إلى سوريا عبر تقديم حوافز مالية لهم.
3- العمل مع الدول المعنية من أجل رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا وفق "قانون قيصر"، والتي تعطل عملية إعادة الاعمار.
4- تطبيق القوانين اللبنانية المتصلة بالتصدي للوجود السوري غير الشرعي، وتطبيق العقوبات على المخالفين ،وتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا في ما خص المحكومين ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للأمن العام ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجيئن الصادرة في الجريدة الرسمية في 13/11/2003، وبالتالي العمل تنظيم هذا الوجود بما ينسجم مع المصلحة اللبنانية تمهيداً لإعادة الامور إلى ما كانت عليه قبل العام 2011.
5- الطلب من مفوضية اللاجئين تسليم الحكومة اللبنانية الداتا كاملة.
6- الضغط على المجتمع الدولي من أجل تقديم المساعدات إلى لبنان الذي تحمل تبعات النزوح 13 عاماً ولا يزال.
رغم التباين الذي حصل بين عدد من النواب خلال الاجتماع حول كيفية التنسيق مع سوريا لجهة إبقائه في المجال الأمني فقط، وعدم توسعه إلى التنسيق السياسي، إلا أن الأمور في النهاية قد عولجت ، لجهة التنسيق الأمني والسياسي، علماً أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد أبلغ نظيره السوري الاسبوع الفائت بتكليف المدير العام للأمن العام بالإنابة الياس البيسري متابعة ملف النازحين، مع الإشارة إلى أن الرئيس ميقاتي سيقارب في كلمته اليوم ملف النزوح من جوانبه كافة لا سيما في ما خص النقاط الخلافية وكيفية العمل لحل معضلة النزوح.
لن تخلو جلسة "المليار" من الاستعراضات والمزايدات النيابية إلى حد ما، فرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سوف يتحدث عن مقاربة "التيار" لهذا الملف منذ بدء النزوح السوري حتى اليوم، كذلك الأمر بالنسبة إلى الكتل السياسية الأخرى حيث سيستفيض ممثلوها في شرح أدوار أحزابهم وما قامت به من أجل إعادة النازحين من دون إغفال الاتهامات السياسية التي سيتراشقها الخصوم في ما خص هذا الملف والتعاطي مع سوريا والحدود.
كل ذلك، لن يقدم أو يؤخر، فالتوصية التي ستصدر عن البرلمان ستكون بتوقيع الجميع، وستكون ورقة سيحملها معه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إلى بروكسل الاسبوع المقبل، وستكون واردة أيضاً في القمة العربية التي ستعقد في المنامة يوم الخميس ويشارك فيها رئيس الحكومة الذي سيناقش هذا الملف مع عدد من القادة والرؤساء المشاركين ونظرائه العرب، فالرئيس ميقاتي يشدد على أن الحل الأساسي لملف النازحين يتمثل في "اعتبار معظم المناطق في سوريا آمنة لترحيل السوريين الذين أتوا إلى لبنان تحت عنوان اللاجئين".
الترقب سيد الموقف لما بعد القمة العربية ومؤتمر بروكسل، لا سيما وأن كل ما يجري اليوم أصبح متاشبكا ومتقاطعاً. وكان لافتاً رد الوزير بوحبيب في الساعات الماضية على الرسالة السورية التي تلقاها من نظيره فيصل المقداد تجاه مؤتمر بروكسل، مؤكداً أن لبنان سيكون صوت سوريا في المؤتمر، وسيوجه دعوة إلى الدول الأوروبية لإعادة التنسيق مع الدولة السورية، ويأتي كل ذلك وسط اهتمام سعودي كبير بسوريا والعمل على تعزيز التعاون بينهما على المستويات الأمنية والسياسية بعد تطبيع العربي مع دمشق الذي حصل عشية القمة العربية التي عقدت في الرياض العام الماضي.ولا يستبعد مصدر دبلوماسي الذهاب إلى إعطاء سوريا دوراً أكبر في المرحلة المقبلة وتعزيز اتفاقيات التعاون، تمهيداً في مرحلة لاحقة إلى تطبيع دولي وغربي معها، فالرئيس السوري بشار الاسد تحدث عن "وجود لقاءات تجري "بين الحين والآخر" مع الولايات المتحدة، مع أن هذه اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء، ولكن كل شيء سيتغير"، إلا أن هذا التطور، بحسب المصدر لا يبدو قريباً، لكن في الوقت نفسه ثمة جهد يبذل مع فرنسا وألمانيا لإعادة النظر إزاء علاقتهما بسوريا وحيال ملف النزوح، باعتبار أن دمشق الجهة المعنية ولا بد من التحدث معها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ملف النازحین النازحین إلى هذا الملف من أجل
إقرأ أيضاً:
كيف تكيّف المهربون على حدود سوريا ولبنان بعد سقوط الأسد؟
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه على الرغم من تعيين رئيس جديد ورئيس وزراء في لبنان، إلا أن البلاد لا تزال في حالة اضطراب سياسي، وطالما أن حزب الله يحتفظ بأسلحته، فإنه قد يستخدمها، داخلياً وضد إسرائيل، لتسجيل نقاط في حملته السياسية.
وأضافت "هآرتس"، في تحليل تحت عنوان "حزب الله يقاتل من أجل مكانته في لبنان حتى على حساب عملية إعادة بناء الدولة المتعثرة"، أن التهريب من لبنان إلى سوريا يشكل أحد أهم القطاعات الاقتصادية في وادي سهل البقاع بلبنان، مشيرة إلى أن العقوبات الثقيلة التي فرضها المجتمع الدولي على سوريا خلال الحرب الأهلية قد أدت إلى تقييد حركة التجارة عبر المعابر الحدودية الستة القانونية بينها وبين لبنان، مما أدى إلى ازدهار أكثر من 100 معبر غير قانوني، تشمل عبور المخدرات العضوية والصناعية، والسيارات المسروقة، والأجهزة الكهربائية، والخضروات والفواكه والكثير من الوقود، والتي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات يومياً، مستطردة: "تعبر البضائع عبر الحدود من سهل البقاع وتنتقل إلى أيدي المستوردين السوريين".
لبنان: مقتل اثنين في ضربة إسرائيلية على سهل البقاعhttps://t.co/neurmucHX9
— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025
تبديل المهربين
وتقول الصحيفة، في التحليل الذي أعده تسفي برئيل، أنه عند سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، بدا للحظة أن ماكينة الأموال هذه سوف تتوقف أيضاً، ولكن سرعان ما اتضح أن كل ما هو مطلوب هو "تعديل تجاري" مع المشترين الجدد الذين ظهروا على الجانب السوري، موضحة أن معظم المهربين اللبنانيين في سهل البقاع هم من المجتمع الشيعي.
وأضافت أنه بعد اندلاع الحرب في عام 2011، خضع التهريب لتغيير هيكلي، وانتقل الجانب السوري من الحدود من أيدي القرويين إلى أيدي الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لبشار الأسد، بينما انتقلت السيطرة على الجانب اللبناني إلى أيدي رؤساء البلديات والعائلات الكبيرة الموالية لحزب الله، مستطردة: "عندما سقط نظام الأسد، سقط معه الهاربون الموالون له، وحل محلهم على الفور منافسوهم السنة الذين يعيشون على طول الحدود".
ونقلت الصحيفة عن أحد المهربين في لبنان قوله: "للأسف دخلت السياسة الطائفية في كل مكان، وأنا كلبناني شيعي لم أعد أجرؤ على دخول سوريا بعدما عشنا حياة رغيدة، كل المعابر مغلقة أمامنا ونحن ندفع ثمن السياسة من دون أن يتشاور معنا أحد"، ولكنه قال إن هناك حلاً لهذه المشكلة أيضاً "الآن نبحث عن شركاء سنة على الجانب السوري، ففي نهاية المطاف، لا أستطيع أن أترك خزانات الوقود (المخصصة للتهريب) لتجف أو أبيعها بنصف الثمن، نحن بحاجة إلى كسب لقمة العيش".
أمريكا تسعى لمنع حليف لحزب الله من تسمية وزير مالية لبنان https://t.co/oF72grvUE7
— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025
وضع غير مستقر
وبينما يعمل المهربون الشيعة في وادي لبنان على شق قنوات جديدة لأنفسهم والتكيف مع الوضع الجيوسياسي الجديد بما فيه أن حزب الله لن يكون قادراً على ضمان معيشتهم، فإن وضع سكان القرى الشيعية في الجنوب لا يزال غير مستقر، ولا يزال جنوبيون كثر غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ويجد أولئك الذين عادوا أنه ليس ثمة من يساعدهم في إعادة بناء منازلهم وبساتينهم المدمرة، بحسب الصحيفة.