انهارت العلاقات بين النيجر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث جمدت الولايات المتحدة كل الدعم العسكري والشراكة الأمنية وجمع المعلومات عن نشاطات المتشددين في قاعدة المسيرات الضخمة، شمال البلاد. واحتفظت الولايات المتحدة بحوالي 1,000 جندي أمريكي في النيجر أثناء التفاوض مع النظام العسكري حول وضعهم

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلة حصرية أجرتها راشيل تشاسين مع رئيس وزراء النيجر عليم محامان لامين زين اتهم فيها الولايات المتحدة بتردي العلاقات بين البلدين وأن تهديدات واشنطن بشأن من يجب أن يقيموا علاقات معها وعدم تقديمهم مبرر لوجود القوات العسكرية في النيجر كانت سببا في انهيار الشراكة مع الدولة في غرب أفريقيا.



وأشار لامين زين إلى أن زيارة مسؤول أمريكي للنيجر في محاولة يائسة للحفاظ على العلاقات بين البلدين وتهديداته للبلد كانت سبب انهيار العلاقات الأمنية والعسكرية.

وحمل رئيس وزراء النيجر أمريكا المسؤولية التامة عن انهيار العلاقات، وتشير الصحيفة إلى أن الصدع في العلاقات فتح المجال أمام روسيا للتحرك وملء الفراغ وأرسلت قوات عسكرية إلى العاصمة نيامي لتدريب القوات العسكرية في النيجر وتوفير أنظمة الدفاع الجوية، حيث باتت القوات الروسية والامريكية تعيش في طرفي القاعدة العسكرية في النيجر، بانتظار خروج القوات الامريكية من البلد في الأشهر المقبلة.

وبعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد بازوم المنتخب ديمقراطيا جمدت الولايات المتحدة كل الدعم العسكري والشراكة الأمنية وجمع المعلومات عن نشاطات المتشددين في قاعدة المسيرات الضخمة، وحثت قادة الانقلاب على إعادة المسار الديمقراطي.


وقال لامين زين " ظلت القوات الأمريكية على أراضينا ولم تفعل شيئا عندما قتل الإرهابيون الناس وحرقوا المدن" و "لم تكن علامة صداقة بأن تأتي إلى ترابنا وتترك الإرهابيين للهجوم علينا. وانظر ما تفعله الولايات المتحدة لحماية حلفائها، ولأننا شاهدنا أوكرانيا وإسرائيل".

وتوجت دعوات النيجر بخروج القوات الأمريكية بإعلان واشنطن الشهر الماضي أنها ستسحبهم. وستتم عملية الخروج كما قال مسؤولان أمريكيان في الشهور المقبلة، مما يمثل نكسة لسياسة إدارة بايدن في أفريقيا وستجبرها على إعادة النظر في استراتيجية مكافحة التطرف الإسلامي في منطقة الساحل المتقلبة.

وتكشف تصريحات لامين زين المدى الذي تردت إليه العلاقات الأمريكية مع النيجر، ففي الوقت الذي كان فيه الأمريكيون يضغطون العسكر في نيامي لإعادة الديمقراطية، كانت النيجر تطلب معدات عسكرية وعلاقة متساوية بين القوات العسكرية، وكشف لامين زين عن مدى الغضب الذي وصل إليه النيجريون من الولايات المتحدة.

وقال رئيس وزراء النيجر إن قادة الحكومة الجديدة في النيجر أو المجلس الوطني لحماية التراب الوطني شعروا بالدهشة من تجميد الولايات المتحدة الدعم العسكري في وقت أصرت فيه على بقاء الجنود الأمريكيين، وقال إن الرد الأمريكي في أعقاب انقلاب النيجر يتناقض مع مواقف دول أخرى مثل روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والتي رحبت بالقيادة الجديدة في النيجر وبأذرع مفتوحة.

وقال إن قادة النيجر شعروا بالغضب من تعليقات مولي في، مسؤولة شؤون أفريقيا في وزارة الخارجية الأمريكية والتي قالت لقادة البلاد الجدد في لقاء جرى بنيامي في آذار/مارس إن عليهم لو أرادوا مواصلة العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة تجنب إقامة علاقات مع روسيا وإيران وبطريقة لا ترضى عنها واشنطن.

وقال لامين زين الذي قاد المفاوضات إن في هددت بفرض عقوبات على النيجر لو باعت يورانيوم لإيران و "عندما أنهت كلامها، قلت: مدام أريد أن الخص ما قلته بنقطتين"، "أولا جئت إلى هنا لتهديد بلدنا وهذا غير مقبول وجئت إلى هنا لتملي علينا مع من نقيم علاقات وهذا أيضا غير مقبول، وفعلت هذا بنبرة متعالية وخالية من الاحترام".

وفي رد على تعليقات لامين زين، قال مسؤول أمريكي "بعد مناقشات مكثفة مع المجلس الوطني لحماية تراب الوطن حول مظاهر قلقنا وقلقهم المعروفة، لم نتوصل إلى تفاهم يسمح لنا بالحفاظ وجودنا العسكري في النيجر، ورغبنا بمواصلة العلاقات الدبلوماسية والملامح الاخرى من العلاقة"، مضيفا" في الأشهر المقبلة سنعمل مع المجلس الوطني لحماية التراب الوطني لسحب القوات الأمريكية بطريقة منظمة ونشرهم في النهاية بمكان آخر يتناسب مع مصالح الأمن القومي الأمريكية".


ويعود الحضور الأمريكي في النيجر إلى عام 2012 وبخاصة في قاعدة المسيرات بأغاديز التي بنيت بكلفة 110 مليون دولارا، وقال الجنرال مايكل لانغلي، الذي يدير العمليات العسكرية الأمريكية في أفريقيا إن تلك القاعدة "تركت أثرها" على عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة. وحذر من ان خسارة هذه القاعدة "سيترك أثره على قدرتنا للقيام برقابة فاعلة وتحذير بما في ذلك الوطن".

وقبل انقلاب 26 تموز/يوليو العام الماضي كان الجنود الأمريكيون يعملون على تدريب الجنود في جيش النيجر، وبعده اقتصرت مهام الجنود الأمريكيين على جمع المعلومات والرقابة لحماية أنفسهم. وقال لامين زين إنه تم تجاهل محاولاته لمقابلة المسؤولين الأمريكيين في واشنطن. وكذا رفض الأمريكيون مقترحا قدمه ساليفو مودي، رئيس هيئة الأركان السابق ونائب الرئيس الحالي بشأن الوجود الأمريكي في النيجر. إلا أن رئيس الوزراء أكد أن الحكومة ظلت تأمل بمواصلة الأمريكيين تقديم الدعم العسكري وسط زيادة الهجمات من المتطرفين.

وبعد الانقلاب بفترة قصيرة، أمرت الحكومة الجديدة 1,500 جنديا فرنسيا بمغادرة البلاد، لكنها فتحت الباب أمام بقاء الأمريكيين. وعندما جاءت في إلى نيامي في كانون الأول/ديسمبر قدم لها لامين زين صورا لمحتجين ضد فرنسا، حملوا الأعلام الأمريكية في وقت حطموا فيه نوافذ السفارة الفرنسية ولم يمسوا السفارة الأمريكية بسوء " وقال "يقول النيجريون: الأمريكيون هم أصدقاؤنا وسيقدمون المساعدة لنا لمحو الإرهابيين"، وتلقى لامين زين الصمت من الزائرة الأمريكية.

وقال إن النيجر لم يكن لتبحث عن تعاون مع روسيا ودول أخرى لو ردت الولايات المتحدة بإيجابية ومزيد من الدعم، بما في ذلك المسيرات وأنظمة الدفاع الجوي.

وفي مقابلة قالت في إن المسؤولين الأمريكيين قدموا الخيار للحكومة بطريقة واضحة أثناء لقاء كانون الأول/ديسمبر وأن الدعم سيظل معلقا طالما لم تتم العودة للمسار الديمقراطي. وعندما عادت في إلى نيامي في آذار/مارس سأل لامين زين، مودي إن كان يعرف عدد الأمريكيين في البلاد وماذا يفعلون أجاب "لا" وأخبر رئيس الوزراء الزائرة في قائلا: هل تتخيلين نفس الأمر يحدث في الولايات المتحدة؟

وكانت الزيارة نقطة تحول لأن في اتهمت في الاجتماع الذي استغرق ساعة حكومة النيجر بتوقيع اتفاق مع إيران لبيع اليورانيوم من مناجم النيجر والذي يمكن استخدامه في برنامجها النووي. وقال لامين زين إن كلامها غير صحيح. وأكد أنه لو تم توقيع مع إيران وبخاصة أثناء زيارته لطهران في كانون الثاني/يناير واجتماعه مع الرئيس إبراهيم رئيسي لكان أمام الكاميرات وليس تحت الطاولة.

واتهم الولايات المتحدة باستخدام نفس أساليب الرئيس جورج دبليو بوش التي استخدمت تقارير استخباراتية بأن النيجر حاولت بيع اليورانيوم لصدام حسين قبل غزو العراق عام 2003.

وبعد لقاء آذار/مارس ظهر المتحدث باسم المجلس العسكري على التلفاز وأعلن أن الوجود الأمريكي في النيجر غير قانوني، مع أن المفاوضات استمرت خلف الأضواء.


ولكن القلق زاد الشهر الماضي عندم قال مسؤول في سلاح الجو في القاعدة العسكرية بالنيجر من أن القوات الأمريكية لا تعرف ما يجري وباتت عرضة للخطر.

وسافر لامين زين في الشهر الماضي إلى واشنطن واجتمع مع في ونائب وزير الخارجية كيرت كامبل الذي وعد بسحب القوات الأمريكية. ويؤكد لامين زين ان النيجر ترغب بمواصلة العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة "لا أحد في النيجر ينظر لأمريكا كعدو". وأخبر كامبل وفي إن الحكومة تفضل مستثمرين أمريكيين في النيجر وليس جنودا و "لو وصل المستثمرون الأمريكيين فإننا سمنحهم ما يريدون"، و "لدينا يورانيوم ونفط وليثيوم، تعالوا واستثمروا وهو كل ما نريد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النيجر الدعم العسكري انهيار العلاقات امريكا النيجر الدعم العسكري انهيار العلاقات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الدعم العسکری الأمریکی فی فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن منح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية.. كم بلغت قيمتها؟

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الأربعاء، عزم الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار، وذلك في أعقاب تقارير تحدثت عن سماح الرئيس جو بايدن لكييف بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على مناطق داخل روسيا.

وقال البنتاغون، في بيان، إن حزمة المساعدات الجديدة "تشمل أسلحة مختلفة أبرزها أنظمة صواريخ، وذخائر مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات، فضلا عن معدات الحماية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية".

وأضاف أن "هذه الحزمة ستكون الدفعة الـ70 من المساعدات العسكرية التي خصصتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ آب /أغسطس عام 2021 لأوكرانيا، مشيرا إلى أن واشنطن ستواصل تلبية احتياجات كييف في ساحة المعركة.


ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن حزمة المساعدة العسكرية الأمريكية المشار إليها تتضمن راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" ومنظومات "جافلن" المضادة للدروع.

يأتي ذلك بعد موافقة بايدن على منح أوكرانيا ألغام أرضية مضادة للأفراد، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم نشر اسمه.

وقال المسؤول الأمريكي إن "الولايات المتحدة تتوقع أن تستخدم أوكرانيا الألغام في أراضيها موضحا أنها تعهدت بعدم استخدامها في مناطق يسكنها مدنيون"، مشيرا إلى أن الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى إبطاء تقدم القوات البرية الروسية في شرقي الأراضي الأوكرانية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على التحديث الجديد للعقيدة النووية الروسية في خطوة جاءت بعد تقارير تحدثت عن سماح بايدن لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على مناطق داخل روسيا.


وقال بوتين إن موسكو قد تفكر في استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية، وذلك في ظل تصاعد المواجهات في الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة للعام الثالث على التوالي.

وبحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فإن "العقيدة النووية المحدثة تهدف إلى جعل الأعداء المحتملين يدركون أن الرد على أي هجوم ضد روسيا أو حلفائها سيكون أمرا حتميا"، كما تنص على اعتبار "أي هجوم على روسيا من قبل دولة غير نووية بمشاركة دولة نووية، هجوما مشتركا".

يشار إلى أن آخر تحديث على العقيدة النووية الروسية جرى في حزيران/ يونيو عام 2020، وفقا لوكالة "تاس".

مقالات مشابهة

  • مصادر لـ عربي21: الولايات المتحدة تعتزم نشر قوات عسكرية جنوب اليمن
  • الولايات المتحدة تعلن منح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية.. كم بلغت قيمتها؟
  • بعد الفيتو.. حماس تحمل واشنطن مسؤولية "الإبادة"
  • واشنطن تستخدم الفيتو للمرة الرابعة ضد قرار وقف العدوان على غزة
  • “هدية” يبحث مع المسؤول الاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز التعاون بين البلدين
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • الخارجية الأمريكية تحمل إسرائيل مسؤولية سرقة المساعدات بغزة
  • أسطورة المثالية الأمريكية.. تشومسكي يفند زيف شعارات الولايات المتحدة
  • صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟
  • واشنطن تعلن استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا