الأهرام: مشروع «مستقبل مصر» عمل عظيم للدولة يحق للمصريين الفخر به
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكدت صحيفة «الأهرام» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضع نصب عينيه، منذ أن تولى المسؤولية، عدة أولويات للعمل الوطني والتنموي. مشيرة إلى أن سعادة المصريين كانت كبيرة بافتتاح الرئيس للمرحلة الأولى من موسم الحصاد لمشروع «مستقبل مصر» للتنمية المستدامة، الذي يقع على امتداد طريق محور "روض الفرج ــ الضبعة الجديدة"، ويمكن اعتباره مشروعا وطنيا عملاقا وطموحا، يحقق الكثير من الفوائد.
وذكرت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء تحت عنوان «مستقبل مصر»، أنه بعد أن تحملت الدولة كثيرا من الصعاب والتحديات في سبيل تنفيذ مشروع ضخم وطموح كهذا، جاء تأكيد الرئيس مجددا أهمية دور القطاع الخاص في التنمية، واضحا وقاطعا، خاصة في ظل ما يتمتع به القطاع الخاص من معدلات أداء متقدمة، وكفاءة في الإدارة.
وأوضحت أن الدولة بأجهزتها ومؤسساتها وقدراتها، مهدت الطريق بالفعل، وتصدت، وما زالت تتصدى، لمختلف التحديات التي تواجه مثل هذه المشروعات التنموية، ومن بينها، على سبيل المثال، الاستخدام الأمثل للمياه، وتطوير نظم الزراعة والري، واستخدام التقاوي والبذور المناسبة، وإعادة معالجة مياه الصرف لاستخدامها في زراعة محاصيل مناسبة، فضلا عن شبكة الطرق الكبيرة التي تم إنشاؤها لخدمة جهود التنمية في مناطق هذا المشروع وغيره ولولا ما أنفقته الدولة على مشروعات البنية الأساسية والطرق والري وغير ذلك، لما أصبحت هذه المناطق مؤهلة للاستثمار على الإطلاق.
وأكدت صحيفة «الأهرام» أن ما قامت به الدولة في هذا المشروع وغيره، يعد عملا عظيما، ويحق لكل مصري أن يفخر به، ليس فقط لدوره المستقبلي في سد، ولو جزء بسيط من الفجوة الغذائية التي نعاني منها، ولكن أيضا لأن الإنجاز فيه كان هائلا.
اقرأ أيضاًأستاذ زراعة: مشروع «مستقبل مصر» لا يمكن إقامته إلا بواسطة دولة وليس أفراد
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مؤسسات الدولة التنمية المستدامة الحكومة المصرية النمو الاقتصادي مستقبل مصر مستقبل مصر
إقرأ أيضاً:
عودة الإسلاميين عبر الحرب- خطر داهم يهدد السودان
مع استمرار الحرب في السودان منذ أبريل 2023، تتزايد المخاوف من عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي والعسكري عبر استغلال الصراع لتحقيق مكاسب جديدة. لم تكن هذه العودة مجرد تطور عابر، بل تعكس استراتيجية مدروسة لاستثمار الفوضى وغياب الدولة كوسيلة لإعادة التمكين.
الظهور المتكرر لقادة الكتائب الإسلامية، وعلى رأسهم قائد "كتيبة البراء" المصباح طلحة، ليس مجرد مصادفة، بل مؤشر واضح على محاولات الإسلاميين استغلال الصراع العسكري كجسر للعودة إلى السلطة. هذه التحركات تأتي في وقت تعج فيه البلاد بالمليشيات المسلحة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد مستقبل السودان.
الإسلاميون وسباق المليشيات نحو السلطة
منذ اندلاع الحرب، سعت الجماعات الإسلامية المسلحة إلى إعادة تموضعها، مستغلة حالة الانهيار الأمني وضعف مؤسسات الدولة. كان ظهور المصباح طلحة في القصر الجمهوري بعد انسحاب قوات الدعم السريع، محاطًا بعسكريين وضباط رفيعي المستوى، علامة فارقة في تحول موازين القوى داخل الحرب. لم يعد الصراع مجرد مواجهة بين أطراف سياسية متنازعة، بل تحول إلى سباق بين المليشيات المختلفة على انتزاع السلطة بأي ثمن.
يرى المحلل السياسي الأمين بلال أن تكاثر المجموعات المسلحة يشكل الخطر الأكبر على السودان، حيث أصبحت الدولة رهينة لصراعات "الكل ضد الكل"، وسط غياب رؤية موحدة لبناء سودان مستقر. هذا الواقع يعزز فرص الإسلاميين للعودة، خصوصًا في ظل تفكك الجبهة المدنية، وانعدام مشروع وطني متكامل قادر على مواجهة تمددهم.
الإسلاميون واستراتيجية العودة بالقوة
لطالما كان سجل الإسلاميين في السودان مرتبطًا بالفشل السياسي والانهيار الاقتصادي. بعد أن أسقطهم الشارع في الثورة، يحاولون اليوم العودة عبر القوة العسكرية، مستخدمين خطابًا دينيًا لتبرير وجودهم في ساحة المعركة.
تصريحات القيادي عبد الحي يوسف، الذي أقر بأن الكتائب الإخوانية المقاتلة مع الجيش "تستحق نصيبًا في السلطة"، تعكس بوضوح مشروع إعادة التمكين. هذا السيناريو يعيد للأذهان انقلاب 1989، حين استخدم الإسلاميون الجيش للوصول إلى الحكم، قبل أن يحولوا البلاد إلى ساحة للقمع والاستبداد. عودتهم اليوم، تحت أي مسمى، تعني تكرار نفس المآسي وإجهاض أي فرصة لبناء دولة مدنية ديمقراطية.
تحالف الإسلاميين والمليشيات الفوضى في خدمة السلطة
وجود الإسلاميين في المشهد العسكري لا يقتصر على القتال، بل يمتد إلى تشكيل تحالفات معقدة مع المليشيات الأخرى، مما يضاعف من حالة عدم الاستقرار. تعتمد هذه الجماعات على شبكات الولاء الأيديولوجي، مما يجعلها أخطر من غيرها من القوى المسلحة.
الصحفي محمد المختار يؤكد أن منح الإسلاميين منصات عسكرية وإعلامية داخل القوات المسلحة يضر بسمعة الجيش، ويؤكد انحرافه عن دوره المهني. فهذه الكتائب متهمة بارتكاب جرائم شبيهة بممارسات تنظيم داعش، مما يعكس طبيعة الخطر الذي يشكله وجودهم في ساحة القتال.
رفض شعبي وسياسي لعودة الإسلاميين
لا يمكن بناء السودان الجديد بإعادة تدوير نفس القوى التي قادت البلاد إلى الهاوية. الإسلاميون الذين دمروا الدولة واستغلوا الدين لتحقيق مكاسب سياسية لا يمكن السماح لهم بالعودة عبر الحرب. الحل لا يكمن في عسكرة الصراع أو تمكين المليشيات، بل في إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية حقيقية، تضمن مشاركة جميع القوى المدنية بعيدًا عن العنف والتطرف.
على السودانيين اليوم أن يدركوا خطورة عودة الإسلاميين تحت أي ذريعة. فالسودان يستحق مستقبلًا بلا حروب، وبلا جماعات تتغذى على الدماء والفوضى. بناء الدولة المدنية الديمقراطية يتطلب إبعاد كل القوى التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة، وخلق نظام سياسي قائم على العدالة والمساواة للجميع.
معركة السودان ليست عسكرية فقط، بل سياسية وأيديولوجية
الحرب في السودان ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي أيضًا معركة سياسية وفكرية تحدد مستقبل البلاد. عودة الإسلاميين عبر بوابة الحرب تمثل خطرًا داهمًا، إذ تعيد إنتاج نفس التجربة التي دفعت السودان إلى الفشل. رفض عودتهم يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية شاملة لبناء دولة ديمقراطية حقيقية، قادرة على تجاوز حقبة الحروب والمليشيات والتطرف.
السودان يستحق مستقبلًا أفضل، مستقبلًا خاليًا من الإسلاميين والعنف، قائمًا على العدالة والمواطنة والسلام.
zuhair.osman@aol.com