الحكومة الكويتية المقبلة تواجه سيف الرقابة دون مجلس الأمة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
الكويت- ينتظر الكويتيون مباشرة الحكومة أعمالها برئاسة الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، حيث يأملون معالجة الكثير من القضايا الملحة، وبعض المشاريع التي تعطلت الفترة السابقة.
وستكون الحكومة الـ46 في تاريخ الحياة السياسية في الكويت خاضعة للرقابة بشكل حثيث، في ظل صدور مرسوم أميري، يوم الجمعة الماضي، بحلّ مجلس الأمة لمدة لا تزيد عن 4 سنوات، وتعطيل بعض مواد الدستور.
وينتظر الحكومة الجديدة عملا كبيرا لمعالجة الكثير من القضايا، مثل التعليم والإسكان ومعالجة البنية التحتية، ومحاربة ظواهر الفساد في مختلف المجالات.
يعتقد المحلل السياسي عايد المناع أن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة قراءة ماورد في كلمة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الأخيرة، وتشخيص المشاكل للعمل على معالجتها، فالوضع الآن سيختلف، إذ لا يوجد مجلس أمة يسائل الحكومة أو يعيق عملها كما كانت الحكومات تتعلل في السابق.
لذلك، ستتولى الحكومة مهام السلطتين التشريعية والتنفيذية تحت إشراف أمير البلاد، فهي مطالبة بتحديد المشاكل ومظاهر الفساد وكيفية إنهاء كل الظواهر السلبية التي أشار لها الأمير في كلمته.
ويرى المناع أن أهم القضايا التي ستواجه الكويت هي تنويع مصادر الدخل، والعمل على إيجاد بدائل للنفط مستقبلا، والتخفيف من الاعتماد عليه، إضافة إلى حل المشاكل مع بعض دول الجوار، كاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في "خور عبد الله" مع العراق، حيث تحتاج هذه القضية وغيرها للمعالجة بشكل ثنائي، أو العمل على إيجاد بدائل لها.
وأضاف المناع في حديثه للجزيرة نت أن من التحديات التي ستواجه الحكومة:
معالجة ظاهرة الفساد في التعليم، والقضاء على الواسطات فيه. الخدمات الصحية التي تعاني من بعض النقص. معالجة قضية السكن وتخصيص الأراضي له. تحسين المستوى المعيشي الثابت على حاله منذ عام 2005. أمور أخرى كمعالجة البنية التحتية وشبكات الطرق.وأشار المحلل السياسي إلى أن عمل الحكومة سيكون دون ملاحقة نيابية، لكنها ستكون تحت المجهر من قبل الأمير الذي سيكون أكثر المتابعين لعملها وحريصا على تحقيق طموحه فيها، بالإضافة للرقابة الشعبية المتمثلة بعامة الناس، إذ إن عمل الحكومة سيكون ظاهرا أمامها، عدا الأجهزة الرقابية للدولة.
برنامج عمل واقعييرى الكاتب المتخصص بالشؤون الاقتصادية محمد البغلي أن أبرز القضايا الاقتصادية التي تحتاج تدخلا في الفترة القريبة القادمة هي تحديات نقص الطاقة الكهربائية، مع ارتفاع مستويات أحمال الاستهلاك حتى قبل دخول الصيف.
بالإضافة للعمل على إقرار مشروع الميزانية العامة للعام 2024-2025، حيث تحتاج إلى إعادة نظر في العديد من مصروفاتها المرتفعة، من حيث الإنفاق الاستهلاكي دون عوائد اقتصادية.
والأهم من ذلك، أن تعد الحكومة برنامجا قابلا للتنفيذ، يتضمن خططا ومشاريع للإصلاح الاقتصادي والمالي، خصوصا مع تعثر العديد من المشاريع المهمة، وأبرزها المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويعتقد البغلي أن أصعب تحد سيواجه الحكومة هو العمل على إثبات أن مجلس الأمة كان معيقاً لمشاريعها الاقتصادية والتنموية، وهذا غالبا يحتاج إلى عمل طويل وجدية في التنفيذ، وتحقيق نجاح ملموس يشعر به المواطن على صعيد الخدمات كالصحة أو التعليم أو الإسكان أو شبكات الطرق.
ومن ناحية أخرى على صعيد بيئة الأعمال، تسهيل الإجراءات وسهولة ممارسة الأنشطة التجارية خصوصا الصغيرة والمتوسطة، لأن مجمل الخدمات في البلاد تراجعت خلال العقود الأخيرة وأصبحت بحاجة للعمل بجدية لمعالجتها.
وأضاف البغلي -للجزيرة نت- أن القضية الإسكانية تحتاج إلى حل جذري يتعلق بتوفير العرض لعشرات الآلاف من الطلبات الإسكانية، وهو ما يتطلب وضع سياسات جدية لمواجهة الاحتكار وتوفير الخدمات وتنفيذ المشاريع، حيث تحولت هذه القضية إلى أزمة خدمية واجتماعية، وقد تحتاج وقتا طويلا يتجاوز عمر الحكومة المرجح أن يكون بحدود 4 سنوات.
أما عن إمكانية تطبيق الضريبة أو زيادة الرسوم، فيشير البغلي إلى أن أكثر هذه الأفكار وردت في برامج حكومية سابقة، ومن المتوقع اتخاذ إجراءات جديدة بشأنها بشكل متدرج.
وترى الناشطة السياسية هدى الكريباني أن أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة هي الضغوط لتحقيق رؤية "كويت 2035" بسرعة وفعالية، خاصة في سياق التنمية الاستثمارية والبناء الوطني، فهي ستواجه تحديات كبيرة بالحفاظ على الفعالية والكفاءة في إدارة شؤون الدولة، دون الحاجة لموافقة مجلس الأمة، مما يزيد الضغوطات عليها.
وتعتقد الكريباني أن من أبرز القضايا التي ستتجه الحكومة لمعالجتها في الفترة المقبلة:
التركيز على التنوع بالموارد، لتحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي رئيسي. إدارة الأزمات الاقتصادية والصحية والتعليمية والبنية التحتية بكفاءة، خصوصا في ظل الأزمات العالمية والتقلبات الاقتصادية. تعزيز استخدام التكنولوجيا في الخدمات الحكومية لتحسين الكفاءة والفعالية. تحسين الخدمات العامة والرفاه الاجتماعي لكسب دعم الشعب.وعن قدرة الحكومة على العمل بشكل أفضل في ظل غياب مجلس الأمة، قالت الكريباني "استنادا إلى التجربة التي مرت بها البلاد خلال أزمة كورونا، فإن الحكومة أظهرت مرونة وفعالية، وحققت الكثير من الإنجازات في التحول الرقمي وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين" متوقعة أن تعمل الحكومة الجديدة بشكل أكثر فعالية.
وأضافت للجزيرة نت أنه ورغم غياب مجلس الأمة كجهة رقابية تقليدية، فستبقى الأجهزة الرقابية الأخرى مثل جهاز مراقبة الأداء الحكومي، جهاز المراقبين الماليين، جهاز متابعة الأداء الحكومي، بالإضافة إلى السلطة القضائية وإدارة الخبراء التي تدعمها، تلعب دورا مهما في تحقيق الشفافية والمساءلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الحکومة الجدیدة مجلس الأمة
إقرأ أيضاً:
بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
تزدحم الصفحات الإسرائيلية الرسمية الناطقة بالعربية بالعديد من "التهاني" بحلول شهر رمضان المبارك، في محاولة لتحسين صورة الاحتلال عربيا وإسلاميا، ضمن جهود الدعاية المنظمة.
وتتبع أغلب هذه الصفحات إما لجيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة أو إلى جهات رسمية أخرى مثل وزارة الخارجية أو وزارة الإعلام والشتات.
عشية حلول شهر رمضان الكريم نتقدم بالتهاني لعموم المسلمين في اسرائيل والعالم قاطبة داعين من الله عز وجل ان تتنامى فيه الألفة بين القلوب وترفرف روح التعايش في المنطقة بأسرها.
نحن لسنا باولاد عمومة فحسب، انما جيران ايضا والله اوصى بسابع جار .
صياما مقبولا وذنبا مغفورا#رمضان_كريم pic.twitter.com/olutgS1fHe — إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) February 28, 2025
وتأتي هذه الدعوات رغم التحريض المباشر في "إسرائيل" منذ سنوات على قتل الفلسطينيين بمختلف أعمارهم، مع اعتبار أن كل غير اليهود من الممكن قتلهم.
بعد ثبوت رؤية هلال #شهر_رمضان نهنئ المسلمين بمناسبة الشهر الفضيل. اللهم صفّد شياطين ودواعش التنظيمات الإرهابية من حماس وحزب الله ووكلاء إيران وغيرهم من الارهابيين وابعد عن اهل الشرق الأوسط دعاة الخير والسلام الارهاب البغيض pic.twitter.com/CLno7coHas — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 28, 2025
"عدالة إلهية"
في شباط/ فبراير 2023 قارن الحاخام الإسرائيلي، شموئيل إلياهو، زلزال تركيا وسوريا بـ "غرق المصريين في البحر" وفق القصة التوراتية، قائلا إن الكارثة "عدالة إلهية".
وإلياهو رجل دين مشهور في "إسرائيل"، وهو مقرب من إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المستقيل، واعتبر في ذلك الوقت الكارثة الإنسانية التي لحقت بسوريا وتركيا بعد الزلزال بأنها "تطهر العالم وتجعله أفضل".
ونشر إلياهو تفسيراته للزلزال ضمن مقال في صحيفة "أولام كاتان"، وهي نشرة أسبوعية يمينية دينية ذات شعبية بين صفوف المتطرفين الإسرائيليين.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" مقال الحاخام الذي تضمن قوله: "ليس هناك شك في أن أولئك الذين رأوا المصريين يغرقون في البحر والذين لم يتذكروا الحدث بأكمله من البداية إلى النهاية كانوا سيمتلئون بشفقة كبيرة عليهم وسيحاولون إنقاذهم من الغرق".
وأضاف "لكن بني إسرائيل غنوا الأغاني لأنهم يعرفون المصريين، وفهموا أن هؤلاء الغرقى أرادوا قتل بعضهم والاستمرار في استعباد البقية، لقد غنوا الأغاني لأنهم فهموا أن هناك عدالة إلهية هنا تهدف إلى معاقبة المصريين الذين أغرقوا بني شعب إسرائيل في النيل، حتى يرى جميع الأشرار في العالم ويخافون".
وقال إلياهو: "الله يحكم على جميع الدول من حولنا التي أرادت غزو أرضنا عدة مرات ورمينا في البحر"، مهاجما سوريا وتركيا بالقول: "كل ما يحدث، يحدث من أجل تطهير العالم وجعله أفضل".
"اليهودي مقدس"
في آذار/ مارس 2023، قال الحاخام اليعازر ميلاميد، في كلمة تأبين لمستوطنين شقيقين قتلا في عملية نفذها مقاوم فلسطيني في بلدة حوارة بالضفة الغربية في 26 شباط/ فبراير من العام ذاته: إن "كل يهودي يُقتل لمجرد كونه يهوديا فهو مقدس".
ووسّع ميلاميد صفة القداسة لتشمل جميع المستوطنين، حيث قال "إذا كان هذا هو ما يقال عن كل يهودي، فمن المؤكد أنه ينبغي أن يقال عن المستوطنين الذين يعيشون في الخط الأمامي للاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وأضاف خلال كلمة التأبين "لم نعد إلى بلادنا لنطرد العرب من ديارهم، بل لجلب الخير والبركة للعالم، ويمكن للعرب أيضا الاستفادة من ذلك"، على حد زعمه.
وفي كلمة أخرى لميلاميد مع عدد من طلابه قال: "طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل، فإن أعداءنا مستمرون في الوجود هناك ويقتلوننا"، زاعما أن "حدود إسرائيل هي من نهر النيل في مصر حتى الفرات بالعراق، وأنه لم يتم الاستحواذ سوى على المنطقة المحيطة بنهر الأردن"، في إشارة إلى أرض فلسطين.
وقال ميلاميد: "أحيانا يسأل الأولاد الصغار أسئلة كبيرة بصدق ويفتحون الباب للتفكير العميق، فعندما التقيت مؤخرا بأولاد لإجراء محادثة، سأل أحدهم بجدية وألم: لماذا توجد هجمات إرهابية؟ لماذا يقتل اليهود الصالحون؟"، فأجابهم: "لأنه لا يوجد عدد كاف من اليهود في إسرائيل"، بحسب ما نقلت "القناة السابعة" حينها.
وأضاف: "لا يوجد عدد كافٍ من اليهود في أرض إسرائيل عموما وفي يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية) بشكل خاص، فكما قيل في التوراة: وإذا لم تترك سكان الأرض أمامك، فليكن أن تتركهم عبيدا في عينيك حتى لا يحاصرونك في الأرض التي تسكن فيها".
وتابع: "يعتقد البعض أن المشكلة خارجية، إذا لم يكن هناك أعداء في الأرض، فستنتهي المشاكل، ومع ذلك، فقد تعلمنا من التوراة أن الواقع هو عكس ذلك فإذا لم يكن هناك أعداء، فقد تنشأ مشاكل أكبر من البرية، فمن غير السار الاعتراف بأن القتال ضد العدو يصوغ إسرائيل ويوحدها، ومن يدري ما هي الأزمات والحروب الأهلية التي كنا سنخوضها بدونها. وبمعنى آخر، طالما أنه لا يوجد عدد كافٍ من اليهود للاستيطان في الأرض بأكملها بالطول والعرض، حتى لا تبقى أماكن مقفرة، فإن الله يرى في طريق الطبيعة أن الأعداء سيبقون في الأرض".
وأضاف أنه بعد أن يتكاثر اليهود سيكونون قادرين على التوسع تدريجياً نحو شرق الأردن وجميع أراضي "أرض الميعاد" في إشارة إلى كيان الاحتلال.
تمجيد غولدشتاين
وفي ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، أشاد الحاخام البارز في أوساط "الحريديم"، مئير مازوز، بالإرهابي باروخ غولدشتاين الذي قتل 27 مصليا فلسطينيًا عام 1994 في الحرم الإبراهيمي، معتبرا أن جريمته منعت "خطرًا كبيرًا".
وقال الحاخام مازوز: "في مغارة المكفيلة (الحرم الإبراهيمي) وضع العرب فؤوسا وبنادق وسكاكين تحت السجاد الذي يصلون عليه- وكان هناك خطر كبير جدا. وبفضل هذا اليهودي تم تجنب الخطر".
وهذا الموقف تكرر من قبل بن غفير التي وصف أيضا منفذ المجزرة بـ "الدكتور غولدشتاين"وأنه "البطل والقديس والطبيب الذي أنقذ حياة اليهود".
"شريعة الملك"
وفي مطلع عام 2023، أحدث الوزير الإسرائيلي السابق، عامي أيالون، ضجة عقب توثيقه السلبي في أحد كتبه، للقاء جمعه بالحاخام الهشير يتسحاق شابيرا، صاحب فتوى "قتل الأطفال العرب، لأنهم قد يكبرون ويصبحون أشرارا".
وفي ذلك اللقاء، الذي لم يُوضع تاريخ حدوثه، برر شابيرا فتواه بأنه "حسب التوراة والإجماع بين حكمائنا اليهود، فإن التحريم المطلق للقتل ينطبق على اليهود فقط، وليس على الوثنيين".
وجاءت هذه الفتوى ضمن "شريعة الملك" أو "توراة الملك" أو هو مصنف فقهي يهودي من تأليف الحاخامين شابيرا ويوسيف اليتسيور، اللذان أدارا في مستوطنة "يتسهار" في الضفة الغربية، ومدرسة دينية تدعى "مازال يوسف حيا".
ويضم الكتاب المنطلقات والقواعد الفكرية والأيديولوجية التي تدعو لاستباحة وسفك دماء الأغيار (الغوييم وتعني غير اليهود بشكل عام) على أيدي اليهود في أوقات السلم والحرب.
وحرر الكتاب بلغة عبرية قديمة، هو مزيج من أحكام منتقاة وفقا لمجموعة نصوص دينية، معتمدا على تفسيرات وأقوال فلاسفة وعلماء يهود متطرفين من عدة عصور، ويقدم أرضية عقائدية لجنود الاحتلال والمستوطنين تبيح قتل الفلسطينيين.
ويعتبر مؤلفو الكتاب أن "الله خلق هذا الكون من أجل اليهود فقط، وخلق باقي العالم الذي له منزلة البهائم لخدمة اليهود"، ويدعو الكتاب بوضوح إلى قتل وإبادة الفلسطينيين ويقدم أرضية دينية عقائدية تبيح سياسات وأعمال جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه الفلسطينيين.
ويستخلص المؤلّفان أنّ "اليهود يُسمح لهم بقتل الآخرين أكثر مما يسمح للأغيار بقتل أناس من الأغيار الآخرين"، ويتم التركيز في الفصل الرابع على استباحة دماء غير اليهود.
ويتناول الفصل الخامس من الكتاب احكام قتل غير اليهود في الحروب، ويشير إلى "وجوب قتل أيِّ مواطن في المنطقة المعادية يشجع المقاتلين أو يعبر عن رضاه عن أعماله، وجواز قتل مواطني الدولة أو المنطقة المعادية وإن كانوا لا يشجعون دولتهم في أعمال الحرب".
ويبرر الكتاب جواز القتل بأن "الشريعة اليهودية تعتقد أنهم يرغبون في أوقات السلم بسفك دماء اليهود، فيما ويتعاظم هذا الاعتقاد برغبتهم في سفك دماء اليهود في حالة الحرب".
قتل الجميع
في آذار/ مارس 2024، وخلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، دعا حاخام في مدينة يافا إلياهو مالي، إلى "إبادة كل سكان قطاع غزة، بمن في ذلك الأطفال والنساء والمسنين".
وقال الحاخام إلياهو مالي مدير المدرسة الدينية في يافا، التي يخدم طلابها في جيش الاحتلال إنه "يجب اتباع مبدأ (لا تدع نفسا على قيد الحياة) و(إذا لم تقتلهم سيقتلونك)".
وفي اجتماع للمدارس الدينية، اعتبر أن "مخربي اليوم هم الأطفال الذين تركتهم على قيد الحياة في المعركة السابقة"، عندما سئل عن قتل أطفال غزة.
أما عن النساء فقال الحاخام: "هن من ينتجن المخربين"، مضيفا أن "من يشكل خطرا عليك ليس فقط الفتيان في عمر 14 أو 16 ومن يرفع السلاح بوجهك، بل جيل المستقبل ومن ينتجن جيل المستقبل، فالحقيقة لا يوجد فرق بينهم".
وعن المسنين أضاف: "أحكام المدنيين في غزة تختلف عن أحكام المدنيين في مناطق أخرى، ففي غزة وفق التقديرات ما بين 95 إلى 98 بالمئة يؤيدون إبادتنا".
الإبادة بالصواريخ
رغم أن كل هذه الدعوات جاءت في السنوات الأخيرة مع تصاعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفتاوى والدعوات التحريضة على القتل جاءت من الحاخام الأشهر في "إسرائيل" وهو عوفاديا يوسف.
ويعد يوسف الزعيم الروحي لحزب "شاس" لليهود الشرقيين ومؤسسه، وهو الحاخام الذي عرف بمواقفه العنصرية المتشددة نحو الفلسطينيين والعرب، فضلا عن معارضته الشديدة للمس بالقضايا المحورية في الصراع مع العرب وأهمها القدس والمستوطنات وعودة اللاجئين.
وعرف عن عوفاديا كرهه الشديد للعرب الذي بلغ حد دعوته إلى إبادتهم جميعا بالصواريخ، ففيتموز/ يوليو 2001 دعا إلى "إبادة العرب بالصواريخ"، وأضاف في "عظة" السبت في كنيس بالقدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي أن العرب "يجب ألا نرأف بهم، ولا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادة هؤلاء الأشرار والملعونين".
وقال لأتباعه إن "العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل.. عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم".
وبعد ذلك في عام 2004، قال يوسف في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلا من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".
وكان يوسف قد أثار عام 2005 عاصفة من الانتقادات في "إسرائيل" عندما "دعا الله في خطبة دينية أن يقضي على رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة".