إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك ضارية في شمال غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
غزة - رويترز
توغلت دبابات إسرائيلية في شرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية أمس الثلاثاء في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص، فيما قصفت قواتها شمال القطاع في بعض من أشرس الهجمات منذ أشهر.
ودعا حلفاء لإسرائيل ومنظمات إغاثة مرارا إلى وقف التوغل البري في رفح المكتظة بالنازحين حيث تقول اسرائيل إن أربع كتائب تابعة لحماس تتحصن هناك وإن العملية ضرورية للقضاء على فلول المقاتلين.
وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان سيزور إسرائيل والسعودية مطلع الأسبوع المقبل. ورفضت إدارة الرئيس جو بايدن التعليق على تقرير لموقع أكسيوس يفيد بأن إسرائيل وافقت على عدم توسيع عملياتها في رفح بشكل كبير قبل زيارة سوليفان.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن إسرائيل وعدت بعدم القيام بأي تحرك كبير في رفح دون مشورة واشنطن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في مؤتمر صحفي إن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 100 مقاتل مسلح وعثرت على عشرة طرق مؤدية لأنفاق وعلى كثير من الأسلحة في رفح منذ بدء العملية قبل أسبوع.
واشتد وطيس القتال في أنحاء القطاع في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك الشمال، مع عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق التي زعم أنه قضى فيها على وجود حماس قبل أشهر. وقال سكان ومصادر من المسلحين إن الاشتباكات التي وقعت أمس الثلاثاء كانت الأعنف منذ أشهر.
وقال هاجاري "نعمل بتصميم في أجزاء قطاع غزة الثلاث. القوات تضرب أهدافا إرهابية من الجو والبر والبحر في وقت واحد" في إشارة إلى شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الحالية 35 ألفا حتى الآن، بحسب مسؤولي الصحة في غزة الذين لا تفرق أرقامهم بين المدنيين والمقاتلين. وقالوا إن 82 فلسطينيا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ أسابيع.
واستمرت معارك ضارية حتى وقت متأخر من أمس في مخيم جباليا مترامي الأطراف الذي أقيم للنازحين قبل 75 عاما في شمال القطاع.
وقال ناصر (57 عاما) وهو أب لستة أطفال لرويترز عبر الهاتف "كتير من الناس متحاصرة داخل بيوتهم وفقدنا الاتصال مع أقربائنا بعد ما وصلهم تحذير من الجيش على التلفون إنهم يخلوا البيت ورفضوا".
وقال هاجاري إن إسرائيل قتلت نحو 80 مقاتلا نشطا ودمرت منصات إطلاق صواريخ ومنشآت لتصنيع الأسلحة في قلب جباليا أمس. وأضاف أن 13 جنديا إسرائيليا أصيبوا أمس، أربعة منهم في حالة خطيرة.
وفي مدينة غزة، بشمال القطاع أيضا، قال مسعفون إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الشيخ رضوان في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وفي حي الزيتون بمدينة غزة، هدمت جرافات إسرائيلية مجموعات من المنازل لشق طريق جديد للدبابات لتتجه إلى الضواحي الشرقية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على نحو 150 مقاتلا ودمر 80 مبنى تستخدمها حماس هناك.
ومع اشتداد القتال، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس إن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود.
"لا مكان آمن"
وحث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم اجتياح رفح دون ضمانات للمدنيين وأجل الأسبوع الماضي شحنة قنابل كبيرة إلى إسرائيل.
لكن مسؤولين أمريكيين قالا أمس الثلاثاء إن وزارة الخارجية أحالت حزمة مساعدات أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونجرس لمراجعتها.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس إن جوتيريش يشعر بقلق بالغ من التصعيد الإسرائيلي في رفح وما حولها، ومن إطلاق حماس العشوائي للصواريخ هناك.
وأضاف دوجاريك "يتعين احترام وحماية المدنيين في جميع الأوقات، في رفح وفي غيرها من مناطق غزة. بالنسبة للناس في غزة، لا يوجد مكان آمن الآن"، مضيفا أن جوتيريش دعا مرة أخرى إلى وقف لإطلاق النار على الفور لأسباب إنسانية.
وفي رفح، قال سكان فلسطينيون إنهم شاهدوا دخانا يتصاعد فوق الأحياء الشرقية وسمعوا أصوات انفجارات عقب قصف إسرائيلي لمجموعة من المنازل.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية بصاروخ الياسين 105 في حي السلام شرق رفح مما أدى إلى مقتل بعض أفراد طاقمها وإصابة آخرين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: شمال القطاع فی رفح
إقرأ أيضاً:
روسيا تطالب بضمانات "صارمة" في أي معاهدة سلام مع أوكرانيا
موسكو-رويترز
قال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نشرت اليوم الاثنين إن روسيا ستسعى للحصول على ضمانات "صارمة" في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا بأن تستبعد دول حلف شمال الأطلسي كييف من العضوية وأن تظل أوكرانيا محايدة.
ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي والذي يقول بوتين إنه يحتاج إلى تلبية شروط حاسمة ليكون مقبولا.
وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لقناة "سي.إن.إن" أمس الأحد بعد عودته من اجتماع وصفه بأنه "إيجابي" مع بوتين في موسكو إنه من المتوقع أن يتحدث ترامب مع نظيره الروسي هذا الأسبوع بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع صحيفة إزفستيا الروسية لم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، قال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب موسكو.
ونقلت الصحيفة عن جروشكو قوله "سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءا من هذا الاتفاق".
وأضاف "ومن بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول حلف شمال الأطلسي قبولها في التكتل".
أكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كما شدد جروشكو مجددا على موقف الكرملين في هذا الشأن.
وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضا على أي طلبات.
وقال جروشكو "لا يهم تحت أي تسمية يتم نشر قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، سواء كانت تابعة للاتحاد الأوروبي، أو حلف شمال الأطلسي، أو بصفة وطنية".
وتابع "إذا ظهروا هناك، فهذا يعني أنهم منتشرون في منطقة صراع مع كل العواقب التي ستترتب على هذه القوات باعتبارها أطرافا في الصراع".
وقال جروشكو إن من غير الممكن مناقشة نشر مراقبين غير مسلحين لمراقبة ما بعد انتهاء الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات نشرت أمس الأحد إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا هو مسألة تقررها كييف وليس موسكو.
وقال جروشكو إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يجب أن يفهموا أن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي واستبعاد إمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو فقط ما سيكون في صالح المنطقة.
وأضاف "ومن ثم سيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، إذ سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع".