76 عاماً على النكبة .. ماذا فعلت إسرائيل بالفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
#سواليف
لم يكن تاريخ الخامس عشر من أيار/مايو 1948، والذي يعرف باسم يوم ” #النكبة ” لدى الفلسطينيين، سوى ترجمة لسنوات طويلة سبقته، من التخطيط “الصهيوني” والبريطاني، لطرد #الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة #الدولة_اليهودية عليها.
فنكبة الفلسطينيين، لم تبدأ في ذلك الحين فقط، ولم يكن ذلك التاريخ إلا اليوم الأكثر دموية وهجرة للفلسطينيين من أرضهم، وتوزعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، وبداية “القضية الفلسطينية”.
و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/أيار 1948.
مقالات ذات صلة اشتباكات ضارية في مخيم جباليا 2024/05/15ووفق تقرير حديث لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (رسمي)، قتلت إسرائيل 134 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ عام 1948، إضافة إلى تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” 1967، حين احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وفي 15 مايو/أيار من كل عام، يحيي الفلسطينيون #ذكرى_النكبة عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات بأرجاء العالم.
وتحل الذكرى هذا العام وسط #حرب إسرائيلية مدمرة في قطاع #غزة، وأخرى في الضفة الغربية تستهدف في غالبها مخيمات شمالي الضفة.
قيام إسرائيل
ومساء 14 مايو/أيار 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.
ولا يفصل الفلسطينيون بين النكبة، ووعد بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، والذي تبنت بريطانيا عبره بشكل جدي “المشروع الصهيوني” وأعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.
ويقولون إن بريطانيا بإصدارها الوعد، فتحت الباب على مصراعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948، وأسست للنكبة.
وبعد أقل من عقدين، احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وتحديداً الضفة الغربية بما فيها مناطق شرقي القدس وقطاع غزة، وأراض عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.
**بداية التخطيط للنكبة:
حلّت أحداث النكبة الفلسطينية على يد #المنظمة_الصهيونية العالمية وبريطانيا، التي تبنت مشروع المنظمة القائم على إلغاء حقوق الفلسطينيين العرب في فلسطين، وإحلال القومية اليهودية مكانهم، وفق صالح.
وكانت بريطانيا في ذلك الوقت “القوة الكبرى الأولى في العالم”، كما يقول.
وتأسست “المنظّمة الصهيونية عام 1897، على يد اليهودي ثيودور هرتزل، وكانت قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، وشرط نجاحها مرتبط في إلغاء حقوق أهل فلسطين في أرضهم”.
وكان تأسيس المنظمة وعقد مؤتمرها الأول، هو فاتحة العمل “الصهيوني” السياسي المنظّم لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين، حسب صالح.
وسبق اهتمام بريطانيا، اليهود أنفسهم، بتوفير الحماية لهم، حيث افتتحت لندن لها قنصلية في القدس عام 1838، وأول رسالة من الخارجية البريطانية لنائب القنصل، طلبت فيها “بتوفير الحماية لليهود وإن كانوا غير بريطانيين”.
و” أخذت الهجرة اليهودية إلى فلسطين طابعًا أكثر تنظيما وكثافة منذ عام 1882، إثر تصاعد المشكلة اليهودية، في روسيا.
حاولت حينذاك السلطات العثمانية التي كانت تحكم فلسطين، بمنع الاستيطان اليهودي لفلسطين، ففي عام 1887، فصلت القدس عن ولاية سوريا، ووضعته مباشرة تحت إشراف الحكومة المركزية، لإعطاء رعاية أكبر واهتمام لهذه المنطقة، وفق صالح.
و في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 تبنت بريطانيًا بشكل جدي المشروع الصهيوني، وأصدرت وعد بلفور، الذي من خلاله أعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين”.
وفي العام الذي يليه تمكنت بريطانيا من إحكام وإتمام احتلالها لفلسطين -بعد أن كانت أرضًا دولية كما أرادت بريطانيا، ووفقًا لاتفاقية “سايكس بيكو” عام 1916، تمهيدًا لتنفيذ وعدها للإسرائيليين، وتسهيل هجرتهم لفلسطين، وطرد أهلها الأصليين منها.
النكبة في أرقام
ووفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، شكلت أحداث النكبة وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، نظراً لما صاحبها من طرد لشعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه.
ويشير “الإحصاء الفلسطيني” في تقرير صدر الأحد، إلى أن النكبة أسفرت عن تشريد ما يزيد على مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في ألف و300 قرية ومدينة عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال.
وسيطرت إسرائيل في حينه على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، بينما تم إخضاع المتبقية إلى الاحتلال وقوانينه.
ووفق التقرير الفلسطيني “صاحب عملية التطهير اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني”.
وفي النكبة أقيمت إسرائيل على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع.
ويوضح التقرير أن 134 ألف فلسطيني وعربي قُتلوا في فلسطين منذ “النكبة” عام 1948، إلى جانب تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” عام 1967.
تضاعف عدد الفلسطينيين 10 مرات
ويذكر جهاز الإحصاء المركزي أن “عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023″، مشيراً إلى “تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948”.
ويوضح أن الفلسطينيين يتوزعون في أنحاء العالم على النحو التالي: “5 ملايين و500 ألف فـي دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة)، وحوالي مليون و750 ألفاً في أراضي 1948 (إسرائيل)، بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين و560 ألفاً، وحوالي 772 ألفاً في الدول الأجنبية”.
ويتوزع الفلسطينيون كالتالي: “3 ملايين و200 ألف في الضفة الغربية، 477 ألفاً منهم في القدس الشرقية، كما يوجد مليونان و100 ألف في قطاع غزة، بينما العدد المتبقي في الشتات (خارج فلسطين التاريخية)”، وفق المصدر ذاته.
القدس
ويقول التقرير الإحصائي إن “الفلسطينيين يشكلون نحو 49.9 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، بينما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 بالمئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية”.
وبذلك، يضيف جهاز الإحصاء، يبلغ “عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية حوالي 7 ملايين و300 ألف، في حين يقدر عدد اليهود بنحو 7 ملايين و200 ألف مع نهاية عام 2023”.
وعن الكثافة السكانية يوضح التقرير الفلسطيني أنها “582 فرداَ لكل كيلومتر مربع في الضفة الغربية، و6 آلاف و185 فرداً لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة، كما هو في نهاية 2023”.
استيطان واعتقالات
ومنذ أحداث النكبة وحتى الوقت الراهن، تستمر سياسات الاعتقال الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ويذكر جهاز الإحصاء المركزي الرسمي أنه تم تسجيل أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام 1967، مشيراً إلى وجود نحو 9 آلاف و400 أسير حالياً في سجون إسرائيل.
على الصعيد الاستيطاني، يشير التقرير الفلسطيني إلى أن “عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ نهاية عام 2022 في الضفة الغربية 483 موقعاَ، منها 151 مستعمرة (مستوطنة) و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة”.
جدارية في الضفة الغربية تحمل صورة مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني البارز والأسير بالسجون الإسرائيلية، أرشيفية/ مواقع التواصل
كما يتحدث عن “163 بؤرة استعمارية، و144 موقعاً آخر يصنف مناطق صناعية أو سياحية أو خدماتية ومعسكرات للجيش”.
وقال “الإحصاء الفلسطيني” إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية “بلغ 745 ألفاً و467، وذلك في نهاية عام 2022، معظمهم يسكنون محافظة القدس بواقع 336 ألفاً و272 مستعمراً”.
حرب مستمرة
وتحل ذكرى النكبة بينما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مخلفاً عشرات آلاف من الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
ويقول جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقريره، إن خسائر قطاع غزة المباشرة جراء الحرب الإسرائيلية الحالية بلغت نحو “30 مليار دولار”، مشيراً إلى “تدمير أكثر من 31 ألف مبنى، وتضرر حوالي 17 ألف مبنى بشكل كبير، و41 ألف مبنى بشكل متوسط”.
وبموازاة حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة، مخلفاً 498 شهيداً ونحو 5 آلاف جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول ، إضافة إلى آلاف الاعتقالات، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويشير “الإحصاء المركزي” إلى أن إسرائيل “قامت خلال عام 2023 بهدم وتدمير ما يزيد عن 659 مبنى ومنشأة بالضفة الغربية” وأصدرت “1333 أمر هدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف النكبة الفلسطينيين الدولة اليهودية حرب غزة المنظمة الصهيونية فلسطین التاریخیة فی الضفة الغربیة عدد الفلسطینیین أرض فلسطین نهایة عام فی فلسطین قطاع غزة أکثر من عام 1948
إقرأ أيضاً:
عاجل | بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية
بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية
التفاصيل بعد قليل..