جماعات السلام في إسرائيل.. أصوات تستعيد زخمها رغم ضجيج الحرب
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في إرباك صف المؤيدين للسلام في إسرائيل، وفق استطلاعات رأي متطابقة، لكن إصرار الجمعيات الإسرائيلية المدافعة عن السلام، لا تزال تصارع من أجل البقاء، في غمرة النزاع المستمر في غزة منذ أكثر من نصف عام، وفق تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وجد استطلاع أجرته مؤسسة "ماين" في أغسطس 2023 أن الانتماء إلى التيار اليساري في إسرائيل ارتفع إلى نحو 64 في المئة، بعدما كان يشكل 55 في المائة فقط في 2022، بين الآراء المعبر عنها في الاستجواب.
"هذا الاتجاه التصاعدي عكس رد فعل المواطنين ضد حكومة بنيامين نتانياهو" وفق التحليل الذي أعدته الكاتبة داليا شيندلين.
لكن بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ارتفعت نسبة أنصار اليمين من 55% إلى 68% في استطلاع أجراه مركز aChord في نوفمبر 2023، ثم في يناير 2024، وصف 9% فقط من المستجوبين أنفسهم بأنهم يساريون في استطلاع للرأي أجرته "ماين" مرة ثانية.
لكن مع بداية الرد الإسرائيلي والدمار الذي تسبب به في غزة وأعداد المدنيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي، تغيرت النسب التي تم الكشف عنها في الاستطلاعات السابقة.
وأظهر مؤشر السلام الذي أجرته جامعة تل أبيب أن 12% من اليهود عرّفوا أنفسهم بأنهم يساريون في أبريل.
"كانت تلك مجرد نقطة في طريق تعافي التيار اليساري المطالب بالسلام في إسرائيل" وفق التحليل، حيث أظهر استطلاعٌ آخر أعده معهد الديمقراطية الإسرائيلي اتجاها مماثلا.
في سبتمبر 2023، وجد المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن حوالي 20% أطلقوا على أنفسهم صفة يساري.
وانخفض ذلك بمقدار النصف إلى 10 بالمائة فقط في ديسمبر. لكن في مايو 2024، قال ما يقرب من 18% من اليهود إنهم يساريون.
ويشار بالتيار اليساري للإسرائيليين الذين يؤيدون مسار السلام مع الفلسطينيين وحل الدولتين.
ويبرز هذا التيار خارج إطار التكتلات السياسية في جمعيات ذات نشاط حثيث في الساحة الإسرائيلية، هذه أبرزها:
الوقوف معا (Standing Together)منذ هجوم حماس بداية أكتوبر 2023، والقصف المتواصل الذي شنته الحكومة الإسرائيلية على غزة في وقت لاحق، اتحد المتطوعون اليهود والفلسطينيون الذين يعيشون في إسرائيل لمساعدة ضحايا العنف.
هؤلاء جزء من حركة "الوقوف معا"، التي يُقال إنها أكبر مجموعة شعبية عربية يهودية في إسرائيل.
تعمل المجموعة على تعبئة المواطنين اليهود والفلسطينيين في إسرائيل "سعيًا لتحقيق السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية ".
وجاء في بيان على الموقع الإلكتروني للمنظمة أن "المستقبل الذي نريده – السلام والاستقلال للإسرائيليين والفلسطينيين، والمساواة الكاملة لجميع المواطنين، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الحقيقية .. حيث يوجد النضال، يوجد الأمل".
أرض للجميع (A land for all)"أرض للجميع" هي حركة مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعتقدون أن الطريق نحو السلام والأمن والاستقرار للجميع يمر عبر دولتين مستقلتين، إسرائيل وفلسطين، في إطار مشترك يسمح للشعبين بالعيش معًا ومنفصلين.
تقول هذه الجمعية إن "الإسرائيليين والعرب الفلسطينيون يتشابكون بشكل كبير على جانبي الخط، وبالتالي فإن بناء الجدران بينهما ليس واقعيًا ولا مرغوبًا فيه".
وتضيف أن الإدارك بأن كلا من اليهود والفلسطينيين هم جزء من نفس الوطن المشترك، واحترام حقوقهم الفردية والوطنية المتساوية، جعل جمعية "أرض للجميع" توفر حلولاً عملية وقابلة للتطبيق للعقبات التي أعاقت المفاوضات السابقة، "وتنقلنا من نموذج الانفصال إلى نموذج المستقبل على أساس تقاسم السلطة والمصالح المشتركة".
يدا بيد (Hand in Hand)في إسرائيل، يعمل عدد متزايد من المدارس على جمع الأطفال اليهود والفلسطينيين معاً للتعلم تحت سقف واحد. (يمثل الفلسطينيون ما يقرب من ربع سكان إسرائيل).
لي جوردون، المؤسس المشارك لمنظمة Hand in Hand، "يدا بيد" التي تضم ست مدارس يهودية عربية في إسرائيل، في مقابلة عام 2020 مع Positive News "أعتقد أننا ننشئ نموذجًا لما يمكن أن تبدو عليه إسرائيل وما ينبغي أن تبدو عليه".
يتعلم الطلاب العبرية والعربية في تلك المدارس، حيث تعمل مبادرة "يدًا بيد" أيضًا على تسهيل الاجتماعات بين أولياء الأمور.
وقال جوردون: "ننظم المناقشات والنزهات والفرق الرياضية المتكاملة والحدائق المجتمعية ومجموعات الحوار".
تجمع منظمة بناة السلام في القدس (JPB) بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحتى أميركيين، وتوفر لهم المهارات التي يحتاجونها ليصبحوا قادة المستقبل من أجل السلام.
كتب القس كانون نيكولاس بورتر، المدير المؤسس للمنظمة غير الربحية، "يُظهر هذا الهجوم العبث المميت الكامن وراء الثقة في الأسلحة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. الحرب لا تولد إلا الحرب".
وتابع "هناك حاجة إلى جيل جديد من القيادة، صغارًا وكبارًا، من أجل مستقبل أفضل".
وتهدف منظمة JPB في بناء السلام مع المعلمين والنساء والشباب على تدريب القادة بالمهارات والثقة والوعي الذاتي والفهم لصياغة هذا المستقبل.
الطريق إلى التعافي (Road to recovery)الطريق إلى التعافي هي جمعية إسرائيلية من المتطوعين الذين ينقلون المرضى الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، من نقاط التفتيش في الضفة الغربية وغزة للحصول على العلاجات المنقذة للحياة في المستشفيات الإسرائيلية.
يساعد أعضاؤها أيضًا في شراء المعدات الطبية وتنظيم العطلات والنزهات للمرضى وعائلاتهم. ولديها أكثر من 1200 متطوع، إسرائيليين وفلسطينيين، "يوفرون فرصة للشفاء من خلال لفتة واحدة بسيطة - القيادة".
يقول تقرير "هآرتس" إن سيرورة الحرب التي أثرت على عمل الجمعيات السالف ذكرها (الجمعيات المذكورة هي الأبرز فقط من بين عدد أكبر) دفعت بعد ذلك (على مدى سبعة أشهر من الحرب)، مجموعات أكبر داخل إسرائيل إلى اتخاذ مواقف تؤيد قضية مشتركة مع اليسار.
ويعد تعافي هذا التيار وعودة صيته بين الإسرائيليين إلى مواقف ما قبل الحرب ضرية لبناء موقف مؤيد للسلام في إسرائيل "حيث يمكن تشبيه الأشخاص الموجودين على الأرض الذين لم يغيروا من نظرتهم للعلاقة مع الفلسطينيين بالنواة القوية.. التي لا تنكسر عندما تدوس عليها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل السلام فی
إقرأ أيضاً:
ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي
دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.
فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.
وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).
قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".
صعود الحرب الإلكترونيةمن أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.
الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.
وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".
وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.
عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".
الجبهة الثانية على البحر الأسودعلى الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.
وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.
يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".
من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثة