سواليف:
2024-11-23@23:56:30 GMT

كيف نقرأ الأزمات في الأردن؟

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

كيف نقرأ #الأزمات في #الأردن؟ #ماهر_أبوطير

من المهم جدا هذه الأيام، وبعد كل هذه الأزمات التي تمر بها المنطقة أن تؤدي مراكز التحليل السياسي، دورها في قراءة الأخطار والتحولات ومؤشرات المستقبل، بعيدا عن ردود الفعل.

المنطقة تخرج من أزمة إلى أزمة، ولا يكفي هنا أن نواجه هذه الأزمات بالعواطف والشعارات والتوقعات السطحية، لأن هذه الأزمات تحفر عميقا على وجه المنطقة، من قضية فلسطين، إلى أزمات سورية، العراق، اليمن، لبنان، وغير ذلك، ويضاف إلى ما سبق التحولات على صعيد خرائط علاقات المنطقة مع آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، وما يرتبط فعليا بخرائط الأمن والنفوذ العسكري والسياسي والثروات، وسط تركيبة لا تنفصل عن القوميات والدين.

أعجبني كثيرا ما يفعله مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، فهو إضافة إلى الاستطلاعات التي قد نتفق مع نتائجها أو نختلف وورش العمل الفاعلة، فهو يقوم بجهود إضافية مهمة على صعيد جمع الخبراء في مجالات مختلفة، كان آخرها استضافة وفد الاتحاد الأوروبي في الأردن ومركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية مؤتمر “الطريق إلى شومان”، تحت عنوان الاتحاد الأوروبي وجواره الجنوبي”: حوار إستراتيجي حول الدفاع والأمن البحري والجريمة العابرة للحدود، بمشاركة مائة شخصية من الخبراء والممارسين في مجال الأمن والدفاع والبرلمانيين والدبلوماسيين والقوات المسلحة وأجهزة الأمن، وهو المؤتمر الذي بحث في بعض جوانبه تأثيرات حرب غزة على كل الإقليم، وعواقب الغزو الروسي لأوكرانيا على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وشركائه الجنوبيين، والعلاقات الدولية، والمخاوف الأمنية في المنطقة، وهي مخاوف تمتد تأثيراتها إلى العالم.
أهمية هذه المؤتمرات والانفتاح على خبراء من جنسيات مختلفة في مجالات الدبلوماسية والأمن تكمن في التعرف أكثر إلى كيفية تفكير العالم، وكيف ينظرون إلى هذه المنطقة والمهددات الكامنة فيها، كما أن هكذا نشاطات تعد ترقية لدور مراكز الدراسات والأبحاث والتحليل بدلا من المستويات الأقل أهمية، أو مواصلة اتخاذ القرارات دون دراسة، أو أسس، أو استكشاف.

مقالات ذات صلة ذكرى النكبة والنكسة ثم الصمود 2024/05/14

الأمر ذاته رأيناه في استضافة مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية لمؤتمر الحوار الإستراتيجي بين اليابان والشرق الأوسط، والذي نظمه المركز بالتعاون مع مركز البحوث المتقدمة في جامعة طوكيو، والذي انتهت أعماله أمس الاثنين، وناقش مستقبل العلاقات اليابانية مع دول المنطقة في مجالات التكامل الاقتصادي والإقليمي ونقل التكنولوجيا والتنمية فضلا عن بناء السياسات الأمنية وملفات التطرف والارهاب والطاقة وغير ذلك، بمشاركة خبراء على رفعة في المستوى من اليابان ودول الشرق الأوسط.
هذه نشاطات لافتة للمركز، ومن المعلوم هنا أن أغلب العواصم الفاعلة في العالم، تعتمد إضافة إلى طواقمها المعينة رسميا لمهمات محددة، على مركز التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومراكز البحث، وThink tank، وتصدر عنها تقارير وتوصيات تؤخذ على محمل الجد، خصوصا، إذا كانت هذه المراكز وازنة وذات قيمة، ولا تعد أعمالها بطريقة غير عميقة، بما يجعل تعزيز هذه النشاطات مهما جدا هنا في الأردن، الذي له هذا الموقع الجيوسياسي الحساس جدا، والمحاط بكل أزمات الإقليم، فوق تحدياته الداخلية، وهي تحديات بحاجة إلى خبراء بعيدا عن رد الفعل اليومي، أو الطارئ بسبب أزمة تحدث هنا أو هناك.

نحض بكل صراحة على أن تسترد عمان مكانتها على خريطة استضافة المؤتمرات الفاعلة، والشخصيات المؤثرة في ملفات الدبلوماسية والاقتصاد والأمن والعلاقات الجيوسياسية والدفاع وغير ذلك، بحيث تكون مؤتمرات ذات نتائج، تترك أثرا إيجابيا على مختلف الملفات، بما فيها وجود الأردن وسط هذا الإقليم، فوق أن الأهم أن نستمع كما تفعل الأمم الحيّة، إلى كثير من استخلاصات هذه المراكز، خصوصا، إذا كانت دون أجندات، وترتكز على أجندات مهنية.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأزمات الأردن

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية أمريكا والإمارات يبحثان جهود إنهاء الأزمات في غزة ولبنان والسودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي، مستجدات الأزمة في غزة، بما في ذلك المساعي لوقف الحرب وتأمين الإفراج عن الرهائن ووضع أسس لتحقيق الأمن والإعمار في في مرحلة ما بعد الصراع.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، اليوم الخميس - أن المباحثات شملت أيضا الجهود الرامية لإنهاء الحرب في السودان وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية ودعم العملية السياسية في البلاد.

وفي الشأن اللبناني، بحث الوزيران سبل التوصل إلى حل دبلوماسي دائم يضمن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويسهم في عودة السكان في لبنان وإسرائيل إلى منازلهم.
 

مقالات مشابهة

  • جامعة عالمية تشدد معايير قبول الدراسات العليا.. 3 دول تتضرر من القرار
  • تقرير عبري يكشف الاستنفار الأمني لتأمين الحدود مع الأردن بعد 7 أكتوبر
  • خاص| مغيث صقر: شخصية "أبو نواس" تجسد الانتهازية في فيلم "سلمى"
  • حتى لا تكبر هذه الأزمات
  • عياد رزق: نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي ساهم في حماية الدولة
  • الأردن: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة في محاولة للتطهير العرقي
  • قيادي بـ«الشعب الجمهوري»: الإصلاح الاقتصادي أدى لحماية مصر من الأزمات الدولية
  • السامرائي يبحث مع الصفدي في الأردن العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع بالمنطقة
  • السامرائي يبحث مع الصفدي في الأردن العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة
  • وزيرا خارجية أمريكا والإمارات يبحثان جهود إنهاء الأزمات في غزة ولبنان والسودان