لبنان ٢٤:
2024-11-22@15:03:15 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

كتب ماهر سلامة في "الأخبار": عاد استيراد أجهزة الهواتف اللاسلكية (بشكل عام هي هواتف ذكية) إلى مسار ما قبل الأزمة. فوفقاً لأرقام الجمارك اللبنانية، استورد لبنان في عام 2023 نحو مليونَي هاتف لا سلكي بقيمة 224 مليون دولار، مقارنة مع استيراد نحو مليون هاتف لا سلكي بقيمة 129 مليون دولار في عام 2018. هذه الزيادة الكبيرة في استخدام الهواتف لا تعبّر بالضرورة عن نموّ اقتصادي، إذ إن استعمالها قد يكون مرتبطاً بعمليات استهلاك لا قيمة اقتصادية كبيرة لها، لأنها مبنية على استبدال الهواتف القديمة بالجديدة، كما قد يكون مرتبطاً بنموّ اقتصادي في قطاعات خدماتية وإنتاجية تسير في اتجاه التطوّر التكنولوجي.

أجهزة الهاتف، ولا سيما الهاتف الخلوي، هي جزء أساسي من شبكات الاتصال والتواصل ربطاً بالشكل الجديد لاقتصادات ما بعد الطفرة التكنولوجية. فالوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت لم يعد يقتصر على الحواسيب المكتبية والمحمولة بعدما صارت الهواتف الخلوية أداة سهلة وسريعة وفعالة في العمل، بل هي أيضاً مرتكز لمجموعة من العمليات التي يمكن القيام بها عن بعد، إلا أن فعاليتها تتطلب بنية تحتية فعّالة. والدول التي اعتمدت على التكنولوجيا المتطوّرة، انتقلت إلى العمل على الجيل الخامس (5G) بدلاً من الجيل الرابع الموجود في لبنان. والفرق بين الجيلين لا يتعلّق بسرعة الشبكة فقط، بل أيضاً في تقليص وقت الاستجابة (latency) الذي يسمح بمعالجة حجم كبير جداً من رسائل البيانات بأقل قدر من التأخير (زمن الوصول). إذ تمكنت تكنولوجيا الجيل الخامس من خفض وقت الاستجابة إلى نحو 5 ميلي ثانية، فيما يبلغ وقت الاستجابة الذي يؤمّنه الجيل الرابع بين 60 و90 ميلي ثانية. وهذا الأمر مهم في توفير الاتصالات المطلوبة للعمليات التي تتطلب الوصول في الوقت الفعلي تقريباً إلى البيانات المتغيرة بسرعة، وهو ما يمكن أن يُسهل عمل الشركات التي تعمل في الأسواق المالية العالمية على سبيل المثال. كما أن البنى التحتية للاتصالات اللاسلكية في لبنان لا تُغطي كل المناطق بالشكل الكافي، وقد لعبت الأزمة الأخيرة دوراً كبيراً في سوء حالة تغطية الشبكة اللاسلكية.
أما من ناحية الاتصالات السلكية، أي شبكة الإنترنت السلكية، فمن الصحيح أن البنية التحتية لتكنولوجيا الألياف البصرية (fiber optics) موجودة منذ زمن، إلا أنها لم تصل بعد إلى عدد كبير من المناطق في لبنان، وهذا الأمر يؤثّر بشكل كبير على سرعة الإنترنت المتاحة، فبحسب موقع data reportal يبلغ متوسط السرعة نحو 9.39 ميغابت في الثانية في حين لو كانت شبكة الألياف البصرية متاحة يجب أن يكون هذا الرقم على الأقل 50 ميغابت في الثانية بحسب أرقام أوجيرو.
وبحسب تقرير لشركة «ماكنزي»، فقد تحوّل الإنترنت من شبكة «غامضة» للباحثين وخبراء التكنولوجيا قبل ثلاثة عقود، إلى حقيقة يومية لأكثر من ربع سكان العالم، إذ يرتبط ملياري شخص بالإنترنت، ويتم تبادل نحو 8 تريليونات دولار كل عام عبر التجارة الإلكترونية، أي نحو 8% من الناتج العالمي. كما يظهر التقرير أن الإنترنت يمثل، في المتوسط، 3.4% من الناتج المحلي في الاقتصادات الكبيرة التي تشكّل 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فإذا كان استهلاك الإنترنت قطاعاً، سيكون وزنه في الناتج المحلي الإجمالي أكبر من قطاع الطاقة أو الزراعة. كما أن إجمالي مساهمة الإنترنت في الناتج العالمي أكبر من الناتج المحلي لإسبانيا أو كندا، وهو ينمو بشكل أسرع من الناتج المحلي للبرازيل. إلا أن المشكلة الأساسية في لبنان هي وجود شبكة اتصالات لا تسمح باستغلال العدد الجيد من مستخدمي الهاتف من جهة، ومن جهة ثانية لا يوجد أي استراتيجيات لاستغلال هذا الانتشار للهواتف. يتمتع لبنان بعدد كبير من مستخدمي الإنترنت، ويعود ذلك إلى نفس انتشار الهواتف، إذ بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2024 نحو 4.76 ملايين، حيث بلغت نسبة انتشار الإنترنت 90.1% من المقيمين. الفكرة هنا، هي أن هذا العدد من مستخدمي الإنترنت يفتح المجال أمام استخدام الإنترنت بشكل يُسهّل حركة الدورة الاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن لهذا الأمر أن يلغي دور الوسيط في العمليات التجارية، حيث يستطيع المنتج أن يبيع بضائعه عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى تاجر يأخذ جزءاً كبيراً من القيمة المضافة التي يصنعها المنتج، وهو ما يسهم برفع أرباح المنتج وخفض الكلفة على المستهلك.
المشكلة في هذا الموضوع، هي مشكلة مشتركة مع باقي مشكلات الاقتصاد اللبناني، وهي تتعلّق بعدم وجود إستراتيجية لاستغلال العوامل التي تعطي الاقتصاد اللبناني بعض هوامش المنافسة في قطاعاته المختلفة. وما يحدث هو أن الاقتصاد متروك ليسير بمسار من دون أي تدخّل، وهو ما يسهم في هدر الموارد من دون أي مردود مُحتمل.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من الناتج المحلی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

مجلس الحكومة يعفي استيراد الأبقار والأغنام الأليفة من الضرائب والرسوم الجمركية

تداول مجلس الحكومة وصادق اليوم الخميس، على مشروع المرسوم المتعلق بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة.

وقال بلاغ للمجلس الحكومي، إن مشروع المرسوم قدمه أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نيابة عن فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية.

وقال البلاغ، إن المشروع يأتي بعدما عملت الحكومة خلال السنة الماضية على وقف استيفاء الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة المفروضة على الأبقار والأغنام الأليفة ».

وأوضحت الحكومة أنه « لضمان مواصلة تموين السوق المحلي من اللحوم الحمراء، تم هذه السنة أيضا، وقف استيفاء رسم الاستيراد المطبق على فصيلة الأبقار والأغنام الأليفة قصد توفير اللحوم في الأسواق الوطنية في حدود حصص معينة ».

وأضاف المصدر، « ولأن هذه الحصص لم تعد كافية لتغطية الطلب، يهدف مشروع هذا المرسوم إلى زيادة هذه الحصص بما يضمن تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء ».

كلمات دلالية الأبقار والأغنام الأليفة الضرائب والرسوم الجمركية مجلس الحكومة

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: ليس دفاعاً عن وليد جنبلاط بقدر ما هو دفاعٌ عن لبنان من الفتن التي تحاك
  • “الدوما” يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوجهاتها!
  • البنك المركزي: 2.4% نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع المالي الثالث من 2024
  • الحكومة تعفي استيراد الأبقار والأغنام من الرسوم الجمركية وترفع حصص اللحوم المستوردة
  • مجلس الحكومة يعفي استيراد الأبقار والأغنام الأليفة من الضرائب والرسوم الجمركية
  • الأزمة المنسية!
  • لا عودة إلى الوراء.. رسالة عاجلة من قائد الجيش للبنانيين
  • مدبولي: عودة شركة النصر للسيارات للإنتاج تعزز نسبة المكون المحلي في السلع 
  • سقوط 4 أشخاص تخصصوا في خطف الهواتف المحمولة من المواطنين بقصر النيل
  • اليمن يمنع استيراد العقيق وصنعاء تدين الإهمال المتعمد في مارب