لبنان ٢٤:
2025-02-23@15:05:28 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

استيراد الهواتف.. عودة الى ما قبل الأزمة

كتب ماهر سلامة في "الأخبار": عاد استيراد أجهزة الهواتف اللاسلكية (بشكل عام هي هواتف ذكية) إلى مسار ما قبل الأزمة. فوفقاً لأرقام الجمارك اللبنانية، استورد لبنان في عام 2023 نحو مليونَي هاتف لا سلكي بقيمة 224 مليون دولار، مقارنة مع استيراد نحو مليون هاتف لا سلكي بقيمة 129 مليون دولار في عام 2018. هذه الزيادة الكبيرة في استخدام الهواتف لا تعبّر بالضرورة عن نموّ اقتصادي، إذ إن استعمالها قد يكون مرتبطاً بعمليات استهلاك لا قيمة اقتصادية كبيرة لها، لأنها مبنية على استبدال الهواتف القديمة بالجديدة، كما قد يكون مرتبطاً بنموّ اقتصادي في قطاعات خدماتية وإنتاجية تسير في اتجاه التطوّر التكنولوجي.

أجهزة الهاتف، ولا سيما الهاتف الخلوي، هي جزء أساسي من شبكات الاتصال والتواصل ربطاً بالشكل الجديد لاقتصادات ما بعد الطفرة التكنولوجية. فالوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت لم يعد يقتصر على الحواسيب المكتبية والمحمولة بعدما صارت الهواتف الخلوية أداة سهلة وسريعة وفعالة في العمل، بل هي أيضاً مرتكز لمجموعة من العمليات التي يمكن القيام بها عن بعد، إلا أن فعاليتها تتطلب بنية تحتية فعّالة. والدول التي اعتمدت على التكنولوجيا المتطوّرة، انتقلت إلى العمل على الجيل الخامس (5G) بدلاً من الجيل الرابع الموجود في لبنان. والفرق بين الجيلين لا يتعلّق بسرعة الشبكة فقط، بل أيضاً في تقليص وقت الاستجابة (latency) الذي يسمح بمعالجة حجم كبير جداً من رسائل البيانات بأقل قدر من التأخير (زمن الوصول). إذ تمكنت تكنولوجيا الجيل الخامس من خفض وقت الاستجابة إلى نحو 5 ميلي ثانية، فيما يبلغ وقت الاستجابة الذي يؤمّنه الجيل الرابع بين 60 و90 ميلي ثانية. وهذا الأمر مهم في توفير الاتصالات المطلوبة للعمليات التي تتطلب الوصول في الوقت الفعلي تقريباً إلى البيانات المتغيرة بسرعة، وهو ما يمكن أن يُسهل عمل الشركات التي تعمل في الأسواق المالية العالمية على سبيل المثال. كما أن البنى التحتية للاتصالات اللاسلكية في لبنان لا تُغطي كل المناطق بالشكل الكافي، وقد لعبت الأزمة الأخيرة دوراً كبيراً في سوء حالة تغطية الشبكة اللاسلكية.
أما من ناحية الاتصالات السلكية، أي شبكة الإنترنت السلكية، فمن الصحيح أن البنية التحتية لتكنولوجيا الألياف البصرية (fiber optics) موجودة منذ زمن، إلا أنها لم تصل بعد إلى عدد كبير من المناطق في لبنان، وهذا الأمر يؤثّر بشكل كبير على سرعة الإنترنت المتاحة، فبحسب موقع data reportal يبلغ متوسط السرعة نحو 9.39 ميغابت في الثانية في حين لو كانت شبكة الألياف البصرية متاحة يجب أن يكون هذا الرقم على الأقل 50 ميغابت في الثانية بحسب أرقام أوجيرو.
وبحسب تقرير لشركة «ماكنزي»، فقد تحوّل الإنترنت من شبكة «غامضة» للباحثين وخبراء التكنولوجيا قبل ثلاثة عقود، إلى حقيقة يومية لأكثر من ربع سكان العالم، إذ يرتبط ملياري شخص بالإنترنت، ويتم تبادل نحو 8 تريليونات دولار كل عام عبر التجارة الإلكترونية، أي نحو 8% من الناتج العالمي. كما يظهر التقرير أن الإنترنت يمثل، في المتوسط، 3.4% من الناتج المحلي في الاقتصادات الكبيرة التي تشكّل 70% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فإذا كان استهلاك الإنترنت قطاعاً، سيكون وزنه في الناتج المحلي الإجمالي أكبر من قطاع الطاقة أو الزراعة. كما أن إجمالي مساهمة الإنترنت في الناتج العالمي أكبر من الناتج المحلي لإسبانيا أو كندا، وهو ينمو بشكل أسرع من الناتج المحلي للبرازيل. إلا أن المشكلة الأساسية في لبنان هي وجود شبكة اتصالات لا تسمح باستغلال العدد الجيد من مستخدمي الهاتف من جهة، ومن جهة ثانية لا يوجد أي استراتيجيات لاستغلال هذا الانتشار للهواتف. يتمتع لبنان بعدد كبير من مستخدمي الإنترنت، ويعود ذلك إلى نفس انتشار الهواتف، إذ بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2024 نحو 4.76 ملايين، حيث بلغت نسبة انتشار الإنترنت 90.1% من المقيمين. الفكرة هنا، هي أن هذا العدد من مستخدمي الإنترنت يفتح المجال أمام استخدام الإنترنت بشكل يُسهّل حركة الدورة الاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن لهذا الأمر أن يلغي دور الوسيط في العمليات التجارية، حيث يستطيع المنتج أن يبيع بضائعه عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى تاجر يأخذ جزءاً كبيراً من القيمة المضافة التي يصنعها المنتج، وهو ما يسهم برفع أرباح المنتج وخفض الكلفة على المستهلك.
المشكلة في هذا الموضوع، هي مشكلة مشتركة مع باقي مشكلات الاقتصاد اللبناني، وهي تتعلّق بعدم وجود إستراتيجية لاستغلال العوامل التي تعطي الاقتصاد اللبناني بعض هوامش المنافسة في قطاعاته المختلفة. وما يحدث هو أن الاقتصاد متروك ليسير بمسار من دون أي تدخّل، وهو ما يسهم في هدر الموارد من دون أي مردود مُحتمل.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من الناتج المحلی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

مرض مرعب يفتك بـ كوستي .. إليك الأعراض وعلامات الخطر

أثارت أزمة تفشي الكوليرا في  السودان حالة كبيرة من القلق خلال الأيام الماضية وتحديد في مدينة كوستي حيث أن الأعداد تتزايد بشكل مرعب.

وذكر موقع مايو كلينك أنه لا يمرض أغلب المصابين ببكتيريا الكوليرا (فيبريو كوليرا) ولا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس، ولكن بالنظر لحقيقة أن بكتيريا الكوليرا توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و14 يومًا، فبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.

أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.

من أعراض عدوى الكوليرا:

الإسهال. يحدث الإسهال الناتج عن الكوليرا فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم و قد يصل لربع غالون (حوالي 1 لتر) في الساعة وعادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا، وحليبيًّا ويشبه مياه الأرز.

الغثيان والقيء

يحدث القيء في المراحل الأولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات.

الجفاف. يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط لحاد فقدان 10% أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد.

من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا سهولة الاستثارة، والإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.

يسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك. يُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.

اضطرابات الكهرل

يمكن أن تؤدي اضطرابات الكهرل إلى الإصابة بمؤشرات وأعراض خطيرة مثل ما يلي:

تقلصات مؤلمة في العضلات. تنتج هذه التقلصات عن الفقدان السريع للأملاح، مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم.

الصدمة

هذه إحدى مضاعفات الجفاف الأكثر خطرًا، وهي تحدث حين يتسبب انخفاض كمية الدم في انخفاض ضغط الدم وانخفاض كمية الأكسجين في الجسم وفي حالة عدم معالجة هذه الحالة، يمكن أن تؤدي صدمة نقص حجم الدم الشديدة إلى حدوث الوفاة.

علامات الخطر 

خطر الكوليرا طفيف في الدول الصناعية حتى في المناطق التي يوجد بها، من غير المحتمل أن تُصاب بالعدوى إذا اتبعت توصيات سلامة الغذاء ومع ذلك، تحدث حالات الكوليرا في جميع أنحاء العالم. 

إذا أُصبت بإسهال شديد بعد زيارة منطقة بها كوليرا نشطة، فاستشر طبيبك.

إذا كان لديك إسهال، وخاصة الإسهال الشديد، وتعتقد أنك ربما تكون قد تعرضت للكوليرا، فاطلب العلاج على الفور. الجفاف الشديد هي حالة طبية طارئة تستلزم رعاية فورية.

مقالات مشابهة

  • فرج عبدالله: تمكين القطاع الخاص لزيادة الناتج المحلي أولوية لدى الدولة
  • مرض مرعب يفتك بـ كوستي .. إليك الأعراض وعلامات الخطر
  • الكاردينال تشيرني: تحديات كبيرة أمام الكنيسة في لبنان منها النزوح السوري
  • مع تخلي ترامب.. أوروبا تحتاج لـ"300 ألف جندي" لمواجهة روسيا
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • تريليون دولار خسائر أوكرانيا من الحرب فما تداعياتها على الاقتصاد؟
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
  • الشيعة التي نعرفها
  • أكده مسؤول مصري... هل يحظر المغرب استيراد البضائع المصرية؟