تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة النيابية التي سيطرح فيها ملف النزوح السوري من باب مناقشة الهبة الأوروبية وما ستفضي اليه لجهة اصدار توصية ترسم معالم موقف وطني عام يفترض ان يبلور موقفاً لبنانياً حازماً برسم الخارج والداخل سواء بسواء في ملف النازحين.
وفي سياق التحضيرات للجلسة النيابية، عُقد امس لقاء تشاوري في مجلس النواب بهدف وضع تصور موحد لاطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري.

وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجيه، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد ، جهاد الصمد وقاسم هاشم. وفي معلومات "النهار" ان ممثلي الكتل خرجوا بمجموعة قواسم مشتركة حيال التعامل مع ملف النازحين وتوصلوا الى مسودة توصية ملزمة تتألف من تسعة بنود ولاقت تأييدا من الرئيس نبيه بري.
أوساط نيابية واكبت أمس المشاورات التي شهدتها ساحة النجمة، قالت لـ»نداء الوطن» إنّ «الفريق اللبناني الذي يريد إعادة النازحين الى سوريا، يعتبر أنّ المدخل هو في قيام الحكومة بواسطة الأجهزة الأمنية والبلديات بترحيل كل من هو غير شرعي يقيم على أراضيه. ويعتبر أنّ قرار الترحيل هو قرار سيادي لبناني، على أن تشرف الحكومة على تنفيذه. وهناك اتجاه لطرح مشروع توصية تتضمّن حض الحكومة على مواصلة اجراءاتها بحزم لترحيل أكثر من مليون نازح سوري غير شرعي من لبنان».

وتضيف: «هناك فريق لبناني آخر يتعامل مع هذا الملف على قاعدة المقايضة والمتاجرة بما يخدم فريق الممانعة. ومنذ 10 أعوام عندما كان يجري طرح ملف اللجوء، كان هناك من يقول باستمرار: «عليكم أن تتفاوضوا مع النظام السوري». والسؤال لهذا الفريق: انتم حلفاء النظام فلماذا لا تتحدثون معه عن هذا الأمر؟ ولماذا يريد هذا النظام ثمناً لعودة شعبه الى أرضه. علماً أنه بات واضحاً أنّ النظام السوري لا يريد عودة السوريين الى بلادهم إلا مقابل ثمن هو رفع «عقوبات قيصر» الأميركية عنه، وأن تفتح صناديق الخليج له، وأن يستعيد شرعيته الدولية، إذ لا تكفيه استعادة شرعيته العربية، وهذا ما سعى اليه نصرالله في إطلالته الأخيرة».

وتابعت: «هناك الفريق الدولي، وتحديداً الأميركي والأوروبي، الذي يريد بقاء القديم على قدمه في انتظار حل الأزمة السورية وهو ما يرفضه الفريق السيادي اللبناني ممثلاً غالبية الشعب اللبناني. فالحرب السورية انتهت منذ أعوام، ونظّم نظام الأسد انتخابات رئاسية منذ عامَين، وهو في صدد تنظيم انتخابات نيابية قريباً، ما يعني أنّ سوريا الخاضعة للنظام بخير».

وخلصت الأوساط النيابية الى القول: «من المؤمل أن تخرج جلسة البرلمان اليوم بتوصية واضحة تطالب الحكومة بترحيل النازحين المقيمين في لبنان بطريقة غير شرعية»، علماً أنّ سبب انعقاد الجلسة هو هبة المليار يورو التي أعلنت المفوضية الأوروبية تقديمها الى لبنان وأثارت جدلاً لم يهدأ بعد.
وتحدثت المعلومات، فقالت إنّ الورقة الأولية للتوصيات النيابية الى الحكومة، تلحظ 9 نقاط، وهي تؤكد على «أنّ لبنان ليس بلد لجوء، وتطلب من الحكومة التواصل مع كل الجهات المعنية بالنزوح، ومنها مفوضية اللاجئين الدولية والحكومة السورية». كما تطالب الورقة بـ»معالجة أزمة النزوح في مهلة أقصاها سنة وتطلب تحويل المساعدات للنازحين في سوريا».

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التوصية التي عمل عليها عدد من النواب قبيل جلسة الهبة الأوروبية في مجلس النواب تهدف إلى تجنيب المجلس أي شرخ حيال ملف النزوح السوري، وقالت إن جلسة اليوم والتي سبقتها مواقف مرتفعة السقف من ملف الهبة توصي الحكومة بسلسلة نقاط تستعجل معالجة النزوح ولاسيما العودة الطوعية وإجراء مباحثات مع الجانب السوري وتطبيق إجراءات اتخذت سابقا من ترحيل السوريين غير الشرعيين وغير ذلك، معلنة أن الحكومة قد تجتمع من أجل التأكيد على ما صدر.
واوضحت المصادر أن رفض الهبة أو القبول بها أمر لن يكون بهذه السهولة، ولذلك قد يكون الموقف مدروسا لأن لبنان لا يريد تعريض علاقاته الأوروبية إلى الخطر وفي الوقت نفسه لا يمكن القبول ببقاء النازحين على أرضه.
وبحسب معلومات «الديار» فانه سيصدر عن الجلسة حوالى ٩ توصيات، ابرزها تشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تتولى التنسيق مع المجتمع الدولي والحكومة السورية لضمان ترحيل القسم الأكبر من النازحين السوريين خلال فترة عام، على ان تُقدم اللجنة تقريرا كل ٣ أشهر للمجلس، كما يندرج في اطار التوصيات المرتقبة، العمل مع الدول المعنية على مقاربة جديدة لقانون قيصر لا تمنع تقديم الحوافز اللازمة للنازحين العائدين الى بلدهم والتشدد في تطبيق القوانين اللبنانية المرتبطة بالتصدي للوجود السوري غير الشرعي، وبخاصة لجهة العمالة. 
وأشار مصدر نيابي شارك في صياغة التوصيات الى انها ستشكل ارضية وطنية يتم الانطلاق منها والبناء عليها، سواء خلال القمة العربية المرتقبة خلال ساعات او خلال مؤتمر بروكسل المقرر الاسبوع المقبل. وأضاف المصدر لـ «الديار»: «صحيح ان هناك تفاهما وطنيا في مقاربة الملف، لكن ذلك لن يحول دون تبادل الاتهامات خلال جلسة اليوم في اطار تسجيل النقاط السياسية». 

وعشية هذه الجلسة كان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط موقف عبر عنه عبر "النهار" برز فيه تشديده على أولوية امتلاك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبل ان يحاور الحكومة السورية وقبيل مؤتمر بروكسيل. ومن المقرر ان يتوجه جنبلاط يوم الاحد المقبل الى الدوحة بدعوة من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتشمل زيارته لقاء مع الجالية اللبنانية بتنظيم من السفيرة اللبنانية في قطر فرح بري ولقاءات اخرى.
ويقول لـ"النهار" بوجوب "ان يمتلك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبيل مؤتمر بروكسيل للنازحين السوريين او كما طلبنا في ورقة الحزب قبل محاورة الحكومة اللبنانية الحكومة السورية". اذ يرى "ان التركيز راهنا في الداخل هو على ما يمكن القيام به ولا سيما موضوع النازحين السوريين. واخر اجتماع مع "حزب الله" حصل بناء على طلب الحزب وزيارة الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا وكان الموضوع يتعلق بالنازحين السوريين بعد الضجة الكبيرة على اثر مقتل المسؤول في القوات اللبنانية باسكال سليمان. والحديث كان ان تقارب الامور بالواقعية فالنازحون موجودون. لنعد الى جملة امور. هناك اسئلة اولا، لماذا توقف تسجيل النازحين السوريين في 2015، وثانيا يجب القيام بفرز بين العامل السوري التاريخي الموجود في لبنان ومن عشرات السنين والذي لا يمكن الاقتصاد اللبناني ان يستغني عنه في قطاعات معينة في الزراعة والبناء". وهناك في رأي جنبلاط "السوريون الذي يتمتعون باوضاع مريحة ولا يمكن اعتبارهم من اللاجئين وهناك من تهجر نتيجة الحرب. هل يمكن انشاء مخيمات كما طرحنا في ورقتنا؟". لا يعتقد جنبلاط ذلك "لان الامر متأخر جدا. وهناك حاجة الى توضيح المقصود بدعم النازحين ودعم البيئة الحاضنة. وثمة حاجة الى القيام باحصاء ولا سيما للولادات الجديدة بالاشتراك مع مفوضية شؤون اللاجئين" .

ويكرر جنبلاط "وجوب ان نبدأ بانفسنا على رغم ان تجربة الاردن مع الحكومة السورية مرتين في هذا الاطار من دون نتائج تذكر ولكن نحتاج الى سرعة البت بهذا الموضوع وان نوفر عناصر مقومات ورقة موحدة مع جميع القوى الأساسية".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النازحین السوریین الحکومة السوریة

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس «إرادة جيل» يعرض رؤية الحزب للحكومة المرتقبة

أشاد محسن الفحام نائب رئيس حزب إرادة جيل، بأداء الحكومة الحالية بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي، مشيدًا بالقرارات الحاسمة التي اتخذتها في الفترة الأخيرة.

ضرورة تنظيم لقاء شهري لكل وزير

ودعا «الفحام» في تصريح لـ«الوطن» الحكومة الجديدة إلى ضرورة تنظيم لقاء شهري لكل وزير، يعرض فيه المشاكل التي واجهتها وزارته خلال الشهر الماضي، مؤكّدًا أنَّ هذا الإجراء سيعزز قنوات الاتصال بين الوزراء والجماهير، ويسهم في مواجهة المشاكل بشكل إيجابي، مما يؤدي إلى تحسين السياسات العامة.

وأشاد بالفترة التي أخذها رئيس الوزراء في اختيار الوزراء الجدد، مؤكّدًا أنَّ التأني في هذا الاختيار يعتبر ظاهرة إيجابية تسهم في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ السياسات بشكل فعال، مشيرًا إلى أنَّ الهدف ليس تغيير الأشخاص فقط، بل تغيير السياسات والنهج العام للحكومة.

وفيما يتعلق بزيادة عدد الوزارات، أعرب عن تفضيله لدمج الوزارات بدلاً من زيادتها، مما يسهم في إحكام السيطرة وتنسيق العمل بشكل أفضل، مشددًا على أهمية حسن اختيار أعضاء المجالس المحلية والتأني في اختيار الأعضاء لضمان كفاءة الأداء.

تفاؤل ببرنامج الحكومة الجديد بسبب استناده لمخرجات الحوار الوطني

وأعرب نائب رئيس حزب إرادة جيل عن تفاؤله ببرنامج الحكومة الجديد، الذي يستند إلى مخرجات النسخة الأولى من الحوار الوطني، مؤكّدًا أن هذا البرنامج يعكس تطلعات الشعب ويعزز التعاون بين الحكومة والمواطنين لتحقيق التنمية المستدامة.

وأكّد أهمية تغيير السياسات والتأني في اختيار الوزراء لضمان نجاح الحكومة في تنفيذ سياساتها وتحقيق الأهداف المرجوة، مشددًا على أن التغيير يجب أن يكون في النهج والسياسات وليس فقط في الأشخاص. وأعرب عن تفاؤله بأن الحكومة الجديدة ستتمكن من مواجهة التحديات وتحقيق التقدم المرجو.

مقالات مشابهة

  • الهجرة النيابية تدعم إجراءات الحكومة لغلق المخيمات
  • حديث الاعتذارات الكثيرة.. والولادة المتعثرة للحكومة المصرية!
  • السلطات التركية توقف العشرات بعد اعتداءات على ممتلكات السوريين بولاية قيصري
  • نائب رئيس «إرادة جيل» يعرض رؤية الحزب للحكومة المرتقبة
  • دعم برلماني لإجراءات الحكومة لغلق مخيمات النازحين في الوقت المحدد
  • التقارب التركي مع الأسد يثير مخاوف في شمال سوريا..وعنتاب تضيق على اللاجئين
  • “الإدارة الذاتية” تغلق معابرها مع الحكومة السورية وترفض التقارب السوري – التركي
  • إنطلاق الدورة الأولى من الانتخابات النيابية الفرنسية في لبنان
  • السلطات اللبنانية تعتقل أطباء سوريين ومخاوف من ترحيلهم
  • المهجرين النيابية تؤكد استحالة إغلاق ملف النزوح خلال المدة المقررة له