الحرب تفتك بجيش الاحتلال، والعائلات ترفض إرسال أبنائها إلى غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
#سواليف
بعد مرور أكثر من مائتي يوم على اندلاع #العدوان_الإسرائيلي على #غزة، بات #جيش_الاحتلال الإسرائيلي يكشف بالتدريج عن العديد من #الأمراض التي تفتك به، وتعمل مع غيرها من العوامل على الحدّ من قدرته على استكمال عدوانه الدموي على الفلسطينيين.
وتراوحت أمراض جيش الاحتلال الإسرائيلي بين #الانتحار المتزايد، وتصاعد رفض الخدمة العسكرية، ودعوات أهاليهم لعدم إرسالهم لساحة المعركة، وتفشي #الأمراض_النفسية الخطيرة التي جعلتهم يعانون من آثار ما بعد صدمة حرب غزة.
الجنود المنتحرون في جيش الاحتلال الإسرائيلي
كان لافتاً أن يعلن جيش الاحتلال قبل ساعات عن أعداد متزايدة من جنوده المنتحرين خلال فترة الحرب على غزة، مما دفع أوساطه لفتح تحقيق حول الظاهرة، بعد إثبات عجزه عن معالجتها، في ظل ارتفاع أعدادها خلال الشهور القليلة الماضية.
مقالات ذات صلةتعكس هذه الظاهرة حجم الأزمة النفسية التي يعانيها الجنود، رغم جهود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتعتيم على تفاصيل عمليات الانتحار تلك، لأن من بينهم ضابطاً كبيراً برتبة مقدم، مما دفع برئيس مركز دراسة الانتحار والألم النفسي بمركز روبين، البروفيسور يوسي ليفي باليز، للقول إن مسألة الانتحار كانت مفاجئة للغاية، لأننا غير معتادين عليها أثناء القتال.
وتشمل هذه الحالات من يعانون أعراض ما بعد الصدمة، ممن يستيقظون كل صباح على مشاهد وأصوات وشعور بالذنب، لكن الجيش يرفض نشر أسماء الجنود والضباط المنتحرين، ويبقيها سرية.
تكشف سجلات جيش الاحتلال أنه بين 1973-2024، انتحر 1227 جندياً، لكن العدد الفعلي أكبر بكثير، لأن الجيش يصنف بعضها بحوادث أسلحة، ويتكتم عن أخرى، بناءً على طلبات من عائلات المنتحرين، مما يجعلنا أمام جيش “ترهّل وشاخ وتقادم”.
كما أن إرادة القتال في جيش الاحتلال الإسرائيلي انهارت، رغم التدمير الذي ينفذه في غزة، وبات يترنّح بين ضمور الروح العسكرية واللوذ بالفرار من الجيش، في ضوء التخوف من تزايد تردّي حوافز الخدمة لديه، وانهيار وشيك لقوات الاحتياط، وسريان مشاعر الإحباط والقلق بين جنوده، وفقدان المقدرة القتالية، وانخفاض الروح المعنوية، والإحساس العميق بالخوف واليأس.
وقد جاء في إفادة لجندي عائد من الخدمة في غزة، أنها “كانت كابوساً حقيقياً، غزة أصبحت عشّاً من الدبابير، ولذا أنا أفضل خدمة شهرين في أي حدود أخرى على الخدمة أسبوعين في غزة، كلما تذكرت أنني سأضطر للعودة لكل هذه الأماكن المقيتة اعترتني قشعريرة، وتصبّب العرق من جبيني”.
كما اكتشف الجندي الإسرائيلي أنه رغم معداته القتالية الفائقة، والتدريب المكثف الذي يتلقاه، فإنه أصبح صيداً سهلاً للمقاومين، ويتضح في نسبة من سقط من الجنود صرعى المعارك مع المقاومة أن حياتهم في الدبابات باتت جحيماً لا يُطاق، فالأوامر الصادرة لهم تتضمن البقاء داخلها طوال الفترة المحددة لهم دون الخروج منها.
كما صدرت أوامر تحظر عليهم النظر من فوهاتها خوفاً من تعرضهم لرصاصات تأتيهم من المناطق المحاصرة، ولا يستطيعون الخروج منها لقضاء حاجتهم كالذهاب للحمام، خوفاً من تعرضهم لقناص فلسطيني ينتظر خروجهم منها.
تصدّع الثقة
جرت العادة أن يحافظ جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستوى متقدم من ثقة الجمهور به، لكن العدوان على غزة تسبّب بتراجع ثقتهم بشكل كبير بقيادة الجيش من 75% في مارس/آذار إلى 59% في أوائل مايو/أيار، وقال 70% من المستطلعين إن على قائده هآرتسي هاليفي الاستقالة؛ بسبب إخفاقه الأمني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
تشكل هذه النتائج مركز قلق الجيش التي تعتبر مهمة الحفاظ على مكانته في قلب الوعي الإسرائيلي من مهامه الرسمية، مما سيجعله في نهاية الأمر يخوض حرباً ضد تدنّي مكانته في نظر الجمهور.
وساعد في هذه المسألة الطابع الفاشل لأدائه العسكري في غزة، ودأب الجنود العائدون من هناك على تقديم إفاداتهم المخيبة للآمال، مما زاد من التأثير السلبي لإخفاقاته على صورته.
هذه التطورات تساهم في الإحساس داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الثقة به آخذة بالتآكل، بحيث لم يعد الإسرائيليون يؤمنون بأنه الأقوى في المنطقة بعد أن مُني بهزيمة مدوية أمام مقاتلي حماس الذين اقتحموا الحدود، بل باتوا اليوم أقل تفاؤلاً بقدرته، وأكثر خوفاً من فشله.
ومع مثل هذه الصورة القاسية يصعب بث روح حقيقية في صفوفه، والانتصار في حرب غزة، كما يدعي قادته، الذين باتوا يخشون من فقدان مصداقية الجيش تماماً، والأخطر أن قيادته لم تعد تمتلك تلك الصلاحيات والمرجعية “الأخلاقية” لإرسال الجنود للحرب بعد إخفاقها في أكتوبر/تشرين الأول.
هذه الثقة المهزوزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي نجمت عن حالة لم يعهدها من قبل، دفعت قطاعاً واسعاً من الإسرائيليين للتأكيد أنه في وضع هو الأسوأ بالنسبة له، فهو ليس في حالة انتصار، ولا في حالة انهيار، بل في حالة من الفشل الطبيعي، وقدر كبير من عجرفة القادة الكبار، مع قدر قليل جداً من التفكير المشوّش فيما تسعى إليه في حربها على غزة.
لقد تجلت أزمة الثقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليس في حملة الانتقادات القادمة من الخارج، على كثرتها، بل من الأصوات التي خرجت من داخل المؤسسة، داخل البيت، فقد انتظمت مجموعة من كبار ضباط الاحتياط، من رتبة عميد فما فوق، للشروع في مطالبات متلاحقة لتشكيل هيئة خارجية تحقق في إخفاقات الحرب على غزة، لأنهم رأوا بأم أعينهم أخطاء جسيمة جداً ارتُكبت، ونتيجة لها دفعت الدولة أثماناً باهظة.
الثابت خلال الشهور الأخيرة أن هناك عملية تآكل متواصلة في الحصانة التقليدية للجيش من الانتقادات العامة، وهي ظاهرة هامة في مسيرة تغيير علاقته بالمجتمع، بعد أن كان يعتبر إلى سنوات قليلة فقط بمثابة “البقرة المقدسة” التي يحرم على الإسرائيليين التعرض لها بأي أذى أو انتقاد.
اليوم لم يعد محظوراً توجيه أصابع الاتهام لعيوبه وعوراته، والفجوات التي تعتريه في هيكليته التنظيمية، أو أجهزته التنفيذية، أو أدائه العملاني، ولم يعد “الجيش الذي لا يقهر”، والأخطر أن الاعتزاز به قد غاب جزئياً، سواء بسبب الإخفاق أمام المقاومة، أو انتشار “آفة” الثرثرات، وحروب الجنرالات الكلامية فيما بينهم، ولم يعودوا يظهرون كمثل يحتذى للجنود.
رفض الخدمة العسكرية
جرت العادة أن يتباهى قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحوافز والدافعية لدى أبناء الشبيبة للتجنّد والخدمة في صفوفه، ومع ذلك، فإن الانضباط داخله أخذ يضعف، حتى وجد طريقه لظاهرة رفض الخدمة العسكرية، والتمرّد على أوامر الضباط، بإعلان العشرات من الجنود والضباط خلال الشهور الماضية عن رفضهم الالتحاق بصفوف الجيش احتجاجاً على سياسة الحكومة.
حادثة الرفض الأبرز تمثلت بالشابين تال ميتنيك وصوفيا أور، اللذين يقبعان في السجن لرفضهما الخدمة العسكرية، وبعثا برسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن ناشداه فيها استخدام سلطته لوقف حرب غزة، ووضع شروط على إرسال المساعدات العسكرية للاحتلال.
واعتبر الجنديان أن الدعم غير المشروط لسياسة التدمير التي ينتهجها نتنياهو منذ بدء الحرب، أوصل الإسرائيليين لحالة من التعوّد على المذبحة، والاستهانة بحياة البشر، ورفضت عشرات المجندات مغادرة مركز تجنيد للجيش عقب تعيينهن مراقبات عسكريات، وتم اعتقالهن من قبل الجيش.
تعود البدايات التاريخية لظاهرة رفض الخدمة مع حركة “يوجد حدود” التي تأسست أثناء حرب لبنان 1982، ورغم أنها لم تنجح في زلزلة المؤسسة العسكرية، لكن الظاهرة صدمت في السنوات الأخيرة الرأي العام الإسرائيلي، بعد وصولها للوحدات النخبوية، واقتحامها المتسارع “للمركز”، بعد اقتصارها على مدى عقود على اليسار، مما أثار الإرباك والقلق في محافل الدولة.
لقد ارتفعت ظاهرة التملص من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي باطراد، وأخذت نسبة المتهربين بالارتفاع، وأثارت أرقامها مخاوف الجيش، لأن التوقعات تشير لتواصل ارتفاعها في السنوات القادمة.
ولعل أحد أهم أبعادها الخطيرة أنها تهدم واحدة من أهم القناعات التي ينخرط الجنود من خلالها في الجيش، وهي أنه لم يعد يضمن لهم البقاء والأمن والطمأنينة، مما يعتبر تحدّياً لسياسات الحكومة اليمينية الحالية، وكشفاً لوحشيتها في تعاملها مع الفلسطينيين.
وفيما تشكل المقاومة خطراً حقيقياً على قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن رفض الخدمة تشكّل “تسميماً” للجيش من الداخل، وتؤدي لخفض المساهمة الكمّية في الجهد العسكري، لاسيما مع شيوع ظاهرة “الرفض الرمادي”، وتضمّ أعداداً كبيرة من جنود الاحتياط الذين يلجأون لتأجيل الخدمة لأسباب صحية، ويتمارضون.
تتمثل أبرز أسباب انتشار ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في تراجع هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يتلقى الضربات على رأسه منذ أكتوبر 2023، وتتواصل في معاركه أمام المقاومة، مما أدى لاهتزاز صورته، وتراجع مكانته، وتزايد الانتقادات الموجهة ضده، وإحساس المجنّدين بعدم جدوى الاستمرار في حرب غزة، فضلاً عن الخوف من مواجهة المقاومة، وبعبارة أكثر وضوحاً، الخوف من الموت. فالجنود، ومعظمهم علمانيون، متوجّهون نحو اللذة، لا يؤمنون بأي مثاليات قومية، وهم في حالة خوف شديدة من المقاومين.
المرضى النفسيون
شهدت الشهور السبعة الأخيرة من الحرب على غزة انتشاراً لافتاً للحالات النفسية والمرضية المتفشية في صفوف الجيش، حيث سبّب لهم العدوان ضد الفلسطينيين ظواهر مرضية، ومشاكل نفسية، تجد طريقها في التبوّل الليلي والكوابيس التي ترافقهم يومياً.
وتبيّن المعطيات أنه في الشهور الأخيرة طرأ ارتفاع مقلق في عدد متلقي الخدمات النفسية، حتى إن مسؤولي شعبة القوى البشرية في الجيش يزعمون أن الوضع النفسي يشكل مخرجاً مريحاً للجنود للتهرب من الخدمة العسكرية.
وقد أدلى جندي إسرائيلي عاد من غزة باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، مؤكداً أنه “يتبوّل على نفسه من الرعب ليلاً، ويزوره الفلسطينيون في كوابيسه ليسألوه لماذا قتلتنا؟”.
وقال الجندي أفيخاي ليفي، الذي انسحب من معارك غزة، إنني “أتخيل أن قذائف آر بي جي تطير فوق رأسي، وأشمّ رائحة الجثث، أتبوّل على نفسي خلال نومي من الخوف، ولا أنام إن لم أشرب زجاجة كحول”.
ورُصد تسعة آلاف جندي في غزة تعرضوا لاضطرابات نفسية، وشهدت حالاتهم تدهوراً حاداً، وتم رصد ارتفاع كبير في استهلاكهم للأدوية المضادة للاكتئاب، ولم يعد ربعهم للقتال، وتم تجنيد تسعمائة ضابط صحة نفسية لمعالجة المصابين باضطرابات نفسية جراء الحرب، وأطلق قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي برنامجاً لمساعدة الجنود المصابين بآثار ما بعد الصدمة، وتم تشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين.
ولئن فرضت حرب غزة على الإسرائيليين أثماناً باهظة في الخسائر البشرية، والإصابات الجسدية، فإن الاضطرابات النفسية أدخلت 2800 من الجنود لقائمة إعادة التأهيل النفسي بسبب “إجهاد ما بعد الصدمة” الذين باتوا يعيشون حالة الانغلاق النفسي، مع انتشار ظاهرة “البكاء” بينهم، ولجوء الكثيرين منهم لاعتماد أقسى أنواع العنف للتنفيس عن الضغوطات التي تصيبهم.
رئيسة وحدة الخدمة الاجتماعية في قسم إعادة التأهيل بوزارة الحرب، نوا روفا، ذكرت أن الجنود يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، ولا يوجد حل لهذه المشكلة حالياً، لكن الخطورة أن الأعداد ستتضاعف خلال عامين.
فيما كشفت يخآل ليفشيتز، رئيسة القسم السريري للأمراض العقلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن ثلاثة آلاف جندي، نظامي واحتياط، جرى فحصهم من قبل ضباط الصحة العقلية، وظهرت على ألف منهم، ونقلوا للعناية المركزة في قاعدة “تسرفين” العسكرية، ودأبوا على إجراء مكالمات هاتفية متواصلة مع الطب النفسي لطلب المساعدة.
تجدر الإشارة أن من بين الاضطرابات التي يعاني منها الجنود الإسرائيليون: الوحدة والعزلة، والانفصال القسري عن أقاربهم، وسوء الأكل والشرب والنوم، ووقوعهم تحت ضغط هائل لعدم القدرة على التنبؤ بحروب العصابات التي تجعل من الصعب عليهم توقع زمن ومكان الهجوم التالي.
وباتوا مثقلين بالضغوط القتالية، لدرجة أن دفاعهم النفسي، يصبح منهكاً، وحينها يحدث الانهيار النفسي، بجانب أعراض الأرق، والانسحاب عن الآخرين، والارتباك، والبارانويا، وجنون الارتياب، والشعور بالملاحقة من الآخرين، وتصاعد المشاكل الاجتماعية والنفسية بينهم بصورة تصاعدية.
مناشدات الأهالي
في تكرار لمشاهد حصلت في حروب سابقة، وجّه أهالي ستمائة جندي رسالة لقيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعارضون فيها اجتياح رفح، والعودة لأحياء جباليا والزيتون، لأنهم لا يثقون بتلك القيادات، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما أبناؤهم في خطر، لأن الشعور بالإحباط يتصاعد في صفوف الجنود، ويشعرون أنه يتم الزجّ بهم في لعبة سياسية، ولم يتم توظيف تضحياتهم لاستعادة الأسرى من أيدي حماس، التي تواصل التعافي بصورة مستفزة لجيش الاحتلال.
لقد جاء لافتاً هذا الخطاب الذي أرسلته أمهات الجنود لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي والحكومة، وسط توقّع بأن تتضمن فعالياتهم المقبلة سلسلة منشورات وبيانات، وعكست مقابلاتهم الإعلامية حالة الخوف والقلق والرعب التي خلقتها حرب غزة في أوساطهم، ومن المفردات التي تداولوها: “حماس تسحق جيشنا.. تفتك بأبنائنا.. رصاصهم أصبح لا يخطئ.. الموت يتربص بنا… غزة تطاردنا وتلاحقنا… كابوس يعيش معنا… أبناؤنا يموتون… نتنياهو يشرب بجماجمهم … ندفع ثمن بطشه وغطرسته”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العدوان الإسرائيلي غزة جيش الاحتلال الأمراض الانتحار الأمراض النفسية فی جیش الاحتلال الإسرائیلی رفض الخدمة العسکریة ما بعد الصدمة فی حالة حرب غزة على غزة فی غزة لم یعد
إقرأ أيضاً:
صحيفة: الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بعدم إدخال أي مساعدات من تركيا إلى غزة
كشفت صحيفة " القدس "، اليوم الخميس 6 فبراير 2025، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقى تعليمات واضحة من المستوى السياسي بعدم إدخال أي مساعدات مقدمة من تركيا إلى قطاع غزة .
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة، أن التعليمات تشمل عدم إدخال الجرافات والشاحنات والرافعات اللازمة لرفع الأنقاض في المرحلة الأولى، مما يزيد من معاناة النازحين.
الوضع الإنساني المتدهور
تتسبب هذه السياسات في تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية. الوضع في غزة يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة.
وفقًا للمصادر، فإن سلطات الاحتلال تخالف الاتفاق الموقع عبر الوسطاء المصريين والقطريين، والذي ينص على دخول المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض مثل الجرافات والشاحنات والرافعات من معبر رفح إلى قطاع غزة. هذا الرفض يعوق جهود إزالة الأنقاض الناتجة عن الدمار الواسع الذي خلفته الهجمات العسكرية الإسرائيلية، والتي دمرت أكثر من 80% من منازل المواطنين في قطاع غزة.
تأثير الرفض على النازحين
هذا الرفض الإسرائيلي غير المبرر يمس بحياة آلاف العائلات الفلسطينية التي لا تزال مشردة، حيث لا يمكنهم العودة إلى منازلهم بسبب الركام والدمار. وعدم وجود المعدات اللازمة لرفع الأنقاض يعيق عملية إعادة الإعمار ويزيد من معاناة السكان الذين فقدوا منازلهم.
رفض إدخال المساعدات التركية
فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة التركية، أكدت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية ترفض أيضًا إدخال المساعدات التركية المخصصة للنازحين من سكان قطاع غزة. هذه المساعدات تشمل مواد غذائية وإغاثية ضرورية، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
التداعيات الإنسانية
تساهم هذه السياسات في تفاقم الأزمات الإنسانية، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المواد الأساسية. كما أن الأحوال الجوية الباردة والأمطار الغزيرة تزيد من تفاقم الوضع. يتطلب الوضع الإنساني المتدهور استجابة فورية من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال المعدات والمساعدات الإنسانية.
تأثير الرفض على المفاوضات مع حماس
هذا الرفض يعقد الاتفاقات مع حركة حماس، حيث تتهم الحركة إسرائيل بتعمد تأخير المساعدات الإنسانية الضرورية. النازحون يعانون من نقص حاد في المأوى والغذاء والرعاية الصحية، مما يزيد من الضغوط النفسية والاجتماعية على السكان.
كما أن هذا الاستهتار يمس بحياة آلاف الغزيين ويساهم في تفشي الأمراض وزيادة معدلات الفقر والبطالة. تنكر الاحتلال للاتفاق يعقد المفاوضات التي ما زالت في مراحلها الأولى، حيث أن رفض إدخال المساعدات والمعدات يؤثر سلبًا على المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
دعوات للضغط الدولي
في هذا السياق، أكدت حركة حماس على لسان الناطق باسمها، حازم قاسم، أن إسرائيل تتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية من خيام ووقود. كما دعت حماس عبر صفحتها الرسمية في "تليغرام" الوسطاء لمعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني باتفاق غزة.
تصريحات الأمم المتحدة
بدورها، أكدت المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنغرام، أن ما يتم إدخاله من مساعدات هو "قطرة في محيط الاحتياجات" في غزة. وشددت على ضرورة رفع القيود عن دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني لا يزال خطرًا بالنسبة للأطفال رغم وقف إطلاق النار.
حركة النازحين
كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من 545 ألف فلسطيني عبروا من جنوب غزة إلى شمالها خلال الأسبوع الماضي، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. كما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن أكثر من 36 ألف شخص انتقلوا من شمال غزة إلى الجنوب خلال الفترة نفسها، ويحتاجون إلى كل شيء، وخاصة المعدات الثقيلة لرفع الركام و فتح الطرق وانتشال الجثامين من تحت الأنقاض.
الخطوات المستقبلية
في نفس السياق، حذرت محافل عسكرية ووسائل إعلام عبرية من إدخال جرافات مصرية ثقيلة في طريقها لدخول معبر رفح من أجل المساهمة في إزالة الركام والأنقاض التي خلفتها الحرب على غزة. وأوضحت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي أن في إطار صفقة الاستسلام الإسرائيلية، من المتوقع أن تتسلم حماس خمس قطع ثقيلة لأول مرة سيتم إدخالها إلى غزة عبر مصر.
وحذرت محافل عسكرية ووسائل إعلام عبرية من إدخال جرافات مصرية ثقيلة في طريقها لدخول معبر رفح من أجل المساهمة في إزالة الركام والأنقاض التي خلفتها الحرب على غزة.
وقالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي في تقرير لها تحت عنوان:"معاول من النموذج الذي دمر السياج في 7 أكتوبر ستعيد بناء قطاع غزة"، إنه في إطار صفقة الاستسلام الإسرائيلية، من المتوقع أن تتسلم حماس خمس قطع ثقيلة لأول مرة سيتم إدخالها إلى غزة عبر مصر.
وأوضحت مصر بأنها سيتم تشغيل هذه الجرافات بواسطة فريق مصري سيدخل القطاع وسيزود القطاع بالمعدات الازمة لإزالة مخلفات الركام.
فيما قال مصدر فلسطيني رسمي في قطاع غزة، وفق الاتفاق الموقع مع الوسطاء من المنتظر أن يدخل الى قطاع غزة، خمس قطع من الجرافات الثقيلة لأول مرة، للمساهمة في رفع المباني الضخمة والخرسانة المتراكمة في العديد من المناطقة خاصة شمال قطاع غزة.
وبحسب تقرير بثه إيليور ليفي على قناة كان 11، فإن الهدف من هذه الخطوة هو إزالة الأنقاض وإصلاح الطرق كجزء من جهود إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي قائلا: "إن الشاحنات الثقيلة كان وفق الاتفاق ان تدخل في المرحلة الاولي ليتم نقلها بالفعل إلى غزة، ولكن سيتم تشغيلها بواسطة فريق مصري يدخل القطاع ويخرج منه يوميا". ولكن الحكومة الإسرائيلية غيرت موقفها.
ويتطلب الوضع الإنساني في قطاع غزة استجابة عاجلة من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال المساعدات من جميع الدول، بما فيها تركيا، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام بأسرع وقت. إن استمرار هذه السياسات الإسرائيلية سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من معاناة السكان في القطاع المدمر.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إرادة معلنة لاحتلال القطاع - أول رد من حماس على تصريحات ترامب بشأن تسليم غزة الهلال الأحمر: إخلاء مسن من مخيم جنين انقطعت به الاتصالات منذ 17 يوما بال باي ترعى منتدى آفاق الذكاء الاصطناعي ومؤتمر فلسطين الرقمية الأكثر قراءة 12 إصابة بالرصاص والاختناق إثر اعتداء الاحتلال على المواطنين في بيتونيا محدث: الإفراج عن 110 من الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الثالثة بالفيديو: كتائب القسام تعلن استشهاد قائدها محمد الضيف وقادة عسكريين وصول 20 مبعدا من الأسرى المفرج عنهم الى غزة - أسماء عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025