تحويل القهوة إلى مواد خرسانية.. علماء يكتشفون طريقة لاستخدام بقايا البن في البناء
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
ينتج العالم سنويًا حوالي 10 مليارات كيلو جرام من القهوة، تلك الكمية التي تتحول إلى نفايات يتم التخلص منها بشكل خاطئ، حتى جاءت دراسة غريبة، عن تحويل بقايا القهوة إلى خرسانة أقوى بنسبة 30%.
وقام بعض الباحثين في أستراليا بعمل دراسة عن نفايات القهوة، بدلاً من التخلص منها، حيث اكتشفوا أنها من الممكن استخدامها في أشياء أخرى، مثل صنع الخرسانات، بحسب ما ذكره موقع سبوتنيك نقلاً عن الدراسة التي نشرت في مجلة «ساينس أليرت» العلمية.
المهندس راجيف رويتشاند، أحد القائمين على الدراسة، تحدث عن مخاطر التخلص من النفايات العضوية، التي تضر البيئة بسبب انبعاث كميات كبيرة من غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، تلك التغيرات التي تساهم في تغير المناخ.
وأضاف: هناك طلبًا متزايدًا على المواد الخرسانية، موضحًا أن استخراج الرمال الطبيعية التي تصنع منها المواد الخرسانية، ومن ثم استخدامها في التشييد والبناء، يؤثر سلبًا على البيئة، فيما يمكن استخدام بقايا القهوة لصنع الخرسانة، والحفاظ على الرمال الموجودة بالطبيعية.
ولا يمكن تحويل القهوة مباشرة إلى خرسانة، بسبب أنها تسرب بعض المواد الكيميائية التي تضعف مواد البناء.
خضوع بقايا القهوة للاختبارالفريق القائم على الدراسة، قاموا بتسخين مخلفات القهوة إلى أكثر من 350 درجة مئوية مع حرمانها من الأكسجين، بالإضافة إلى قيامهم بالتحليل الحراري لرواسب القهوة عند درجة حرارة 500 درجة مئوية.
الباحثون يحاولون التأكد من قوة الخرسانةأكد الباحثون، أن الدراسة مازالت قيد التحقق، موضحين أنهم ما زالوا بحاجة للتأكد من قوة المواد الخرسانية المصنوعة من القهوة، ويعملون الآن على اختبارها، عند التعامل مع المتغيرات الجوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القهوة البن مواد البناء بقايا القهوة النفايات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مذهل.. بقايا راهبة مقيدة بالسلاسل في القدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أسفر اكتشاف أثري حديث بالقرب من القدس عن مفاجأة غير متوقعة، إذ تبين أن رفات شخص دُفن مقيدًا بالسلاسل – في ممارسة كانت تُنسب تقليديًا للرهبان الزاهدين الذكور – تعود في الواقع إلى امرأة. هذا الاكتشاف، الذي يعيد النظر في دور النساء في التقاليد الدينية خلال القرن الخامس الميلادي، قد يغير الفهم السائد حول الرهبنة النسائية في العصور البيزنطية.
عُثر على هذه البقايا في موقع خربة المصاني الأثري، الواقع في القدس، على بعد بضعة كيلومترات من البلدة القديمة، بالقرب من مستوطنة رامات شلومو المقامة على أراضٍ فلسطينية مصادرة من بيت حنينا وشعفاط، حيث اكتشف علماء الآثار ديرًا بيزنطيًا يعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 350 و650 ميلادية.
خلال الحفريات الأخيرة، وُجدت عدة قبور يُعتقد أنها تعود إلى القرن الخامس، كان من بينها رفات شخص مدفون وسط سلاسل حديدية ثقيلة، تُستخدم عادة من قبل الرهبان الزاهدين كوسيلة لتقييد الجسد وتعزيز التقشف الروحي. لكن التحليل العلمي أثبت أن صاحب هذا الدفن لم يكن رجلًا كما كان يُعتقد، بل امرأة.
تحليل علمي يكشف هوية غير متوقعة
كانت العظام المكتشفة في حالة سيئة للغاية، حيث تحلل معظمها لدرجة التفتت عند ملامستها. ومع ذلك، تمكن فريق بحثي بقيادة بولا كوتلي من دراسة البقايا، حيث حللوا ثلاث فقرات عنقية وسنًا واحدة، مما سمح لهم بتحديد عمر صاحبة الهيكل العظمي بين 30 و60 عامًا عند وفاتها.
وللتأكد من هوية الفرد، استخدم العلماء تحليل الببتيدات Peptide analysis)) على مينا السن المتبقية، في الفك العلوي. وأظهرت النتائج عدم وجود ببتيدات مرتبطة ببروتين AMELY، الموجود على الكروموسوم Y، في حين تم اكتشاف وجود كبير لبروتين AMELX المرتبط بالكروموسوم X، مما أثبت أن الهيكل العظمي يعود إلى امرأة، وليس لرجل كما كان يُعتقد في البداية.
دور النساء في الرهبنة البيزنطية
يعد هذا الاكتشاف أول دليل أثري على مشاركة النساء، إلى جانب الرجال، في ممارسات الرهبنة القاسية التي تضمنت ارتداء سلاسل حديدية ثقيلة. ومن المعروف أن النساء في الإمبراطورية الرومانية بدأن في ممارسة الزهد والرهبنة منذ القرن الرابع الميلادي، ومن بين الشخصيات البارزة ميلانيا الكبرى، وهي قديسة مسيحية من عائلة نبيلة ثرية، وحفيدتها ميلانيا الرومانية، اللتان مارستا التقشف والزهد كوسيلة لتحقيق السمو الروحي.
لكن هذا القبر الفريد يسلط الضوء على أن بعض النساء لم يكتفين بالزهد التقليدي، بل خضن أيضًا ممارسات التقشف المتطرفة المشابهة لما كان يفعله الرجال، مما يعيد النظر في الأدوار التي لعبتها النساء داخل المجتمعات الدينية في العصر البيزنطي.
الموقع ودلالاته التاريخية
يقع الدير الذي اكتُشف فيه القبر على طول طريق الحج المسيحي إلى القدس، التي كانت قد أصبحت مركزًا دينيًا رئيسيًا خلال الفترة البيزنطية، حيث استقبلت الحجاج من جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. ولم تكن الأديرة مجرد أماكن للعبادة، بل كانت أيضًا محطات استراحة للحجاج الباحثين عن الطمأنينة الروحية. وفي هذا السياق، يشير وجود راهبة زاهدة مارست أشكالًا صارمة من التقشف إلى أن النساء ربما كن أكثر انخراطًا في هذه المجتمعات مما كان يُعتقد سابقًا.
أهمية الاكتشاف
يطرح هذا الاكتشاف أسئلة جديدة حول دور النساء في التقاليد الدينية المتطرفة خلال العصور القديمة، ويؤكد أنهن لم يكنّ مجرد متعبدات في الأديرة، بل شاركن أيضًا في ممارسات روحية صارمة، مماثلة لما كان يقوم به الرجال.
هذه النتائج نُشرت في مجلة Journal of Archaeological Science: Reports، ما يفتح الباب لمزيد من الدراسات حول الرهبنة النسائية في العصر البيزنطي.