ردودًا متباينة في إيران على زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. فرجي راد: التوترات الإقليمية والصراع في غزة أخرت رحلة رافائيل جروسي
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب محللون في إيران عن ردود فعل متضاربة تجاه الزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للطاقة النووية للأمم المتحدة رافائيل جروسي، في حين رد الرئيس إبراهيم رئيسي بتكرار خطاب طهران "الثوري".
وأعرب موقع "فراز" اليومي الموالي للحكومة في طهران عن تفاؤله بشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، مما يشير إلى أنها خففت بعض التوترات بين إيران والولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام.
ويأمل الموقع أن تؤثر الزيارة بشكل إيجابي على إحياء المفاوضات بين الغرب وإيران.
وفي مقابلة مع الموقع نفسه، أشار خبير العلاقات الدولية عبد الرضا فرجي راد إلى أن غروسي كان ينوي زيارة طهران لعدة أشهر، لكن التوترات الإقليمية والصراع في غزة أخرت رحلته.
وأشار فرجي راد إلى أن تورط إيران في هذه الأحداث أعاق زيارة جروسي. وبحسب فرجي راد، اتفق جروسي والمسؤولون الإيرانيون، خلال اجتماع في أصفهان، على مناقشة ثلاث قضايا محددة في اجتماعاتهم المستقبلية، رغم أنه لم يكشف عن ماهية هذه القضايا، ولم تسفر المحادثات في أصفهان حتى الآن عن أي نتائج ملموسة.
ونقل عن جروسي قوله إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأمل في تعاون إيران في الاجتماع المقبل.
ووصف فرجي راد بيان غروسي بأنه نهج الجزرة والعصا: فالتعاون من جانب إيران يمكن أن يمنع الوكالة من إصدار قرار ضدها، لكن عدم التعاون قد يؤدي إلى مثل هذا القرار وربما يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات.
ورغم هذه التعقيدات، أشار إلى أن زيارة غروسي ساعدت بشكل عام في تهدئة الوضع بشكل مؤقت.
وعندما سئل عن التأثيرات المحتملة على الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، قال فرجي: "لا تزال إيران تصر على أنها لم تنسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة، على الرغم من أنها تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 60 في المائة، وهو أعلى بكثير من الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق وهو 67.3".
وهذا يعقد أي اتفاق آخر لكن التغيير يظل ممكنا." وكشف أيضًا أن المناقشات التي جرت وراء الكواليس مع الولايات المتحدة حثت إيران على العودة إلى مستوى التخصيب المتفق عليه، خاصة وأن الولايات المتحدة تسعى إلى تجنب تصعيد التوترات قبل انتخاباتها.
ومع ذلك، اعترف فرجي راد بأن تورط إيران في صراع غزة أثر سلبًا على علاقاتها مع الدول الغربية. وتكهن محللون تحدثوا إلى تلفزيون إيران الدولي بأن زيارة غروسي إلى إيران لم تكن لتحدث دون موافقة واشنطن.
في الوقت نفسه، قال محلل آخر للسياسة الخارجية، الرئيس السابق للجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحتبيشه، لموقع رويداد 24 إن الولايات المتحدة أبقت الباب مفتوحا أمام المفاوضات بشأن القضية النووية.
وأضاف أن أسعار النفط المستقرة حاليا في الأسواق العالمية تعمل لصالح الولايات المتحدة. وفي حديثه ساخرًا عن زيارة غروسي، قال فلاحت بيشه إن "جروسي لم يحضر أي شيء من إيران سوى علبة غاز"، وهي حلوى فارسية شعبية تشبه النوجا.
في الوقت نفسه، وفي تناقض مع تعليقات فرجي راد حول إيران وخطة العمل الشاملة المشتركة، أكد فلاحت بيشه أن إيران تلتزم بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، رغم أنها لم تستفد سياسيًا من الصفقة.
ورفض الزيارة باعتبارها مجرد بروتوكول، مضيفًا أن الحكومة الإيرانية تحاول تصوير هذه الزيارة غير المثمرة على أنها إنجاز للحفاظ على مظهر الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف أن "الطريق الوحيد للمضي قدمًا في خطة العمل الشاملة المشتركة هو نحو الانهيار".
من ناحية أخرى، كرر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خطابه الثوري القديم فيما يتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية، وخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، لديها مشاعر مختلطة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.
ويبدو أنه لا يعجبه الاتفاق لكنه يرغب في جني ثماره. هذا التناقض يبقي الولايات المتحدة وأوروبا في حالة من عدم اليقين، وتتأرجح بين لحظات التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق وأوقات تبدو فيها كل الآمال تتضاءل.
وقال رئيسي إن سلفه الرئيس حسن روحاني أراد فرض خطة العمل الشاملة المشتركة 2 وخطة العمل الشاملة المشتركة 3 على الأمة، لكن المرشد الأعلى علي خامنئي اعترض وواجه الأعداء بنفس الطريقة التي فعلها في الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل.
وقال، متجاهلًا حقيقة أن ما قاله لم يكن منطقيًا تمامًا: "خطابنا يدور حول العقلانية الثورية، وليس حول دبلوماسية التسول".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران محللون ابراهيم رئيسي خطة العمل الشاملة المشترکة الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الدولية للطاقة»: استهلاك عالمي قياسي للغاز الطبيعي في 2024
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت الوكالة الدولية للطاقة، أن الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2024، مع توقعات بأن ينمو الطلب على الغاز بشكل أكبر وتتوتر الأسواق خلال العام الجاري 2025.
وأضافت الوكالة - في تقريرها الربع سنوي عن سوق الغاز وفقا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم الثلاثاء - أنه خلال عام 2024 زاد استهلاك العالم من الغاز الطبيعي بمقدار 115 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي (من أصل أحفوري) مقارنة بعام 2023، وهو ما يمثل زيادة قدرها 8ر2% أعلى بكثير من متوسط معدل النمو البالغ 2% من عام 2010 إلى عام 2020.
وقدرت الوكالة في شهر أكتوبر الماضي، استهلاك الغاز العالمي بنحو 4200 مليار متر مكعب بحلول عام 2024، ووفقا للتقديرات الأولية، غطى الغاز "نحو 40% من الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة"، وهي حصة أكبر من أي وقود آخر.
وأوضحت أن "الغاز لا يزال يحل محل النفط والمنتجات البترولية في مختلف القطاعات" مثل النقل البري لمسافات طويلة وقطاع توليد الطاقة ويؤدي حرق الغاز إلى إنتاج كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بحرق الفحم والنفط.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يزداد الطلب على الغاز في عام 2025، مدفوعا بشكل أساسي بالنمو السريع في الأسواق الآسيوية".. مؤكدة أنه "في الوقت نفسه، يظل توازن الغاز العالمي هشا، مع بقاء العرض ضيقا واستمرار التوترات الجيوسياسية في تأجيج تقلبات الأسعار".
ورأت الوكالة أنه في الوقت الذي يجب ألا يشكل وقف عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا في مطلع يناير عام 2025 خطرا وشيكا على أمن الإمداد بالاتحاد الأوروبي، إلا أنه قد يزيد من احتياجات الاتحاد الأوروبي من استيراد الغاز الطبيعي المسال وتشديد أساسيات السوق هذا العام.
ويحظى الغاز المسال المنقول عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال بطلب كبير في آسيا وكذلك في أوروبا، التي اضطرت منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا عام 2022 إلى التعويض عن نقص الغاز الروسي، الذي كان يتم نقله تاريخيا إلى الغرب عبر خطوط أنابيب الغاز البرية، ومع ذلك، انخفضت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 18% في عام 2024.
وتحافظ الولايات المتحدة على مكانتها كمورد رئيسي لأوروبا، على الرغم من انخفاض الطلب بنسبة 18%، تليها روسيا، التي على العكس من ذلك، إمداداتها من هذا الغاز السائل إلى أوروبا، والتي يتم نقلها بشكل رئيسي من حقل يامال الضخم للغاز الطبيعي المسال في سيبيريا وارتفعت بنسبة 17%.
وستستحوذ بلجيكا وفرنسا وإسبانيا على 85% من إجمالي واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال من روسيا في عام 2024.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة تابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي يقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس.