نظمت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة فعاليات اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي، بمسجد الشيخ علي بالسيليين التابع لإدارة أوقاف فيديمين.

يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير، الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم، وذلك بعنوان "أثر بر الآباء على الأبناء".

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي مدير أوقاف الفيوم محاضرا، وفضيلة الشيخ طه علي مسؤل المساجد الحكومية بالمديرية محاضرا، والدكتور محمد حسن مدير الإدارة محاضرا، وفضيلة الشيخ شعبان رياض قارئا، وفضيلة الشيخ محمود رمضان إمام المسجد مقدما.

وكيل أوقاف الفيوم: الإسلام جاء برسالة سمحة تدعو إلى كل خلق كريم…

وفي كلمته قال الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم إن الإسلام جاء برسالة سمحة، تدعو إلى كل خلق كريم، وتُؤَصِّلُ لكل مبدأ نبيل، وتُرشد إلى كل سلوكٍ مستقيم، وتجعل من القيم والمثل العليا منهج حياة، يضبط ميزان المعاملات بين الناس بالحق، والعدل، والرحمة، والمحبة، والإنسانية، حيث يقول الحق سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، وإن من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية أنها وضعت قواعد وضوابط وحقوقًا للتعامل مع الوالدين ؛ فالوالدان هما أحق الناس بالاحترام، والتقدير، والعناية، فقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم ببر الوالدين، والإحسان إليهما، وجمع سبحانه بين ذلك وبين الأمر بعبادته تعالى وعدم الإشراك به، حيثُ يقول سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، كما أمر سبحانه بشكره على نعمه، وقرن شكر الوالدين بشكره ؛ لعظيم فضلهما، وسمو منزلتهما، ورفعة قدرهما، قال سيدنا عبد الله بن عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا): ثَلَاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلَاثٍ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا، ومنها: قَوْله تَعَالَى: {أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، فَمَنْ شَكَرَ لله، وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ، لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ.

وفي كلمته أشار فضيلة الشيخ طه علي إلى أن الإسلام أمرنا بتوقير الوالدين، وعدم إيذائهما، فقال تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، فقد نهى الله تعالى الإنسان عن أدنى كلمة تعبر عن الضجر، ولو كان هناك كلمة أدنى من كلمة “أف” لنهى الله (عز وجل) عنها، فالأولى ألا يتسبب الإنسان في أذاهما، أو الإساءة إليهما بأي صورة من الصور، فقد قال سيدنا أبو هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) لِرَجُلٍ – وَهُوَ يَعِظُهُ فِي بِرِّ أَبِيهِ –: ” لَا تَمْشِ أَمَامَ أَبِيكَ، وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَهُ، وَلَا تَدَعُوهُ بِاسْمِهِ، وَلَا تَسْتَسِبَّ لَهُ”، أي: لا تُعَرِّضْه للسبِّ، فلا ينبغي أن يتسبب المسلم في أي أذى لوالديه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه)، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه؟ قال: (يَسُبُ الرجُلُ الرجُلَ، فيَسُبُ أباه، ويَسُبُ الرجُلُ أُمَّه، فيَسُبُ أُمَّه).

 وتحدث الدكتور محمد حسن عن أن للبر بالوالدين آثارًا، وفوائد عظيمة، وفضائل جليلة، يجنيها العبد في الدنيا والآخرة، فهو سبب في رضا الله تعالى، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): (رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ)، كما أنه أنه سبب في تفريج الكربات، فقد ذكر لنا النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حال ثلاثة نفر ألجأهم المطرُ إلى غارٍ في جبلٍ، فوقعت صخرةٌ على باب الغار فأغلقته عليهم، فقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ (عز وجل) بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: ” اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا، قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ – أي: يصيحون من الجوعِ – عنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ … ”، فكان بره بأبويه سببا في تفريج كربته ونجاته. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوقاف الآباء الأوقاف أوقاف الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد أوقاف الفیوم ل و ال د ی الرج ل ى الله

إقرأ أيضاً:

المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين، مستشهدًا بقوله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا”.

وأوضح نظير عياد، خلال حواره ببرنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أن بعض العلماء يرون أن طاعة الوالدين مقرونة بطاعة الله، وأن من يطيع الله دون بر والديه لا يُقبل عند الله.

وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقسم مراحل تربية الأبناء إلى ثلاث مراحل، حيث قال: "لاعبه سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا"، مشددًا على أن تربية الأبناء وتأهيلهم ليست مهمة سهلة، بل تحتاج إلى صبر ووعي كبيرين.

ولفت إلى أن التعامل مع الطفل يتطلب أحيانًا النزول إلى مستواه الفكري، وفتح قنوات الحوار معه، والاستماع إلى مشكلاته، مع مراعاة تغيرات العصر والتطور التكنولوجي الذي جعل من الصعب حجب المؤثرات الخارجية عن الأبناء.

مقالات مشابهة

  • وكيل «أوقاف كفر الشيخ» يحاضر في دورة «فقه الصيام» لـ100 إمام وخطيب
  • اليوم.. انطلاق فعاليات "الأسبوع الثقافي الطلابي" بجامعة الشرقية
  • الدكتور شوقي علام يوضح حالات إباحة الإفطار في رمضان «فيديو175
  • رئيس جامعة كفر الشيخ ينعى الدكتور نبيل مهنا عميد كلية الزراعة الأسبق
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين
  • فعاليات علمية وإبداعية في ملتقى منح الثقافي
  • جامعة سوهاج تستضيف فعاليات اليوم الثقافي الهندي
  • «الأعلى للأمومة والطفولة» يناقش دور الأسرة في تنمية عقول الأبناء
  • جامعة سوهاج تستضيف فعاليات اليوم الثقافي الهندي لأول مرة على أرضها
  • وكيل أوقاف القليوبية يفتتح فعاليات دورة فقه الصيام