"الحلقة الكبيرة".. هيكل عملاق في الفضاء السحيق يغير فهم العلماء لتطور الكون
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
رصد العلماء هيكلا ضخما كامنا في الفضاء السحيق يقوض فهمهم الحالي لكيفية تطور الكون.
واكتشف علماء الفلك هذا الهيكل الفائق الضخامة الذي أطلق عليه اسم "الحلقة الكبيرة" نظرا إلى شكله الحلقي الذي يبدو مثاليا بشكل كبير، والذي يبلغ محيطه نحو أربعة مليارات سنة ضوئية، على بعد نحو 9.2 مليار سنة ضوئية.
إقرأ المزيدوحدد العلماء الحلقة الكبيرة في الضوء الذي سافر لمدة 6.
وتتكون "الحلقة الكبيرة" من مجرات وعناقيد مجرية، ويبلغ قطرها نحو 1.3 مليار سنة ضوئية، وهي مهمة للغاية بالنسبة للعلماء لدرجة أنها قد تؤدي إلى إعادة كتابة النموذج القياسي للكون.
وتم تقديم هذا الاكتشاف، بقيادة عالمة الفلك أليكسيا لوبيز من جامعة سنترال لانكشاير، إلى الجمعية الفلكية الأمريكية في يناير الماضي.
وهذا هو الهيكل العملاق الثاني الذي حددته لوبيز وزملاؤها بعد ما يسمى بـ"القوس العملاق"، والذي يقع في نفس الجزء من السماء، على نفس المسافة.
وعندما أُعلن عن اكتشاف القوس عام 2021، قوبل بحيرة واسعة من قبل علماء الفلك، والتي تفاقمت عقب اكتشاف "الحلقة الكبيرة".
وقالت لوبيز في بيان: "ليس من السهل تفسير أي من هذين الهيكلين الفائقي الضخامة من خلال فهمنا الحالي للكون. ومن المؤكد أن أحجامها الكبيرة جدا وأشكالهما المميزة وقربهما الكوني تخبرنا بشيء مهم، ولكننا لا نعرف ما هو بالضبط؟".
وأحد الاحتمالات التي قدمها العلماء هو أن "الحلقة الكبيرة" مرتبطة بما يُعرف باسم ذبذبات باريون الصوتية (BAO)، وهي تقلبات في كثافة المادة الباريونية المرئية (المادة الطبيعية) للكون (الباريونات هي الجسيمات الأثقل من البروتون والنيوترون)، بسبب موجات الكثافة الصوتية في البلازما البدائية للكون المبكر.
إقرأ المزيدوأوضحت لوبيز أن أجسام ذبذبات باريون الصوتية يتم إنشاؤها بواسطة الذبذبات في الكون المبكر، ويجب أن تظهر اليوم، على الأقل إحصائيا، على شكل كرات.
وهذه الترتيبات الدائرية العملاقة للمجرات التي تظهر في جميع أنحاء الفضاء هي في جوهرها حفريات الموجات الصوتية التي تجمدت عندما أصبح الفضاء شاسعا جدا لدرجة أن الموجات لم تعد قادرة على السفر، كما يشير موقع Science Alertnotes.
ومع ذلك، خلص العلماء إلى أن "الحلقة الكبيرة" لا يمكن أن تكون ذبذبات باريون الصوتية لأن جميعها ذات حجم ثابت يبلغ قطرها نحو مليار سنة ضوئية. ويظهر الفحص الدقيق لـ"الحلقة الكبيرة" أنها أشبه بشكل المفتاح تمت محاذاته بطريقة تبدو كحلقة.
وتتحدى "الحلقة الكبيرة" المبدأ الكوني الذي ينص على أنه على نطاق واسع يجب أن يبدو الكون متماثلا تقريبا في كل مكان. وتتشكل الهياكل الكبيرة في الكون من خلال عملية تعرف باسم عدم استقرار الجاذبية ولكن هناك حدا لحجم ذلك، وهو نحو 1.2 مليار سنة ضوئية. وأي شيء أكبر من ذلك لن يكون لديه الوقت الكافي للتشكل.
وتقول لوبيز: "يحسب علماء الكون الحد الأقصى النظري الحالي للهياكل هو 1.2 مليار سنة ضوئية، ومع ذلك فإن كلا هذين الهيكلين أكبر بكثير، فالقوس العملاق أكبر بثلاث مرات تقريبا ومحيط الحلقة الكبيرة يمكن مقارنته بطول القوس العملاق. ووفقا للنظريات الكونية الحالية، لم نعتقد أن الهياكل على هذا النطاق ممكنة".
وهذا يطرح مشكلة كبيرة لكيفية فهم تطور الكون. ولذلك، فقد وقع على عاتق الخبراء تقديم بدائل للنموذج القياسي لعلم الكونيات.
وأحد هذه النماذج، الذي اقترحه روجر بنروز، الحائز على جائزة نوبل، يُعرف باسم علم الكونيات الدوري المطابق (CCC).
إقرأ المزيدوتفترض هذه النظرية أن الكون يمر بدورات توسع لا نهاية لها للانفجار العظيم، ما يعني أن الهياكل الحلقية أمر لا مفر منه.
والاحتمال الآخر هو أن الهياكل هي نوع من "الخلل الطوبولوجي" في نسيج الزمكان المعروف باسم الأوتار الكونية.
ومؤخرا، افترض جيم بيبلز، الحائز على جائزة نوبل، أن الأوتار الكونية يمكن أن يكون لها دور في أصل بعض الحالات الشاذة الأخرى في توزيع المجرات على نطاق واسع.
وهذه الأوتار عبارة عن "تجاعيد" واسعة النطاق ظهرت في الكون المبكر مع تمدد الزمكان، ثم تجمد في مكانه، وفقا لتقرير موقع "سايني ألرت" .
وبينما لا يوجد حاليا سوى القليل من الأدلة المادية عليها، فإن الأدلة النظرية مقنعة جدا.
وعلى أية حال، فإن اللغز المتعلق بماهية الحلقة الكبيرة والقوس العملاق، وما يعنيه ذلك بالنسبة لعلم الكونيات، ما يزال دون حل.
ويأمل الخبراء الآن في العثور على المزيد من مثل هذه الترتيبات للمجرات، المخفية على مرأى من الجميع، لمعرفة ما إذا كانت ستعطي رؤى أكثر وضوحا حول أصولها.
المصدر: indy100.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الفضاء دراسات علمية فيزياء مجرات معلومات علمية نجوم الحلقة الکبیرة
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يتفقد الأعمال بكورنيش المحلة: مشروع يغير ملامح المدينة
تفقد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، يرافقه نائبه الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ، الأعمال الجارية في مشروع كورنيش المحلة الكبرى، الذي يمثل أحد المشروعات الحيوية التي ستحدث نقلة نوعية للمدينة العمالية.
جاء ذلك في إطار خطط التطوير الحضري التي تنفذها محافظة الغربية، حيث أكد المحافظ خلال جولته أن المشروع لم يعد مجرد حلم، بل أصبح واقعًا يقترب من الاكتمال، حيث سيوفر الكورنيش محورًا مروريًا جديدًا يسهم في تخفيف الضغط على شوارع المدينة الداخلية، فضلًا عن كونه متنفسًا حضاريًا وترفيهيًا يخدم أهالي المحلة ويعكس الوجه الجمالي للمدينة.
وأشار الجندي إلى أن الكورنيش يُقام على ترعة بحر شبين بحي ثان المحلة الكبرى، ويمتد ليكون شريانًا حيويًا يربط المنطقة الصناعية بطريق المحلة المنصورة، مما يسهم في تقليل الاختناقات المرورية، ومنع دخول سيارات النقل الثقيل إلى الشوارع السكنية، مؤكدًا أن المشروع يأتي ضمن رؤية المحافظة لتحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية وفق معايير حديثة.
وشدد المحافظ على ضرورة الالتزام بالمواصفات الفنية والهندسية وتسريع وتيرة العمل للانتهاء من المشروع في أقرب وقت، مشيرًا إلى أن الكورنيش لن يكون مجرد طريق جديد، بل سيشكل نقلة حضارية تواكب خطط التنمية المستدامة، ويعزز مكانة المحلة الكبرى كإحدى المدن الصناعية الكبرى في مصر.
وفي ختام جولته، التقى المحافظ بعدد من المواطنين الذين أعربوا عن سعادتهم بالمشروع، وأكدوا أنه سيحقق نقلة نوعية في حياتهم اليومية، سواء من حيث تسهيل التنقل أو توفير بيئة نظيفة ومظهر حضاري يليق بتاريخ المحلة الكبرى.
وأكد الجندي أن المحافظة مستمرة في تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية التي تسهم في تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة.