نشرت صحيفة "تلغراف" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن استبدال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزير الدفاع وزير الاقتصاد، ما يشير إلى تغيير في التوجه الاستراتيجي لموسكو.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أندريه بيلوسوف لا يبدو للوهلة الأولى مناسبا لمنصب وزير الدفاع الروسي، وهو معروف ببراعته في جداول البيانات وفهمه للاقتصاد الكينزي.

مع ذلك، اختبار فلاديمير بوتين تعيين بيلوسوف، الذي يوصف بأنه الخبير الاقتصادي الأكثر موهبة والأكثر ليبرالية في الكرملين، وأعطاه مهمة واضحة ــ الفوز بالحرب في أوكرانيا وإعداد روسيا لصراع طويل الأمد ضد حلف شمال الأطلسي.

هذه هي المشاريع التي يعتبرها بوتين أساسية لإرثه كزعيم لروسيا، حيث كان يريد بيروقراطيًا، وليس رجلًا عسكريًا، لهذا المنصب. وكان سيرجي شويغو قد تعرض لانتقادات بسبب عدم قدرته على التغلب على الجمود البيروقراطي الذي يقوض المجهود الحربي لموسكو. ويعتبر بيلوسوف، البالغ من العمر 65 سنة، من الموالين لبوتين، وهو معروف بعقله التحليلي الحاد وقدرته على التعامل مع الأرقام.

لقد أجبر بوتين اقتصاد روسيا ومجتمعها على الدخول في حالة حرب. تم تطبيع الحرب في البلاد، ويسلط تعيين خبير اقتصادي وزيرا للدفاع الضوء على هذا التحول العقلي. ومع شعور بوتين بالثقة بشأن أداء جيوشه في ساحة المعركة في أوكرانيا، فقد تمكن من إجراء تغييرات طال انتظارها على فريقه الأعلى. كان شويغو مدنيًا أيضًا، ولكن بعد تعيينه في سنة 2012، تولى رتبة جنرال وتجول بأزياء رسمية مختلفة مع صفوف من الميداليات الملتصقة بصدره.

وحسب الصحيفة، تولى بيلوسوف مؤخرًا مسؤولية مشاريع الطائرات المسيرة، ونفذ خططًا لبناء المزيد من الأسلحة الرئيسية وتدريب المزيد من المشغلين. ويقال أيضًا إن لديه علاقة شخصيّة جيدة مع بوتين.

نُقل الجنرال شويغو إلى منصب أمين مجلس الأمن القومي الروسي القوي، ليحل محل  نيكولاي باتروشيف، الذي يدعو إلى مزيد من الصراع مع الناتو.

وقد نجا الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الجيش الروسي، من التعديل الوزاري على الرغم من كل الانتقادات الموجهة إليه بشأن أداء الجيش الروسي في أوكرانيا. وتمامًا مثل شويغو، لا بد أنه يتساءل الآن عن المدة التي بقيت له في منصبه.

ارتقى بيلوسوف في منصبه بصمت. ومنذ سنة 2012 كان وزيرا للتنمية الاقتصادية، ثم مستشارا اقتصاديا لبوتين ثم نائبا لرئيس الوزراء. وقبل انضمامه إلى فريق الكرملين، عمِل بيلوسوف في وزارة التجارة الروسية محللًا ثم في مكتب رئيس الوزراء كمدير للشؤون المالية. وقد تبدو هذه السيرة الذاتية مملة، لكنها نوع من الخبرة التي يبحث عنها بوتين.


لقد تحولت الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزاف يشعر بوتين أنه قادر على الفوز فيها. فقد وقّع صفقات توريد الأسلحة مع كوريا الشمالية وإيران، وحول الصناعة المدنية إلى تصنيع الأسلحة، كما دفع إلى تعبئة مئات الآلاف من الرجال والمدانين. وقد أعطى هذا لروسيا ميزة مادية في أوكرانيا وسمح لها باستيعاب معدل إصابات يقارب 1000 رجل يوميًا.

بعبارة أخرى، يعتقد بوتين أن الكم على النوع سينتصر في أوكرانيا، والأهم من ذلك أنه سيتحدى حلف شمال الأطلسي على نطاق أوسع، وهو الصراع الذي أعد جيوشه له بشكل أكثر كثافة منذ غزوه لأوكرانيا سنة 2022. وبالنسبة لبوتين، يعد بيلوسوف رجل الأرقام، ويعمل البيروقراطي ذو البدلة الرمادية حاليا على إعداد روسيا للصراع مع الناتو.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بيلوسوف روسيا شويغو روسيا اوكرانيا شويغو بيلوسوف صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تصدر أوامر باعتقال وزير الدفاع الروسي وقادة آخرين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، اليوم الثلاثاء، أوامر اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وذك عقب حملة صاروخية واسعة النطاق استهدفت محطات الطاقة والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا خلال النزاع.

وفقًا لأوامر الاعتقال، يتهم شويجو وجيراسيموف بتوجيه هجمات على أهداف مدنية، مما تسبب في أضرار عرضية جسيمة للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وبارتكاب جرائم ضد الإنسانية. المحكمة الجنائية الدولية أفادت بأن لديها "أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن المشتبه بهم تسببوا عمدًا في معاناة شديدة أو أذى خطير للجسم أو للصحة العقلية أو البدنية، وبالتالي يتحملون المسؤولية الجنائية عن الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في أعمال غير إنسانية أخرى".

وأضافت المحكمة أن هذه الجرائم تشمل التسبب في معاناة شديدة وأذى جسدي ونفسي، ما يؤكد تورط المتهمين في ارتكاب أعمال غير إنسانية تؤثر بشكل مباشر على المدنيين الأبرياء. وأشارت إلى أن التحقيقات جارية وستستمر في متابعة هذه الاتهامات لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة.

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف.

ومع ذلك، من غير المرجح تنفيذ هذه الأوامر نظرًا لوجودهما في روسيا، التي ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية. وبالمثل، أوكرانيا ليست عضوًا في المحكمة، لكنها منحتها صلاحية مقاضاة جرائم الحرب المرتكبة على أراضيها منذ عام 2022.

تجدر الإشارة إلى أن شويجو أُقيل من منصبه كوزير للدفاع الشهر الماضي، إلا أنه ما زال يشغل منصبًا حكوميًا مهمًا كرئيس لمجلس الأمن الروسي. هذا التحول لم يؤثر على مساعي المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبته.

في السابق، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمين المظالم لحقوق الإنسان في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا، متهمة إياهما بترحيل قسري للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.
 

مقالات مشابهة

  • مسؤولية القوى العظمى
  • في مكالمة نادرة.. وزيرا الدفاع الأمريكي والروسي يبحثان تداعيات هجوم القرم
  • لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروسي 
  • وزيرا الدفاع الروسي والأميركي بحثا هاتفياً الملف الأوكراني
  • وزير الدفاع الروسي يحذر نظيره الأمريكي من مخاطر تزويد أوكرانيا بالأسلحة
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر باعتقال وزير الدفاع الروسي وقادة آخرين
  • الجنائية الدولية تصدر مذكرة توقيف بحق وزير الدفاع الروسي السابق
  • الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
  • بعد بوتين.. الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس الأركان الروسي.. وأوكرانيا تعلق
  • ‏"الجنائية الدولية" تصدر أوامر اعتقال بحق وزير الدفاع الروسي السابق شويغو ورئيس الأركان غيراسيموف