الحوثي يرد على نائب مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: سننتزع حقنا بكل إقتدار
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
الجديد برس:
رد عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، على نائب المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن الدولي، ورد مندوب روسيا عليه خلال الجلسة الأخيرة التي عقدها المجلس بشأن اليمن.
وقال محمد علي الحوثي، في تغريدة على حسابه بمنصة (إكس): “المعاناة في اليمن سببها العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الاماراتي وأدواته في كل المجالات”.
وأضاف الحوثي: “ما قيل في مجلس الأمن دليل كاف على ذلك”.
وتابع الحوثي قائلاً: “وسنرسم بثبات شعبنا نهاية لمعاناة اليمنيين أو يعني الجميع في المنطقة وغيرها بإذنه تعالى”.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء أن “الشعب سينتزع حقه بكل إقتدار”.
وختم الحوثي تغريدته بالقول: “بلا أسف لصخبهم فلن تعدم الخرقاء عذر”.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أدان خلال الجلسة التي عُقدت مساء الإثنين، الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن، مؤكداً أنها تنتهك ميثاق الأمم المتحدة، ولا يمكن أن يكون لها أي مبرر ولا تؤدي إلا إلى تفاقم تصاعد التوترات في البحر الأحمر.
وسخر نيبينزيا من الفشل الأمريكي في البحر الأحمر واعتبره دليلاً على أن استخدام القوة ضد اليمن لن يضع الوضع في البحر الأحمر على المسار الصحيح.
وفي إشارة إلى الضغوط الأمريكية المعرقلة لإنجاز اتفاق السلام في اليمن، قال المندوب الروسي: “من المؤسف للغاية أن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، مع المشاركة غير البناءة دائماً للقوى من خارج المنطقة، تعيق عملية التسوية السياسية في اليمن، التي كانت تتمتع بديناميكيات جيدة في وقت ما. فالهدوء النسبي على الأرض هش للغاية، كما أن التصعيد الإقليمي المستمر يزيد من المخاطر، خاصة في سياق الغياب الرسمي لهدنة داخلية في اليمن”.
وأوضح المندوب الروسي أن على المجتمع الدولي تهيئة الظروف المواتية لإتمام عملية السلام الشاملة، مبيناً أن مفتاح التسوية في عملية التفاوض السياسي والدبلوماسي يكمن في مشاركة جميع الأطراف اليمنية واللاعبين الإقليميين البارزين بوساطة ماهرة ومحايدة من الأمم المتحدة، حسب تعبيره.
وأكد المندوب الروسي دعم بلاده من جديد للمبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن بالرغم من أن الاتفاق على “خارطة الطريق” الشاملة لا يزال متوقفاً، مشدداً على ضرورة البحث عن نقاط اتصال محتملة والعمل عليها، مما يزيد الثقة بين طرفي الاتفاق.
كما أكد المندوب الروسي أن بلاده ومن خلال الحفاظ على اتصالات وثيقة وموثوقة مع جميع أطراف النزاع في اليمن، تبذل كل ما في وسعها لتسهيل جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص، لافتة إلى أنها تقوم بإعداد الأطراف اليمنية بطريقة بناءة وضبط النفس وضرورة التفاوض.
وأوضح المندوب الروسي أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي، في 6 مايو، عن بدء عملية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أدخل الشرق الأوسط في جولة جديدة مما أسماها “دوامة التصعيد” في المنطقة، مشيراً إلى أن “معرفة الموقف المبدئي للحوثيين الذين يدينون الإجراءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، سيؤثر على الوضع في المياه المتاخمة لليمن”.
المندوب الروسي أدان الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن، وأكد أنها تزيد التصعيد العسكري في المنطقة، قائلاً: “أصبح الوضع الصعب بالفعل أكثر تعقيداً بسبب الهجمات العدوانية غير المبررة التي شنها التحالف الغربي على أراضي اليمن السيادية، والتي تم تنفيذها في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة. إن مثل هذه التصرفات، فضلاً عن العسكرة المستمرة للمياه القريبة من اليمن بشكل عام، لا تساعد على الأقل في ضمان سلامة الملاحة في البحر الأحمر، بل تزيد من حدة التصعيد”.
وأضاف المندوب الروسي “كما أن محاولات تبرير هذا العدوان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 أو بالإشارة إلى حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن الدفاع عنها”.
وأكد أن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو الضمان لوقف التصعيد في البحر الأحمر، الذي لا يمكن وقفه بالقوة ضد اليمن، حيث قال: “إن التجربة الكارثية للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة تثبت بوضوح أن الوضع في البحر الأحمر لا يمكن تصحيحه بالقوة ضد اليمن”، وأنه لتصحيح ذلك الوضع “يلزم اتباع نهج متكامل يأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الإقليمية”، كما أكد “أن من شأن إنهاء العنف في الأراضي الفلسطينية أن يساعد كثيراً في هذا الصدد، الأمر الذي سيفيد العديد من أزمات الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في اليمن”.
وأشار المندوب الروسي إلى أن رغبة عدد من الدول الغربية في استخدام الأزمة في اليمن لتحقيق مصالحهم الجيوسياسية الأنانية مخيبة للآمال للغاية، وأضاف: “نحن ندين التفسير الخاطئ لأحكام قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بشأن اليمن، بما في ذلك العقوبات”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد نظام تفتيش خاص للسفن في المياه الدولية في السياق اليمني، ومثل هذه التصرفات تنتهك قرارات المجلس ذات الصلة بهذا البلد. أما بالنسبة لزملائنا الأمريكيين، فإنهم بمثل هذه الإجراءات لا يؤدون إلا إلى تعزيز سمعتهم كلاعبين عديمي المبادئ على الإطلاق ومستعدين للدوس بسهولة على القانون الدولي إذا منعهم من تحقيق الربح أو تنفيذ أجندتهم الجيوسياسية الأنانية الضيقة”.
أمريكا وبريطانيا تعرقلان إعلان خارطة طريق السلام في اليمنوكان نائب المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن الدولي روبرت وود، قال إن اتفاق السلام في اليمن أصبح بعيد المنال بسبب العمليات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وأضاف وود أن تلك الهجمات هي السبب في إلغاء المساعدات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني وعرقلة دخول الغذاء والإمدادات، في اعتراف صريح بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تعرقل إعلان خارطة الطريق في اليمن بضغطها على السعودية والمبعوث الأممي، رغم أن الأطراف كانت على وشك إعلانها، ويتماهى مع ذلك موقف بريطانيا، حيث قالت مندوبتها في مجلس الأمن، باربرا وودوارد، إنه لا يمكن تأمين اتفاق السلام بدون أن يوقف الحوثيون هجماتهم البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية.
الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفير روبرت وود، قال في كلمته أمام مجلس الأمن بشأن اليمن: “على الرغم من استمرار الهدنة، فإن الحقيقة المحزنة اليوم هي أن هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية والبحرية في البحر الأحمر جعلت التقدم المستمر نحو سلام مستدام بعيد المنال، وتدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني”.
كما اعترف نائب المندوبة الأمريكية ضمنياً بأن بلاده هي التي أوقفت المساعدات الإنسانية لليمن، واشترطت وقف الهجمات البحرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية مقابل عودة المساعدات الإنسانية، حيث قال: “نتيجة لهجمات الحوثيين التي أدت إلى ارتفاع الأسعار والتسبب في تأخير التسليم، يكافح اليمنيون لشراء السلع والمواد الغذائية والأساسيات في الأسواق”، مضيفاً: “وعلى الرغم من المستوى الهائل من الاحتياجات، لا توجد موارد كافية لدعم الاستجابة الإنسانية.
وباعتبارها الجهة المانحة الرائدة في العالم للمساعدات الإنسانية لليمن، تدعو الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للتخفيف من الأزمة الإنسانية الأليمة في اليمن”، مؤكداً: “لتوفير الإغاثة للشعب اليمني والسماح بدخول الغذاء والإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في اليمن، يجب على الحوثيين وقف هجماتهم على الشحن الدولي، بما يتوافق مع القرار 2722”.
ويؤكد ذلك ما كشفته نهاية نوفمبر الماضي، معلوماتٍ أن ممثلي برنامج الغذاء أكدوا بشكل صريح خلال اجتماعاتهم مع حكومة صنعاء أن البرنامج لا يستطيع استئناف توزيع مساعداته بدون موافقة الولايات المتحدة، وأن الضغوط الأمريكية لوقف المساعدات تتعلق بشكل مباشر بموقف حكومة صنعاء من الصراع في فلسطين، وتحركاتها العسكرية ضد “إسرائيل”.
وفي العاشر من ديسمبر قال المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لحكومة صنعاء إن: “قرار إيقاف المساعدات يأتي تنفيذاً للتهديدات الأمريكية السابقة بقطع المساعدات الإنسانية في حال استمر الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني”.
كما أكد روبرت وود عرقلة بلاده إنجاز أي اتفاق للسلام في اليمن في ختام حديثه أمام مجلس الأمن، بقوله: “من الواضح تماماً أن الحوثيين وهجماتهم في البحر الأحمر، وبشكل متزايد الآن في المحيط الهندي، تجعل الفوائد المحتملة للحل السياسي بين الأطراف اليمنية معرضة للخطر”.
من جهتها، المندوبة البريطانية في مجلس الأمن، باربرا وودوارد، قالت في كلمتها أمام مجلس الأمن خلال جلسته بشأن اليمن، يوم الإثنين: “لا يمكننا أن نتردد في دعمنا لليمن، ودعمنا لسلام شامل ومستدام، ويجب أن نبقى موحدين خلف جهود المبعوث الخاص لتأمين هذا السلام من خلال وقف التصعيد ووقف إطلاق النار، ولذلك ندعو جميع الأطراف إلى تهدئة التوترات والحفاظ على مساحة للمفاوضات، بموجب خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة، لضمان السلام والازدهار الدائمين للشعب اليمني”.
واستدركت قائلةً: “فيما يتعلق بالشحن، تدين المملكة المتحدة تهديدات الحوثيين الأخيرة بتوسيع هجماتهم على الشحن البحري إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”، مؤكدةً أن “التصعيد المستمر للهجمات البحرية يقوض أمن واستقرار اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. ولا يمكننا تأمين اتفاق سلام مستدام بدون بيئة أمنية مواتية. لذا نكرر دعواتنا للحوثيين لاحترام حرية الملاحة ووقف هجماتهم المتهورة على الشحن البحري”، وهو ما يتوافق حد التماهي مع الموقف الأمريكي الذي يربط الهجمات البحرية اليمنية على السفن الإسرائيلية بالوضع الإنساني والاتفاق السياسي في اليمن.
وأضافت: “كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد السفن التي دخلت الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون بدون إبلاغ آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش. منذ أكتوبر 2023، يمكن أن تعادل الانتهاكات المبلغ عنها دخول ما يصل إلى 500 حمولة شاحنة من المواد غير الخاضعة للتفتيش إلى الحديدة”، فيما يبدو أنه تلميح بفرض حصار اقتصادي جديد على المحافظات الواقعة في نطاق حكومة صنعاء، وهو في سياق الضغط باتجاه وقف الهجمات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، والذي تشترط صنعاء لوقفها أن يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن القتل العبثي لأبناء غزة، بنفس الحجة التي اتخذها التحالف السعودي منذ 2015 المتمثلة في تهريب الأسلحة إلى اليمن خصوصاً أن باربرا دعت في كلمتها إلى تفعيل آلية تفتيش السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة لمنع تهريب الأسلحة، وما يؤكد ذلك أن آلية التفتيش لم تتوقف أصلاً كما زعمت.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة مجلس الأمن الدولی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر المندوب الروسی الأمم المتحدة للشعب الیمنی بشأن الیمن الوضع فی فی الیمن لا یمکن إلى أن
إقرأ أيضاً:
“أقوى المسيّرات الأمريكية (MQ-9)” خارج الخدمة في اليمن
يمانيون../
في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تتهاوى التكنلوجيا العسكرية الأمريكية الحديثة بمختلف أنواعها أمام القدرات العسكرية اليمنية، فبعد أن منيت حاملات الطائرات الأمريكية -وهي من أبرز القطع الحربية الأمريكية التي تفاخرت بها واشنطن- بهزيمة مدوية على أيدي القوات المسلحة اليمنية، إضافة إلى التغلب على المدمرات الأمريكية والبوارج الحربية، ها هي طائرات أم كيو9 متعددة المهام (تجسسية واستطلاعية وهجومية) السلاح الجوي الأحدث والأبرز للقوات الأمريكية تتهاوى وتسقط في الأجواء اليمنية واحدة تلو أخرى ليصل عدد الطائرات التي تم إسقاطها حتى الآن 13 طائرة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وتعد طائرات أم كيو9 -أو مايسمى بالطائرة الحاصدة وفق ما يسميها الأمريكان- من أحدث الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأمريكي وأكثرها تطورا في معاركه التي يخوضها، حيث راهن عليها كثيرا أثناء غزوه لأفغانستان والعراق.
ووفق مصادر عسكرية، تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية 350 طائرة من طراز أم كيو9 تستخدمها القوات الأمريكية أثناء الضرورة الملحة في المعارك.
وتؤكد المصادر أنه منذ استخدام تلك الطائرات وإلى ما قبل معركة طوفان الأقصى لم تسقط من تلك الطائرات سوى طائرة واحدة في العراق، وطائرة أخرى في ليبيا، وثالثة في البحر الأسود وفيها اتهمت الولايات المتحدة روسيا بإسقاط تلك الطائرة.
وبعد معركة طوفان الأقصى تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة من طراز أم كيو9 بصاروخ أرض جو محلي الصنع لتمثل الحادثة الأكبر وغير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
إهانة كبرى وغير مسبوقة لأمريكا
وللتعليق على الإنجاز النوعي لقوات الدفاع الجوي اليمنية يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن تكرار عملية الإسقاط للطائرة أم كيو9 -التي تعد من أحدث الطائرات التجسسية الأمريكية الثقيلة وهي طائرة تجسسية وقتالية في نفس الوقت ومتعددة المهام- ضربة مؤلمة جدا للتفوق الأمريكي الذي ينظر إلى هذه الطائرة بكونها أحد رموز القوة.
ويؤكد في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن التكرار في عملية الإسقاط دليل على وجود أساس متين لبنية الدفاع الجوي الصاروخي، ما يعني أن المرحلة المقبلة لن تكون سوى مسألة وقت، ولن تأخذ وقتاً طويلاً في تطوير هذه القدرات إلى مستويات أكبر.
ويوضح أن الدفاعات الجوية استطاعت بفضل الله تعالى حظر طائرات الاستطلاع والتجسس بمختلف أنواعها، وأنه لم يعد بمقدور طائرات أم كيو9 أن تسرح وتمرح في أجواء اليمن كما كانت تفعل في السابق، مبينا أن سقوط طائرات أم كيو9 في مختلف المحافظات اليمنية الحرة دليل على أن الدفاعات الجوية المتطورة يتم نشرها في جميع المحافظات وليست مقتصرة على محافظة دون أخرى، مستدلا بما حدث لإسقاط الطائرات أم كيو9 في البيضاء والجوف ومأرب وصنعاء وتعز وصعدة.
ويشير إلى أن استخدام الولايات المتحدة لتلك الطائرات في الأجواء اليمنية رغم معرفتها المسبقة بمصير تلك الطائرات يعكس الإفلاس الأمريكي والعجز الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية في اليمن، كما أنها تثبت مدى الاحتياج الأمريكي للجانب الاستخباراتي في عملياته العدوانية على اليمن.
ويلفت إلى أن قيام الأجهزة الأمنية بضبط الخونة والجواسيس والعملاء للأمريكان أسهم بشكل كبير جدا في فقدان الجانب الأمريكي للمعلومات الاستخباراتية، ما دفعه إلى الدفع بطائراته التجسسية والاستطلاعية، وذلك لتغطية العجز الاستخباراتي.
العمى الأمريكي في اليمن
ويؤكد الخبير العسكري العميد مجيب شمسان أن نجاح الدفاعات الجوية في اصطياد الطائرات الأمريكية التجسسية والاستطلاعية جعل العدو الأمريكي أعمى في معركته ضد الجيش اليمني. لافتا إلى أن السقوط المتكرر لأحدث الطائرات الأمريكية يمثل إهانة كبرى وغير مسبوقة للولايات المتحدة الأمريكية التي تعد هذا السلاح من الأسلحة النوعية والقليلة التي تفاخر بها.
ويتطرق شمسان إلى أن القوات البحرية الأمريكية الناشطة في المعركة تمتلك أسطولاً من طائرات أم كيو9 يقدر من 75 إلى 73 طائرة، حيث تم إسقاط 13 طائرة خلال عام واحد من عمليات الإسناد اليمنية؛ أي ما يعادل نسبته 17% من الأسطول الأمريكي، وهذه ضربة غير مسبوقة للقدرات الأمريكية المتعلقة بالطيران التجسسي المتقدم والأحدث عالمياً.
وينوه إلى أن لهذا السقوط المتكرر للطائرات أم كيو9 انعكاساته على النجاحات الأخرى في ما يتعلق بالمواجهة البحرية وفي ما يتعلق أيضا بالنجاحات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في إهانة فخر الصناعات الأمريكية البرية من دبابات وقطع برية أخرى كالإبرمز وغيرها.
ويضيف ” القوات المسلحة اليمنية نجحت أيضا في تعطيل فاعلية وتأثير الدفاعات الجوية المتمثلة بالباتريوت التي كان قد أرسلها الأمريكي لحماية النظام السعودي، وأيضا لحماية الكيان الصهيوني، واستطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تطور من قدراتها بالصواريخ والطائرات المسيرة لتحد من فاعلية تلك المنظومة”.
ويختتم شمسان حديثه بالقول “لذلك نحن أمام نجاحات متكاملة براً وبحراً وجواً أوصلت الأمريكي إلى حالة من فقدان الخيارات في التعامل مع هذا الوضع، وبالتالي وصوله إلى ما وصل إليه اليوم”.
1. مشاهد-إسقاط-طائرة-MQ-9-الأمريكية-في-أجواء-محافظة-البيضاء-بصاروخِ-أرضِ-جو-محليِّ-الصنعِ-19-05-2024م_480
1:01
إلحاح أمريكي في الحصول على المعلومات
وبحسب ما يؤكده الباحث في الشؤون العسكرية كامل المعمري فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار كأداة رئيسة في جمع المعلومات الاستخباراتية، خاصة في المناطق التي تفتقر فيها إلى وجود ميداني فعّال. ومع تصاعد المعركة في اليمن، أصبحت الحاجة إلى الحصول على بيانات استخباراتية موثوقة أكثر إلحاحاً.
ويقول في تصريح خاص لموقع أنصار الله: “هذا الواقع جعل من الصعب على الولايات المتحدة الاعتماد على مصادرها التقليدية، ما يدفعها إلى المخاطرة بإرسال طائرات أم كيو9 رغم احتمالات إسقاطها”.
ويضيف: “الشحة في المعلومات الاستخباراتية قد تكون نتيجة لتآكل شبكاتها المحلية أو عدم قدرتها على بناء مصادر موثوقة داخل البيئة اليمنية، وهو ما يجعل الطائرة خياراً شبه إلزامي لتعويض هذا النقص”.
ويرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تضحي بطائراتها رغم التكلفة الباهظة، وذلك بهدف الاستفادة من جمع المعلومات والبيانات التي تقوم بها قبل أن تتعرض للتدمير. موضحا أن هذا الخيار مكلف اقتصاديا للغاية، خاصة وأن خسارة الطائرات بهذا الشكل المتكرر تعني إضعافاً متزايداً لصورتها أمام خصومها وحلفائها على حد سواء.
ويشير إلى أن الإصرار الأمريكي على إرسال المزيد من هذه الطائرات إلى اليمن يعكس مأزقاً مزدوجاً، فمن جهة تسعى الولايات المتحدة لتعويض شح المعلومات الاستخباراتية بأي ثمن، ومن جهة أخرى تجد نفسها عالقة في دائرة من الإخفاقات التقنية والسياسية التي تهدد سمعتها وقدرتها على فرض هيمنتها التكنولوجية.
ومن جهة أخرى يرى المعمري أن الشركة المنتجة للطائرة (أم كيو9 ) تواجه أزمة غير مسبوقة، إذ بدأت دول عديدة -سبق أن أبرمت صفقات لشراء هذه الطائرات- بإعادة النظر في جدوى تلك العقود.
ويشدد المعمري بأن التقارير تشير إلى أن بعض هذه الدول تفكر في التعليق أو إلغاء الصفقات، ما يهدد مستقبل الشركة ومكانتها في سوق صناعة الطائرات بدون طيار.
ويلفت إلى أن هذه الأزمة دفعت الشركة إلى محاولة إنقاذ صورتها من خلال إدخال تحسينات تقنية على الطائرة، وإرسال النسخ المحسّنة إلى اليمن لإثبات فاعليتها، لكن هذه المحاولات اصطدمت بواقع أكثر تعقيداً، حيث تعرضت النسخ المعدلة للإسقاط هي الأخرى، ما زاد من الشكوك حول جدوى تلك التحسينات.
وينوه إلى أن الإشكالية هنا لا تتعلق فقط بالطائرة نفسها، بل تمتد إلى مدى قدرة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية على الصمود في وجه التحديات الميدانية. فالسقوط المتكرر للطائرة أم كيو9 يُبرز تحولاً جوهرياً في طبيعة الحروب، حيث أصبحت الأنظمة الدفاعية غير التقليدية أكثر قدرة على مواجهة التكنولوجيا عالية التكلفة.
ويختتم المعمري حديثه بالقول “وهذا التحدي لا يضع فقط مستقبل هذه الطائرة على المحك، بل يهدد بزعزعة الثقة بمنتجات الشركة المصنعة بشكل عام، وربما بمكانة الولايات المتحدة كمصدر رئيس للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة”.
موقع أنصار الله – محمد المطري