مركَزُ أبحاث الكونجرس: العمليات البحرية اليمنية تضعُ تحديات اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
الثورة / محمد هاشم
قال مركز بحثي تابع للكونغرس الأمريكي: إن تداعيات هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، تضع الولايات المتحدة أمام تحديات بشأن طرق الشحن وآليات الاستيراد والقدرة التنافسية.
وأفاد المركَزُ بأن الأخيرَ يواجِهُ تحدياتٍ لمعاجلة التأثيرات الاقتصادية التي تسبِّبُها العمليات البحرية اليمنية التي تستهدف السفن المتوجّـهة إلى كيان العدوّ الصهيوني والمرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا.
ونشرت خدمة أبحاث الكونغرس (وهو مركز أبحاث يتبع الكونغرس الأمريكي) قبل يومين تقريرًا تناول تأثيراتِ الوضع في البحر الأحمر، وذكر أن الكونغرس قد يضطرُّ إلى “النظر في تكاليف وفوائد اعتماد تشريع يحاول تغيير طرق الشحن للسلع المستوردة أَو إعادة تخصيص الموارد داخل الاقتصاد نحو تطوير الإنتاج المحلي للسلع المستوردة” في إشارة إلى أن العمليات اليمنية قد سبَّبت مشاكلَ في آلية استيراد السلع إلى الولايات المتحدة.
وَأَضَـافَ التقرير أن “هذه السياسات يمكن أن تؤثر هذه السياسات على تكلفة السلع والخدمات للمستهلكين الأمريكيين، وتغيّر تدفُّقات التجارة الأمريكية والعالمية، وتؤثر على القدرة التنافسية للشركات الأمريكية” في إشارة إلى حساسية التحدي الاقتصادي الذي تفرضه العمليات اليمنية.
وذكر التقرير أن “الكونغرس قد ينظر أَيْـضاً فيما إذَا كان ينبغي على الولايات المتحدة تشجيعُ الاقتراب من الداخل وتحويل عمليات التصنيع والإنتاج إلى البدان المجاورة القريبة بدلًا عن المواقع الخارجية البعيدة، أَو استخدام قاعدة موردين أجانب أكثر تنوعًا للشركات الأمريكية لزيادة قدرتها على الصمود”.
وتابع أن “الكونغرس قد يستكشف أَيْـضاً خيارات مساعدة الشركات الأمريكية للحفاظ على قدرتها التنافسية” وهو ما يشير بوضوح إلى أن استمرار العمليات اليمنية يهدّد القدرة التنافسية لهذه الشركات.
وأشَارَ التقرير إلى أن “استمرار ارتفاع تكاليف الشحن نتيجة العمليات اليمنية يمكن أن يزيد من تضخم أسعار الواردات على المدى القصير في الولايات المتحدة بنحو 5 %، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”.
وتضاف هذه التحديات الاقتصادية إلى تحديات وخسائرَ مباشرة تتكبدها الولايات المتحدة في البحر، حَيثُ كشف وزير البحرية الأمريكية في وقت سابق عن استنفاد ذخائر بقيمة مليار دولار في مواجهة الهجمات اليمنية.
ودخلت السفن الأمريكية نطاق دائرة النيران اليمنية؛ رَدًّا على العدوان الذي شنته الولايات المتحدة على اليمن؛ بهَدفِ حماية الملاحة الصهيونية، وهو المسعى الذي فشلت واشنطن في تحقيقه، حَيثُ اتسع نطاق عمليات استهداف السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني ليشمل السفن المتجهة إلى كُـلّ موانئ فلسطين المحتلّة، فيما اضطرت السفنُ الأمريكية لتغيير مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر؛ نتيجةَ فشل القوات الأمريكية في حمايتها.
من جهة أخرى أكدت مجلة “ذا كريدل” الأمريكية أن التطور السريع للقدرات العسكرية اليمنية جعل هذا البلد لاعباً محورياً ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى العالمي.
ورأت المجلة أن الحصار اليمني على كيان العدو الصهيوني يمثل بدوره نقطة ضغط كبيرة ضد الكيان الصهيوني، وحلفائه الغربيين، الذين فشلوا في حماية مصالحهم في البحر الأحمر، أو التصدي لحظر صنعاء على السفن التي تدخل موانئ دولة الاحتلال.
وفي تقريراً لها أفادت مجلة “ذا كريدل” المتخصصة بالشؤون الجيوسياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن اليمن أظهر قدرات عسكرية بعيدة المدى، وتخطيطاً استراتيجياً مثيراً للإعجاب أربك أعظم القوى البحرية في العالم، موضحاً أن مناورات صنعاء الهائلة في المناطق البحرية في غرب آسيا دفعتها إلى طليعة محور المقاومة في المنطقة باعتبارها العضو الأكثر قدرة على التأثير على الأمن البحري العالمي والاستقرار الإقليمي.
وأضاف التقرير: “وبينما تتجمع الولايات المتحدة وحلفاؤها حول “رصيف المساعدات” الذي تم تشييده حديثاً على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة، كما يعتقد الكثيرون، لتعزيز المنطقة كموقع مستقبلي للعمليات العسكرية الأمريكية وحماية منصات النفط والغاز الإسرائيلية، فإن اليمن يبرز كخط مواجهة”.
وبين أنه دعماً لغزة، نفذت القوات اليمنية أول عملية مباشرة لها ضد الكيان الصهيوني في 18 أكتوبر 2023، وشملت تلك العملية صواريخ كروز، وطائرات بدون طيار استهدفت ميناء “أم الرشراش” في جنوب فلسطين المحتلة، ثم بدأت القوات المسلحة اليمنية استهدافها لسفن الشحن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى البحر الأحمر، مما أدى فعلياً إلى منع مرورها عبر مضيق باب المندب. وبحسب تقرير المجلة فإن الإعلان عن الجولة الرابعة من التصعيد إشارة واضحة إلى توسيع منطقة الصراع لتشمل البحر الأبيض المتوسط وتشديد الحصار على إسرائيل التي تعتمد اقتصادياً على التجارة البحرية، مبيناً أن ذلك يشكل تحديًا متجددًا للكيان المحتل وحلفائه، مما يزيد من الضغوط، خاصة على واشنطن وشركائها الأوروبيين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة: الاستثمار في النساء ومساعدتهن أولوية قصوى للحكومة الأمريكية
عقدت السفارة الأمريكية بالقاهرة مؤتمر أكاديمية رائدات الأعمال في الفترة من 20 إلى 21 نوفمبر 2024 في حرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتحرير.
وافتتحت السفيرة الأمريكية هيرو مصطفى غارغ ورئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور أحمد دلال المؤتمر الذي ضم قادة الصناعة والمستثمرين ورواد الأعمال الشباب. قدم هذا الحدث للمشاركين في أكاديمية رائدات الأعمال رؤى قيمة حول ريادة الأعمال وفرص التواصل والأدوات العملية لنمو الأعمال. تم تنظيم المؤتمر من قبل المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة (ACC) وتم تنفيذه من قبل مركز ريادة الأعمال والابتكار في الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC-CEI).
وقالت السفير هيرو مصطفى للمشاركين في المؤتمر: "عندما تنجح النساء، تنجح مصر!"، مضيفة أن "الاستثمار في النساء ومساعدتهن في تحقيق أهدافهن يشكل أولوية قصوى للحكومة الأمريكية".
وشجعت السفير هيرو مصطفى رائدات الأعمال على متابعة أحلامهن، قائلة: "أقف أمامكم اليوم كأم عاملة مع ابنتين صغيرتين... وآمل أن يلهمكم عملي - والأمثلة التي قدمتها نساء مثلكن - لمتابعة أحلامكم، بغض النظر عن العقبات التي قد تواجهونها."
وقد شهد المؤتمر، الذي أقيم خلال الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، الانتهاء من المجموعة الأولى من برنامج أكاديمية رائدات الأعمال 2024 الذي دعم 150 سيدة أعمال من منطقة الدلتا، بما في ذلك الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية والمنوفية والقليوبية والدقهلية ودمياط والشرقية وبورسعيد. وقد تناول البرنامج الشامل التحديات الفريدة التي تواجه سيدات الأعمال في الدلتا وبناء مجتمعًا داعمًا لمساعدتهن على النجاح.
تضمن المؤتمر مسابقة عرض حيث قدمت رائدات الأعمال أفكارهن التجارية إلى لجنة من خبراء الصناعة. حصلت الفائزة بالمركز الأول ياسمين العشري على 600 دولار لدعم مشروعها Refashion. كما حصلت مها حسين على 400 دولار للمركز الثاني عن مشروعها Dr. Meem.
أكاديمية رائدات الأعمال (AWE) هي مبادرة لوزارة الخارجية الأمريكية وكلية ثندربيرد للإدارة العالمية بجامعة ولاية أريزونا تهدف إلى تمكين رائدات الأعمال في جميع أنحاء العالم من خلال التعليم والتواصل والتوجيه، وتدعم أكاديمية رائدات الأعمال النساء في بناء وتنمية أعمالهن.