نجحت شركة “إنسيليكو ميديسين”، وهي شركة متخصّصة في مجال التكنولوجيا الحيوية بادرت إلى تطوير منصّة قائمة على الذكاء الاصطناعي لابتكار الأدوية، في إدارة عملية تصنيع الدواء الأول في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي بالكامل والذي بات اليوم في مرحلة التجارب السريرية المتقدّمة، وذلك من مقرّها في “مدينة مصدر” المجمع الحضري المستدام الرائد في أبوظبي والمركز العالمي للأعمال والتكنولوجيا.

وبالرغم من أنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي قد لعبت لغاية اليوم دوراً بارزاً في تصنيع العديد من المستحضرات الصيدلانية، يُعدّ الدواء الجديد من إنتاج شركة “إنسيليكو ميديسين”، والذي سيسهم في علاج مرض التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، الدواء الأول على الإطلاق الذي يجري تصنيعه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدءاً من المناطق التي يستهدفها العلاج وصولاً إلى تركيبته الطبية الفريدة.

وقال الدكتور أليكس زافورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة “إنسيليكو ميديسين” والخبير في طبّ إطالة العمر، إن ابتكار هذا الدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي يعد إنجازاً بارزاً بالنسبة للشركة وللقطاع الطبي بشكل عام، حيث بات بإمكاننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتصنيع أدوية لمعالجة الأمراض المستجدّة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وذلك عبر استخدام طرق وأساليب لم يجرِ تطبيقها من قبل وأكثر من ذلك بكثير بسرعة عالية وكفاءة ملحوظة.

وأضاف أن الشركة اليوم في صدد النظر أيضاً في إمكانية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى كالتغير المناخي على سبيل المثال، مبديا تطلع الشركة للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي التوليفي، لإطالة عمر الإنسان وضمان استمرارية الجنس البشري.

تجدر الإشارة إلى أنّ التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، والمعروف باختصار “آي بي إف”، هو مرض نادر يؤدي إلى ظهور تدريجي لندبات واضحة في الرئتين، علماً أنّه لم يتمّ التوصّل بعد إلى علاجٍ شافٍ له بالكامل بالرغم من وجود عدد محدود من العلاجات اليوم، وتشير التقديرات إلى أنّ ما يصل إلى 60 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط معرّضون لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك التليّف الرئوي.

وبادر علماء “إنسيليكو ميديسين” إلى استخدام منصّة الذكاء الاصطناعي الخاصّة بالشركة لتحديد هدف بيولوجي جديد أو بروتين يمكن منع ظهوره باستخدام دواء محدّد، لوقف تطوّر مرض التليف الرئوي المميت مجهول الأسباب أو القضاء عليه بالكامل.

ويشير البحث الذي نشره علماء الشركة مؤخراً في المجلة العلمية “نيتشر بيوتيكنولوجي” إلى كيفية تركيز منصّة “إنسيليكو ميديسين” للذكاء الاصطناعي على دراسة الصلة القائمة بين التليف الرئوي والشيخوخة والتي قد ساهمت في التوصّل إلى هذا الاكتشاف الرائد.

ويتمّ اليوم إجراء تجربتين سريريتين في المرحلة الثانية “أ” للدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية والصين، لتقييم ما إذا كان هذا الدواء آمناً وفعّالاً في تحسين وظيفة الرئتين.

وتعمل شركة “إنسيليكو ميديسين” حالياً على تطوير أكثر من 30 دواءً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك سبعة أدوية في مرحلة الاختبارات السريرية، علماً أنّ عدداً من هذه الأدوية قد حصل على الترخيص من شركات أدوية رائدة بما فيها “سانوفي” و”ميناريني” و”إكسيليكسيس”.

ويعمل فريق “إنسيليكو ميديسين” القائم في مدينة مصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير منصّة الشركة القائمة على الذكاء الاصطناعي والمعروفة بـ “فارما.إيه آي”، بما في ذلك دمج نماذج معالجة اللغات الضخمة والحوسبة الكمية.

وقال ستيف سيفيرانس مدير إدارة النمو في مدينة “مصدر”: تُعدّ “إنسيليكو ميديسين” واحدة من العديد من شركات علوم الحياة القائمة في مدينة “مصدر”، والتي تسعى إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في بناء مستقبل مستدام قائم على أعلى معايير الصحة، وهو بالتحديد الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه من خلال منظومتنا المتكاملة في مدينة “مصدر”، لدفع عجلة النمو قدماً وتعزيز سُبُل التعاون وابتكار الحلول الرائدة التي من شأنها أن تضمن مستقبلاً مستداماً للجميع.

وأشار في هذا الصدد إلى شركة “سيكوند سيل بايو” التي تستفيد من هندسة الخلايا لتعزيز قدرتها على ابتكار الأدوية الجديدة على نطاق واسع، وذلك من مقرّها على بُعد أمتار قليلة من مختبر شركة “إنسيليكو ميديسين” في مدينة “مصدر”.

وكانت مدينة “مصدر” قد وقّعت سابقاً خلال هذا العام مذكرة تفاهم مع دائرة الصحة في أبوظبي وشركتين متخصّصتين في مجال التكنولوجيا الحيوية، وهما “إكس لايف ساينسس” و”ثيرمو فيشر ساينتيفيك”، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق النمو والتحفيز على الابتكار ضمن قطاع علوم الحياة في إمارة أبوظبي.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

6 رموز أظهرتها “القسام” في صفقة تبادل الأسرى وسط مدينة غزة (صور)

#سواليف

حملت مشاهد #صفقة_تبادل الأسرى الأخيرة وسط مدينة #غزة، التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين #القسام، الجناح العسكري لحركة #المقاومة_الإسلامية #حماس، بحضور مقاومين من #سرايا_القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، رموزا قوية للصمود والوحدة والتحدي.

وأشار موقع “The Palestine Chronicle” ، إلى أنه “بعد أول #عملية_تبادل_للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير، اشتكت الحكومة الإسرائيلية من أن الطريقة التي تم بها إطلاق سراح النساء الإسرائيليات الثلاث غير مقبولة”.

ولفت التقرير إلى أنه “في ذلك اليوم تم إطلاق سراح رومي جونين وإميلي داماري ودورون شتاينبريشر إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في غزة وهم في صحة جيدة، وكانوا يبتسمون، بينما كان بعضهم يلوح للكاميرا ولمقاتلي القسام”.

مقالات ذات صلة الاثنين .. طقس بارد وغائم وماطر في بعض المناطق 2025/01/27

وتابع: “القضية الإسرائيلية كانت مع الحشد بشكل خاص. فرغم أن المشهد كان تحت السيطرة التامة، فإن المقاتلين الفلسطينيين بدا أنهم يكافحون في محاولة دفع الحشد المبتهج إلى الوراء، بينما كان يتم نقل #الأسرى_الإسرائيليين”.

ونقل التقرير عن مصادر فلسطينية في غزة، أن كتائب القسام كانت مستعدة تماماً لهذا الحدث، والمسرح قد تم إعداده، لتسليم شهادات الإفراج للنساء الإسرائيليات، ولإصدار الوثيقة الموقعة من قبل الصليب الأحمر وحماس في مكان الحدث.

ولم تكن المقاومة الفلسطينية تتوقع أن يتجمع حشد كبير في قلب مدينة غزة في أي لحظة، وذلك لأن عملية الإفراج الأولى حدثت بعد ساعات فقط من بدء وقف إطلاق النار رسمياً في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير.

.

لقد كانت منطقة شمال غزة على وجه الخصوص مركزاً للإبادة الجماعية الإسرائيلية والمجاعة التي صاحبتها، وقد حاول الاحتلال الإسرائيلي مرارا وتكرارا دفع سكان الشمال إلى الجنوب، لإنشاء منطقة عازلة، على أمل أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تطهير سكان غزة عرقياً.

ولكن بفضل صمود الفلسطينيين، فشل الهدف الإسرائيلي الأخير في الحرب أيضاً.

ولكن إقبال الجماهير فاجأ المقاومة نفسها. ورغم أن التبادل الأول كان ناجحًا، فإن المقاومة أرادت إرسال رسالة أقوى في التبادل الثاني في 25 يناير، مفادها أنها كانت مسيطرة تمامًا، وأنها كانت قادرة على تنظيم أحد أكثر عروض القوة تفصيلاً على الإطلاق منذ 7 أكتوبر 2023.

ورغم وجود العديد من الرموز التي يمكن للمرء أن يستخلصها من الحدث العام يوم السبت، فإن هناك عددًا من النقاط التي تستحق عزلها، نظرًا لأهميتها الخاصة.

الصداقة القوية

أولاً، الصداقة القوية بين مقاومي كتائب القسام وسرايا القدس، وقد حاول الجانبان إظهار الامتنان لرفاقهم، وبصرف النظر عن العناق والقبلات، كان المقاتلون يضعون الكوفيات على أكتاف الآخرين.

وعندما تم إطلاق سراح المعتقلين الإسرائيليين، بقي المقاتلون للاحتفال مع حشد كبير من الناس، وهو الاحتفال الذي استمر فترة طويلة بعد انتهاء الحدث.

التخطيط المسبق

ثانياً، أبلغت حماس وسائل الإعلام المحلية والدولية مسبقاً أن الحدث سيقام في ميدان فلسطين، وبدأت شبكات الأخبار بمختلف اللغات في تقديم بث مباشر للتبادل، قبل ساعات من وصول الجنود الإسرائيليين المعتقلين.

سمح هذا لمقاومة غزة بالسيطرة الكاملة على الرواية، وإرسال رسائل قوية إلى بقية العالم، مفادها أن المقاومة كانت مسؤولة بالكامل عن شمال غزة، كما كانت تسيطر أيضا على بقية القطاع.

لا بد أن حدث يوم السبت، على وجه الخصوص، أنهى أي حديث حول درجة سيطرة حماس والمقاومة على غزة، حتى بعد 15 شهراً من التدمير الإسرائيلي المنهجي الذي ترك القطاع بأكمله في حالة خراب تقريباً.

اللغة

ثالثاً، اللغة. في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، تحدثت المجندات الإسرائيليات الأربع باللغة العربية، بلهجة محلية في غزة. وشكرت إحداهن “القسام” على حمايتهم في أثناء القصف الإسرائيلي. وشكرت أخرى على الطعام والماء والملابس.

من غير الواضح كيف تعلم الجنود اللغة العربية، أو بالأحرى كيف تم تعليمهم اللغة العربية في ظل الظروف المروعة للإبادة الجماعية في غزة. بالنسبة للفلسطينيين، هذا انتصار ثقافي.

من ناحية أخرى، حرصت المقاومة على وجود اللغة العبرية أيضًا طوال الحدث. كانت أكبر لافتة على المنصة باللغة العبرية وكتب عليها: الصهيونية لن تنتصر أبدًا.

كما تم سرد أسماء الكتائب العسكرية الإسرائيلية التي تكبدت خسائر فادحة أو تحطمت بالكامل في غزة، إلى جانب عبارات مثل “غزة مقبرة الصهاينة المجرمين”، “المقاتلون الفلسطينيون من أجل الحرية سيكونون دائمًا منتصرين”، و”فلسطين – انتصار الشعب المضطهد ضد الصهيونية النازية”.

النصر الثقافي

رابعاً، لنعد إلى النصر الثقافي، فلم تكتف المجندات بإظهار الامتنان للمقاومة الفلسطينية، مستخدمين اللغة العامية في غزة، بل خرجوا أيضاً مبتسمين، ملوحين للحشود. قارن هذا بالظروف المروعة التي عاشها الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم، الذين كانوا في كثير من الأحيان نحيفين، ومشوشين، ومهانين حتى اللحظة الأخيرة.

لقد أجرى العديد من الناس في مختلف أنحاء العالم بالفعل هذه المقارنات بين ثقافة الاحتلال الإسرائيلي وثقافة المقاومة الفلسطينية.

وفي حين زعم البعض أن كل هذا كان من تدبير حماس لأغراض دعائية، فلا بد من الاعتراف أيضاً بأن حماية الأسرى، “وفقاً للتعاليم الإسلامية”، كما أكدت المقاومة مراراً وتكراراً، كانت تتم منذ بداية الحرب.

صدمة بعدد المقاومين

خامساً، بدا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تنقل وجهات نظر إسرائيلية رسمية وغير رسمية، قد صدمت بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين خرجوا من تحت الأنقاض ومن أنفاق المقاومة في غزة للمساعدة في تسهيل التبادل الأول.

وتم التركيز بشكل خاص على درجة التنظيم، والزي العسكري الأنيق، والتغطية الإعلامية، وأكثر من ذلك بكثير. وكان السبب وراء الصدمة هو أن الجيش الإسرائيلي كان قد تواصل مراراً وتكراراً بأن المقاومة هُزمت في شمال غزة، وأنها “مفككة”، وبالكاد قادرة على العمل. وقد أثبت هذا الحدث العكس تماماً.

وبدا الأمر كأن المقاومة أدركت أهمية هذه النقطة بالذات، والتي نقلها أيضاً محللون إقليميون ودوليون. ولذلك، زادت عدد مقاتليها عدة أضعاف. ويشير بعض المحللين إلى أن عدد مقاتلي القسام تضاعف أربع مرات على الأقل منذ التبادل الأول.

يضاف إلى ذلك عدد مقاتلي سرايا القدس الذين جاؤوا أيضاً بأعداد كبيرة، وهم يقودون ما يبدو أنها شاحنات جديدة، ويسيرون بثقة في شوارع غزة، حيث استقبلهم آلاف الفلسطينيين بالإثارة والابتهاج أينما ذهبوا.

بنادق تافور
ستة مقاتلين من النخبة في القسام، يحملون بنادق تافور الإسرائيلية، التي أطلق عليها القسام اسم “غنائم الحرب”. كانت الرسالة هي النصر، حيث تمكن مقاتلو النخبة الفلسطينية من القضاء على مقاتلي النخبة الإسرائيليين، وكانوا يستعرضون في غزة بأسلحتهم الخاصة.

يمكننا أن نقول الكثير عن رمزية الحدث، من لغة الجسد إلى إشارات اليد إلى هتافات الحشود، وإلى طائرات الإعلام الفلسطينية التي تحوم فوق ميدان فلسطين، وهو موقع معارك ضارية بين المقاومة والجيش الإسرائيلي. وهذا يحمل أيضًا رمزية عميقة.

مقالات مشابهة

  • “NHC” تُعلن إطلاق شركة متخصصة في التقنية
  • 6 رموز أظهرتها “القسام” في صفقة تبادل الأسرى وسط مدينة غزة (صور)
  • “سدايا” تناقش تنظيم وحوكمة الذكاء الاصطناعي بالجهات الحكومية والخاصة بالمملكة بمشاركة أكثر من 400 شخص
  • أكثر من 13 ألف شركة تنضم إلى “راكز” في 2024
  • علماء: أنظمة الذكاء الاصطناعي تتجاوز الخط الأحمر وتحذيرات من “التكاثر الذاتي”
  • “ميتا” تعتزم استثمار 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي سنة 2025
  • اختتام الدورة الثالثة من برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي الذي نظمته “سدايا” بمشاركة 125 ممارسًا صحيًا
  • هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل علاج الأمراض النادرة؟
  • “التعليم” تصدر دليلًا إرشاديًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم العام بالمملكة
  • بفاعلية كبيرة.. الذكاء الاصطناعي يميّز بين كوفيد والالتهاب الرئوي