سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» تنفيذ مشاريع مبتكرة لتعزيز استدامة الأمن الغذائي، بالتعاون مع مركز الابتكار الزراعي التابع لوزارة التغير المناخي والبيئة بالدولة، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تعمل على 3 محاور أساسية. 
وكشف عبدالعزيز نيان، مدير مكتب المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا» في الإمارات والمنسق الإقليمي لبرنامج إيكاردا، عن أن أبرز هذه المشاريع الاستعاضة عن البيوت التقليدية في الزراعة «الصوب البلاستيكية»، باستخدام البيوت الشبكية، وتبريد جذور النباتات بدلاً من تبريد البيت بشكل كامل.

 
وقال: «أسهم هذا الابتكار في تخفيض 85% من استهلاك المياه والطاقة، وذلك من خلال استخدام الطاقة باستبدال الكهرباء التقليدية بالطاقة الشمسية، وتستخدم هذه البيوت في مركز الابتكار الزراعي التابع لوزارة التغير المناخي والبيئة وبعض مزارع المنتجين». 
وأشار في تصريحات صحفية، أمس، على هامش اليوم الثاني مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، إلى أن البيوت الشبكية تستخدم شبك حاجز يشبه الشبك العادي الذي يستخدم في الصيد، مصنوعاً من مواد عبارة عن خليط من البوليستر ومواد أخرى تساعد في مقاومة الظروف الجوية، ويتميز هذا الشبك بمنع الحشرات من الدخول، ويسمح بدخول الهواء.

أخبار ذات صلة فائزون بـ«خليفة التربوية»: فخورون بالجائزة الأرقى عالمياً ولي عهد الشارقة يترأس اجتماع المجلس التنفيذي

وقال: «قمنا بابتكار آخر يتعلق بالنخيل بعد الحصاد ومعالجة التمور، فتم تصنيع غرف تجفيف التمور التي تعمل بالطاقة الشمسية، حيث يتم تشغل المراوح لتجفيف التمور والمحافظة عليها من الغبار والحشرات، بخلاف الطريقة الاعتيادية التي يقوم بها المنتجون العاديون، حيث ينشرون التمور تحت الشمس، وهذا يعرضها للحشرات والغبار». 
وأضاف: «نركز في أبحاثنا، بالتعاون مع مركز الابتكار التابع لوزارة تغير المناخ والبيئة، على الزراعات المحمية والمحاصيل الموسمية، بما فيها الأعلاف والأشجار المثمرة، وخاصة نخيل التمر، وهذه أركان للأمن الغذائي في دولة الإمارات والمنطقة التي تسودها المناخ الصحراوي». 
وذكر أن الهطول المطري منخفض، حيث يكون في العادة أقل من 100 مليمتر في السنة، ودرجة الحرارة في ثمانية أشهر من السنة عالية جداً، لا تتحملها إلا محاصل قليلة مثل نخيل التمر، وبالتالي الزراعات المحمية الدفيئات تعتبر عموداً أساسياً من أعمدة إنتاج الغذاء، ونعمل الآن على تقنين استخدامات المياه والطاقة في هذه الدفيئات. 
وقال: «فيما يتعلق بالأعلاف، هناك عدد هائل من رؤوس الأغنام والجمال في المنطقة لا تكفي المراعي الطبيعية لإطعامها، وهذا بدوره أسهم في استيراد كبير للأعلاف من خارج المنطقة، وهناك أيضاً محاولة لجسر الهوة في الأعلاف من خلال إنتاج محلي». 
وتابع: نقود أبحاثاً معمقة لانتخاب نباتات محلية، يمكن أن تنتج العلف، ولكن بكميات أقل من المياه، وتوصلنا إلى نبات يدعى «البيت» من النباتات المحلية، وينتج كمية كبيرة من الأعلاف الخضراء في الإمارات يمكن حصاده عشر مرات خلال السنة بكميات كبيرة. 
وأفاد بأنه على رغم أن نوعية العلف التي ينتجه هذا النبات أقل جودة من البرسيم مثلاً، لكن هذا الثمن الذي يجب دفعه لحماية البيئة، وعملنا على تقليل استخدامات المياه في الدفيئات والطاقة وتقليل المياه أيضاً في المراعي الطبيعية والمراعي المروية، وتقليل استخدامات المياه في ري نخيل التمور، وهذه هي المحاور الثلاثة الأساسية التي نعمل عليها.

تحديات كبيرة  
قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمة خلال جلسة «إعادة تصور النظم الغذائية المستقبلية» باليوم الثاني لمؤتمر الابتكار للغذاء 2024، إن «المؤتمر يكتسب أهمية بالغة حيث تواجه النظم الغذائية تحديات كبيرة وسط تأثيرات الصراعات العالمية وتغير المناخ، والارتفاع في تكاليف إنتاج وتوريد الغذاء».
ولفتت إلى أن الأمن الغذائي يشكل تحدياً عالمياً حاسماً، ما يبرز الحاجة الماسة إلى تعاون دولي على أوسع نطاق لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة سوء التغذية التي يعاني منها عدد متزايد من البشر، وكذلك مخاطر الجوع، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تدهور 40% من الأراضي الصالحة للزراعة.
وأكدت الحاجة الملحة للانتقال إلى نظم غذائية زراعية عالمية ذكية مناخياً وموفرة للمياه، وأهمية إحداث تحول جذري في الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء ويستهلكه.

طعام
أعلن الدكتور عبد الكريم العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن المؤسسة أنفقت أكثر من 1.8 مليار درهم في نحو 101 دولة حول العالم، استفاد منها 111 مليون شخص تم توفير الطعام، وتعزيز الأمن الغذائي لهم. 
وذكر في تصريحات صحفية، على هامش مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، أن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لديها العديد من المبادرات المرتبطة بتوفير الطعم، وتعزيز الأمن الغذائي في الكثير من دول العالم، من بينها مبادرة المليار وجبة، التي أنفقت مليار درهم لسد الجوع في العديد من دول العالم. 
وكشف عن استثمار «المؤسسة» 11 مليون درهم، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة دولية أخرى متخصصة، لتشجيع المبتكرين والمساهمين لإيجاد الحلول للمناخ الصحراوي والمناطق الصحراوية والتغلب على ندرة الموارد فيها. 
وقال: إن مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، ثمرة تعاون بين المؤسسة والمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تعاون الجانبان في عام 2022 لتأسيس «المبادرة العالمية لشبكة مراكز الابتكار الغذائي»، والتي تضم 6 مراكز، وكذلك مركز الابتكار الغذائي في الإمارات في شهر ديسمبر من العام الماضي.
ولفت إلى أن المنطقة تواجه العديد من التحديات الكبيرة بسبب ندرة العديد من الموارد الطبيعية، ومن بينها ندرة المياه بسبب المناخ الصحراوي، مشيراً إلى أن مؤتمر الابتكار للغذاء يسعى للمساهمة بإيجاد حلول مبتكرة في النظم الغذائية، الأمر الذي يجعل من المؤتمر منصة لتبادل الأفكار والخبرات والتأسيس لرؤية تستند إلى العمل الجماعي من أجل التصدي لتحديات إنتاج الغذاء ومخاطر الجوع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمن الغذائي المركز الدولي للبحوث الزراعية الإمارات آمنة الضحاك مؤتمر الابتکار للغذاء 2024 مرکز الابتکار الأمن الغذائی العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: الابتكار والتطور التكنولوجي أساس النمو الاقتصادي والنجاح المجتمعي

أبوظبي (وام)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن انعقاد مؤتمر «عقول المستقبل.. الذكاء الاصطناعي» في أبوظبي، يعكس الثقة الراسخة بأن دولة الإمارات ستكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُكرّس موارد ضخمة لبناء قدراتها الوطنية في هذا المجال، وتُقدم العديد من البرامج التدريبية المتخصّصة من خلال مؤسسات متنوعة، من بينها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي الأولى من نوعها عالمياً، كما تشهد الدولة تسارعاً ملحوظاً في تأسيس الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتزايداً في استخدامه في مختلف القطاعات.

أخبار ذات صلة افتتاح مركز فحص المركبات الجديد في «الشرق مول» حاكم عجمان: الإمارات نموذج عالمي في التعايش

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لمعاليه خلال المؤتمر الذي انطلقت فعالياته أمس في فندق فورسيزنز أبوظبي، بتنظيم من مجموعة الصايغ بالتعاون مع فرق البرنامج السابقة للمؤتمر، المعروف عالمياً باسم «Summit Series»، وبحضور عدد من ممثلي كبريات الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويُعد المؤتمر، الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، منصة رائدة جمعت نخبة من كبار الخبراء والمبتكرين وصناع القرار من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وغيرها، إلى جانب مشاركة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ممثلةً بـ«شامس علي خلفان الظاهري» النائب الثاني لرئيس الغرفة والعضو المنتدب، وأحمد الموسى وطارق العيسى أعضاء مجلس إدارة الغرفة.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «ترحب بكم أبوظبي ودولة الإمارات، بصفتكم نخبة بارزة من قادة التكنولوجيا والأعمال المؤثرين»، مشيراً معاليه إلى أن حضورهم يعكس أهمية أبوظبي في الاقتصاد العالمي، ويؤكد المكانة البارزة للإمارات بين الأمم. وأشار معاليه إلى أن الإمارات اغتنمت الفرص المتاحة، وأصبحت دولة عالمية، ليس فقط كمركز للمال والأعمال والتعليم والصحة والطاقة والتكنولوجيا والثقافة، بل أيضاً كمصدر محفّز للابتكار والإبداع .
وأضاف معاليه: أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حدّد الأهداف الطموحة التي تنشدها أمتنا، ووضع رؤية واضحة للطريق الأمثل لتحقيقها، وهو قائد يتمتع برؤية استراتيجية عميقة، يدرك جيداً أن الابتكار والتطور التكنولوجي عنصران أساسيان للنمو الاقتصادي والنجاح المجتمعي.
وتابع معاليه: «لقد أنشأنا شراكات دولية رائدة مع كبرى الشركات التكنولوجية والدول الصديقة. وبدعم صاحب السمو رئيس الدولة، نلتزم بجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، ونموذجاً في الاستخدام الأمثل للتقنية، يتيح للمبدعين النجاح والازدهار». 
وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا إذ يسرّع وتيرة الإنتاجية، ويُحدث تحولات في سوق العمل، ويعيد تشكيل الصناعات، ويخلق فرصاً جديدة للنمو والتميز، لافتاً إلى أن الدول والمؤسسات والأفراد الذين يتأقلمون مع هذا التحول سيكونون في موقع الريادة، أما من يتجاهله، فسيجد نفسه متأخراً يصعب عليه اللحاق بركب المستقبل.
وأضاف معاليه: باعتباره وزيراً للتسامح والتعايش، يهمه بشكل خاص، كيف يمكن للدول أن تطور رأسمالها البشري في عصر الذكاء الاصطناعي، فمفهوم رأس المال البشري لا يجب أن يقتصر على الإنتاجية والاقتصاد، بل يجب أن يشمل القيم الإنسانية والثقافة، والفكر، والعمل، والصحة، مشدداً على أن الالتزام بالقيم الإنسانية المشتركة والأعراف الثقافية تُعد ركيزة أساسية لضمان الانتقال السلس والمنصف إلى عصر الذكاء الاصطناعي. وأكد معاليه ضرورة توفير التعليم والتدريب لتمكين المجتمعات من فهم العالم والتفاعل معه.
وقال عبد الجبار الصايغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة الصايغ المنظمة للمؤتمر: إن المؤتمر يُعد فرصة لتبادل الأفكار والآراء حول كيفية تطور الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، واستفادة دولة الإمارات منه في شتى المجالات. وأضاف: أن الحدث شهد نقاشات مهمة تتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل، وتطور الابتكارات، والارتقاء بالقطاع الصحي والطبي، والتعليم والإبداع، إلى جانب خدمة الذكاء الاصطناعي لرجال ورواد الأعمال الجدد، وكيفية استفادة القطاع المالي من التطورات التي يضيفها.
وأكد أهمية التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص في الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من الفرص التي يتيحها لتطوير الأعمال والارتقاء بها، بما يحقق أعلى فائدة للطرفين، مشدداً على أن من شأن ذلك تعزيز وتحسين الخدمات لتكون أكثر كفاءة وسهولة للمواطنين والمقيمين، وزيادة الشفافية والأمان للمستثمرين ورجال الأعمال والشركات، بما يخلق بيئة عمل أكثر ابتكاراً ومرونةً وإبداعاً.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: الابتكار والتطور التكنولوجي أساس النمو الاقتصادي والنجاح المجتمعي
  • جوائز تتجاوز 70 مليون دولار لأول مرة في تاريخ كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • «بيئة» تكرّم 15 فكرة ومبادرة مبتكرة بجائزة روّاد المستقبل
  • إطلاق «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي» لتعزيز الأمن الغذائي المستدام
  • شركة ناشئة في الإمارات تقدم حلاً لأزمة الكربون والأمن الغذائي
  • مجمع الشارقة للبحوث و AIM يتعاونان لتعزيز الابتكار وجذب شركات التكنولوجيا الناشئة
  • 165 مليون درهم حجم مشاريع الأعمال الخيرية العالمية خلال حملتها الرمضانية
  • الإمارات والهند.. شراكات استراتيجية وتعاون في مشاريع مستقبلية
  • العراق ثالث أعلى الدول التي نفذت فيها مشاريع من قبل مقاولين أتراك
  • مشروع مزارع العنب النموذجية بولاية إبراء .. خطوة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي