نظمها في كندا.. جلسة نقاشية لـ «تريندز» تستشرف مستقبل مراكز البحوث في عالم مضطرب
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
استشرفت جلسة نقاشية، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مقر كلية الآداب والعلوم بجامعة مونتريال الكندية، مستقبل مراكز الفكر والبحوث في عالم مضطرب، مؤكدة ضرورة إحداث تحولات في دور المؤسسات والمراكز البحثية لتنتقل من استشراف المستقبل إلى المساهمة في صنعه، إلى جانب ضرورة تعزيز التعاون بين مراكز الفكر في التعامل مع الأزمات والتحديات المختلفة التي تواجه العالم، مع التركيز بصورة أكبر على تطوير منهجياتها وأدواتها، لتصبح مراكز تأثير، فضلاً عن تنمية قدرات الباحثين بشكل مستدام، واستقطاب المتميزين في مختلف المجالات.
وتأتي الجلسة النقاشية، التي حملت عنوان «مراكز الفكر والبحوث .. أي دور وأي مستقبل في عالم مضطرب؟»، في سياق البرنامج العلمي والمعرفي لباحثي «تريندز» ضمن جولتهم العلمية والبحثية في كندا، وشارك في الجلسة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين.
تغيرات منهجية
وقال الدكتور وائل صالح، خبير قسم الإسلام السياسي في «تريندز»، إنه في عالم يهيمن عليه اللايقين والفوضى والتحديات المرتبطة بعصر ما بعد الحقيقة والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، لابد أن تطرأ تغيرات في المقاربات الأنطولوجية والمعرفية والمنهجية لمراكز الفكر والبحوث.
وأضاف أن هناك تحولاً في دور مراكز الفكر من استشراف المستقبل إلى المساهمة في صنعه، وذلك بتحفيز السيناريوهات الأفضل، وعبر دعم صناع القرارات والسياسات بالتوجهات والأفكار والاستراتيجيات الجديدة والمبتكرة، التي ترسم ملامح توجهاتهم المستقبلية.
وذكر صالح أن مراكز الفكر طرأت عليها تحولات أخرى، منها التغير في ميزان القوى داخلها وفيما بينها، مبيناً أن السرديات والمقاربات الغربية التي كانت سائدة ومهيمنة لم تعد كذلك، وذلك يصب في صالح ما يمكن أن يُطلق عليه التعددية السردية والمقاربية التي على شفا تفكيك الكثير من الأفكار النمطية، وتسليط الضوء على الكثير من النقاط العمياء في الدراسات حول العالم غير الغربي.
التنبؤ بالأزمات
بدوره، أشار صقر الشريف، الباحث ومدير إدارة التدريب والتطوير في «تريندز»، إلى أهمية العمل على تطوير دور مراكز الفكر والبحوث والدراسات، خاصة في التنبؤ المسبق بالأزمات والكوارث المحتملة التي يمكن أن تحدث، وإحاطة صانعي القرار والجهات المعنية بها، حتى يمكن الاستعداد الجيد والاستباقي لها.
وأكد الشريف ضرورة تعزيز التعاون بين مراكز الفكر والبحوث في التعامل مع الأزمات والتحديات المختلفة التي تواجه دول العالم، لتجنب التداعيات الكارثية التي يمكن أن تنجم عنها على الصُّعد كافة، الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
أفكار إبداعية
من جهته، أوضح عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي في «تريندز» أن مراكز الفكر والبحوث لا ينبغي لها أن تركز جهودها على توليد المعرفة فقط كما كان يحدث في الماضي، وإنما يتحتم عليها الاهتمام بصورة أكبر بكيفية تفعيل دورها في إحداث التغيير الإيجابي المنشود.
وأضاف أن ذلك يحدث من خلال تخليق الأفكار الإبداعية والمبتكرة، وإيصال نتائج أبحاثها لأكبر عدد ممكن من الناس من خلال تبسيطها، وذلك بهدف خلق ثقافة مجتمعية داعمة للتغيير الإيجابي من جانب، والعمل على تحقيق المردود الكبير والمؤثر لأبحاثهم على عملية صنع القرار ورسم السياسيات، من جانب آخر.
مراكز تأثير
أما حمد الحوسني، الباحث في قسم الإسلام السياسي بـ«تريندز»، فيرى أن مراكز الفكر والبحوث، مثل «تريندز» باتت تهتم بصورة أكبر بتطوير نفسها لتصبح مراكز تأثير، وذلك من خلال التوسع في عقد الشراكات مع مراكز الفكر والتنسيق بين بعضها بشكل أفقي ورأسي، والسعي إلى تنمية قدرات باحثيها بشكل مستدام، واستقطاب المتميزين في مختلف المجالات.
وبين الحوسني أن التعاون بين مراكز البحوث والمجتمع المدني ضروري لسد الفجوة بين العلم والسياسة والحياة اليومية، مما يساهم في تحويل الأبحاث المتعلقة بالسياسات العامة من مجرد أفكار إلى واقع ملموس على الأرض.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستشرف المستقبل من الفضاء
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةانطلق حدث الأسبوع الجيومكاني الذي يستضيفه مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد (ISPRS)، GSW 2025 في مركز دبي التجاري العالمي، حيث يقام الحدث من 7 إلى 11 أبريل 2025، تحت شعار «المسح التصويري والاستشعار عن بُعد من أجل غدٍ أفضل»، ويجمع أبرز الخبراء من مختلف أنحاء العالم لبحث أحدث المستجدات في مجال العلوم الجيومكانية وتقنياتها.
وأكد المهندس سعيد المنصوري، مدير حدث الأسبوع الجيومكاني بمركز محمد بن راشد للفضاء، أن هناك العديد من المشاكل والكوارث البيئية حول العالم، وخاصةً المرتبطة بارتفاع منسوب ماء البحر، مشيراً إلى أن 70% من سكان العالم يعيشون على المنطقة الساحلية، وبالتالي أصبح من المهم إجراء دراسة دورية باستخدام الذكاء الاصطناعي والاستشعار «عن بُعد» من أجل مراقبة التغيرات وكشفها بشكل مستمر.
وقال المنصوري: يستضيف مركز محمد بن راشد للفضاء حدث الأسبوع الجيومكاني، ونستعرض من خلاله مجموعة من الدراسات التحليلية التي تعتمد على العلوم الجيومكانية ونظم المعلومات الجغرافية ونظم الاستشعار «عن بُعد»، موضحاً أن هناك العديد من الحلول فيما يتعلق بإدارة الأزمات والكوارث المرتبطة بالمتغيرات البيئية.
وأكد أن الحدث يشكل منصة دولية رائدة لتبادل المعرفة والخبرات، حيث يجمع بين قادة القطاع الفضائي، وصناع القرار، والخبراء، والباحثين، والمبتكرين الشباب، بهدف تسريع تطوير التطبيقات الجيومكانية وتعزيز استدامتها في دعم خطط التنمية. ويعزز الأسبوع الجيومكاني مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً في مجال الفضاء والعلوم المرتبطة به، كما يسهم في تعزيز التعاون الدولي ضمن الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار «عن بعد»، التي تُمثل أبرز الجهات العلمية المعنية بتطوير هذا القطاع عالمياً.
وأضاف: يمثل الحدث فرصة لأعضاء الجمعية الدائمين للمشاركة في الاجتماعات الرسمية واللجان العلمية، والمساهمة في صياغة توجهات المستقبل، بما يعزز تأثير العلوم الجيومكانية في مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، وإدارة الموارد، وتحسين جودة الحياة من خلال التكنولوجيا والبيانات الفضائية.
وبدوره، قال حامد الهاشمي، مهندس أول تطوير مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: تشارك الوكالة في «أسبوع الجيومكاني GSW2025» من خلال 3 مشاريع استراتيجية رئيسية تجسد التزام الوكالة بدعم الابتكار وتعزيز دور الدولة في قطاع الفضاء، وتتمثل هذه المشاريع في مشروع «سرب» للأقمار الاصطناعية، الذي يسعى إلى تطوير منظومة متقدمة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعمل بتكامل لدعم مختلف التطبيقات الجيومكانية والبيئية.
وأوضح أن المشروع الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب» لديه القدرة على توفير صور رادارية على مدار الساعة، وسيسهم البرنامج ضمن أهدافه في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض، فيما تسهم منظومة الأقمار الاصطناعية في تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، بما يدعم تنافسية دولة الإمارات واقتصادها الوطني عن طريق تبني تقنيات فضائية متقدمة تخدم القطاعات الحيوية في الدولة، بالإضافة إلى مشروع مناطق الفضاء، الذي يهدف إلى دعم نمو قطاع الفضاء في الدولة من خلال إنشاء مناطق اقتصادية مخصصة لجذب الاستثمارات وتمكين الشركات الناشئة والمتخصصة في مجالات الفضاء والتكنولوجيا، مشيراً أنه بلغ عدد مناطق الفضاء 3 مناطق تضم أكثر من 200 شركة وطنية متخصصة في الفضاء. وتابع: بالإضافة إلى مجمع البيانات الفضائية، وهو منصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين ورواد الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة، بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية، حيث تسد الفجوة بين بيانات الفضاء والخدمات من خلال تسهيل الوصول للصور الفضائية وتوفير سوق ديناميكية للتطبيقات المبتكرة في مجال مراقبة الأرض.
وقال الهاشمي: تؤكد هذه المشاركة التزام وكالة الإمارات للفضاء بدعم رؤية الدولة في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الفضاء والبيانات الجيومكانية.
المنصة الجيومكانية البيئية
استعرضت وزارة التغير المناخي والبيئة، المنصة الجيومكانية البيئية، والتي تم إطلاقها مواكبة مع تحقيق «رؤية الإمارات 2031» ووفق اختصاصات الوزارة، إذ تُعد المنصة الجيومكانية البيئية ركيزة أساسية لدعم تحقيق الاستراتيجيات البيئية في دولة الإمارات وأهداف لتنمية المستدامة ذات العلاقة بعمل الوزارة، حيث تُعتبر المنصة المصدر الموثوق للبيانات المكانية البيئية في دولة الإمارات. وتتضمن المنصة العديد من التطبيقات الجغرافية التفاعلية التي تتيح الوصول والحصول على البيانات المفتوحة في مجالات مختلفة مثل التنوع البيولوجي، والبيئة البحرية، والتنمية الخضراء، والكيماويات والنفايات، والامتثال البيئي، والأمن البيولوجي وغيرها، ويتميز النظام بالتفاعلية والديناميكية لمساعدة الأفراد والمؤسسات في الوصول إلى التصنيفات والتحليلات اللازمة، والحصول على البيانات التي تدعم مسيرة التنمية الزراعية والبيئية في الدولة. وأكدت الوزارة على هامش مشاركتها، أنها عملت من خلال المنصة على دمج تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية والاستراتيجيات البيئية لتنمية وتطوير قطاع البيئة في الإمارات، حيث تشمل المنصة 24 تطبيقاً جغرافياً مقسماً إلى مجموعات حسب اختصاصات الوزارة.