هآرتس: على إسرائيل الكف عن استدرار عطف العالم
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
"نحن نقترب من اللحظة التي لم تعد فيها ذكرى "الهولوكوست" تمنع العالم من أن يرى إسرائيل على حقيقتها، هذا إن لم تكن هذه اللحظة قد حانت بالفعل".
بتلك العبارة التي ضمَّنها مقاله في صحيفة هآرتس، أوجز الناشط السياسي الإسرائيلي حجاي إلعاد فكرته القائمة على ضرورة أن تتبنى دولة الاحتلال نهجا مختلفا تجاه الفلسطينيين.
وأوضح أن اللحظة التي يعنيها هي تلك المتعلقة باستخدام اليهود "الهولوكوست" التي ارتكبتها ألمانيا بحقهم إبان الحرب العالمية الثانية، ذريعة (أو كقبة حديدية، حسب تعبيره)، لتحميهم من المحاسبة على الجرائم التي ينفذونها في الوقت الحاضر ضد الفلسطينيين "الذين نتشارك معهم الوطن التاريخي".
وللوصول إلى هذه النتيجة، انطلق إلعاد -الذي ترأس في السابق منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"– في مقاله من عبارة كتبتها المنظرة السياسية والباحثة اليهودية الأميركية من أصل ألماني حنة آرنت، وجاء فيها أن الحقيقة التي كانت جلية تماما في عام 1955 هي أن اليهود كانوا يعاملون العرب الذين ما زالوا يسكنون أرض فلسطين "بطريقة تكفي في حد ذاتها لحشد العالم كله ضد إسرائيل".
سترة الصهيونية الواقيةولكن حدث ذلك في عام 1955، أي بعد عقد من الزمن تقريبا مما سمتها آرنت "نكبة" اليهود الكبرى في إشارة إلى "الهولوكوست"، والتي كانت بمثابة "سُترة الصهيونية الواقية" في الوقت ذاته، حسب ما ورد في مقال "هآرتس".
لذا، فإن الناشط الإسرائيلي يؤكد في مقاله أن إسرائيل أصبحت، بعد مرور ما يقرب من 70 عاما على الهولوكوست، "مدمنة" على الترويج لمفهوم التفوق اليهودي على الفلسطينيين وقدرتها على الاستفادة من ذكرى "الهولوكوست"، "حتى لا تؤدي الجرائم التي ترتكبها ضد (الفلسطينيين) إلى تعبئة العالم ضدها".
وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يخترع شيئا من عنده، "لا الجرائم ولا استغلال الهولوكوست لإسكات ضمير العالم"، لكن خلال فترة حكمه خطت إسرائيل خطوة كبيرة أخرى نحو مستقبل يُمحى فيه الشعب الفلسطيني من مسرح التاريخ، لا سيما إذا كان هذا المسرح هو فلسطين "وطنهم التاريخي".
وأضاف أن إسرائيل تتبع نهجا تدريجيا في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف، بمصادرة الأراضي والمزارع وبناء البؤر الاستيطانية. وأشار إلى أن ذلك بدأ يتخذ مسارا علنيا، بدءا من القانون الأساسي لعام 2018 الذي يعتبر إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، إلى السياسة الأساسية للحكومة الحالية، وأولها وأهمها البيان الذي ينص على أن "للشعب اليهودي حقا حصريا وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل".
الشعب العنيدويعود إلعاد ليقول إن الفلسطينيين، "هذا الشعب العنيد"، لم يغادر المسرح، مضيفا أنه عبر كل سنوات القمع والاستيطان والمذابح في الضفة الغربية، وجولات الصراع مع غزة، وعنف الجيش، وغياب المحاسبة والمصادرة في القدس والنقب والأغوار، وفي كل مكان يحاول فيه الفلسطيني التمسك بأرضه، بدأت خدعة ما يُسمى بـ"الهاسبارا"، أو الدبلوماسية العامة أو الدعاية الإسرائيلية الرامية لتوجيه الرأي العام العالمي، تفقد زخمها ومفعولها، ذلك أن "الحقيقة البديهية" هي أن كل من ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم بشر لهم حقوق، لا يوصم بمعاداة السامية.
الحرب في غزة وما صاحبها من دمار ذي "أبعاد غير مسبوقة" تعيد إلى الذاكرة قصص الكوارث المرعبة الواردة في التوراة، فقد أسالت الحرب الكثير من الدماء وخلّفت دمارا جعلت محكمة العدل الدولية في لاهاي تنظر في تهم تتعلق بالإبادة الجماعية.
وختم الناشط الإسرائيلي مقاله بدعوة أبناء جلدته إلى أن يفتحوا أعينهم ويتبنوا نظرة مختلفة للفلسطينيين، تقوم على اعتبارهم "بشرا متساويين معنا"، مضيفا أن هذا يُعد درسا أفضل من "الهولوكوست".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عماد البشتاوي أستاذ العلوم السياسية، إن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة تتفاقم بشكل كبير، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
وأوضح أن "كلما طال الوقت، زادت إسرائيل من إجراءات الحصار والتجويع"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري وعدم ترك الأمور تحت سيطرة إسرائيل التي تتحكم في دخول الماء والغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.
وأضاف البشتاوي، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن قطاع غزة يمر بحالة تجويع غير مسبوقة في التاريخ، مشيراً إلى أن إسرائيل تشن حرباً على شعب أعزل لا يمتلك حتى قوت يومه، مما يجعلها تتهرب من كافة التزاماتها القانونية والسياسية والأخلاقية.
وشدد البشتاوي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي قائلاً: "من المؤسف أن يقف العالم متفرجاً وصامتاً أمام ما يحدث من تجويع وتدمير ممنهج في غزة".
وأكد أن الأمم المتحدة والدول الكبرى، خاصة الإقليمية والولايات المتحدة، عليها دور كبير في التدخل. كما أشار إلى أنه لا يوجد أي مبرر يمنع الولايات المتحدة من التحرك الإنساني لوقف القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.