38 قتيلا بهجوم للدعم السريع بالفاشر وتحذير أميركي من مذبحة بالمدينة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أعلنت وزارة الصحة في إقليم دارفور غربي السودان مقتل 38 شخصا وإصابة 280، في هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين، في حين حذرت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا غرينفيلد من أن المدينة على شفا مذبحة واسعة النطاق.
وأوضحت وزراة الصحة في دارفور أن " قرى بغرب الفاشر تعرضت للحرق وسط نزوح الآلاف وأن قوات الدعم السريع أغلقت المداخل البرية التي تربط الفاشر بمدن السودان ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية والوقود مما أدى إلى تفشي المرض وسوء التغذية وسط الأطفال.
ووصفت الوزارة حصار مدينة الفاشر-عاصمة ولاية شمال دارفور- بـأنها "جريمة مكتملة الأركان"، ونددت بما سمته القصف العشوائي الذي استهدف المرافق الصحية والذي عرض حياة المدنين والنازحين للخطر حسب بيان للوزراة.
بدوره، أدان بيان صادر عن "حركة جيش تحرير السودان" -الموالية للجيش السوداني- الهجوم على مدينة الفاشر، قائلا إنها تعرضت صباح اليوم لإطلاق صواريخ ومدفعية ثقيلة من قوات الدعم السريع وما سماها المليشيات المتحالفة على أحياء مأهولة بالسكان المدنيين والمرافق العامة، ما خلف ضحايا وإصابات، وفق البيان.
وكانت مصادر محلية أكدت للجزيرة، أن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه تبادلت القصف بالمدفعية والأسلحة الثقيلة مع قوات الدعم السريع في الفاشر، مشيرة إلى أن الطرفين يواصلان حشد قواتهما داخل المدينة وفي أطرافها.
⭕️ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة يتلقى إتصالاً هاتفياً من المفوض السامي لحقوق الانسان
بورتسودان ١٤-٥-٢٠٢٤م#إعلام_مجلس_السيادة_الانتقالي#السودان pic.twitter.com/D7orhWsDqp
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) May 14, 2024
حقوق الإنسانمن جانب آخر، قال إعلام مجلس السيادة الانتقالي إن القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، تطرقا خلاله لقضايا حقوق الإنسان في السودان.
وأوضح إعلام المجلس -عبر منصاته على التواصل الاجتماعي- تأكيد البرهان الالتزام بقضايا حقوق الانسان وأن القوات المسلحة "تستند على قوانين تتسق مع الأعراف والمواثيق الدولية التي تحفظ حقوق الإنسان وتعمل على حماية المدنيين"، مبديا استعداد السودان للتعاون مع المفوضية.
تلقيت اليوم اتصالاً هاتفياً من السيد فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان، ناقشنا خلاله الأوضاع الراهنة بالسودان والظروف التي تواجه المدنيين وتوفير الحماية لهم، إلى جانب توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
أكدت للسيد تورك احترام والتزام قوات الدعم السريع بتعهداتها بموجب قواعد…
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) May 14, 2024
من جهته، قال قائد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" – إنه تلقى اليوم اتصالاً هاتفيا من فولكرناقشا خلاله الأوضاع الراهنة بالسودان والظروف التي تواجه المدنيين وتوفير الحماية لهم، إلى جانب توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين".
وأضاف حميدتي -عبر حسابه على منصة إكس- أنه أكد لتورك ما سماه "احترام والتزام قوات الدعم السريع بتعهداتها بموجب قواعد ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين، والتعاون الكامل مع المنظمات الإنسانية العاملة لتوصيل المساعدات للمدنيين في جميع مناطق السودان"، وفق منشوره.
بدورها حذرت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا غرينفيلد من أن الفاشر على شفا مذبحة واسعة النطاق، وقالت إن على الدعم السريع إنهاء حصار الفاشر وعلى القوات السودانية حماية البنية التحتية، وحثت الأطراف المسلحة على وقف التصعيد في الفاشر وحماية المدنيين بأي ثمن، مؤكدة "ستكون هناك عواقب مباشرة وفورية بالنسبة للمسؤولين عن الهجوم على الفاشر".
وفي وقت سابق أمس الاثنين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه الشديد" إزاء المعارك الدائرة منذ أيام في مدينة الفاشر السودانية، ووجه نداء للمتحاربين بالسماح للمدنيين باللجوء إلى مناطق آمنة.
وقال فرحان حق المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن الأمين العام "يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن استخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، وهو ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا وعمليات نزوح كبيرة وتدمير لبنى تحتية مدنية".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت حوالي 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر حقوق الإنسان مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
دعوات إلى سكان الفاشر لمغادرتها بعد احتدام المعارك ونقص الغذاء
«الشرق الأوسط» أعلنت «القوة المحايدة» المختصة بحماية المدنيين في دارفور، السبت، أنها تنسق مع «قوات الدعم السريع» لفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم في شمال دارفور غرب السودان، بسبب تصاعد العمليات العسكرية والتردي الكبير في الأوضاع الإنسانية.
وتضم القوة المحايدة فصائل مسلحة منضوية في التحالف السوداني التأسيسي «تأسيس» مع «الدعم السريع»، وتضم الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، وتجمع قوى تحرير السودان بزعامة الطاهر حجر. وناشدت هذه المجموعة في بيان المواطنين الالتزام بالتوجيهات لضمان سلامتهم في الخروج الآمن إلى القرى التي تقع تحت سيطرتها في ولاية شمال دارفور.
من جانبها، ناشدت حركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي، جميع السكان داخل الفاشر ومعسكري أبو شوك وزمزم المجاورين لها، لمغادرة مناطق الاشتباك في المدينة والتوجه إلى مناطق سيطرتها في محلية كورما والمحليات الآمنة الأخرى في الولاية. وقالت إن هذه المناشدة جاءت نظراً لتصاعد العمليات العسكرية في مدينة الفاشر، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وحفاظاً على أرواح المدنيين العزل.
الفاشر على صفيح ساخن
وقال عضو مجلس السيادة السابق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الفاشر تعيش على سطح صفيح ساخن، و«موعودة بتصعيد عسكري عنيف... لذا أناشد المواطنين بمغادرة أماكن الاشتباك»، وأضاف إدريس قائد حركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي: «وجهنا قواتنا بتأمين المسارات الآمنة للمدنيين وتأمين قوافل المساعدات الإنسانية». وناشد المنظمات الإنسانية بضرورة توفير المساعدات الإنسانية العاجلة في المناطق الآمنة، مؤكداً أن الحركة على الاستعداد التام للتنسيق والتعاون معها.
وأشارت الحركة في بيان ليل الجمعة - السبت، إلى أن قوات الحركة بالتعاون مع القوات في «تحالف تأسيس» جاهزة لتوفير الحماية الكاملة وفتح الممرات الآمنة خاصة في الفاشر وكورما.
ووفقاً لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر، فإن مدينة الفاشر التي تحتضن أكثر من 800 ألف، بينهم أكثر من 120 ألف نزحوا إليها منذ اندلاع القتال في دارفور، في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء. وذكرت وكالات الإغاثة العاملة في المنطقة أن أكثر من 70 في المائة من سكان الفاشر، في حاجة للمساعدات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية سجلت حالات وفيات بسبب الجوع والعطش ونقص الرعاية الصحية.
وتحاصر «قوات الدعم السريع» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط قتال عنيف مع الجيش السوداني والقوة المشتركة المساندة له من حركات الكفاح المسلح.
الجيش: المدينة آمنة
وحسب بيانات لوكالات الإغاثة فإن الوضع الإنساني المتردي في المدينة والمخيمات حولها، دفع المئات من السكان إلى الفرار إلى مناطق آمنة في الإقليم. وأفادت مصادر محلية بأن «قوات الدعم السريع» جددت، السبت، القصف العنيف على معسكر زمزم الذي يبعد نحو 15 كيلومتراً عن الفاشر.
من جهتها، قال بيان للفرقة السادسة مشاة التابع للجيش السوداني في الفاشر، إن «قوات الدعم السريع تروج هذه الأيام لإشاعات حول هجوم وشيك على المدينة، مدعية أنها تطوق الفاشر من عدة اتجاهات»، وقالت: «هذه أكاذيب هدفها بث الذعر والتشريد». وأهابت بجميع السكان «عدم الالتفات لتلك الرسائل المضللة، والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة أو شخصيات غريبة».
وأكدت أن المدينة تشهد استقراراً نسبياً وأن الوضع الأمني تحت السيطرة الكاملة، وأن القوات صامدة وتعمل في تنسيق تام لحماية المدينة وأهلها.
وأوضح البيان أن «الجيش والقوة المشتركة وبقية المقاتلين يجرون عمليات تمشيط مكثفة داخل الأحياء السكنية، بهدف منع تسلل العناصر التخريبية والحفاظ على أمن وممتلكات المواطنين».
واستقبلت محليات في شمال دارفور خلال الأيام الماضية المئات من الأسر الفارة من الفاشر ومعسكر زمزم بسبب الجوع، وتواجه أوضاعاً قاسية هناك وتعيش بلا مأوى في العراء.