مجزرة الدبابات الإسرائيلية.. هكذا وصف مغردون معركة جباليا ورفح
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
"مجزرة الدبابات الإسرائيلية".. بهذه العبارة تفاعل جمهور منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين والعالم العربي مع نشر المقاومة الفلسطينية فيديوهات تظهر استهداف دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وفي رفح جنوبا.
فقد نشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقاطع تظهر استهداف دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105، والإعلان عن استهداف قوة إسرائيلية بعملية مركبة في جباليا.
#مجزرة_الدبابات
عشرات الآليات تحت النار.. مقاتلو المقاومة يستبسلون في محاور القتال بقطاع غزة ويستهدفون عدد غير مسبوق من دبابات وناقلات جند الاحتلال.#مخيم_جباليا pic.twitter.com/XdphHlVrB9
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) May 14, 2024
هذه المشاهد شهدت تفاعلات واسعة على منصات التواصل، حيث تداول مغردون عبارة قالها أحد مقاتلي القسام خلال استهدافه لدبابة إسرائيلية "أنت على الدبابة اللي ورا وأنا اللي في النص يلا بسرعة دارت علينا".
وقال مدونون إن مقاتلي المقاومة يستبسلون في محاور القتال بقطاع غزة ويستهدفون عددا غير مسبوق من دبابات وناقلات جند الاحتلال في جباليا ورفح.
تلقّت المقاومة ضربات في العمق في جباليا؟ نعم
تفككت كتائبها العسكرية؟ لا
هل تعافت المقاومة؟ نعم
ما نراه اليوم، وما تشهده ساحة المعركة في جباليا من ملاحم وبطولات يسطرها المجاهدون ووحدة الصف والقدرة القتالية العالية، يؤكد استئناف المقاومة خططها العملياتية وذلك ضمن وحدات منظمة… pic.twitter.com/orBgRfco3c
— أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) May 14, 2024
واستذكر متابعون الأيام التي كانت فيها معركة "أيام الغضب" عام 2004، وكيف كان مشهد انصهار سكان المخيم مع المقاتلين مشهداً مفصلياً بشكل استراتيجي في انتفاضة الأقصى.
في هذه المعركة كان الأطفال لا يغادرون مواقع القتال ويتسابقون لمشاهدة المقاتلين وهم يشتبكون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافوا بأن الناس كانوا يتبارون لخدمة المقاتلين وضيافتهم وتأمينهم، وأن هذه المعركة هي التي خلقت جيل المقاتلين الذين يجندلون العدو على تخوم المخيم في معركة جباليا الثانية.
في معركة أيام الغضب كان مشهد انصهار سكان المخيم مع المقاتلين مشهداً مفصلياً بشكل استراتيجي في انتفاضة الأقصى.
في هذه المعركة كان الأطفال لا يغادرون مواقع القتال، ويتسابقون على مشاهدة المقاتلين في الاشتباكات.
كان الناس يتبارون لخدمة المقاتلين وضيافتهم وتأمينهم.
هذه المعركة هي…
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) May 14, 2024
وأشار آخرون إلى أن المقاومة في غزة تمكنت خلال نصف عام من تكبيد المحتل الإسرائيلي خسائر فادحة فدمرت أو أعطبت عدد كبير من الدبابات المتقدمة.
خلال نصف عام!
غزة دمرت أو أعطبت من الدبابات المتقدمة أكثر مما دمرته روسيا من الدبابات في اوكرانيا!!
أو
دمرت غزة من الدبابات بقدر ما تملكه فرنسا وأكثر من كل الجيش الألماني..
وأربع أضعاف ما تملكه بريطانيا!
وهذا كله في نصف عام فقط بقدرات شبه مستحيلة..! pic.twitter.com/oKmzxD5gff
— م ???? (@luminas_1337) May 14, 2024
ووجه ناشطون رسالة إلى العالم بالقول "لمن لا يعرف جباليا أذهب واقرأ عن معركة أيام الغضب ستعلم حينها أن جيش الاحتلال ذهب للجحيم بنفسه".
لمن لا يعرف جباليا
اذهب واقرأ عن معركة أيام الغضب ????✌️
ستعلم حينها ان جيش الاحتلال ذهب للجحيم بنفسه.
— همام يونس الزيتونية ???? (@HAMMAM_PAL) May 13, 2024
ووصف متابعون ما يحدث في جباليا ورفح بالأسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو لا يشبه حتى الزخم القتالي الذي حدث في معركة جباليا الأولى. فهناك حالة بسالة غير طبيعية عند المقاتلين، وأرجعو السبب إلى التماسك الهائل والصمود العظيم للجبهة الداخلية بجميع مكوناتها. فهذه المعركة تاريخيّة، ومختلفة، ويدفع العدو في كل متر يتقدمه خسائر فادحة.
و يأتي الرد بعد ٦ أشهر من أبطال المقاومــة
بأن جباليا لم تسقط و لن تسقط#مجزرة_الدبابات https://t.co/RY6Hf0Yntj pic.twitter.com/smLlbDr7So
— المحامي أحمد الحمادي ???????????????????????????????????? (@el7ammadi) May 14, 2024
وسخر آخرون مع سهولة استهداف المقاومة الفلسطينية للقوات الإسرائيلية المتوغلة بالقول "بقلك اللي ما بعمل عملية فجباليا بينفصل من الكتيبة".
بقلك اللي ما بعمل عملية فجباليا بينفصل من الكتيبة
— Sabri ???????? (@sabrifarra24) May 14, 2024
وعبر مدونون عن فرحتهم بعودة المثلث الأحمر المقلوب بقوة إلى ساحة المعركة المرئية، والذي ارتبط بعمليات المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة.
"#ولعت الله أكبر"..
شجاعة غير عادية ظهرت في هذه المشاهد..
خرج المجاهدون من بين جنود ودبابات الاحتلال وفجروا عبوتين وأطلقوا قذيفة ياسين..
كتائب القسام تبث مشاهد جديدة من المعارك الضارية بين مجاهديها وقوات الاحتلال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/6HcdfUPu2I
— رضوان الأخرس (@rdooan) May 14, 2024
ويعرف أن مخيم جباليا حاضر بقوة في كل عدوان أو حرب إسرائيلية، وقد قدم الشهيد الأول في انتفاضة الحجارة حاتم أبو سيسي، وكان لكتائبه دور بارز في معركة طوفان الأقصى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مجزرة الدبابات هذه المعرکة من الدبابات فی جبالیا فی معرکة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
بالوعي والمقاومة.. كيف أعاد اليمن صياغة معركة الأمة؟
يمانيون../
ليس أخطر على أمّة من أزماتها الفكرية والثقافية، ولا أشد قسوة عليها من الانحطاط الذي يُطوّق وعيها ويحاصر إرادتها، فالأزمات السياسية قد تجد طريقاً للحل إذا كانت هناك إرادة واعية، ولكن حين تتصدع منظومة القيم، ويتسلل الوهن إلى الثقافة والضمير الجمعي، تصبح الأمّة عاجزة عن مواجهة الأخطار التي تحدق بها، بل قد تتحول إلى شريك في تسهيل هذه الأخطار وتمكينها من تحقيق مآربها.
هذا ما نعيشه اليوم في واقع الأمّة العربية، حيثُ لم يعد الانقسام والتشتت مجرد ظاهرة سياسية، بل باتا جزءًا من المشهد الثقافي والفكري.
انحراف مبادئ وفلسطين ثابتة
لقد أصبحت فلسطين، التي كانت رمزاً للوحدة والنضال، هدفاً للخذلان، بل وحتى خنجراً في خاصرة النخب التي اختارت الاصطفاف مع العدوّ الصهيوني، ليس فقط بالتطبيع، بل بالدفاع عن جرائمه، وتشجيعه على قصف كلّ صوت مقاوم.
إن هذا الانحطاط لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج طويل من العمل الممنهج الذي استهدف الثقافة والوعي العربيين.
منذ عقود، والآلة الاستعمارية تعمل على تفريغ الهوية العربية من محتواها، واستبدال قيم التضامن والإباء بقيم الاستهلاك والخضوع.
واليوم، نرى ثمرة هذا المشروع واضحة في مواقف بعض النخب السياسية والإعلامية التي تتباهى بولائها للمحتل، وتهاجم كلّ من يقف في وجهه.
لقد أصبح المشروع الإسرائيلي جزءاً لا يتجزأ من مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وكلاهما يسعيان إلى تمزيق ما تبقى من وحدة عربية، وتصفية كلّ جيوب المقاومة التي تقف حجر عثرة أمام مخططاتهما.
وما يثير الألم والغضب هو أن بعض الدول والجماعات السياسية في المنطقة لم تكتفِ بالصمت، بل انضمت إلى هذه المشاريع، وأصبحت شريكاً فاعلاً فيها.
إن هؤلاء الذين يشرعنون وجود الكيان الصهيوني، ويدافعون عن قصفه للمدن والمخيمات، لا يدركون أنهم يطعنون شعوبهم قبل أن يطعنوا القضية الفلسطينية، إنهم يقفون في خندق الخيانة، ويتحولون إلى أدوات بيد المحتل، يُروِّجون لرواياته، ويُضلِّلون الرأي العام العربي، حتى أصبح من يدافع عن فلسطين يُتهم بالتطرف، ومن يُناصر الاحتلال يُصنَّف بالاعتدال.
اليمن يبرز بالمشروع القرآني
القصة بدأت قبل عقدين من الزمن وبينما كان الكيان الصهيوني يواصل تنفيذ مخططاته لتدجين الشعوب وتفريغ الهوية الثقافية العربية من محتواها، وقفت الأنظمة العربية عاجزة، بل وغافلة عن الأخطار التي تُحاك ضد الأمّة.
في خضم هذا الواقع المرير، برزت بصيرة رجل من أعماق جبال اليمن، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أدرك بحكمته ووعيه حجم المخاطر التي تهدد الأمّة وكرامتها.
بدأ بتأسيس مشروع قرآني يهدف إلى مواجهة هذه المخططات الاستعمارية، مستندًا إلى ثقافة المقاومة والإباء، ليعيد صياغة الوعي الجمعي للأمة، ويضع أسساً جديدة لصراع يمتد إلى عمق الوجود العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال والاستكبار.
في خضم هذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمّة العربية، حيثُ تخفت أصوات المقاومة وتتعالى أصوات التطبيع والانحلال، ويغيب المشروع العربي، يظهر اليمن كاستثناء لافت، يكسر هذه المعادلة المذلة، ويعيد إلى الوعي العربي الأمل.
منذ اللحظة التي أطلق فيها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مشروعه القرآني التحرري في عام 2003 كان يدرك بعين بصيرته أن الأمّة تقف على شفا هاوية، وأن التخاذل أمام المشروع الأمريكي الصهيوني ليس إلا بداية لسلسلة لا تنتهي من الانكسارات والهزائم.
لقد أطلق مشروعًا لم يكن مجرد حراك سياسي أو عسكري، بل ثورة فكرية وثقافية، انطلقت من عمق جبال مران في صعدة، لتعيد صياغة مفهوم المقاومة وفق أسس ثقافية ودينية وأخلاقية متينة، كان يؤمن بأن أية مواجهة مع قوى الاستكبار العالمي يجب أن تسبقها مواجهة داخلية مع الجهل، والخنوع، والتبعية؛ ولهذا أسس وعيًّا شعبيًّا يربط بين معركة الكرامة الوطنية ومعركة البناء الثقافي والروحي.
حمل المشروع يخلق التحولات
وبعد سنوات من التضحيات، أصبحت نتائج هذا المشروع واضحة للعيان، الجيش اليمني، الذي كان يوماً مستضعفاً ومحاصرًا، تحول إلى قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، استطاع أن يفرض معادلات استراتيجية غير مسبوقة، من التحكم في مياه البحر الأحمر إلى دك عمق الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيّرات، معلنًا أن الأمّة قادرة، إن أرادت، على كسر هيمنة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
على الجانب الآخر، نجد الشعب اليمني في حالة استثنائية من الوعي والحركة، في وقت غرق فيه كثير من شعوب المنطقة في الخمول واللامبالاة، يقف الشعب اليمني في ميادين المقاومة بكل أشكالها، تجدهم في معسكرات التدريب، وفي دورات التأهيل الثقافي والعسكري، وفي الإعلام، وفي حملات التبرع لدعم المجهود الحربي، وفي الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المليونية التي تجدد روح الصمود والتحدي كلّ أسبوع.
هذا المشهد يضعنا أمام مقارنة مؤلمة مع بقية شعوب وقادة المنطقة، في حين يُباد أهل غزة تحت القصف الإسرائيلي، وتُدمَّر المدن الفلسطينية، نرى كثيراً من الدول العربية غارقة في مهرجانات الترفيه والرقص والانحلال الأخلاقي، بينما يستمر الكيان الصهيوني في جرائمه، نجد هذه الدول تلتزم الصمت، أو في أحسن الأحوال تصدر بيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الجريمة.
بل إن الأمر تجاوز حدود الصمت إلى التواطؤ، فبعض الدول أصبحت تطالب الكيان علنًا باجتثاث حركات المقاومة، وتتهمها بالإرهاب، وكأنها تنطق بلسان المحتل، أما التطبيع، فلم يعد مجرد اتفاقيات سرية، بل تحول إلى حالة فجة من التحالف مع العدوّ، بل والدفاع عن جرائمه، تحت ذرائع واهية لا تنطلي إلا على العقول المستعبدة.
إن الفارق بين اليمن وبقية المنطقة ليس في الإمكانيات، بل في الإرادة والوعي، في اليمن، أدرك الشعب والقيادة أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، أما في بقية الدول، فقد استسلمت شعوبها وقادتها لفكرة أن المقاومة مستحيلة، وأن الخضوع قدر لا مفر منه.
إن ما يقدمه اليمن اليوم ليس فقط نموذجاً للمقاومة، بل دعوة صريحة للأمة لاستعادة دورها ومكانتها، ما يفعله الشعب اليمني هو تأكيد على أن الكفاح ممكن، وأن التغيير يبدأ من الوعي والإيمان بعدالة القضية.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: الكيان الصهيوني وأعوانه يعتمدون على حالة الخنوع التي يعيشها معظم العالم العربي، لكنهم يدركون تماما أن هناك شعوباً، كاليمن، لا تزال عصية على الخضوع، قادرة على كسر معادلات الهيمنة، وكتابة مستقبل الأمّة بأحرف من نور ودم.
النموذج اليمني كدعوة اقتداء للأمة
أخيراً، وفي ظل غياب المشروع العربي فإن ما يقدمه اليمن من نموذج راسخ في الصمود والمقاومة يؤكد أن الخلاص الحقيقي للأمة يكمن في الانضواء تحت راية المشروع القرآني، الذي أثبت صلابته في مواجهة قوى الاحتلال والاستكبار؛ فهذا المشروع لم يكن مجرد حراك عابر، بل رؤية متكاملة تستنهض قيم الحق والعدل والكرامة، وتعيد للأمة هويتها ومكانتها.
هل تتذكرون خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي، خلال أغسطس وسبتمبر من هذا العام، عندما حذر من خطورة التنصل عن المسؤولية تجاه ما يحدث من عدوان على غزة؟ فقد أكّد أن التخاذل أو صمت بعض الدول العربية عن دعم غزة ليس مجرد خطأ سياسي، بل خطوة خطيرة تحمل بذور اضطرابات كبرى ستطال الجميع، سواء أكانوا دولًا أو جهات سياسية.
وأشار إلى أن ما يحدث في غزة ليس سوى بداية لمعركة أكبر ستحدد مستقبل الأمّة العربية بأسرها.
وقد رأينا قبل أيام تحقق ذلك في سوريا، حيثُ حاول النظام السابق بقيادة بشار الأسد تحييد سوريا عما يحدث في غزة، لكن نتيجة هذا التفريط كانت كارثية،؛ إذ انتهى الأمر بسقوط سوريا، مما مثَّل فرصة لتوسع الاحتلال في الأراضي السورية واحتلال مساحات كبيرة، إلى جانب تدمير مقدرات سوريا العسكرية.
وهناك اليوم أيضاً تحذيرات من أن تكون الأردن هي التالية؛ إذ بات الكيان الصهيوني يلعب على نفس السيناريو والمخطط وهو مستعد لاقتناص هذه الفرص لتدمير مقدرات الجيوش العربية.
ما أود قوله في هذه السطور هو التأكيد على رسالة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في خطابه يوم الخميس لجمهورية مصر العربية، حيثُ أشار وحذر من وجود سيناريو أمريكي وإسرائيلي يستهدف الجيش المصري بشكل مباشر.
هذا التحذير يجب أن يُؤخذ على محمل الجد من قبل القيادة والشعب والجيش المصري، فلقد رأينا كيف تحول التهاون في سوريا إلى انهيار أمني وعسكري واسع النطاق.
ومن هنا كانت الرسالة واضحة من قبل السيد الحوثي؛ إذ شدّد على أنه يتعين على مصر القيام بواجبها ومسؤولياتها تجاه الأمّة لدرء هذه المخاطر قبل أن تصل إليها.
المسيرة: كامل المعمري