الباحث أمجد شفيق يكتب: السمك في حياة السيد المسيح
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كلمة سمك بالعبرية (داغ ) ووردت في العهد القديم وكذلك الجديد ولما كانت طبيعة فلسطين ببحيراتها وبلدا ساحليا، فقد ارتبطت بصيد السمك هذه المهنة التى انتشرت في فلسطين منذ القدم ونظرا لأن المسيح يشعر باحتياجات بني البشر فكان السمك له دور في حياته على الأرض بدءا من معجزة الخمس خبزات والسمكتين والسبع خبزات وقليل من السمك والسمكة صاحبة الإستار والسمك الذي أكله بعد القيامة وتلاميذه من بعضهم صيادين امتهنوا هذه المهنة ليكونوا صيادي الناس.
ذكر الكتاب المقدس أن سليمان الحكيم كانت له معرفة بأسماك فلسطين "33 وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ".( ١ مل ٣٣:٤ ) ، كما ذكر أن العبرانيين اشتاقوا إلي سمك النيل وهم في طريقهم إلي أرض كنعان إذ قالوا: " 5 قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. ( عد ٥:١١ ) .
ومن المعروف أن صيد السمك كان الحرفة الأساسية لمعظم سكان فلسطين، أما الصيادون فكانوا يأتون بالسمك ليبيعوه في أورشليم، وكان هناك باب يدخلون منه يسمي باب السمك " 14 وَبَعْدَ ذلِكَ بَنَى سُورًا خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ غَرْبًا إِلَى جِيحُونَ فِي الْوَادِي، وَإِلَى مَدْخَلِ بَابِ السَّمَكِ، وَحَوَّطَ الأَكَمَةَ بِسُورٍ وَعَلاَّهُ جِدًّا. وَوَضَعَ رُؤَسَاءَ جُيُوشٍ فِي جَمِيعِ الْمُدُنِ الْحَصِينَةِ فِي يَهُوذَا"(٢أخ١٤:٣٣ )، ومن الملاحظ ان بيت صيدا تعني بيت الصيد لأن أهلها اشتغلوا بصيد السمك.
وقد كانت الآلهة "أتارجتس" التي كانت تعبد في أشقلون نصفها الأعلى على شكل إنسان ونصفها السفلي على شكل سمكة.
وقد دعا المسيح تلاميذه لصيد السمك ليكونوا "صيادي الناس" (مرقس١٧:١) كما أنه شبّه ملكوت السموات بشبكة تجمع مختلف أنواع السمك (مت ٤٧:١٣) ويقول حزقيال على سبيل المجاز إن مياه المقدس التي وصلت إلى البحر الميت قد أصلحت مياهه، فعاش فيها السمك وبدأ الصيادون في صيده (حزقيال ٤٧: ١- ١٠).
وقد رمز المسيحيون الأولون بالسمكة إلى إيمانهم فكانت علامة التعارف بينهم، والواقع أن حروف السمكة في اليونانية هي بدء كلمات الجملة "يسوع المسيح ابن الله مخلص".
الحق أن للسمك قدسية خاصة ترجع لقدماء المصريين، الذين قيل عنهم: "إن الأسماك عندهم أغزر من الشواطئ"،
وقد كان علي الأقل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك (بطرس وإندراوس ويعقوب ويوحنا )، فالمسيح اختار بعضا من تلاميذه من أرباب هذه الحرفة، ليجعلهم صيادي الناس بدلا من صيادي سمك.
كما بارك في الخمس خبزات والسمكتين "فأمر الجموع أن يتكئوا علي العشب، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطي الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجمع" ( مت ١٩:١٤ ).
وبارك مرة ثانية في السبع خبزات وقليل من صغار السمك.
( مت:٣٦:١٥ )
وكانت أول معجزاته مع تلاميذه هي صيد السمك الكثير "فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة، ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيرا فصارت شباكهم تتخرق" ( لو ٥ :٥)، وآخر معجزاته لهم هي صيد ( ١٥٣ ) سمكة (يو٢١: ٨- ١١ ) . ١٥٣ سمكة= هو رقم رمزي له مدلولات في الكنيسة.
١٠٠ + ٥٠ + ٣= ١٥٣
رقم ٣= يشير لمن آمن بالله (الثالوث) وقام مع المسيح (٣ رقم القيامة) ويشير هنا إلي القيامة من موت الخطية.
رقم ٥٠ يشير إلى يوم الخمسين في العهد الجديد وهو يوم حلول الروح القدس لأن من قام مع المسيح يعطيه الله أن يتحرر ويحل عليه الروح القدس. و ٥٠ في العهد القديم هي سنة اليوبيل أي الحرية. رقم ١٠٠ هم قطيع المسيح الذي لا يهلك منه أحد (١٠٠ خروف ) فالمسيح يبحث حتى عن الخروف الضال لكي يرده فلا يهلك.
وعندما طلبوا منه أن يدفع الجزية، سددت ضريبته سمكة، فتح بطرس فاها فوجد إستارا أي "٤ دراهم" فدفعه عن كليهما".
27 وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِ
سْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ». (مت ١٧ :٢٧).
رموز السمكة في المسيحية
فَسَّرَ القديس أغسطينوس معنى رمز السمكة بحسب الأصل اليوناني لجملة «يسوع المسيح ابن الله المخلّص»، فجمع الحروف الخمسة الأولى من هذه الكلمات ليحصل على كلمة Ichthys «إكتوس» (,إخثوس ) باللغة اليونانيّة، وتعني «السمك» أو «السمكة».
معاني رمز السمكة حسب آباء الكنيسة
في القرون المسيحيّة الأولى، علّق آباء الكنيسة على رمز السمكة ومعناه لدى المؤمنين، وفي ما يلي بعضٌ من تفسيراتهم:
السمكة ترمز إلى الطبيعة البشريّة للربّ يسوع: يُشبّه أحد الآباء حياتنا وعالمنا بالبحر. فنحن البشر نشبه الأسماك التي تعوم فيه، ويسوع المسيح أخذ جسدنا بتجسّده الإلهي وأصبح كسمكة خرجت من نهر الأردن.
السمكة ترمز إلى عمل الله الخلاصي من أجل الإنسان: فكلمة «إكتوس» هي اختصار لعبارة «يسوع المسيح ابن الله مُخلّص العالم».
السمكة ترمز إلى يسوع المسيح مؤسّس سرّ الإفخارستيا يرى الآباء المُفسرّون في معجزة تكثير الخبز والسمك رمزًا للإفخارستيا أي أنّ المسيح أعطى الجموع من ذاته فهو الخبز النازل من السماء والكنيسة هي جسده.
السمكة ترمز إلى يسوع المسيح، مؤسِّس سرّ المعموديّة يتحدث الأب إكليمنضس، أحد آباء الكنيسة، عن ارتباط السمك في المسيحيّة بالرسل الصيّادين. فكما يُخرِج الصيّاد السمك من البحر بشبكته، كذلك تُخرج كلمة الله المؤمنين من الظلمة إلى النور، وهذا ما يحدث مع كلّ طفل مسيحي عند إخراجه من جُرن العماد كسمكة تولد من جديد بالماء والروح.
جاء في إنجيل يوحنا إصحاح ٢٠
معجزة صيد ١٥٣سمكة وأكل سمكا مشويا عند بحيرة طبرية
فالسمك يشير للرب يسوع لأنه لم يدخل الفلك فالسيد المسيح لا يحتاج لخلاص وفي نفس الوقت يرمز للمؤمنين الذين هم جسد المسيح والسمك تسمح الكنيسة بتناوله في بعض الأصوام تخفيفا للمؤمنين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السيد المسيح السمك المسيحيون الإيمان صيد السمك یسوع المسیح صید السمک
إقرأ أيضاً:
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم، يوم الجمعة هو يوم مبارك خصه الله تعالى بفضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى.
من بين هذه الفضائل أن الدعاء في هذا اليوم له مكانة خاصة، حيث يُستجاب بإذن الله تعالى.
إن يوم الجمعة يعد فرصة عظيمة للمسلم للتقرب إلى الله بالدعاء، وطلب المغفرة، واستجابة الأمنيات.
في هذا اليوم، تنفتح أبواب السماء، ويزيد المسلمون في عباداتهم وطاعاتهم، فيسعون للحصول على رحمة الله وبركاته.
فما هو فضل الدعاء في يوم الجمعة؟ وكيف يمكن استغلاله أفضل استغلال؟، تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية علي كافة التفاصيل.
دعاء المطر وطلب الرزق.. أسرار وأهمية التضرع لله فضل الدعاء يوم الجمعةيوم الجمعة هو أعظم أيام الأسبوع في الإسلام، وله فضائل كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة.
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلمومن أبرز هذه الفضائل أن الدعاء في هذا اليوم مستجاب بإذن الله، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيه ساعة لا يُوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
لماذا الدعاء في يوم الجمعة له خصوصية؟1. تفضيل يوم الجمعة: يعتبر يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع، بل هو اليوم الذي يُستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة كقراءة القرآن والصلاة على النبي، والقيام بالدعاء.
فيه يلتقي المسلمون في صلاة الجمعة، وهي فرض على الرجال، وبالتالي هو يوم تجمع للعبادات والطاعات.
2. ساعة الاستجابة: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله تعالى فيها خيرًا إلا أعطاه إياه"، وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، لكن الأرجح أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، وهو وقت قرب غروب الشمس.
3. الدعاء وطلب المغفرة: يوم الجمعة هو يوم مغفرة الذنوب، وكلما أقبل هذا اليوم، كان المسلمون أكثر حرصًا على الدعاء والتوبة، لأن الله يفتح لهم أبواب رحمته، ويغفر لهم ما مضى من ذنوبهم.
الإكثار من الصلاة على النبي: يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة، فقد قال النبي: "من صلى عليَّ في يوم الجمعة ثمانين مرة، غفر الله له ذنوب ثمانين سنة".
التضرع والدعاء: يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء في هذا اليوم المبارك، سواء كان دعاءًا لقضاء الحوائج الدنيوية أو الروحية، أو طلبًا للمغفرة والرحمة.
إن الدعاء في يوم الجمعة هو من أعظم الأسباب التي تقرب العبد إلى ربه وتفتح له أبواب الرحمة والمغفرة.
لذا، يجب على المسلم أن يحرص على اغتنام هذه الفرصة الثمينة بالدعاء، خاصة في الساعة المستجابة، وأن يتذكر أن الله تعالى لا يرد دعاء عباده المؤمنين.