محللون: خطة نتنياهو في غزة مبعثرة وواشنطن ستتخلى عن مسار التفاوض
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
وصف محللون سياسيون إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة بأنها مبعثرة وغير عملية، في حين رجح بعضهم تخلي واشنطن عن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار دعما لتل أبيب.
وبحسب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، يملك نتنياهو حكومة متماسكة لديها 64 مقعدا في الكنيست، وهي متفقة على أهدافه وسياساته في غزة.
ومع ذلك، يقول مصطفى -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد"؟- إن نتنياهو يواجه تحديات وضغوطات لم تكن موجودة في بداية الحرب، إذ بات هناك انقسام حول العمليات العسكرية في غزة، واعتبارها قد استنفدت أهدافها.
ويضيف أن نتنياهو يطرح تصورات سياسية مبعثرة غير واقعية وغير عملية وغير قابلة للتنفيذ، حيث يحاول كسب الوقت في الحرب على غزة وإفشال صفقة التبادل والاستمرار بالمفاوضات في آن واحد.
ويكشف الخبير بالشأن الإسرائيلي عن عوامل تاريخية يمكنها إخضاع نتنياهو، كبداية عصيان عسكري في الجيش مثلما حدث في حرب لبنان الثانية، مستدلا بوجود بداية احتجاج وعصيان مخفي حاليا لأهالي الجنود في غزة.
ومن ضمن العوامل أيضا -وفق مصطفى- موقف الجيش الإسرائيلي من الحرب، إلى جانب الضغط الداخلي في الحكومة كتلويح بيني غانتس وغادي آيزنكوت بالانسحاب من مجلس الحرب، فضلا عن أن العامل الخارجي قد يشكل عامل ضغط على نتنياهو.
وخلص إلى وجود صراع حالي في إسرائيل بين من يريد تحويلها إلى ثغر عسكري ومليشيات مسلحة، وبين من يريد تحويلها إلى ديمقراطية ليبرالية، مشددا على أن حرب غزة عمقت الخلاف على هوية إسرائيل وأهدافها بعد الحرب.
"تخلٍ أميركي عن مسار التفاوض"بدوره يؤكد الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور حسن منيمنة، أن واشنطن متماهية مع نتنياهو في ضرورة ألا تحكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القطاع بعد الحرب، مضيفا أنها تعمل على استمهال العالم عدة أشهر إضافية لحين إجراء الانتخابات الأميركية ومن بعدها يمكن لنتنياهو تنفيذ ما يريده.
وينبه منيمنة إلى أن هناك اعتراضا أميركيا شكليا، ورهان واشنطن بانتقال نتنياهو إلى مرحلة جديدة عنوانها "ضمان ألا تكون غزة مصدر خطر بعد الانتخابات الأميركية"، وذلك من خلال الاستيلاء على القطاع بعد جعل مقومات الحياة فيه منعدمة عقب تدمير المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد.
ويؤكد أن ما يقدمه نتنياهو في هذا الاتجاه ليست مسألة شخصية وإنما وجودية وتاريخية، قبل أن يشير إلى أن الاعتراضات الأميركية على جزئية ما "لا يعني تحولا عن الموقف الأميركي الصارم في أهداف الحرب بل الحديث حول كيفية تحقيق أهداف الحرب".
وتريد واشنطن -وفق منيمنة- القضاء على حماس وألا يكون القطاع مصدر تهديد لإسرائيل واستعادة الأسرى ومن ثم متابعة الحرب بدلا من استمرار الحرب لتحرير الأسرى، مضيفا أن هذا هو التباين بين إسرائيل وأميركا.
وبحسب المتحدث، ترتكز وجهة النظر الأميركية على التوصل لاتفاق على استعداد استسلام حماس، متوقعا أن تتخلى واشنطن في المرحلة المقبلة عن المسار التفاوضي بعدما كان هدفه سابقا توريط حماس دون أن تدري، ورجح أن تشهد الفترة القادمة تأييد واشنطن كل ما تقدم عليه إسرائيل.
وتوقع تصلب إسرائيل في قادم السنوات حيث يتطلع اليمين إلى "استعادة غزة والضفة الغربية، إضافة إلى القضاء على حزب الله اللبناني، وكذلك إيران النووية".
"لا مكاسب تكتيكية"بدوره قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، إن تململا بدأ يظهر علنا في إسرائيل من خلال تقديم بعض المسؤولين استقالات، بعدما كانت سابقا مرتبطة حصرا بتشكيل لجنة تحقيق عقب أي كارثة إستراتيجية.
ويوضح حنا، أن الجيش الإسرائيلي لم يستطع تحقيق مكاسب تكتيكية في غزة والحفاظ عليها، وأخفق أيضا في ترجمة أهداف الحرب على أرض الواقع، مضيفا أن هذا "يعكس الإستراتيجية الإسرائيلية الخاطئة وإستراتيجية المقاومة التي تعطي نتائج".
ورجح الخبير الإستراتيجي استمرار جيش الاحتلال في القصف من أجل مواصلة تهجير الغزيين، لافتا إلى أن رؤية أميركا قائمة على استهداف القيادات العسكرية لحماس وبنيتها العسكرية، والتفاوض لإطلاق سراح الأسرى، ومن ثم الانتقال لمرحلة وقف إطلاق نار مستدام ومسار إقليمي متكامل.
ويتوقع حنا أن ينصب تركيز إسرائيل على السيطرة على محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا) بدلا من الدخول إلى عمق رفح، قبل أن يقول إن هناك اتفاقا في إسرائيل على الإستراتيجية الكبرى وهي القضاء على حماس وليس التكتيك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نتنیاهو فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
“نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
#سواليف
وجه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك انتقادات لاذعة للجيش و #الحكومة في #إسرائيل، قائلا إن #الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، لا نهاية لها في الأفق، ولم تحقق أيا من أهدافها.
وأشار بريك الملقب بنبي الغضب الإسرائيلي، في مقالة بصحيفة هآرتس، إلى أن الحرب فشلت في إطلاق سراح #المختطفين، أو إعادة #النازحين في الشمال إلى ديارهم، كما لم تقض على حركة #حماس أو #حزب_الله، ولم تخرج قوات إيران من سوريا، لكن في المقابل اقتصاد إسرائيل ينهار، والاستقرار الاجتماعي في حالة من التفكك وعلى شفا #حرب_أهلية.
وقال بريك في مقالته: “إذا جاء #كائن من #الفضاء_الخارجي وشاهدنا من منظور عين الطير، فماذا سيرى؟ سيرى حربا مستمرة منذ أكثر من عام، ولا نهاية لها في الأفق، وسيرى أنها لم تحقق أيا من أهدافها.. وسيرى العالم المتنور ينفصل عن إسرائيل، والقوات البرية تآكلت إلى اقصى درجة”.
مقالات ذات صلة الدويري يتحدث عن خطة إسرائيلية لفتح ثغرة بمنطقة بنت جبيل 2024/11/21وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أنه “لا يمكن تدمير حزب الله وإنهاء الحرب بقوة الذراع، وبناء على ذلك فإن الحكومة توجهت الآن إلى مسار التسوية السياسية بوساطة أمريكية”.
وأضاف أن الجيش لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي عن الأزمة الشديدة في صفوفه، منوها بأن 40% من جنود الاحتياط أصبحوا غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، كما أن الجنود النظاميين يتم تسريحهم بسبب سوء حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال.
وأشار بريك إلى تصريحات الصحفي ايتي انغل التي قال فيها إن حزب الله لا يبدو كمنظمة مهزومة وتريد التوصل إلى اتفاق سياسي، وإن “الصورة التي يتم عرضها لنا، بأن حزب الله ضعيف وأن الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في الحرب في لبنان، هي مختلفة كليا عن الحقيقة”.
وأضاف أن الصورة التي يعرضها المراسلون والمحللون العسكريون عن الواقع في لبنان لا تتفق مع الواقع الحقيقي، وأن المنازل التي يتم تدميرها في جنوب لبنان، هي مسألة وقت فقط حتى يُعاد بناؤها مرة أخرى.
وواصل: “هذا الكائن من الفضاء كان سيرى أيضا كيف أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يعرض على المستوى السياسي وعلى الجمهور صورة تقول بأن الجيش قوي جدا وقادر على تنفيذ أي مهمة تلقى عليه إلى أن يتم تحقيق أهداف الحرب”.
وهاجم كذلك وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، وقال إنه منفصل تماما عن الواقع، لذلك يعلن بأنه يجب مواصلة القتال ضد حزب الله حتى هزيمته بشكل كامل، مضيفا أن “هليفي يفعل ما يؤمر به دون أن يشرح له بأن وضع الجيش الإسرائيلي متدن، ولا يمكنه سواء الدخول في عملية برية عميقة أو البقاء في المناطق التي احتلها بسبب النقص الكبير في جنود الاحتياط”.
وأكد بريك أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه وقف مئات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي يتم إطلاقها كل يوم وتشل الحياة وتدمر الشمال، معتبرا أن “رئيس الأركان يساهم في إخفاء الحقائق بشكل كبير إلى جانب المستوى السياسي، وفي تفكك القوات البرية والتسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين”.
وانتقل بالهجوم إلى المستوى السياسي، قائلا إن “هذا الكائن الفضائي سيرى سلوك المستوى السياسي المنحرف، الذي تتغلب لديه الاعتبارات السياسية للبقاء على اعتبارات الأمن القومي”، ووصف مؤيدي الحكومة، بأنهم “يتصرفون مثل قطيع هائم، لا يعرف ما يحدث من حوله”.
واختتم مقاله، بالقول إن “هذا الكائن الفضائي سيعود إلى أصدقائه في العالم الخارجي ويقول لهم: لن تصدقوا ما رأيت، لكن يمكنكم الهدوء. يوجد في الكون أشخاص أكثر جنونا منا”.