قيادات حوثية في صنعاء تعقد اجتماعاً طارئاً بشأن هذا الأمر
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تصاعدت عمليات تقليد العملة المعدنية من فئة 100 ريال يمني، التي سكتها جماعة الحوثي في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، بشكل غير قانوني ودون خضوعها لأدنى المعايير، حيث سجلت خمس مدن، ست وقائع لسك نقود مشابهة، ما تسبب في حالة من الإرباك لقادة الجماعة.
وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن قادة الجماعة المشرفين على ما تسمى «اللجنة الاقتصادية» وقطاعات حكومية أخرى، عقدوا نحو خمسة اجتماعات ولقاءات متفرقة مع قيادة فرع «البنك المركزي» الخاضع لسيطرتهم، لمواجهة تعرض عملتهم المعدنية الجديدة للتزوير، عقب أسابيع من طرحها للتداول.
وأفادت المصادر، بأن اجتماعاً طارئاً عقده الحوثيون في مقر فرع «البنك المركزي» بصنعاء، ضم القيادي هاشم المؤيد المعين في منصب محافظ البنك، من حكومتهم غير المعترف بها، وقيادات أخرى أمنية واقتصادية، وأن الاجتماع خرج بحزمة توصيات لشن حملات تفتيش واسعة تستهدف مُلاك ورش الخراطة.
ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن المصادر قولها بإن القيادي الحوثي هاشم المؤيد طرح في أحد الاجتماعات مقترحاً يتضمن سحب العملة المعدنية المسكوكة بشكل تدريجي من أجل القيام بما يصفها بـ«بعض التعديلات» المعقدة عليها، لقطع الطريق أمام من يقومون بتزويرها.
وعارض تلك الخطوة، وفق المصادر، قيادي آخر يعمل في جهاز أمن الجماعة، إذ رأى أنها ستعود بالكارثة والتداعيات السلبية على اللجنة الاقتصادية، وشدّد، بدلاً من ذلك، على تكثيف حملات التعقب والبحث عما وصفها بـ«أماكن التزوير»، مع تشديد عمليات التفتيش بكل النقاط وعلى مداخل ومخارج المدن الرئيسية.
وكان مراقبون اقتصاديون توقعوا قبيل ضخ جماعة الحوثي العملة المعدنية غير القانونية إلى الأسواق، احتمال تعرضها فور بدء تداولها للتزييف؛ كونها سكت محلياً من دون أن تخضع لأدنى المعايير الخاصة بإصدار ذلك النوع من العملات، كما لا يشملها رقم تسلسلي أو شعارات تحميها من التزوير.
محاولة للاحتواء
وتسود حالة من التخبط والارتباك في أوساط قيادة الجماعة الحوثية بسبب تصاعد تقليد عملتها المعدنية، وتسعى إلى احتواء الأمر، عبر الحملات الأمنية والرقابية.
وأكد مصدر أمني مناهض للجماعة الحوثية في صنعاء، تسجيل ست حالات لتقليد العملة المعدنية في صنعاء وذمار وإب والحديدة وتعز، خلال شهر واحد.
ووسط تكتم الانقلابيين، وعدم كشفهم عن أي معلومات ذات صلة ، تحدثت مصادر قضائية في صنعاء عن وجود كثير من القضايا المتعلقة بعملية التقليد، مسجلة ومنظورة أمام نيابات الأموال العامة والمحاكم الجزائية المتخصصة الخاضعة للحوثيين.
وكانت الجماعة بدأت أواخر أبريل (نيسان) الماضي، في محاكمة ثلاثة أشخاص بتهمة تزوير العملة المعدنية، وتم التحقيق معهم بشكل سري، وأدارت عملية المحاكمة قاضية تدعى سوسن علي الحوثي. وفق ما ذكرته مصادر مطلعة.
وشنت القوات الأمنية الحوثية، خلال الأسابيع الماضية، حملات ميدانية، بحثاً عمن يقومون بتقليد العملة ويروجون لها، إضافة لتنفيذ حملات أخرى تتبع ما تسمى اللجنة الاقتصادية، ووزارتي المالية والصناعة في حكومة الانقلاب، لتعريف السكان وملاك المتاجر، «بالفرق بين عملتها المعدنية وتلك المقلدة».
وأسفرت بعض الحملات عن إغلاق ورشة خراطة في مدينة الحديدة بزعم قيام مالكها بتزوير كميات من العملة المعدنية.
ورغم التحذيرات الاستباقية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، فإن جماعة الحوثي أعلنت أواخر مارس (آذار) الماضي، سك عملة معدنية من فئة 100 ريال يمني، في خطوة من شأنها أن تعمق الانقسام المصرفي بين المناطق الخاضعة للجماعة والمناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، إلى جانب تأجيج الحرب الاقتصادية.
وقوبل ذلك التحرك للجماعة بموجة غضب وإدانة شديدة في الأوساط السياسية والاقتصادية اليمنية. ووصفت الحكومة ممثلة في «البنك المركزي» في عدن، تلك العملة بـ«المزورة».
ورأى اقتصاديون يمنيون، أن الجماعة «ماضية في تدمير القطاع المصرفي وإذكاء الصراع الاقتصادي دون شعور بالمسؤولية الوطنية، حيث فرضت تداول هذه العملة في مناطق سيطرتها رغم عدم شرعيتها».
وفرضت جماعة الانقلاب الحوثي على مدى سنوات الحرب، نظاماً مصرفياً مستقلاً عن النظام المصرفي الخاضع للحكومة اليمنية، ومنعت تداول الفئات النقدية المطبوعة عبر «البنك المركزي» في عدن، كما فرضت بالقوة سعراً مغايراً للدولار في مناطق سيطرتها.
وكان التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، أدان الخطوات التصعيدية لجماعة الحوثي، خاصة سك عملة معدنية مزورة، وحمّلها المسؤولية الكاملة عما يترتب عليها. في حين أمهل «البنك المركزي» المصارف 60 يوماً ،لنقل مقارها الرئيسية من صنعاء إلى عدن.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الحوثي تعلن استهداف مواقع عسكرية في يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي (شاهد)
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الثلاثاء، استهداف هدف عسكري في مدينة يافا وسط الأراضي الفلسطينية بصاروخ باليستي فرط صوتي. جاء ذلك في بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، بثته وسائل الإعلام التابعة لها.
وأوضح سريع أن "القوة الصاروخية استهدفت هدفاً عسكرياً في منطقة يافا المحتلة باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز فلسطين 2"، مشيراً إلى أن العملية "حققت أهدافها بنجاح".
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2، محققةً أهدافَها بنجاح بفضل الله. pic.twitter.com/9LKF23giGf — العميد يحيى سريع (@army21ye) December 24, 2024
وأكد المتحدث أن الجماعة ستواصل عملياتها العسكرية ضد إسرائيل دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، حتى وقف العدوان ورفع الحصار المفروض على القطاع. ولم يتضمن البيان تفاصيل إضافية حول طبيعة الهدف المستهدف".
وفجر الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه تل أبيب، وهو الثالث خلال أسبوع. وأفادت السلطات بإصابة 20 شخصاً بجروح طفيفة أثناء اندفاعهم إلى الملاجئ بعد انطلاق صافرات الإنذار.
وتشهد الأسابيع الأخيرة تصعيداً في هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة، وسط انتقادات من المعارضة الإسرائيلية وقادة عسكريين سابقين لفشل الجيش في التصدي لهذه الهجمات وعجز الحكومة عن وقف التهديد المتصاعد.
والسبت الماضي، استهدفت الجماعة بصاروخ فرط صوتي هدفاً عسكرياً في مدينة يافا، ما أسفر عن إصابة 20 إسرائيلياً بجروح مختلفة، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلية. وفشلت الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، ما أثار جدلاً حول كفاءة المنظومة الأمنية.
كما أعلنت جماعة الحوثي، في بيان أصدرته مساء أمس الاثنين، استهداف هدفين عسكريين في مدينتي يافا وعسقلان بطائرتين مسيرتين. وأكدت أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، وأن هذه الهجمات لن تتوقف إلا بإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن القطاع.
في إطار تضامنها مع غزة لمواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، بدأت جماعة الحوثي، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، تنفيذ هجمات تستهدف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مستخدمة الصواريخ والطائرات المسيرة.