مع استمرار النفقات العسكرية على العدوان الجاري على غزة، اعترفت أوساط إسرائيلية أن أموال وزارة المالية نفدت قبل وقت طويل من اندلاع الحرب، وهذا العام، لم يعد هناك مكان لخصم تكلفة دعم أسعار الوقود، وعندما لا يكون لدى الحكومة حتى هذا المبلغ لإنفاقه، فإن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه، وكأن الاحتلال يستطيع تدبر أمره دون مساعدة عسكرية أمريكية، تبدو غير مسؤولة.



عيران هيلدسهايم المراسل الاقتصادي لموقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "أموال وزارة المالية نفدت فعلياً قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب على غزة، وحتى فصل الصيف، فقد كانت خزائن الدولة لا تزال تمتلك القليل من الاحتياطيات التي جعلت من الممكن دعم ضريبة الوقود، وهذا الدعم موجود منذ نيسان/ أبريل 2022، وهو ضروري مثل الأوكسجين للاقتصاد من أجل منع ارتفاع أسعاره، وبالتالي تغذية موجة أخرى من الزيادات في الأسعار نهاية عام 2023".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد اندلاع الحرب على غزة، وفي بداية عام 2024، لم يعد هناك مكان يمكن أن تقترب منه وزارة المالية لأي استقطاعات، وحينها أطلّ العجز برأسه، وتفاقمت فجوة الميزانية بسبب الحرب، واضطر وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش إلى إلغاء الدعم، مما أدى لارتفاع أسعار الوقود، بعد أن بلغت تكلفة الدعم حوالي ملياري شيكل سنويا (الشيكل يساوي 0.27 دولار) ولكن عندما لا تملك الحكومة حتى هذه المبالغ، فإن تصريحات نتنياهو وبعض وزرائه، وكأننا نستطيع أن نتدبر أمرنا الآن دون مساعدة أميركية، تبدو غير مسؤولة أكثر من أي وقت مضى".

وأشار إلى أن "نتنياهو نشر تصريحه هذا مجددا ردّاً على تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن المباشر بوقف شحنات الأسلحة للاحتلال إذا شرع في حملة واسعة في رفح حاليا، حيث يتحدث بايدن عن حظر بشأن توريد الأسلحة الهجومية من القذائف والقنابل، مع العلم أنه لا توجد معلومات دقيقة عن عدد القذائف التي يحتاجها جيش الاحتلال اليوم، ولكن أُعلن أنه في الشهرين الأولين فقط من الحرب، تم الاتفاق على أن يحصل على 60 ألف قذيفة على الأقل، حيث تبلغ تكلفة القذائف العسكرية نحو ربع مليار دولار، وبتكلفة تبلغ نحو ثمانية مليارات شيكل، معظمها للذخيرة، مما يعادل أربعة أضعاف الأموال التي لا تملكها إسرائيل لدعم الضريبة على وقودها".

وأكد أنه "بنظرة إجمالية، يجب أن تصل المساعدات العسكرية الأمريكية للاحتلال لأكثر من 45 مليار شيكل هذا العام، ومن الواضح أن هذه الأموال غير موجودة في الخزينة العامة للدولة، في حال تخيل أحدهم استغلال الأزمة الحالية لقطع المساعدات الأمريكية، لكن حتى لو افترضنا أن تهديدات نتنياهو ستنفذ، وستعتمد إسرائيل فقط على أسلحتها، فستكون هناك مشكلة أيضًا، لأن بعض الأسلحة التي يُفترض أنها إسرائيلية، لا يمكن إنتاجها دون المساعدة المالية الأمريكية، أو التعاون بين الصناعات العسكرية للجانبين".

ونقل عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن "الاستقلال في إنتاج الأسلحة والذخيرة أمر بالغ الأهمية لأمن الاحتلال، ولا نحتاج للانتظار حتى نهاية الحرب على غزة، يجب العمل على الفور لإنشاء أنظمة إنتاج في الشركات التسليح القائمة، مع العلم أن خطة كوهين ستجلب للدولة كارثة اقتصادية، لأن إنشاء صناعة أسلحة مستقلة دون تعاون ومساعدة أمريكيين سيكلف الحكومة نفقات كبيرة بشكل خاص، وسيؤدي لخفض مستوى المعيشة لدى الاحتلال إلى المستوى الموجود في البلدان الأخرى المعزولة والمهددة، مما يعني أن الدعوة لإنتاج جميع الأسلحة الإسرائيلية بشكل مستقل، بما فيها الطائرات والمركبات، هي دعوات لاستعباد الاقتصاد بأكمله ونسيج حياة الدولة للصناعات العسكرية على حساب التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والبنية التحتية والنقل".


الخلاصة الإسرائيلية أنه بدون الدعم الأمني والعسكري الأمريكي، ستكون هناك عواقب إضافية على اقتصاد الاحتلال، فعلى سبيل المثال، لن يتمكن الاحتلال من جمع الديون إلا بمعدل فائدة أعلى؛ وسيهرب مستثمرو التكنولوجيا الفائقة لمكان أكثر استقرارًا وأمانًا، وقد تكون تكلفة المعيشة اليوم مجرد إعلان لما يمكن أن يتوقعه الإسرائيليون في مثل هذا الوضع في المستقبل، وفي هذه الحالة تظهر حكومة اليمين في وضع تهدد فيه مستقبل الدولة، من خلال التغريدات المهينة والاستفزازية للولايات المتحدة والرئيس بايدن، الأمر الذي قد يتسبب في أضرار جسيمة للأمن والاقتصاد، إلى حالة تصبح غير قابلة للإصلاح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الاقتصادي اقتصاد سلاح الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة

إقرأ أيضاً:

تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن لبنان يتجه لفك ارتباطه بالمحور الإيراني، موضحاً أن "الخطوط العريضة الأساسية التي وضعتها الحكومة اللبنانية الجديدة هي إعلان الاستقلال عن حزب الله وإيران".   ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الأحداث في قطاع غزة طغت على التغيير الدراماتيكي الذي حدث في لبنان هذا الأسبوع، وأضاف: "لقد أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة أنها ستتبنى القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، الأمر الذي ينفي فعلياً شرعية وجود حزب الله كجماعة مسلحة. هذا لا يعني أن حزب الله على وشك نزع سلاحه، ولكنه إشارة إلى أن لبنان قد يغير موقفه في الشرق الأوسط الجديد الذي يبرز أمامنا".   مع هذا، فقد رأى التقرير أن "إيران لم تستسلم وهي تحاول إعادة تجميع نفسها"، مشيراً إلى أن "لبنان يبرز كساحة يتقاتل عليها الجميع"، وأضاف: "إن الخطوط العريضة الأساسية التي قدمتها هذا الأسبوع الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام هي إعلان الاستقلال عن حزب الله وإيران. لأول مرة منذ 25 عاماً أعلنت الحكومة اللبنانية أن البلاد لن تمتلك إلا سلاحاً شرعياً واحداً، وهو في يد الجيش اللبناني.  لقد أعلنت حكومة سلام أن لبنان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وليس أكثر من ذلك.لا يزال هناك طريق طويل بين هذا الإعلان ونزع سلاح حزب الله. ولكن عندما نسمع الاعتذارات في كلمات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وحتى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، فإن التغيير في وضع الحزب يصبح واضحاً. ويبدو أن قاسم، الذي يفتقر إلى الكاريزما والخبرة العسكرية، والذي تقدم على مضض لقيادة حزب الله، يثبت أنه من الأصول المهمة، ولذلك يتمنى له الناس حياة طويلة في منصبه".   واعتبر التقرير أن "الانتكاسات التي تلقاها حزب الله كانت كبيرة"، مشيراً إلى أن "سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد كان أكثر تأثيراً على الحزب باعتبار أن الأسد كان أكثر من مجرد طريق إمدادات لحزب الله، إذ كان بمثابة دفاعه الإستراتيجي والآلية الرئيسية لغسل الأموال الإيرانية"، وتابع: "الآن، هذه الجبهة الداخلية لم تعد موجودة والمحاولات الإيرانية اليائسة لنقل الأموال إلى لبنان على متن رحلات مدنية تقابل بتصميم إسرائيلّ على عدم وصولها".   ماذا عن قوة "حزب الله" العسكرية؟   مع هذا، يرى التقرير أنَّ القوة العسكرية لـ"حزب الله" لا تزال قائمة، كاشفاً أن "أبو علي حيدر الذي تولّى منصب القائد العسكري الأعلى للحزب، يحاول إعادة تأهيل تلك القوة"، وأضاف: "إن إصرار إسرائيل المبرر على التصرف بالقوة ضد أي محاولة من جانب حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية سوف يوضع على المحك في الأسابيع والأشهر المقبلة، وخاصة إذا أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالمدنيين اللبنانيين".   أيضاً، يقول التقرير إن "حزب الله ما زال يتمكن من دفع رواتب لعناصره"، وتابع: "كذلك، يعمل حزب الله حالياً على تمويل وجوده لكنه يواجه صعوبات في دفع تكاليف إعادة الإعمار المطلوبة بعد الحرب".   وأكمل: "لقد حصل سكان جنوب لبنان الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة هذا الأسبوع على مبلغ ضئيل من المال من حزب الله لن يكون كافياً لهم لإعادة بناء منازلهم. وللأسف، عندما ينظرون عبر الحدود، لا يزالون يرون المنازل المدمرة في المنارة والمطلة، والتي لا تهتم الحكومة الإسرائيلية بترميمها".   ماذا عن تشييع نصرالله؟   وفق التقرير، فإنه "من المقرر أن يتم تشييع جنازة نصر الله يوم الأحد، وبعدها يهدد حزب الله باستئناف عملياته ضد إسرائيل"، وأكمل: "في نهاية الأسبوع المقبل، سيبدأ شهر رمضان أيضًا، ومعه يأتي الموعد المقرر لعودة سكان المستوطنات الإسرائيلية إلى ديارهم. معظمهم لم يعودوا بعد ولن يعودوا هذا الشهر، لأن الدولة ليست مستعجلة لإصلاح الأضرار. كذلك، فإن مرور أكثر من عام على الرسالة الإسرائيلية حول النصر الكامل قد خلق توقعات بين الكثير من المستوطنين بأنهم سيعودون إلى ديارهم ولن يروا لبنانياً وراء السياج".   وتابع: "في الواقع، فإن هذا الأمر لن يحصل، وسوف يتم إعادة بناء القرى اللبنانية، وسوف يكون اختبار إسرائيل هو تصميمها على فرض وقف إطلاق النار ضد أي تهديد".   وأكمل: "في محاولة لتعزيز مشاعر المستوطنين، تقرر إنشاء 5 مواقع عسكرية إسرائيلية في الأراضي اللبنانية، وهو القرار الذي حظي بدعم أميركي ولكنه لم يكن مقبولاً من جانب الحكومة اللبنانية".   وأردف: "في عام 1985، عندما أنشأ الجيش الإسرائيلي المنطقة الأمنية في جنوب لبنان، كان هناك شعور بأن الحماية ستكون متوافرة للمستوطنات. في ذلك الوقت لم يكن هناك حزب الله ولم يكن هناك فلسطينيون، وعلى مدار بضع سنوات، تحول حزب الله إلى عدو مميت يتجول في المنطقة الأمنية، ويتعلم ويتحسن. لقد أصبحت المجتمعات الشمالية تدريجيا رهينة للدفاع عن مواقع الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، وفي كل حادث ألحق فيه الجيش الإسرائيلي الأذى بالمدنيين اللبنانيين، دفعت المجتمعات الشمالية الثمن".   ويرى التقرير أن سيناريو الاشتباك سيتكرر مُجدداً كما أن المواقع الإسرائيلية الموجودة في لبنان ستتعرض للقصف، فيما ستكون هناك ضربات أيضاً على المستوطنات الإسرائيلية، ويضيف: "هنا، نكون قد خلقنا إمكانية الحرب المقبلة، وبالتالي يكون فخ لبنان قد تكرر". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • وزير المالية يترأس اللجنة المصرية البحرينية للتعاون الاقتصادي والتجاري
  • تقرير: مشاركة شركات أسلحة إسرائيلية في معارض بالإمارات دعم مباشر للاحتلال
  • مصدر بـ حماس: رفات المحتجزة الإسرائيلية اختلط مع أخرى جراء غارة للاحتلال
  • بالصور.. تعرّض مدرسة في وادي خالد لأضرار جراء العدوان الإسرائيلي على مجرى النهر الكبير
  • وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني لـ«الاتحاد»: الحرب دمرت البنية التحتية و60 مليار دولار تكلفة الإعمار
  • تقرير لـ«الجارديان» يرصد رد أهالي غزة على دعوات التهجير: «لن نكرر النكبة مرة أخرى»
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: ملتزمون بتحقيق أهداف حرب غزة ونزع الأسلحة في القطاع
  • على منصة التسليم.. رسائل “قسامية” للاحتلال ولعائلات الأسرى
  • صدور بيان مشترك عن وزير المالية ومدير صندوق النقد الدولي في ختام مؤتمر العُلا الاقتصادي