تقرير إسرائيلي يكشف الوضع الاقتصادي المتدهور للاحتلال جراء العدوان على غزة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
مع استمرار النفقات العسكرية على العدوان الجاري على غزة، اعترفت أوساط إسرائيلية أن أموال وزارة المالية نفدت قبل وقت طويل من اندلاع الحرب، وهذا العام، لم يعد هناك مكان لخصم تكلفة دعم أسعار الوقود، وعندما لا يكون لدى الحكومة حتى هذا المبلغ لإنفاقه، فإن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه، وكأن الاحتلال يستطيع تدبر أمره دون مساعدة عسكرية أمريكية، تبدو غير مسؤولة.
عيران هيلدسهايم المراسل الاقتصادي لموقع "زمن إسرائيل"، أكد أن "أموال وزارة المالية نفدت فعلياً قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب على غزة، وحتى فصل الصيف، فقد كانت خزائن الدولة لا تزال تمتلك القليل من الاحتياطيات التي جعلت من الممكن دعم ضريبة الوقود، وهذا الدعم موجود منذ نيسان/ أبريل 2022، وهو ضروري مثل الأوكسجين للاقتصاد من أجل منع ارتفاع أسعاره، وبالتالي تغذية موجة أخرى من الزيادات في الأسعار نهاية عام 2023".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد اندلاع الحرب على غزة، وفي بداية عام 2024، لم يعد هناك مكان يمكن أن تقترب منه وزارة المالية لأي استقطاعات، وحينها أطلّ العجز برأسه، وتفاقمت فجوة الميزانية بسبب الحرب، واضطر وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش إلى إلغاء الدعم، مما أدى لارتفاع أسعار الوقود، بعد أن بلغت تكلفة الدعم حوالي ملياري شيكل سنويا (الشيكل يساوي 0.27 دولار) ولكن عندما لا تملك الحكومة حتى هذه المبالغ، فإن تصريحات نتنياهو وبعض وزرائه، وكأننا نستطيع أن نتدبر أمرنا الآن دون مساعدة أميركية، تبدو غير مسؤولة أكثر من أي وقت مضى".
وأشار إلى أن "نتنياهو نشر تصريحه هذا مجددا ردّاً على تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن المباشر بوقف شحنات الأسلحة للاحتلال إذا شرع في حملة واسعة في رفح حاليا، حيث يتحدث بايدن عن حظر بشأن توريد الأسلحة الهجومية من القذائف والقنابل، مع العلم أنه لا توجد معلومات دقيقة عن عدد القذائف التي يحتاجها جيش الاحتلال اليوم، ولكن أُعلن أنه في الشهرين الأولين فقط من الحرب، تم الاتفاق على أن يحصل على 60 ألف قذيفة على الأقل، حيث تبلغ تكلفة القذائف العسكرية نحو ربع مليار دولار، وبتكلفة تبلغ نحو ثمانية مليارات شيكل، معظمها للذخيرة، مما يعادل أربعة أضعاف الأموال التي لا تملكها إسرائيل لدعم الضريبة على وقودها".
وأكد أنه "بنظرة إجمالية، يجب أن تصل المساعدات العسكرية الأمريكية للاحتلال لأكثر من 45 مليار شيكل هذا العام، ومن الواضح أن هذه الأموال غير موجودة في الخزينة العامة للدولة، في حال تخيل أحدهم استغلال الأزمة الحالية لقطع المساعدات الأمريكية، لكن حتى لو افترضنا أن تهديدات نتنياهو ستنفذ، وستعتمد إسرائيل فقط على أسلحتها، فستكون هناك مشكلة أيضًا، لأن بعض الأسلحة التي يُفترض أنها إسرائيلية، لا يمكن إنتاجها دون المساعدة المالية الأمريكية، أو التعاون بين الصناعات العسكرية للجانبين".
ونقل عن وزير الطاقة إيلي كوهين قوله إن "الاستقلال في إنتاج الأسلحة والذخيرة أمر بالغ الأهمية لأمن الاحتلال، ولا نحتاج للانتظار حتى نهاية الحرب على غزة، يجب العمل على الفور لإنشاء أنظمة إنتاج في الشركات التسليح القائمة، مع العلم أن خطة كوهين ستجلب للدولة كارثة اقتصادية، لأن إنشاء صناعة أسلحة مستقلة دون تعاون ومساعدة أمريكيين سيكلف الحكومة نفقات كبيرة بشكل خاص، وسيؤدي لخفض مستوى المعيشة لدى الاحتلال إلى المستوى الموجود في البلدان الأخرى المعزولة والمهددة، مما يعني أن الدعوة لإنتاج جميع الأسلحة الإسرائيلية بشكل مستقل، بما فيها الطائرات والمركبات، هي دعوات لاستعباد الاقتصاد بأكمله ونسيج حياة الدولة للصناعات العسكرية على حساب التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والبنية التحتية والنقل".
الخلاصة الإسرائيلية أنه بدون الدعم الأمني والعسكري الأمريكي، ستكون هناك عواقب إضافية على اقتصاد الاحتلال، فعلى سبيل المثال، لن يتمكن الاحتلال من جمع الديون إلا بمعدل فائدة أعلى؛ وسيهرب مستثمرو التكنولوجيا الفائقة لمكان أكثر استقرارًا وأمانًا، وقد تكون تكلفة المعيشة اليوم مجرد إعلان لما يمكن أن يتوقعه الإسرائيليون في مثل هذا الوضع في المستقبل، وفي هذه الحالة تظهر حكومة اليمين في وضع تهدد فيه مستقبل الدولة، من خلال التغريدات المهينة والاستفزازية للولايات المتحدة والرئيس بايدن، الأمر الذي قد يتسبب في أضرار جسيمة للأمن والاقتصاد، إلى حالة تصبح غير قابلة للإصلاح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الاقتصادي اقتصاد سلاح الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة
إقرأ أيضاً:
اعتداءات واسعة للاحتلال والمستوطنين في مختلف أنحاء الضفة.. شهيد وعدد من الإصابات
استشهد فلسطيني وأصيب أخرون، في هجمات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس، شملت نابلس وقلقيلية وسلفيت وبيت لحم.
وأكدت محافظة القدس، وهي أعلى تمثيل فلسطيني محلي للمدينة، استشهاد العامل رأفت عبد العزيز حماد (35 عاما) من بلدة الرام، إثر سقوطه من الطابق الخامس في ورشة بناء بالمدينة، خلال مداهمة نفذتها قوات الاحتلال صباح الأربعاء.
تعرض العمال للملاحقة لساعتين في ظروف غامضة، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" في إفادة لعدد من أفراد عائلته.
ويذكر أنه ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يفرض الاحتلال قيودا تمنع عودة العمال الفلسطينيين إلى أماكن عملهم، ما يدفعهم لمحاولة الدخول دون تصاريح، رغم تعرضهم للملاحقة.
وجاء ذلك خلال اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أحياء في محافظة نابلس شمالي الضفة، برفقة جرافة عسكرية، دون الإبلاغ عن إصابات أو مواجهات، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.
واعتقل جيش الاحتلال مواطنا فلسطينيا من مخيم عسكر القديم شرقي نابلس، بعد أن تسللت وحدة خاصة بمركبة مدنية إلى داخل المخيم، بينما جرى قتحامي قريتي بورين وسالم جنوب وشرق المدينة، وتم تفتيش مركبة في قرية بورين، دون تسجيل أي اعتقالات.
وفي محافظتي قلقيلية وسلفيت شمال الضفة، شدد جيش الاحتلال إجراءاته العسكرية وأغلق مداخل عدة قرى، ما أعاق حركة الفلسطينيين، في إطار سياسة العقاب الجماعي.
واقتحمت قوات إسرائيلية أيضا بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، مستخدمة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق تم علاجها ميدانيا.
واقتحم جيش الاحتلال قرية حوسان، غرب بيت لحم، حيث أطلقت الرصاص وقنابل الغاز دون ورود تقارير عن إصابات.
وفي الخليل، أكد شهود عيان أن جيش الاحتلال اقتحم مخيم الفوار وقرية الريحية، وانتشر في الأزقة والمنازل مع إطلاق الرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى قنابل الغاز، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بين السكان.
واقتحمت القوات أيضا قرية كفر عين، شمال مدينة رام الله، وأطلقت الرصاص الحي دون تسجيل إصابات أو اعتقالات.
وتزامن ذلك مع تواصل اعتداء المستوطنين على مواطن فلسطيني في بلدة برقة، شمال غرب نابلس، أثناء عمله في أرضه شرق البلدة، قبيل وقت الإفطار، ما أسفر عن إصابته بجروح وكسور في يديه.
وفي حادث منفصل، أصيب فلسطينيان بجروح بعد أن هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية بالحجارة على الطريق بين مدينة سلفيت وبلدة بروقين غرب المدينة.
وفي جنوب قرية قريوت، قرب نابلس، شرعت جرافة تابعة للمستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، بتجريف أراضٍ في منطقة "الطنطور" القريبة من منازل الفلسطينيين، بهدف الاستيلاء عليها لصالح التوسع الاستيطاني.
وعمل المستوطنون أيضا على تجريب مساحات واسعة من أراضي المواطنين غرب بلدة بديا في محافظة سلفيت.
وحسب محافظة سلفيت، أقدم المستوطنون على تجريف نحو 70 دونما (70 ألف متر مربع) من أراضي الفلسطينيين، واقتلعوا 80 شجرة، من بينها 50 شجرة زيتون يزيد عمرها عن 20 عامًا، بالإضافة إلى أشجار اللوز والتين.
كما هدموا سلاسل حجرية وبئرا لجمع مياه الأمطار.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى لاستشهاد أكثر من 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ويرتكب الاحتلال بدعم أمريكي "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس.