أهمية الربط بين المسار العسكري والعملية السياسية
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أنكافئ الاسلاميين على حربهم أم ننهي اختطافهم للدولة؟
هل بامكاننا وقف وإنهاء الحرب واستمرار أجندة الثورة؟
ياسر عرمان
في الأسبوع الأول من مايو الجاري امضيت اسبوعا في أديس أبابا للقاء نافذين اقليميين ودوليين لمعرفة موقفهم من مكافأة الاسلاميين على حربهم ومشاركتهم في العملية السياسية، وكيفية الربط بين المسار العسكري والعملية السياسية بالتزامن أم بالتتالي؟ هل نعمل على تصميم عملية سياسية واحدة ذات مراحل مترابطة وببعدين عسكري ومدني أم تكون العملية بالتوازي؟
تمت دعوات شخصية في عدة عواصم لعدد من الفاعلين السودانيين، ما جدوى الدعوات الشخصية ولاي شىء تهدف؟ الإتحاد الأفريقي كاد أن يبدأ العملية السياسية بالدعوة لها في ٩ مايو ولكنه أجلها لما بعد مؤتمر(تقدم) في نهاية هذا الشهر!.
تريثت في كتابة هذه المقالة لمعرفة ما جرى في مؤتمر جبهة الميثاق في القاهرة وقد كفاني أحد المشاركين عناء البحث فقد لخص مؤتمر جبهة الميثاق أمام (سرداق الميثاق) وأطلق عليه رصاصة الرحمة ووصفه بانه رجس من عمل الكيزان، هذا ما قاله الاستاذ سيد ابو آمنة في كلمات موجزة وسديدة من داخل (سرداق الميثاق)، وهذا كافي ووافي.
حسن فعل الاستاذ بابكر فيصل في تقييمه لجبهة الميثاق بأنها ترمي لاغراق العملية السياسية والانتقال.
*المسار العسكري والسياسي علاقة متوازية أم عضوية؟*
وقف الحرب هو المدخل للعملية السياسية ولانهاء المعاناة الإنسانية وحماية المدنيين والعودة إلى المنازل والحياة الطبيعية ويتطلب ذلك اتفاق بين الجيش والدعم لوقف النزيف اولا في اتفاق انساني طويل الامد ومراقب على الأرض يفتح المسارات الإنسانية ويضع آليات لحماية المدنيين وارجاع ملايين النازحين للقري والمدن والحوش الكبير كمرحلة اولى وبجدول زمني يرتبط بالمرحلة الثانية وهي مرحلة إنهاء الحرب بمعالجة جذورها واسبابها والرجوع لمنصة التغيير والثورة وهي اعمق من مجرد الانتقال المدني الديمقراطي فاجندة الثورة عملية شاملة للبناء الوطني في انتقال متتابع وعضوي، وإنهاء الحرب ووقفها عملية سياسية قلبها قوى الثورة والتغيير تستعيد الانتقال المدني الديمقراطي وتعترف بقوى الثورة واساسها الإعتراف بقوى الثورة ودورها لا الإعتراف بقوى الحرب.
الحرب ترمي للقضاء على ثورة ديسمبر المجيدة ووقفها يعني الرجوع إلى أجندة الثورة والانتقال في عملية معقدة تصورها بعض الدوائر بأنها مستحيلة و تعمل على إرجاع قوى الثورة إلى بيت طاعة الاسلاميين ومشاركتهم الحوار والسلطة. والنجاح لقوى تقدم وقوى الثورة يكمن في إفساد تدابير الاسلاميين بصبر و عقلانية وحنكة ورفض مكافأتهم والإصرار على تحرير الدولة من سيطرتهم باعادة بناء مؤسساتها وفي مقدمتها جيش مهني متصالح مع الديمقراطية والتنمية والمواطنة والاستقرار والا سننتهي عند حلول هشة غير مستدامة وهي تكرار لما جرى في لبنان والصومال وليبيا واليمن والعراق.
الأولوية لوقف الحرب وربطها بالعملية السياسية في مناخ يحمي المدنيين، ووقف الحرب والعملية السياسية مرحلتين لعملية سياسية واحدة ومترابطة وعضوية، ومن المفيد لنا وللاتحاد الأفريقي أن يدفع الإتحاد الأفريقي ببعثة سلام ومراقبة وقف إطلاق النار على الأرض ويكرس طاقاته لهذه المهمة في المرحلة الأولى ومن ثم الدخول في المرحلة الثانية بالدعوة للعملية السياسية بعد وقف الحرب، وفي ربط تام للمرحلتين وفي استبعاد لقوى نظام الإنقاذ فهو الطريق الوحيد لاستدامة السلام وعدم السماح باختطاف الدولة من اي تيار سياسي كان والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات.
*مكافأة الإسلاميين*
الإسلامويين يستمدون قوتهم من الركوب على ظهر الجيش وبعض كبار ضباط الجيش يحتاجونهم سندا للدكتاتورية والقمع، والعلاقة بين الاسلاميين والجيش زواج مصلحة في السلطة ونهب الموارد، وهي علاقة حافلة بالمصالح والتناقضات. وقبول القوى الديمقراطية باستمرار تمكين الإسلامويين في الجيش هو بعينه السلام الهش، وفي كل الأحوال، إن اطراف الحرب الحالية لا تخوض الحرب من اجل النزهة أو مصلحة الشعب الذي تغتاله بنادقهم، فهي أطراف لا تقبل المحاسبة والشفافية والديمقراطية دون أن يعني ذلك أن ناخذهم ككتلة صماء. وهنالك بعض الدوائر الخارجية من أجل حل سريع حتي وإن ادي لمشاركة الاسلاميين. وقوى الثورة والديمقراطية عليها أن تقف بوضوح مع وقف الحرب وعدم مكافأة الاسلاميين وان تضع حدا للدعوات الشخصية التي تهدف للتطبيع الناعم مع دعاة الحرب من الاسلاميين.
*وقف الحرب والثورة وبناء الدولة:*
قامت الحرب لؤاد الثورة ووقفها أولوية لقوى الثورة وانهاء الحرب على هدي ميزان سليم يعني ايذانا بانتصار الثورة وعودة الحياة المدنية والناس إلى بيوتهم وسبل كسب عيشهم واستئاف الزراعة والرعي والتعليم والصحة وبناء اجهزة الدولة وتوفير السلام والطعام والمواطنة بلا تمييز واصلاح الريف والمدينة هو جوهر برنامج الثورة وشعارها الرئيسي (حرية سلام وعدالة). الانتصار على الحرب هو انتصار للثورة.
الثورة الفرنسية في جدولها الزمني مرت بالحرب كجزء من مؤامرات قتلها واستمرت هبوطا وصعودا حتي حققت مدنية الدولة، وحرب الفلول الحالية مثلها مثل الإنقلاب مرحلة من مراحل التآمر على الثورة، ووقف الحرب لابد أن يعني استمرار الثورة واجندتها الازمة لبناء الدولة.
١٤ مايو ٢٠٢٤
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: العملیة السیاسیة وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
حنكش: سلاح حزب الله نقطة ضعف للبنان
أكد النائب الياس حنكش، في حديث عبر "أل بي سي"، ان "انتصار الدولة يكون بحصر السلاح بيد الشرعية ولا أحد يحمي حزب الله والشيعي الا الدولة التي هي للجميع، وما يحصل حافز للعبور الى الدولة".
ورأى ان "تجربة الحرب يجب الا تُعاد وان أحدا لن يقبل بالعودة الى ما كنا عليه قبل الحرب، ومن منطلق لبناني اقول إنني أريد العيش مع كل اللبنانيين شرط ان نكون متساوين بالقانون ولا يمكننا القبول بمن يقرر الحرب سوى الدولة".
أضاف: "أنتصر اذا حافظت على الشباب في البلد واذا كان الاقتصاد مزدهرا والموسم السياحي حافلا وانتصر اذا استقطبنا الاستثمارات واذا كان السلاح موحّدا تحت إمرة الدولة والجيش واذا كان لبنان ينعم بالراحة والاستقرار والاعمار والازدهار".
وشدد على ان "الحرب الدائرة هي حرب اسرائيلية ايرانية على أرض لبنانية، ولن نقبل بتراجع حزب الله الى وراء الليطاني فقط بل يجب ان يقوم بنقد ذاتي ويغيّر طريقة تعاطيه مع الدولة ومع اللبنانيين".
أضاف:"قضيتنا لبنان لا فلسطين ولا ايران و"فشر" ان يرتاح الايرانيون على حساب دماء اللبنانيين. لن نقبل بأن نكمل العيش ببلد فيه من يقرر مصيرنا ولن نرضى بأن نكمل دون مساواة وإيران لم ترسل حتى "حرام" لناسها والدول العربية التي شتمها الحزب كانت أول من ساعد لبنان الذي عُزل عن أصدقائه التاريخيين بسبب حزب الله وحلفائه".
وعن دور المعارضة، قال: "ضغطنا لانتحاب الرئيس ومواجهة حزب الله سياسياً وقمنا بجولة في العالم لان الدولة غائبة والمعارضة فرملت قبضة حزب الله على رئاسة الجمهورية بفرض مرشحها ووقفت بوجه التطبيع في ظل غياب الرئيس".
وشدد على ان الحرب يجب ان تتوقف الآن لان انقاذ لبنان يبدأ بوقف إطلاق النار ويمكن لحزب الله ان يقول ما يريد فالوعي لدى الناس موجود ولا يمكن بيعهم أوهاما كل الوقت. ومجرم من يعتبر ان هناك انتصارا ويجب ان نكمل بالحرب ومجرم من يتلقى اوامره من خارج بلده لمصلحة دولة أخرى ومن يستعمل سلاحه في الداخل ومجرم من يخوّن اللبنانيين ويصهينهم اذا خالفوا رأيه، ولا ضمانة الا الدولة خاصة بعدما اختبر حزب الله ان ايران باعته".
وأضاف: "تبيّن ان سلاح حزب الله عنصر من عناصر الضعف لفقدانه التضامن اللبناني معه ولسنا "فدا" لا الخميني ولا الخامنئي ولا غزة بل أريد دولة اعيش فيها بكرامة وازدهار. ودعوتي لحزب الله الى العمل بالسياسة ولعب دوره السياسي ولا يمكنه اعادة تكوين ترسانته العسكرية وادخالنا في مغامرة جديدة ونحتاج ضمانات دولية لتطبيق القرارات الدولية ولن نلجأ لما يخلق الفتنة بل سنبقى أخصاماً شرفاء للحزب ونحن بمواجهة الدويلة وضد السلاح خارج الشرعية ومع ان يستلم الجيش زمام الأمور على كل الاراضي".
وعن اولويات المرحلة المقبلة، شدد حنكش على "أولوية تطبيق القرارات الدولية بكل مندرجاتها ومؤتمر حقيقي يجمع اللبنانيين على ثوابت مواطنة حقة والانفتاح على كل العالم والحياد اساسي ان بالحياد حياة للبنان"، وقال: "سلاح حزب الله كان نقطة ضعف للبنان واللبنانيين لا نقطة قوة، ولا حل الا باعادة بناء الدولة تحت سقف القانون والعودة الى الدستور الذي يحصر السلاح بيد الشرعية والالتزام بالطائف وتحسينه في حال وُجدت الثغرات".
واعتبر انه "ليس مهما من سيكون رئيس الجمهورية انما المهم ان يكون على مستوى المآسي والتحديات"، وقال: "ليفتح بري المجلس اذ ان السبب الامني انتفى بوجود نواب الحزب في مجلس النواب، فنحن بأمسّ الحاجة الى رئيس يكون الناطق باسم الشعب أمام المجتمع الدولي وينهي أي اتفاق يضع لبنان على المسار الصحيح لبناء الدولة".
وعن حراك رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل، قال: "أثبت الجميّل انه رجل دولة يعمل على ايصال صوت لبنان ومصلحته إلى الخارج الذي همّه اسرائيل، وهو عقد سلسلة اجتماعات اوروبية واميركية مهمّة رافضا أي تسوية على حساب الدولة".
وردا على سؤال، أكد حنكش ان "الكتائب مع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وكل ما يمسّ بقيادة الجيش مردود لفاعله لان المؤسسة التي تحظى بدعم جميع اللبنانيين هي الجيش ولا يجب ان نعرّضها لأي هزّة".