دراسة بحثية .. تكشف الأهداف والدوافع التي تقف وراء زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى محافظة مأرب..
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
سلط مركز بحثي الضوء على زيارة رئيس مجلس القيادي الرئاسي الى محافظة مأرب موضحاً الأهداف والدوافع التي تقف خلف هذه الزيارة وما سيترتب عليها مستقبلا.
ومِن خلال تحليل السياق، وخطابات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية أنه يمكن القول إنَّ الزيارة تحرَّكت بعدد مِن الدوافع وسعت إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها اظهار تمساك قيادة الشرعية وتدعيم الروح المعنوية للكتلة العسكرية بالإضافة الى الاستعدادات للخيارات المستقبلية.
واعتبرت الدراسة زيارة العليمي ومعه عضوا مجلس القيادة الرئاسي: عبدالله العليمي وعثمان مجلِّي رسالة للداخل والخارج حول "تماسك السلطة الشرعية، وتكامل مكوِّناتها، وحضورها في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وأنَّها تعكس الارتباط بين القيادتين: السياسية والعسكرية".
كما أن من ضمن الدوافع الرئيسة للزيارة- حسب الدراسة- هوَ "تدعيم الروح المعنوية للكتلة العسكرية والسكَّانية في مأرب، ورفع جاهزيتها، وتوصيل رسائل إسناد وتحفيز للمكوِّنات العسكرية والشعبية وأجهزة الأمن والسلطة المحلِّية.
وأشارت الدراسة الى ان الزيارة وفرت "فرصة لرئيس مجلس القيادة للاطِّلاع على مستوى الجاهزية القتالية في عدد مِن الجبهات بالمحافظة، كما وفَّرت له كذلك فرصة لتوصيل رسالة ذات مغزى للحوثيين، مفادها أنَّ الجيش الوطني على درجة عالية مِن الجاهزية في حال نكص الحوثيون عن مسار السلام أو فكَّروا باستثمار العمل الدعائي لهجماتهم في جنوب البحر الأحمر في العودة بالبلاد إلى دائرة الحرب والمواجهات العسكرية الكبيرة".
ولفتت الدراسة إلى أنَّ الهدف الأبرز للزيارة يتَّصل بالترتيبات لاستحقاقات المرحلة القادمة، وهي الاستحقاقات التي تتأرجح بين مسار التسوية السياسية ومسار العمل العسكري، مع ميلان للمسار الأخير في ظلِّ انتشاء الحوثيين بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، وارتفاع أسهمهم في الشارع العربي، وفي ظلِّ إدراك الدول الغربية أنَّ جماعة الحوثي باتت تمثِّل مصدر تهديد لمصالحهم في المنطقة والعالم.
وقالت الدراسة ان الزيارة أحدثت ردود فعل شعبية وسياسية وعسكرية واسعة، فقد لاقت ارتياحًا مِن قبل عدد كبير مِن المواطنين، وعدَّها كثير مِنهم مؤشِّرًا إلى تحسُّن إيجابي في وضع السلطة الشرعية، بعد مضى عامان على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي دون أن يقوم "العليمي" بزيارة مأرب، وهو ما أظهر الجيش الوطني وكأنَّه يقاتل دون مظلَّة سياسية.
كما ساهمت في تحفيز السلطة المحلِّية للمضي قدمًا في تنمية وتطوير المحافظة، وفي رفع الروح المعنوية لقوَّات الجيش والأمن. كما أنَّها مثَّلت فرصة لطرح المشاكل والتحدِّيات التي يُعاني مِنها الجيش.
ورأت الدراسة ان آثار هذه الدراسة سوف تتحدَّد على المدى المتوسِّط بناء على المسار الذي ستمضي إليه التطوُّرات في اليمن، فستبرز الآثار الإيجابية بشكل أكبر في حال اتَّجهت الأمور نحو التصعيد العسكري مع جماعة الحوثي، حيث ستكون القيادة السياسية (وحتَّى دولتي "التحالف العربي) أكثر دعمًا للجيش الوطني، وأكثر التحامًا به، وستكون الأمور أقلَّ مِن ذلك في حال التوقيع على خارطة السلام.
كما أنَّ زيارة العليمي -وفقاً للدراسة- قد عكست نَفَس الدولة الذي تتمتَّع به مأرب، وحالة الالتفاف الواسعة مِن قبل المكوِّنات الشعبية ووحدات الجيش والأمن حول رئيس وأعضاء مجلس القيادة، وبقيَّة مؤسَّسات السلطة الشرعية.
ومن جهة أخرى، فقد استفزَّت الزيارة جماعة الحوثي، فقد صعَّدت إعلاميا تجاه أبار النفط والغاز في صافر، وليس هناك يقين حول حدود هذا التصعيد، ودوافعه هل هو للابتزاز؟ أم قد يترجم إلى فعل متهوِّر يستهدف ما تبقَّى مِن موارد البلاد ومقدَّراتها السيادية؟
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
دراسة: انتشار الطيور وحجم أدمغتها لا يحميها من تغير المناخ
عادة ما يطمئن علماء البيئة أنفسهم بقاعدة بسيطة: الأنواع التي تنتشر في مساحات شاسعة من الأراضي وتتمتع بأعداد كبيرة تعتبر أقل عرضة للانقراض مقارنة بالكائنات التي تعيش في بيئات صغيرة ومحدودة. لكن هذه القاعدة قد لا تكون صحيحة في ظل تغير المناخ.
فقد كشف تحليل جديد شمل نحو 1500 نوع من الطيور أن هذه القاعدة قد لا تنطبق على تأثيرات تغير المناخ، وفق موقع "إيرث".
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة تكساس، ونشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشن" في 17 أبريل/نيسان الجاري، أن انتشار الأنواع في مساحات جغرافية واسعة قد يخفي اعتمادها على أنماط مناخية معينة، مما يجعلها عرضة للخطر إن تغيرت.
نقمة الانتشار الجغرافيمن جانبه، أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة كارلوس بوتيرو أن الأنواع التي تنتشر في مناطق جغرافية واسعة غالبا ما تكون أعدادها كبيرة، ولكن المشكلة تكمن في أن العديد من هذه الأنواع تتكيف مع "نطاق مناخي ضيق للغاية". وذلك يجعلها أكثر عرضة للانهيار عندما تبدأ أنماط المناخ في التغير.
وأفادت الدراسة بأن الأنواع التي يُعتقد عادة أنها بمأمن بسبب نطاقها الجغرافي الواسع قد تكون حساسة جدا للتغيرات الطفيفة في درجات الحرارة أو هطول الأمطار، مما يجعلها عرضة للتأثر بتغيرات المناخ.
إعلانويُعد طائر شمعي الجناح البوهيمي أحد أبرز الأمثلة على ذلك. فعلى الرغم من انتشاره من الدول الإسكندنافية إلى ألاسكا، فإن بيئته الموحدة تجعله يعتمد بشكل كبير على درجات حرارة باردة وغطاء ثلجي ثابت. وأي تغير طفيف في درجات الحرارة أو هطول الأمطار قد يدفع هذا النوع للهجرة، مما يهدد استمراره.
وفي المقابل، تقدم الدراسة مثالا آخر يتمثل في الطائر الضاحك ذي التاج الكستنائي، الذي يقتصر وجوده على شريط ضيق من الغابات الجبلية في نيبال وبوتان. وعلى الرغم من صغر نطاقه، فإن بيئة الجبال التي يعيش فيها توفر له تنوعا في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، مما يتيح له التكيف بشكل أفضل مع التغيرات المناخية.
كما كشفت الدراسة عن علاقة غير متوقعة بين حجم دماغ الطيور ومرونتها في مواجهة تغير المناخ. على الرغم من أن الطيور ذات الأدمغة الأكبر تتمتع عادة بقدرة أكبر على التكيف مع التغيرات، فإن الدراسة أظهرت أن هذه الطيور قد تكون أكثر ارتباطا بأنظمة مناخية محددة، مما يجعلها عرضة لتغيرات المناخ غير المتوقعة.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثيرات تغير المناخ على الطيور قد تكون غير مرئية في بعض الأحيان، خاصة على الأنواع التي تتمتع بنطاق جغرافي واسع أو أدمغة كبيرة.
فبعض الطيور التي تعيش في مناطق مثل القطب الشمالي قد تواجه تهديدات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية غير المتوقعة. وفي الوقت نفسه، قد تواجه الطيور التي تعيش في الغابات الاستوائية، والتي تتمتع بأدمغة كبيرة وتتطلب مستويات عالية من الرطوبة، مخاطر مشابهة في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة وجفاف المناطق الاستوائية.
وأكدت الدراسة ضرورة إعادة تقييم أولويات الحفاظ على البيئة. ففي حين تركز العديد من البرامج البيئية على الأنواع النادرة أو محدودة النطاق، قد تحتاج الأنواع التي تبدو آمنة بسبب حجمها أو قدرتها على التكيف إلى اهتمام مماثل، خاصة في ظل تحديات تغير المناخ المتزايدة.
إعلان