مخاطر التغيرات المناخية على سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فألقى خطابًا ساميًا يوم الاثنين الموافق 11 من أكتوبر 2021م على إثر تعرض سلطنة عُمان لأنواء مناخية استثنائية (الحالة المدارية شاهين).
حيث إنها خلّفتْ خسائرَ ماديةً كبيرة، في ممتلكات المواطنين والبُنى الأساسية، ومن أجل الإسراع في استيعاب تأثيرات الحالة المدارية، أمر جلالته - حفظه الله ورعاه- بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة بهدف التعامل مع ما خلّفته هذه الحالة المدارية، وما قد يحدث مستقبلًا من حالات جوية متطرفة أو كوارث طبيعية - لا قدّر الله.
وصدرت أوامر سامية بتاريخ الثالث من أكتوبر 2021م بتشكيل لجنة وزارية لتقييم الأضرار الناتجة عن الأنواء المناخية، وتوفير شتى أشكال الدعم والمساعدة للتخفيف من حدة التأثيرات.
كما وجّه جلالته -أعزه الله- أثناء ترؤسه لمجلس الوزراء بتاريخ 12 من أكتوبر 2021م كافة قطاعات الدولة بالتنسيق بينها للعمل على الجاهزية المسبقة للتعامل مع الآثار المترتبة على الحالات الطارئة مستقبلًا -لا قدر الله- وذلك من خلال وضع خطط استراتيجية لإدارة الكوارث تأخذ في الاعتبار المتغيرات المستقبلية.
إن ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على مختلف القطاعات بسلطنة عُمان أصبحت واقعًا وبمعدل تكرار عالٍ، حيث تعرضت خلال الـ14 عامًا الماضية إلى حوالي 12 إعصارًا مداريًّا أي بمعدل إعصار لكل عام تقريبًا.
إن الدمار الذي تتعرض له البنية الأساسية لجميع القطاعات وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية بعد كل حالة مدارية يستوجب معه إعادة النظر في كافة الجوانب المتعلقة بالتشريعات والتخطيط والتنمية من أجل التكيف وتعزيز الصمود ورفع جاهزية القطاعات والمجتمع مع التغيرات المناخية المحتملة وما تسببه من أضرار وتحديات.
وهذا بلا شك يستوجب إعادة النظر في الجوانب المتعلقة بالشؤون المناخية من خلال إيجاد منظومة وطنية متكاملة تشمل في إطارها العام تنمية وبناء القدرات المهنية المتخصصة في مجال التغيرات المناخية وتأثيراتها وفق خطة استراتيجية وطنية هادفة وواضحة المعالم.
إن للتغيرات المناخية تداعيات سلبية مما جعل الدول تسارع في إنشاء مراكز ولجان تعنى بدراساتها؛ وذلك لإيجاد الطرق والحلول العلمية والعملية للتخفيف من آثارها المحتملة ولتعزيز الصمود والتكيف، نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر المركز الوطني للمناخ، والمركز الإقليمي للإنذار المبكر للعواصف الرملية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بالمملكة العربية السعودية.
وهنا تتجلى الحاجة إلى إنشاء مركز وطني متخصص يعنى بإعداد دراسات علمية رصينة للتغيرات المناخية المحتملة وطرق التخفيف من آثارها ودرأ مخاطر الفيضانات والسيول الجارفة، كذلك وضع خطط وطنية بناءً على هذه الدراسات لما يتوجب فعله قبل وأثناء وبعد حدوث الحالات المطرية الاستثنائية (المدارية منها والأخاديد الجوية والمنخفضات الجوية).
وأن تكون اختصاصاتها الآتي: إجراء دراسات عن التغير المناخي والدروس المستفادة منه، وضع تصورات مستقبلية لأوجه التخطيط العمراني والحضري والبنى الأساسية، تسهم في التعامل مع تلك التغيرات المناخية بشكل فاعل، وضع حلول عملية استباقية لمواجهة التحديات وتقليل الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية مستقبلًا، وإجراء دراسات هيدرولوجية لمعرفة المياه المختزنة وتحديد خرائط مسارات الأودية والشعاب لتفادي إلحاق أضرار على البنى الأساسية والمساكن والسكان، وإعادة رسم مسارات الأودية وإحراماتها بما يكفل التصريف الآمن نسبيًا لمياه الفيضانات وفق إطارها الطبيعي، واقتراح أماكن إنشاء قنوات تصريف المياه والسدود، وإعادة تحديد وتنظيم التجمعات السكانية لتلافي المخاطر، واستخدام الصور الفضائية والجوية والطائرات بدون طيار (درون)، ونظم المعلومات الجغرافية ونماذج تكوينات الأعاصير والأمطار لتحليل البيانات بهدف المساعدة في اتخاذ القرار المناسب.
إن النمو العمراني في القرى والمناطق الواقعة في الأحباس العليا للمستجمعات المائية وعلى طول مسارات الأودية لا شك أن لها تأثيرات سلبية على معدلات تدفق الأودية وبالتالي رفع احتمالية تأثيرات الفيضانات للمناطق الواقعة بالمناطق الفيضية وكذلك على طول مسارات الأودية.
لذلك فإن التخطيط السليم يجب أن يشمل المستجمع المائي كاملًا كم أحباسه إلى مناطق الأودية من أجل إدارة فاعلة ومتكاملة للفيضانات.
ولا شك أن سدود الحماية والتغذية لها الأثر الإيجابي ودور فاعل في منظومة إدارة مياه الفيضانات والسيول والاستفادة منها، لذلك الحاجة ماسة لتعزيز ودعم بناء السدود مع وضع السياسات والموارد اللازمة لصيانتها المستمرة لتعزيز الاستفادة منها في الحماية من مياه السيول الجارفة، وكذلك في حصاد مياهها لرفد المخزون الجوفي، هذا بالإضافة إلى المحافظة على مسارات التصريف لمياهها لحماية المناطق الواقعة أسفلها.
وتبدو الحاجة ماسة في جميع الأحوال لإنشاء جهة مختصة لدراسة هذه الظواهر وأبعادها وتأثيراتها على التنمية والمجتمع والإنسان والسكان والمنشآت.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة
إقرأ أيضاً:
عميد هندسة الأزهر يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية cop29 بأذربيجان
شارك الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة بقنا، في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29 بعد فوزه في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
الأزهر للفتوى يوضح أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد الأوقاف: اعتماد 82 خطيبًا بالمكافأة من المحالين للمعاشهذا، وقد وجهت منظمة الأمم المتحدة دعوة للدكتور محمد جلال لحضور المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29؛ حرصًا من المبادرة الوطنية لعرض المشروعات الفائزة في هذا المؤتمر الدولي المهم الذي تنظمه الأمم المتحدة بدولة أذربيجان وتشارك فيه أكثر من 200 دولة من دول العالم.
هذا وقام الدكتور محمد جلال بعرض المشروع وإلقاء محاضرة عنه بوجود الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الأقتصادية، وفي وجود الوفد المصري والشركاء الدوليين في أثناء فعاليات الموتمر بدولة أذربيجان، وقد تقدم للمبادرة عدد 5731 مشروعًا على مستوى الجمهورية، فاز منها 18 مشروعًا في 6 مجالات مختلفة من خلال لجنة تحكيم وطنية برئاسة الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتنمية المستدامة، والسفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المشرف العام على المبادرة.
وأوضح جلال أن المشروع الذي تقدم به تضمن ابتكار لتطوير تصميم وتنفيذ وحدة لمعالجة مياه الصرف الصناعي متعددة الأغراض باستخدام التكنولوجيا الخضراء صديقة البيئة منخفضة التكاليف والتي تعمل بالتحكم الرقمي.
وأضاف جلال أن الابتكار الجديد يتميز بأنه يستخدم في المصانع كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل: مصانع الورق، والبتروكيماويات، والرخام والجرانيت، ومصانع الحديد، والمنسوجات والأصباغ.
مشيرًا إلى أن الابتكار يعالج ويسترجع 95 ٪ من المياه المستخدمة في العمليات الصناعية وإعادة استخدامها مرة أخرى بشكل آمن، كما أنه يوفر تكلفة كبيرة، ويحافظ على ثروة مصر المائية من المياه التي تستخدم في المصانع، ويضمن الصرف الآمن للحفاظ على البيئة.
جدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الاقتصادية يتم تنفيذها تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتشكلت بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وتنفذها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ويشرف عليها السفير هشام بدر.