جاءت زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى دولة الكويت الشقيقة، ولقاؤه المثمر مع أخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ليعطي دفعة قوية لأواصر العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان ودولة الكويت. ومن هنا شكلت هذه الزيارة أهمية كبيرة على صعيد تحقيق التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة وفي ظل التوتر المتواصل واستمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين.

إن الزيارة السلطانية التي اختتمت بالأمس شكلت فصلا مهما في تعزيز الشراكة الاقتصادية وتفعيل الجوانب الاستثمارية والتجارية والثقافية في ظل التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والبرامج المشتركة، ومن هنا فإن الاستقبال الرسمي والشعبي لجلالته - حفظه الله ورعاه - عند وصوله لدولة الكويت يعبر عن مدى الحب والاحترام المتبادل بين القيادتين والشعبين الشقيقين.

لقد سجلت العلاقات العمانية الكويتية أنموذجا يحتذى على صعيد العلاقات العربية العربية، كما أن هناك تناميا في مجمل التبادل التجاري وعلى صعيد الاستثمارات في ظل وجود أكبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة وهي مصفاة الدقم التي تُعد من أكبر المشروعات المشتركة بين بلدين في مجلس التعاون الخليجي، وهي خطوة انطلاق نحو آفاق مشتركة خاصة في مجال الصناعات البتروكيماوية.

كما أن العلاقات في مجال السياحة تسجل تطورًا ونموًا متواصلًا حيث زار سلطنة عُمان خلال عام 2023 أكثر من 40 ألفا من الأشقاء من دولة الكويت، كما أن التبادل التجاري سجل رقمًا يقترب من ملياري دولار. علاوة على وجود عشرات الشركات الكويتية التي تعمل في السوق العُماني خاصة على الصعيد العقاري وفي المجال الصناعي، وهناك آفاق واعدة لمزيد من الشراكات بين البلدين وخاصة بين القطاع الخاص في ظل وجود الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال.

كما أن عقد منتدى الاستثمار الكويتي العُماني على هامش الزيارة السلطانية إلى الكويت شكل خطوة مهمة وحيوية نحو تعزيز التعاون في عدد من المجالات الواعدة خاصة القطاع اللوجستي وفي مجال الطاقة المتجددة وفي مجال الصناعة، وجرى توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز الاستثمار العُماني والهيئة العامة للاستثمارات الكويتية حول إمكانية عمل صندوق استثماري مشترك، كما أن هناك تعاونا في مجال التقييس والمواصفات وفي مجال التدريب.

إن زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى دولة الكويت ولقاؤه المهم مع أخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، معززة وداعمة لتلك الجهود العمانية الكويتية نحو الانطلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين والشعبين الشقيقين في ظل العلاقات المميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

فيما يخص الملف السياسي فإن المحادثات بين زعيمي البلدين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة كانت حاضرة خاصة وأن مسقط والكويت تتمتعان بعلاقات واسعة وحيوية على الصعيد الإقليمي والدولي وهناك جهود سياسية تبذل من كلا البلدين لإنهاء التصعيد والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

كما أن الجهد الإنساني متواصل لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، كما أن عضوية البلدين في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشكل دعمًا كبيرًا في مجال الدبلوماسية ودعم الحوار السياسي وحل قضايا المنطقة بالطرق السلمية بعيدا عن الصراعات والحروب.

إن العلاقات العمانية الكويتية تعد أنموذجا للتنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي، وهذا يشكل خطوة كبيرة نحو آفاق جديدة رحبة في المرحلة القادمة في ظل تنامي تلك العلاقات وفي ظل تلك الزيارات رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، كما أن زيارات مسؤولي البلدين والشعبين الشقيقين متواصلة وهناك تناغم في المواقف المختلفة على الساحة العربية والإسلامية والدولية.

ومن هنا فإن الزيارة السلطانية لجلالته - حفظه الله ورعاه - لدولة الكويت تأتي منسجمة مع التطورات المتواصلة على صعيد تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي المجال الإعلامي والثقافي وعلى صعيد التبادل السياحي، خاصة وأن بلادنا سلطنة عمان تتمتع بموقع استراتيجي بحري فريد وبها مقومات طبيعية كإحدى الدول الجاذبة لقطاع السياحة من خلال تنوع طبيعتها والتراث الكبير الذي تتمتع به، ومن هنا فإن التدفق السياحي بين الشعبين الكويتي والعماني سوف يسجل تناميا كبيرا خلال المرحلة القادمة وفي ظل تنامي العلاقات التجارية والاقتصادية وفي ظل التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: والشعبین الشقیقین حفظه الله ورعاه سلطنة عمان على صعید ومن هنا فی مجال وفی ظل کما أن

إقرأ أيضاً:

4 مشـاريع تمثل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن أسماء المتأهلين الأربعة لتمثيل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات في نسخته الـ"50" المزمع إقامته خلال الفترة من 9 ـ 13 من أبريل القادم بمدينة جنيف السويسرية، وذلك في ختام مرحلة التقييم النهائية للمشاركين التي أقيمت اليوم بمجمع الابتكار مسقط برعاية سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار.

وقال سعادته: إن الإعلان عن المتأهلين لتمثيل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات يمثل أحد برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ويهدف إلى دعم الابتكارات الفردية، والشباب العماني مبدع في ابتكار أفكار ومنتجات يمكن المنافسة بها ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي، إذ إن الابتكار يصقل بالمشاركة في المعارض العالمية والاحتكاك مع ذوي الخبرة، كما يصقل بالبحث العلمي والتجارب.. ولذلك جاءت فكرة المشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات، ودعم الوزارة لهذه المشاركة من خلال 4 مشاريع ابتكارية لعرضها على المستوى العالمي، وكانت المنافسة كبيرة بإجمالي 36 فكرة ومشروعا ابتكاريا تم تقديمها واختيار 4 مشاريع منها للمشاركة في معرض جنيف للاختراعات.

وأكد أن سلطنة عمان بلغت المرتبة الـ 74 في مؤشر الابتكار العالمي، وثمة تقدم في المؤشرات الفرعية ولا زلنا نعمل عليها لرفع تصنيف سلطنة عمان عالميًا، وتنشد "رؤية عمان 2040" للوصول إلى أعلى 20 دولة في العالم بحلول عام 2040، وأعلى 40 دولة على مستوى العالم بحلول عام 2030، والجهود والبرامج تعمل وفق خطط مدروسة لتحسين البيئة الابتكارية في سلطنة عمان والمنظومة العلمية للبحث العلمي والابتكار.. مبينًا سعادته أن واحدة من المهام التي أُوكلت للوزارة تنظيم سياسات البحث العلمي والابتكار ودعم المبتكرين والباحثين وهناك الكثير من البرامج في هذا المجال سواء في إنتاج المعرفة هناك العديد من البرامج منها برنامج الدعم المؤسسي المبني على الكفاءة والذي يدعم أكثر من 400 مشروع بحثي سنويا بمبلغ يتجاوز مليوني ريال عماني، وبرامج دعم البحوث في المؤسسات الحكومية وهو برنامج دعم البحوث للمشاريع الاستراتيجية، ولدينا البحوث التي تأتي من القطاع الصناعي عبر منصة إيجاد، وغيرها الكثير من البرامج لدعم المبتكرين بينها مسابقة الجدران المتساقطة التي تقام في برلين، وبرنامج دعم العلماء الشباب الذي يقام في لندن، ومشاركة الشباب العماني في مسابقة لينداو العالمية، وكذلك مشروع أبجريد لتحويل المشاريع الطلابية إلى شركات ناشئة، وبرنامج منافع، كما أن الوزارة من خلال مجمع "ابتكار مسقط" تؤسس لحاضنات داخل المجمع وإنشاء حاضنات في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، وقد وقعنا العام المنصرم 6 اتفاقيات لإنشاء حاضنات في الجامعات الكبرى في البلاد، وهذه البرامج تكمل المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار وتؤسس للاقتصاد المبني على المعرفة.

وأسفرت نتائج التقييم عن تأهل أربعة مشروعات وهي مشروع "نظام تنظيف وتعقيم مكيف السيارة" للمبتكر محمود بن محمد الهنائي، ومشروع "لغة" للمبتكرة ليان بنت سعيد الرحبية، ومشروع "التطبيق الهاتفي.. الرحال العلمي" للمبتكرة الدكتورة هدى بنت علي الحوسنية، بالإضافة إلى مشروع "إتيان" للمبتكر مؤيد بن سمير البلوشي.

وحول تنظيم الوزارة لتصفيات المشاركة في هذا الحدث العالمي أكدت خديجة بنت عبدالله الحراصية أخصائية برامج بحثية وابتكارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن مشاركة سلطنة عُمان للمرة الأولى في معرض جنيف الدولي للاختراعات تأتي بهدف إتاحة الفرصة للمبتكرين العُمانيين، وأصحاب براءات الاختراع للمشاركة في واحدة من أقوى التجمعات العالمية السنوية للمخترعين، إذ بلغ عدد المتقدمين للمشاركة في المعرض (36) مشروعًا، خضعت جميعها لإجراءات الفرز والتقييم، ترشح منها (20) مشروعًا للمرحلة النهائية، تأهل منها (4) مشاريع لتمثيل سلطنة عمان.

وأضافت: يستضيف المعرض المبتكرين ورواد الأعمال والمستثمرين والمهتمين بالاختراعات، وهو بمثابة ساحة مفتوحة لــــ (40) دولة حول العالم لعرض أكثر من 1000 ابتكار في مجالات الميكانيكا والآلات والصناعة والمعادن، والإلكترونيات وعلوم الحاسوب، والكهرباء والشبكات، والبرمجة والأمن السيبراني، والبناء والعمران، والهندسة والطاقة، والصحة والرياضة، والغذاء والدواء، والبيئة والزراعة والمياه، والفنون والسينما، والطب والجراحة، والبصريات، والنقل والطيران والعلوم البحرية، والتعليم والرعاية، والعلوم الحياتية.

وقد ضمت لجنة تقييم المترشحين الدكتور صلاح بن صومار الزدجالي، مدير عام البرامج وبناء القدرات، والدكتور محمد بن حمدان البادي رئيس الجامعة العربية المفتوحة، بالإضافة إلى الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى.

وعبرت المبتكرة ليان بنت سعيد الرحبية، صاحبة مشروع "لغة" عن فرحتها بالتأهل للمشاركة في معرض جنيف الدولي للاختراعات وأكدت أن المشروع يساعد فئة الصم والبكم على التواصل مع المجتمع.

وقال المبتكر مؤيد بن سمير البلوشي، صاحب مشروع "إتيان": إن الابتكار يساهم في تعزيز الأمن البحري من خلال جهاز "إتيان" يتم إرسال جهاز استغاثة للصيادين عن طريق الأقمار الصناعية وموجات الراديو.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان ترحب بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في غزة
  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية إزالة الازدواج الضريبي ومنع التهرب مع سلطنة عمان
  • وفد سعودي يطلع على التجربة البرلمانية العمانية
  • سلطنة عمان ومملكة البحرين.. علاقات حضارية راسخة
  • هاتفيا.. السعودية والبرازيل تبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين
  • استعراض أدوار ومسؤوليات "حقوق الإنسان" في مجلس الدولة
  • رؤية عمانية حكيمة تُحول التحديات إلى فرص مواتية
  • 4 مشـاريع تمثل سلطنة عُمان في معرض جنيف الدولي للاختراعات
  • المملكة واليونان.. شراكة إستراتيجية نحو آفاق أوسع من التعاون
  • سلطنة عُمان تحتضن  قمة «أنوكسيرا» العالمية لتقنيات التعلُّم الذكي.. و"التربية والتعليم" تستشرف آفاق "ما وراء التقنيات"