كيف تواجه عبوس طفلك الدائم؟ وكيف تعلمه تخطي المواقف الصعبة؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يقضي الكثير من الآباء والأمهات سنوات طويلة من أعمارهم لإسعاد أبنائهم، ويبذلون جهودا مضنية في سبيل ذلك. ومع ذلك، يعاني بعضهم من تذمّر الأطفال، وبكائهم على أصغر الأشياء، ومبالغتهم في التعبير عن المشاعر السلبية.
وبالنظر إلى حرص الأهالي الشديد على سعادة أبنائهم، فإن ردود فعل الأطفال السلبية تضع حملا إضافيا على كاهلهم.
تعرّف استشارية الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين الدكتورة ميراي صعب، العبوس على أنه نوبة غضب صامتة تشكل جزءًا من سلوك كثير من الأطفال. وغالبًا ما يكون "الطفل العابس" متقلب المزاج، يعبر عن مشاعره بـ"التكشير" كوسيلة اعتراض.
يلجأ الطفل إلى هذا السلوك لإظهار استجابة سلبية للبيئة المحيطة به، ولإيصال رسالة مفادها أنه غاضب أو محبط.
لكن صعب تحذر من استسلام الوالدين لهذا السلوك، "وفي الوقت نفسه عليهم تجنب إلقاء اللوم على الطفل، حتى لا يؤدي إلى تفاقم الوضع ودفعه للتصميم على موقفه".
وتؤكد استشارية الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين أن معظم الصغار لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم السلبية بطريقة طبيعية، لأنهم يفتقدون إلى الذكاء العاطفي.
وتضيف، "لا يظهر هذا عند الأطفال فقط، فقد يفتقر المراهقون أيضًا إلى الذكاء العاطفي، ما يؤدي بهم إلى الحزن بدلًا من التواصل. لهذا السبب، قد تجد الأطفال عابسين دون سبب لأنهم لا يستطيعون التعرف على مشاعرهم السلبية".
وتبين صعب أن "الشعور بالامتنان في الأساس مهارة، قد يفتقدها الطفل العابس، وذلك يجعله دائما في حالة حزن تتضخم مع حدوث أي موقف بسيط".
وتشير صعب إلى أن الطفل العابس قد يبالغ في رد فعله من حزن وغضب عند تحطم لعبته مثلا، بل يعتبر ذلك أسوأ تجربة في حياته.
ومع ذلك تذكر الاختصاصية الوالدين بضرورة تدريب الطفل على تخيل الأسوأ والتصالح مع الحوادث ونتائجها، لافتةً إلى أن قلة عدد ساعات النوم، قد يكون السبب وراء شعور الأطفال بعدم الرضا والعبوس، "حيث يصبح مزاجه معكرا، مما يعني أهمية حصوله على عدد ساعات نوم كافية كل يوم، من خلال الحرص على ذهابه للسرير في أوقات مبكرة، مع عدم تهاون الوالدين فيما يخص السهر أمام التلفزيون أو اللعب بالأجهزة الإلكترونية".
يقدم موقع "موم جونكشين" أفضل الطرق التي تساعد على تقويم وتعديل هذا السلوك السلبي ومنع تفاقم هذه المشكلة:
الاهتمام والرعاية:يشعر الأطفال بالأمان مع اهتمام الوالدين، لذلك يتوجب على كلا الوالدين قضاء وقت ممتع مع أطفالهم. كما من الضروري إيجاد الوقت لإجراء الأحاديث الإيجابية، والتي تتضمن أسئلة عن يوم الطفل، ومن قابل في يومه، وما المواقف التي مر بها.
يساعد هذا الاهتمام الأطفال على البقاء سعداء ومنفتحين بشأن مشاكلهم أمامك بطريقة صحية، وبالتالي يمنعهم من العبوس.
في بعض الأحيان يصبح الأطفال متقلبي المزاج وعابسين لأنهم -ببساطة- لا يعرفون ماذا يفعلون، لهذا يصدر عنهم سلوك سلبي، ربما يصل إلى العدوانية، للتعبير عن استيائهم. لهذا يجب عدم فرض العقوبات على الطفل إذا كان يميل للتجهم والنكد، لأنه في حالة مزاجية سيئة.
وللحصول على نتيجة إيجابية، من الضروري التواصل والتحدث معه بهدوء. فمن أفضل طرق تأديب الطفل النكدي التعبير بوضوح عن توقعاتكما، وفهم ما يفعله بشكل صحيح، وإخباره بأن ما يفعله خاطئ دون الإفراط في انتقاده.
التواصل الإيجابي:على الوالدين محاولة إخراج الطفل من دائرة السلبية والعبوس وإيجاد طريقة للتعبير عن مشكلته بهدوء. فعند ملاحظة الوجه العابس، لا بد من تشجيعه للتعبير عن مشاعره من خلال الكلمات. فهذا يمكن أن يساعده على التنفيس عن مشاعره السلبية بطرق يمكن فهمها.
ومع ذلك، يجب عدم الاستسلام لهذا السلوك حتى لو لم يستمع إليكما. فالهدف هنا هو تعليمه أن التواصل اللفظي أكثر جدوى وفعالية.
الصبر والتفهم:أفضل ما يمكن فعله هو السماح للطفل بالتعبير عن عدم رضاه ومعرفة السبب، بدلا من تجاهله، فمعرفة السبب تساعد الأهل في اقتراح بعض الحلول.
وسائل تعبير مختلفة:وذلك من خلال تدريب الطفل ومساعدته بشكل عام للتحدث مع نفسه، وإخراج مشاعره والتعبير عنها سواء بالحديث أو الرسم أو الكتابة أو حتى اللعب، ومن ثم مناقشته بما يشعر به وأسبابه وتحليله وتهدئته.
على الوالدين المحافظة على بيئة منزلية سليمة وهادئة بعيدة عن التوتر، فالأطفال يكونون أكثر تأثرا عندما يواجهون مواقف صعبة. يجب أن يكون المنزل المكان الآمن الذي يستطيع فيه الطفل التعبير عن نفسه دون خوف.
التغذية السليمة:لا بد من أن تتأكد الأم من أن طفلها يتمتع بصحة جيدة، ومن الأفضل أن تخطط له وجبات متوازنة تشمل العناصر الغذائية كافة، بدلا من الاعتماد على المكملات الغذائية.
تحديد موعد للشكوى:تخصيص وقت للشكوى فقط، وإخبار الطفل بأنه خلال هذا الوقت يمكنه التحدث عن الأشياء التي تزعجه. وهكذا سيتخلص تدريجيا من عادته من التذمر والشكوى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات نفسي التعبیر عن هذا السلوک عن مشاعره
إقرأ أيضاً:
في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
الثورة / متابعات
قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم في سجونه ومعسكراته، من بينهم أكثر من 100 طفل معتقل إداريًا، ويواجه الأطفال الأسرى جرائم منظمة تستهدف مصيرهم، أبرزها جرائم التعذيب، جريمة التجويع، والجرائم الطبية، إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يتعرضون لها بشكل يومي، وهذه الانتهاكات أسفرت مؤخرًا عن استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، وهو الطفل وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد في رام الله، الذي استشهد في سجن (مجدو).
وأضافت المؤسسات (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، في تقرير صحفي، امس، تلقته “قدس برس”، بمناسبة “يوم الطفل الفلسطيني”، الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، أن حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال في تصاعد كبير، تهدف إلى اقتلاعهم من بين عائلاتهم وسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ قضيتنا، وذلك في ظل استمرار الإبادة الجماعية وعمليات المحو الممنهجة، التي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأطفال، إلى جانب الآلاف من الجرحى وآلاف ممن فقدوا أفرادًا من عائلاتهم أو عائلاتهم بالكامل. تشكل هذه المرحلة امتدادًا لسياسة استهداف الأطفال التي لم تتوقف يومًا، لكن ما نشهده اليوم من مستوى التوحش غير مسبوق.
وشهدت قضية الأطفال الأسرى تحولات هائلة منذ بدء الإبادة، وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل عن 1200 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، إضافة إلى أطفال من قطاع غزة الذين لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم الأطفال المعتقلين.
إلى ذلك قالت منظمة عالمية، إن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.
وبين مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، في بيان، أمس، أن “يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث قتل العدو في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023م، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في المعتقلات الصهيونية “.
وقال أبو قطيش، إنه “لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها”.
واعتبر أن “القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم الصهيونية ضد الأطفال الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة”.
ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن “تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع العدو”.
من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أمس السبت، أن51% من سكان قطاع غزة من الأطفال يشكّلون النسبة الأكبر من ضحايا القصف الصهيوني على القطاع.
وأفادت “أونروا”، باستشهاد وإصابة 100 طفل يومياً في غزة منذ استئناف الحرب في 18 من مارس الماضي.
وتتزامن اليوم حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها “إسرائيل” على قطاع غزة مع يوم الطفل الفلسطيني، وهو اليوم المقرر له أن يكون احتفال للأطفال الفلسطينيون داخل أراضيهم، ويوافق الخامس من أبريل من كل عام، ولم يكن يوم الطفل الفلسطيني هذا العامة كسابقه، حيث الآلاف من الضحايا والأبرياء والأيتام والشهداء والمصابين الذين يزداد أعدادهم يومًا بعد يوم بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهراً.