رئيس "سدايا": مبادرات وطنية لتعزيز مكانة المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
قال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، إن العالم يقف على أعتاب تحوُّل تقني كبير؛ مدفوعًا بدرجة أساسية بالتطورات التي يشهدها الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن تحقيق فوائد هذه النقلة يتطلب التفاعل النشط مع القدرات التغييرية للذكاء الاصطناعي، حيث إنّه بحلول عام 2030 لن يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية بل سيكون ركيزةً أساسيةً لنجاح وتقدم دول العالم.
أخبار متعلقة إحباط تهريب 170 كيلوجرامًا من المخدرات.. وضبط 3 أشخاص"الشورى" يطالب بتنويع وتجويد برامج التطوير المهني المقدمة للمعلمينجاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم في مؤتمر مبادرة "GREAT FUTURES" الذي تستضيفه الرياض في مركز الملك عبدالله المالي "كافد"، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية السعودية - البريطانية في عدة قطاعات إضافة إلى تطوير التجارة والاستثمار المتبادل.البيانات والذكاء الاصطناعيوأضاف الغامدي: "إن مسيرتنا الطموحة في المملكة تستضيئ بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، وانطلاقًا من هذه التوجيهات أطلقت سدايا عددًا من المبادرات الوطنية التي تهدف لتعزيز مكانة المملكة وجعلها في طليعة دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا الهدف لا يتعلق بالفخر الوطني فقط، وإنما يتعلق أيضًا بتحقيق ميزة تنافسية مستدامة، وهو ليس خيارًا بل ضرورة ملحة".
وأشار إلى أن لتحقيق هذا الهدف جرى إطلاق مجموعة من الحلول الابتكارية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، منها في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعدد من المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية، التي قُدم فيها حل ابتكاري لتشخيص حالات فقدان البصر الناتج عن اعتلال الشبكية السكري بدقة تصل إلى 92%، واستفاد منه أكثر من 600 مريض على مستوى المملكة.
وأوضح أنه في تحليلات البيانات تقوم منصة "استشراف" في سدايا بخدمة أكثر من 100 صانع قرار حكومي، بما يساعد على تحقيق وفورات مالية تتجاوز 51 مليار ريال، منوهًا بأنّه فيما يخص الوصول إلى الخدمات الرقمية قامت منصة النفاذ الوطني الموحد التي طورتها "سدايا" بتسهيل الوصول إلى الخدمات الرقمية، وتخدم أكثر من 500 جهة في القطاعين الحكومي والخاص.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رئيس "سدايا" خلال كلمته- واس برنامج مبرمجي ذكاء المستقبلوأشار الغامدي إلى أنّه فيما يخص بناء القدرات البشرية قامت "سدايا" بتدريب ما يزيد عن 700 معلم و20 ألف طالب وطالبة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مبادرة "برنامج مبرمجي ذكاء المستقبل".
وبيّن أنّ أكاديمية "طويق" خير شاهد على التزام سدايا الراسخ بتطوير القدرات البشرية في مجال التقنيات الناشئة، إذ تُخرِّج الأكاديمية المئات أسبوعيًا ليلتحقوا بسوق العمل، والمملكة تعمل بالشراكة مع أكبر المؤسسات الدولية مثل جامعة أكسفورد، لتوفير تدريب عملي في الذكاء الاصطناعي للطلاب والموظفين.أخلاقيات الذكاء الاصطناعيوأكّد الغامدي أنّ المملكة ملتزمة بأن تكون رائدةً في تشريعات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حيث تستضيف الرياض المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي "iCAIRE" برعاية اليونسكو، ووضعت المملكة معايير حوكمة شاملة لإدارة البيانات، وسنَّت قانون حماية البيانات الشخصية، وأصدرت مبادئ توجيهية لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وتابع بأنّ التزام سدايا بالذكاء الاصطناعي يمتدُّ إلى زيادة الوعي بإمكاناته وفهمها، حيث سجل الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي "أذكى" رقمًا قياسيًا بتسجيل 260 ألف طالب وطالبة هذا العام.
كما سهلت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المُقامة في الرياض خلال عامي 2020 و2022 الحوار الدولي، واستقطبت أكثر من 10 آلاف زائر، بما في ذلك صناع السياسات والخبراء والمتخصصون في الذكاء الاصطناعي من 90 دولة، وأسهمت هذه المبادرات في إحراز المملكة المرتبة الثانية عالميًا في مجال الوعي بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2023 الصادر عن جامعة ستانفورد.الشراكات الدوليةوأكّد الغامدي أنّ المملكة تتطّلع إلى بذل المزيد من جهود التعاون وعقد المزيد من الشراكات الدولية مع دول العالم، مشيرًا إلى أنّ بريطانيا شريك مهم في رحلتنا بمجال الذكاء الاصطناعي، إذ شاركت المملكة في قمة سلامة الذكاء الاصطناعي التي نظمتها بريطانيا في بلتشلي بارك في نوفمبر 2023.
ودعا الدكتور عبدالله الغامدي في ختام كلمته إلى مواصلة هذا الحوار خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تنظمها سدايا في شهر سبتمبر المقبل، كما دعا الجميع لتبنّي الذكاء الاصطناعي معًا ليس للتقدم الذي يعد به فقط ولكن للازدهار الذي سيحققه لكل مواطن ومجتمع ودولة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن الأمير بدر بن عبدالمحسن واس الرياض سدايا رئيس سدايا الذكاء الاصطناعي في السعودية الذكاء الاصطناعي السعودية والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی مجال أکثر من
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.