فى خطوة تاريخية مهمة، يأتى قرار مصر بالانضمام إلى الدعوى القضائية التى أقامتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بسبب الأحداث الدامية التى وقعت فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. يعتبر هذا القرار تأكيدًا على الدور التاريخى لكل من مصر وجنوب أفريقيا فى دعم القضية الفلسطينية ونضالها ويشهد على التزامها الدائم بدعم الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل تحقيق حقوقه الوطنية والإنسانية.
مصر لعبت أيضًا دورًا مهمًا فى تحقيق المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني، وذلك من خلال استضافتها لمفاوضات المصالحة بين حركتى فتح وحماس فى القاهرة والتى أفضت فى النهاية إلى توقيع اتفاق المصالحة فى عام 2011. وقد شهدت مصر أيضًا عدة جولات من المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة بهدف تحقيق المصالحة والوحدة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
أما جنوب أفريقيا فتشتهر بدورها الفعال والمؤثر فى دعم القضية الفلسطينية ومكافحة العنصرية والظلم الاجتماعى والسياسى. بفضل النضال الشجاع والمثابرة، تمكن الشعب الجنوب أفريقى من القضاء على نظام الفصل العنصرية المستبد الذى كان يحكم البلاد، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
منذ تحقيق الحرية والديمقراطية فى جنوب أفريقيا، وجدت الحكومة الجنوب أفريقية نفسها فى موقف قوى لدعم القضية الفلسطينية ونضالها من أجل الحرية والعدالة. تعرف الحكومة الجنوب أفريقية جيدًا معاناة الشعب الفلسطينى وتشاركهم الرؤية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.
وفى هذا السياق، أقامت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل لمساندتها الشعب الفلسطينى والوقوف ضد انتهاكات حقوق الإنسان التى يتعرض لها الفلسطينيون فى الأراضى المحتلة. تتضمن الدعوى القضائية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل إسرائيل، وتطالب بتحقيق العدالة وتعويض.
وتعتبر خطوة انضمام مصر للدعوى القضائية التى أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل خطوة هامة ومؤثرة. فمصر، بوصفها إحدى الدول العربية والإسلامية الكبرى وجارة إسرائيل، تمتلك تأثيرًا كبيرًا فى المنطقة وتاريخًا طويلًا فى دعم القضية الفلسطينية.
بانضمامها للدعوى القضائية، تعزز مصر موقفها المبدئى فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى وإحقاق العدالة. تعكس هذه الخطوة التزام مصر بمبادئ القانون الدولى وحقوق الإنسان، وتعزز جهود المجتمع الدولى فى محاسبة المسئولين عن الانتهاكات وإنصاف المتضررين.
ويعكس انضمام مصر للدعوى القضائية ضد إسرائيل تاريخ الدور المصرى والجنوب أفريقى فى دعم القضية الفلسطينية ونضالها. تلك الخطوة تعزز الجهود العالمية لتحقيق العدالة وتعويض المتضررين، وتؤكد على أهمية العمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. وكل ذلك يفسر الرعب الذى أصاب إسرائيل من القرار المصرى الذى يعد خطوة كبيرة لكبح جماح الصهاينة، وإدانة الإبادة الجماعية التى تمارس ضد الشعب الفلسطينى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى جمهورية جنوب أفريقيا الأراضى الفلسطينية فى دعم القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى جنوب أفریقیا ضد إسرائیل
إقرأ أيضاً:
بعد طرده من أمريكا.. استقبال “كبير” لسفير جنوب أفريقيا في بلاده
الثورة / وكالات
في مشهد يعكس الدعم الشعبي الكبير، استُقبل السفير الجنوب إفريقي إبراهيم رسول استقبالاً كبيراً في بلاده، وذلك بعدما تم طرده مؤخراً من الولايات المتحدة، وأُعلن أنه “شخص غير مرغوب فيه” من قِبَل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حسبما أفادت صحيفة “الجارديان”.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن حشوداً حاصرت رسول وزوجته روزيدا في مطار كيب تاون الدولي عندما ظهرا في صالة الوصول في مسقط رأسهما، حتى إنهما باتا في حاجة إلى حراسة الشرطة لمساعدتهما في التنقل عبر المبنى.
وقال رسول: “الهدف من الإعلان عن اعتباري شخصاً غير مرغوب فيه (في الولايات المتحدة) هو إهانتي، لكن عندما أعود وأجد حشوداً كهذه، ويتم استقبالي بهذه الحفاوة، فإنني أعتبر ما حدث وسام شرف”، مضيفاً: “لم نختر العودة إلى الوطن، لكننا نعود إليه دون أي ندم”.
وكان قد تم طرْد رسول بسبب تعليقات أدلى بها في ندوة عبر الإنترنت تضمنت قوله إن حركة MAGA ) اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) نشأت جزئياً كاستجابة لـ”غريزة عنصرية”.
ولدى عودته إلى وطنه، قال السفير الجنوب إفريقي إن من المهم لبلاده أن تُصلح علاقتها مع الولايات المتحدة بعد أن عاقبها ترمب، واتهمها باتخاذ موقف معادٍ لأمريكا، حتى قبل قرار طرده.
وتابع: “لم نأتِ إلى هنا لنقول إننا معادون لأمريكا، أو لندعوكم إلى التخلي عن مصالحنا مع الولايات المتحدة”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر في فبراير الماضي، أمراً تنفيذياً بوقف جميع تمويلات الولايات المتحدة إلى جنوب إفريقيا، متهماً حكومتها بدعم حركة “حماس” الفلسطينية وإيران، واتباع سياسات مُعادية للسكان البيض داخل البلاد.
ونوه السفير رسول إلى أن المثقفين والقادة السياسيين في جنوب إفريقيا باتوا يدركون أن الولايات المتحدة وسياساتها قد تغيرت، قائلاً: “هذه ليست الولايات المتحدة في عهد (الرئيس السابق باراك) أوباما، ولا الولايات المتحدة في عهد (الرئيس السابق بيل) كلينتون، بل دولة مختلفة، ولذلك يجب أن يتغير خطابنا”.
ومضى يقول: “سأظل متمسكاً بتحليلي لأننا كنا نحلل ظاهرة سياسية، وليس شخصية، أو أمة، ولا حتى حكومة”.
وأردف بالقول إن بلاده ستقاوم ضغوط الولايات المتحدة، وأي جهة أخرى، للتراجع عن قضيتها أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهي القضية التي استشهدت إدارة ترمب بها كأحد أسباب ادعائها بأن جنوب إفريقيا معادية لأمريكا.
وخلال العقدين الماضيين أرسلت الولايات المتحدة مساعدات تبلغ قيمتها أكثر من 8 مليارات دولار إلى جنوب إفريقيا، وفق تقرير صادر عام 2023 عن دائرة أبحاث الكونجرس، المكتب غير الحزبي الذي يزود الكونجرس بمعلومات وتحليلات تتعلق بالسياسة التشريعية.