منذ اليوم الأول للنكبة الفلسطينية كان الفن حاضراً لتوثيق القضية وإثبات الحقوق التاريخية للفلسطينيين بداية من فيلم «فتاة من فلسطين» الذى تم إنتاجه عام 1948 حتى مسلسل «مليحة» المنتَج هذا العام، إيماناً بأن «الفن مرآة الشعوب» وواحدة من أبرز وسائل التوثيق سواء للانتصارات أو الإخفاقات وحتى لحظات الضعف، ونشر القضايا عالمياً من خلال عرض بعضها فى أهم «المهرجانات» والمحافل الفنية، فضلاً عن أهميته فى إحياء القضية الفلسطينية فى قلوب الجمهور العربى، وتذكيره دائماً بالمعاناة المستمرة التى يعيشها الشعب الفلسطينى منذ «النكبة» وحتى حرب غزة المندلعة منذ الـ7 من أكتوبر الماضى.

وقالت سونيا عباس، مسئولة اللجنة الثقافية فى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إن السينما الفلسطينية بدأت فعلياً بعد قيام الثورة الفلسطينية عام 1965 مع تأسيس منظمة التحرير والحركة الثورية الفلسطينية «فتح» وبدء العمل لتوثيق ما يحدث من نكبة تهجير ورصد أماكن اللجوء والأماكن التى تعرضت للاغتصاب والعمليات فى السرقة والقتل واحتلال الأراضى حتى بعد عام 1967 فكانت البذرة مجموعة من السينمائيين الذين رأوا ضرورة تأسيس وحدة فى البداية كانت تتبع حركة فتح ثم أصبحت تتبع بقية الفصائل، فبدأ العمل على هذا الأساس من إنتاج أفلام سينمائية وثائقية من فلسطين بمشاركة أيضاً سينمائيين عرب بداخل مصر والعالم العربى، أصبح لدينا إنتاج داخلى وإنتاج خارجى وعالمى عربى.

وتابعت «عباس» لـ«الوطن»، أنه بعد تأسيس السينما الفلسطينية 1967، ظهرت أعمال تصور الثورة أو تنقل أحداث الواقع الفلسطينى أو ما يحدث على أرض فلسطين، وأنتجت العديد من الأفلام المصرية للحديث عن المقاومة الفلسطينية بمساعدة مخرجين ومنتجين مصريين، مشيرة إلى فيلم امتياز المغربى فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى الأخير الذى حصل فيلمها «صمود» على جائزة الفيلم الوثائقى، والأمثلة كثيرة فى الفن التشكيلى مثلاً منهم الفنان إسماعيل شموط، والفنان سليمان وناجى العلى وتمام الأكحل، هؤلاء نقلوا فلسطين من خلال الصورة ومن خلال الفن البصرى، بتصوير الأرض والتهجير والشجر والمبانى القديمة والعائلة وهى تقطف ثمار الزيتون، وحبات البرتقال.

وأكدت أن الفن حافظ على التراث والهوية الفلسطينية، فكانت من خلال الأعمال الفلسطينية عموماً، سواء الفن التشكيلى أو الغناء والتراث والفلكلور الفلسطينى والدبكة وغناء الأغانى التراثية والشعبية الفلسطينية، وفى العديد من فرق الدبكة الفلسطينية التى تتغنى بالأغانى التراثية والفلكلورية التى توارثناها، وتؤكد التراث والهوية الفلسطينية.

وقال المخرج الفلسطينى رامى الرشماوى، إن العديد من الأعمال الفنية حاولت تجسيد المعاناة التى عايشها الشعب الفلسطينى منذ النكبة فى 1948 حتى الآن، خصوصاً أن القضية الفلسطينية هى قضية قومية تعنى بها جميع الدول العربية والمجاورة ولا يمكن فصلها عن المجتمع العربى وهذا ما تم تحقيقه فى العديد من الأعمال بداية من التأريخ للقضية وحتى الاحتفاظ باللهجة الفلسطينية.

وتابع «الرشماوى» أن مسلسل «مليحة» هو آخر الإنتاجات الفنية التى تناقش القضية الفلسطينية، كنموذج مثل القضية الفلسطينية، فى توقيت مناسب جداً للتطرق لموضوع القضية الفلسطينية بعد أن أصبحت القضية الأولى للعالم أجمع بعد أن نُسيت تماماً فى السنين الأخيرة، والجمهور المستهدف من خلال المسلسل هو المجتمع العربى خاصة الشباب الذين لم يعايشوا الأحداث الفلسطينية وتأثير الإمبريالية الغربية عليهم وبالفعل نشعر بالفخر عند رؤية أعمال عالمية تسلط الضوء على القضية.

وأكد أهمية نشر هذه الأعمال سواء أفلاماً أو مسلسلات بلغة تخاطب الأشخاص الذين لا يعرفون حقيقة دولة فلسطين وسيطرت عليها الرواية الإسرائيلية، والحرص على ترجمة الأعمال الناطقة بالعربية لإيصال القضية لكل أنحاء العالم من خلال القوى الناعمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل القضیة الفلسطینیة العدید من من خلال

إقرأ أيضاً:

فنون جميلة أسيوط تنظم معرضًا فنيًا تحت عنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية

 

 

شهدت جامعة أسيوط افتتاح معرضًا فنيًا بعنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية في سينوغرافيا العرض المسرحي نعيمة للدكتورة غادة صلاح النجار، الأستاذ المساعد، ورئيس قسم الديكور، بكلية الفنون الجميلة، والذي تنظمه الكلية بصالة (2)، ويستمر لمدة أسبوعين.

 

أشاد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط بالمعرض الفني، مثمنًا جهود الكلية في تقديم أعمال فنية هادفة تسهم في تنمية الوعي المجتمعي وتعبر عن القضايا الوطنية والإنسانية. وأكد أن الجامعة تحرص على دعم الأنشطة الفنية والثقافية التي تساهم في الارتقاء بالذوق العام وتعزيز الانتماء الوطني بين الطلاب.

وجاء ذلك بحضور الدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد حلمي الحفناوي عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتور محمد عبد الحكيم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد بداري العميد الأسبق للكلية، ومحمد جمعة مدير إدارة الفنون بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، ومخرج العرض المسرحي، ونخبة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وبإدارة الفنون وعدد من طلاب وطالبات الكلية.

وأكد الدكتور جمال بدر أهمية التطبيق العملي للدراسة النظرية، حيث يظهر تأثير الدراسة الحقيقي على أرض الواقع؛ من خلال ما يقدمه من نتائج يمكن استغلالها وتطبيقها، وهو ما يعكسه تقديم المعرض للديكور والأزياء والإكسسوارات التي قامت بتصميمها الدكتورة غادة النجار، ونفذها طلاب الفنون التعبيرية بقسم الديكور، وطلاب قسم التصوير، للعرض المسرحي (نعيمة)، الذي شارك في مهرجان إبداع الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، ومهرجان الإبداع المسرحي الثاني عشر بجامعة أسيوط.

وأوضح الدكتور محمد حلمي الحفناوي أن المعرض هو أحد معارض الترقيات الخاصة بأعضاء هيئة التدريس بالكلية لدرجة أستاذ في مجال التخصص، ويهدف إلى ربط الدراسة العلمية بالتطبيق، مشيرًا إلى أن المعرض سيتم تنظيره إلى ورقة بحثية، تهدف إلى تحليل دلالة الرموز في سينوغرافيا هذا العرض، واستكشاف كيفية توظيفها لتعزيز الرسائل الدرامية، ومن المقرر أن يتم نشرها في إحدى المجلات العلمية المتخصصة.

وأشارت الدكتورة غادة النجار إلى أن مسرحية (نعيمة) مأخوذة عن ملحمة شعبية مشهورة من التراث الشعبي المصري، وهي تأليف الشاعر درويش الأسيوطي وإخراج الفنان محمد جمعة مدير إدارة الفنون بالجامعة، وتدور الأحداث في إحدى قرى صعيد مصر، وتجمع بين مفاهيم مختلفة (الحب والحقد والخير والشر)، والصراع بينهم، وتحمل في مضمونها أبعاد رمزية ودلالات تعبر عن الأحداث الجارية في غزة بفلسطين، وما تتعرض له من انتهاكات لحقوق الإنسان، وقتل وتشريد لأهلها.

وأوضحت النجار أن  الديكور والملابس من أهم عناصر السينوغرافيا في العرض المسرحي، حيث نجح الديكور في التعبير عن مكان الأحداث، وإيصال رسائل درامية محددة، في ثلاثة مشاهد هي: بيت حسن؛ باللون البيج الفاتح ليعبر عن النقاء، والرموز والزخارف المرسومة عليه باللون الأخضر للدلالة على الخير والنماء، وجاء الباب لمدخل المنزل العتيق ليمثل الوطن، أما بيت نعيمة فتم تنفيذه باللون الأزرق ليمثل الحقد والمؤامرة، وعلى الحائط رمز لمفتاح البيت يحيطه السلاسل التى ترمز إلى القيود، وثالث المشاهد هو الموردة (الطريق إلى الماء) وهو سور على ضفاف النيل يظهر من ورائه أجزاء من أشرعة المراكب والتي يتشكل إحداها على شكل خريطة فلسطين (الوطن).

وأضافت النجار أن الملابس والإكسسوارات عبرت عن ملامح الشخصيات، فشخصية (نعيمة) وهي الشخصية الرئيسية في العرض تكون زيها من اللون الأبيض والأحمر والأخضر والأسود؛ المستوحى من علم فلسطين، و(حسن) بشخصيته البسيطة الحالمة يرتدي جلباب أبيض وشال فلسطين المميز ليعبر عن السلام والنقاء.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • فنون جميلة أسيوط تنظم معرضًا فنيًا تحت عنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية اليوم
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم
  • “هزاع” يتصدر قائمة أفضل الأعمال الدرامية في السعودية