لجريدة عمان:
2025-02-02@08:18:09 GMT

هل كلامُنا رجيعٌ مكرورٌ؟

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

«سُحقا لمن سبقونا فقد قالوا ما قُلْنا»، دوما كنتُ أتساءل عن نظرة التصغير والتقليل لِلاّحق منظورا إليه في ميزان السابق، وكانت اللّغة هي المدخلُ الرئيس لإظهار أنّنا محضُ أصداء لأصُولِ أصواتٍ تأسّست معانيها ومبانيها منذ أمدٍ، وكلّما تقدّمنا في الزمان فَقَدْنا أُلْق الأشياء، وبكارة المعاني، فهل يسير الأمر هكذا، أي على الشكل الذي عبّر عنه ابن رشيق في محنةِ الصراع بين القديم والمُحْدث، في مقام التنازع بين أفضليّة السبْق للشعر الجاهليّ وما نحا نحوه من شعرٍ شبيهٍ، ودونيّة الشعر المُحْدث باعتبار تأخّره الزمني وصناعته في زمن قد استقرّت فيه المعاني على الألفاظ، وأتى الأقدمون على ممكن المعاني، ولم يترك للاّحق إلاّ فَضْلة، على قولِ الفرزدق: «إنّ الشعر كان جملًا بازلًا عظيمًا فنُحر، فجاء امرؤ القيس فأخذ رأسه، وعمرو بن كلثوم سنامه، وزهير كاهله، والأعشى والنابغة فخذيه، وطرفة ولبيد كركرنه، ولم يبق إلا الذراع والبطن فتوزّعناهما بيننا»، وقوله هو إعلانٌ انتهاء الجدّة في ابتكار المعاني الشعريّة، كما أعلن دُعاة الأخلاق اكتمال الأخلاق وتحقّق نموذجها الأوفى، وكما ادّعى الفقهاء انتهاء النظر الفقهيّ واكتمال مدوّنته، فصدّوا بابَ الرأي، وفتحوا باب الاقتداء والاحتذاء.

وهي فكرةٌ خطيرةٌ متى سادت وصارت يقينا واعتقادا، فالقدماء ليست لهم أسبقيّة الزمن، وإنّما كانوا مجيدين في فضاءاتهم ومقاماتهم التي احتوتهم وتأثّروا بها، ولم يأكلوا كلّ المعاني، ولم يأخذوا الجَمَل بما حمل، وإنّما فيهم الغثّ وفيهم السمين، والسمين منهم في أدبه غثّ وسمين، فأشعار الأعشى وزهير وامرؤ القيس وغيرهم هي أشعارٌ قليلة المعاني وفيرة الألفاظ، لا تصنَع معجزةً في القول لا تُؤتَى، ومعانيهم -كما ذكر ذلك أغلب الدارسين- هي معان سطحيّة، فتبقى أشعارهم ذات مرجعيّة تأصيليّة تأسيسيّة، وحسبُها أن تكون كذلك. إنّ فكرة أنّ الأوائل قد أتوا على جامِّ المعاني، ولم يتركوا لنا ما به نُعبّر خارج دوائرهم هي الفكرة العقيدة التي أغلقت باب الاجتهاد في تاريخ الفكر العربيّ، وأدّت بالفكر العربيّ إلى التآكل والذوبان والاجترار، ثقافة الاجترار جلبت إلينا ثقافةً سادت هي ثقافة الاستحمار لخلْق شعوب لا تؤمن بذاتها، وإنّما ترى أنّها تُواصل طريقا قد مُهِّدت وتأسّست وانتهت على قول ابن رشيق في كتابه «العُمدة»: «أنّ مثل القدماء والمُحدَثين كمثل رجلين ابتدأ هذا بناء فأحكمه وأتقنه، ثمّ أتى الآخر فنقشه وزيّنه»، يقتصرُ دورنا على التزيين والتجميل دون الابتكار والابتداع والاختراع (يُمكن لهذا السبب كانت فكرة الإبداع في الفكر العربي مرفوضة) وهذه فكرةٌ خطيرة جدّا، فالإنسانُ باقٍ دوما على اجتراح المعاني، وعلى مواجهة المعاني الحادثة التي لم تكن في الزمن الماضي. ولذلك فإنّ المقولات التي يُردّدها أنصار الإيمان بأنّ فكرنا هو رجيعٌ وتكرار وإعادةٌ على هيئة قولة قيتغنشتاين السابقة «سحقا لمن سبقونا فقد قالوا ما قلنا» وعلى هيئة ما قاله زهير بن أبي سُلمى (وهو صادقٌ في قوله باعتبار نُدرة المعاني وقلّتها في الفضاء الجاهليّ الذي كان يعيشه): ما أرانا نقولُ إلا رَجِيعًا/ ومُعادًا من قولِنا مكْرُورا. وفي رواية أخرى: ما أرانا نقولُ إلا مُعارًا/ أو مُعادًا من قولِنا مكْرُورا. أو قول عنترة: هل غادر الشعراء من متردّم /أم هل عرفت الدار بعد توهّم. وقس على ذلك من أقوالٍ يُرسّخها الفكر العربيّ تحديدا على أنّنا في زمن دائريّ قائم على الاستعادة، ومبنيّ على أنّ الرجوع إلى الماضي هو الفضيلة المُطْلَقة، وأنّ كلّ انفصالٍ عن الماضي هو الضلال والفراغ والانبتاتُ، هي مقولاتٌ دالّة على عقليّة سائدة في التفكير العربيّ لا ترى الزمن يسير بشكل خطّي إلى الأمام، بل تراه دائريّا، فضْل اللاّحق في استعادة السابق أو في البقاء في جُبّته. لقد فوجئت بابنتي عندما شبّت تسألني في غرابةٍ ودهشة، تقول: «ما أصْبَركم تجلسون فارغي الاهتمام تُنصتون إلى أغنية تدوم ساعتين، تُعيد فيه المغنيّة الجملة عشرين مرّة»، أو تقول: «من هذا الذي يطرب لعبد المُطّلب وهو يُكرّر ويعيد «حبّيتك وبحبّك وححبّك على طول»، أو كيف تطربون لأغنية تقول «ساكن في حيّ السيّدة وحبيبي ساكن في الحسين»، وتضحك منّا وتتعجّب، فأجد في كلّ ملاحظاتها منطقا ووجاهة، نحن من جيلٍ آخر يحبّ أن يشمّ أوراق الكُتب، لا يتفاعل كثيرا مع الكتاب الإلكتروني، لأنّا ارتبطنا مع الكتاب ارتباط وجود لا ارتباط تحصيل معرفة فقط، غايتنا منه ليست نفْعيّة فحسب، وإنّما علّمونا أنّ الكتاب هو الصديق وقت الضيق، وأنّه نِعم الرفيق. ولكن يجب أن نفهم أنّ هذا الجيل ينحت معانيه التي تخصّه، والتي تجعله يَسْخر ممّن يجلس لساعات يُنصت لأسطوانات مكرورة، أو يتصفّح كتبا صفراء بالية. هذا الجيل لا يُكرّر معانينا وإنّما يبني معانيه ويبني عوالمه التي ستصبح لاحقا بالية وقديمة، نحن نسير في خطّ مستقيم، لا حظّ فيه للتكرار، إلاّ إن فَهمْنا التَكرار بالمعنى الفلسفي النقدي الذي فيه يكون جوهر الإنسان قائما على معاني جوهريّة -وفق عبارة حازم القرطاجنّي- هي المعاني التي تتحكّم في وجود الإنسان في صورتها المطلقة، مثل الحبّ والكراهيّة، والغضب، الكُره، السعادة، الحزن، وهي المعاني الجوهريّة التي يعمل الإنسان على إخراجها في أشكالٍ تُظهرها. الفكر الحديثُ يقرّ ألاّ وجود لشيء مُكرَّر، لا أقوال تتكرّر وتُعادُ لسانيّا، وإن أعدنا نفس العبارة، فقد أعادها متكلّم مختلف في مقام مختلف وفي زمن مختلف، يُصبح التكرار إعادة صياغة، ونحن نعيد صياغة أنفسنا كلّ يوم بشكل جديد. إنّ مقولة مثل مقولة م. بلانشو في كتابه «الحوار اللامتناهي»: «من ذا الذي سيُولي عنايته لقولٍ جديد، قول لم يُنقل؟ ليس المهمّ أن نقول، وإنّما أن نكرّر القول، وفي هذا التكرار، أن نقوله مرة أخرى أوّلَ مرة»، يتلقّفه دعاة الفكر الدائري على أنّه إثباتٌ وتثبيتٌ لفراغ معانينا وجواهرنا، وأنّ عمْقنا في استعادة ما قيل، والحقّ أنّ المقولة أعمق وأنفذ، فالجدّة وابتكار المعاني حاصلة في نسق معرفيّ قائم. محمود درويش على سبيل المثال، وهو صنّاع المعاني، فاتق المباني، مخترعٌ في الشعر أبوابا لم تكُن فيه، هو سُلالة حركةٍ شعريّة كاملةٍ انطلق منها حتّى يُنْفِذ جديده، ويُلقي مِنْ فيه كُبّةً من الشعر لَم تُلْق في فَم غيره من الشعراء القدامى. هامّ جدّا أن نخرج من جبّة الماضي ونحن فيها، أن ننقدها ونحن آتون منها، وأن نخرج من فكرة أنّ الخلاص ماثلٌ في الاقتراب من القديم وفي استرجاعه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفکر العربی وإن ما

إقرأ أيضاً:

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «1- 13»

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟

قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024

(1- 13)

بقلم سمية أمين صديق

إهداء المؤلف لكتابه:

“إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)”.

صدر هذا الكتاب: (محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام) لمؤلفه الدكتور عبد الله الفكي البشير، في أغسطس 2024، عن دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس، بالتزامن مع مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان. جاء الكتاب في طبعة أنيقة، من حيث التصميم الخارجي والداخلي، وجمال الحرف وحجمه، وكان واضحاً فيه الحرص على الإتقان، والاستيفاء لمتطلبات صناعة الكتاب في كل المراحل. تكوَّن الكتاب من تسعة فصول، إلى جانب شكر وعرفان، ومقدمة،والتسلسل التاريخي للوقائع التي تمّت مناقشتها في الكتاب، وخاتمة، وفهرس الأعلام، وثبت المصادر والمراجع. وجاء في (416) صفحة من القطع المتوسط. يأتي الكتاب، كما أوضح المؤلف، ضمن مشروع بحثي مفتوح مستمر، موضوعه ومحوره الفهم الجديد للإسلام والسيرة الفكرية لصاحبه المفكر السوداني محمود محمد طه. وقد قدم المؤلف في إطار مشروعه البحثي المفتوح والمستمر العديد من الكتب والمقالات والمحاضرات. ويخاطب هذا الكتاب، كما هو ديدن مؤلفه، الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية، وهي، كما يسميها المؤلف، سردية كسل العقول وتناسل الجهل. وتجيء مخاطبة المؤلف للواجب المباشر، انطلاقاً من قول المفكر محمود محمد طه، كما ورد في صفحة (274) من الكتاب: “لا تقف موقف سلبي، تعمل الواجب المباشر جهد الإتقان”. ثم جسَّد المؤلف في قيامه بالواجب المباشر، أقوال الأستاذ محمود ودعوته. كتب المؤلف، قائلاً: إن العمل شرط مركزي في الإسلام، كما بيَّن المفكر محمود محمد طه، قائلاً: “الإسلام علم وعمل، وإلا فلا”، وهو يرى، أي المفكر محمود محمد طه، بأن: “أي علم لا يستتبع العمل فهو علم ناقص”‏‏‏، كما أوضح الأستاذ محمود بأن الترقي جميعه: “هو علم، وعمل بمقتضى العلم”. ومن هذا يخلص المؤلف إلى القول: إن تكثيف العمل هو السبيل لمقاومة السردية التكفيرية، سردية كسل العقول وتناسل الجهل، التي نسجها رجال الدين بلا حق وبلا ورع علمي، وجاء الوقت لتهدم بالحق والعلم والفكر. وتكثيف العمل، كما بيَّن المؤلف، يتصل بالواجب المباشر. ولهذا نجده يستدعي الشعار الذي دعا إليه الأستاذ محمود، قائلاً: “إن شعارنا المستمر يجب أن يكون: أداء الواجب المباشر بإتقان… يجب أن يكون أداؤنا للواجب المباشر محاكاة لصنع الله، وتخلقاً بأخلاقه”.بالطبع سيأتي التفصيل في الحلقات القادمة، عند الحديث عن مفهوم الواجب المباشر عند الأستاذ محمود، كما فصله المؤلف، إلى جانب إجابات عن أسئلة مختلفة، مثل:ما الذي يحتاجه الواجب المباشر؟ وما هي الحكمة منه؟وكيف يتم تحديده؟ وغيرها من الأسئلة المعينة في التفصيل والتبيين، والمبينة لمواجهة المسؤولية الفردية، والواجب الثقافي والأخلاقي والوطني والإنساني تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية. وفي هذا فالكل، كما يرى المؤلف، مسؤول، مسؤولية فردية، والكل مواجه بواجب مباشر عليه مواجهته والقيام به.

عبد الله الفكي البشير

يكشف هذا الكتاب عن تميزه وقيمته وفائدته، فكراً ومحتوى، كلما توغلت في قراءته. يسوقك بسلاسة إلى أفكار ومعاني وأطروحات ومحطات جديدة وغنية وثرية وثورية. تقوم فكرة الكتاب على أنه يقدم إجابات على أسئلة كان قد طرحها بعض الأساتذة والأستاذات الباحثين والباحثات والطلاب على المؤلف في مؤتمرات ومحاضرات مختلفة، وفي دول عديدة. كانت الأسئلة عن وحول فكر الأستاذ محمود محمد طه، وسيرته الفكرية.  يقول المؤلف عبد الله: “هذه الأسئلة، وغيرها، قَدمتُ لها إجابات موجزة في حينها، غير أني آثرت أن أتوسع فيها، من خلال فصول هذا الكتاب.. أسعى في ذلك إلى تعميم الفائدة، فضلاً عن التعبير العملي، عن الاهتمام بالمُتفاعلين، عبر الاستجابة لتساؤلاتهم والاحتفاء بها”. ويسلط الكتاب الضوء على السيرة الفكرية  للأستاذ محمود محمد طه، الذي طرح الفهم الجديد للإسلام عام 1951، وأخذ يفصل فيه، و يدعو له بالأدوات العلمية. يقول المؤلف: “قدم محمود محمد طه فكراً ناقداً للفهم السائد و المألوف للإسلام، وطرح فهماً بديلاً، قوامه الارتفاع من العقيدة إلى الفكر، إلى الفهم الذي يخاطب العقول، و يلبي حاجة العصر، ومطالب الإنسان المعاصر، وتحديات البيئة الإنسانية الجديدة للدين، فواجه سُجناء الماضي والقديم، الذين شكلوا ضده تحالفاً دينياً عريضاً غير مكتوب”. وفصل عبد الله، قائلاً: ضم التحالف العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين والسياسة، في السودان، وفي الفضاء الإسلامي، نجح التحالف في التآمر، وهو نجاح إلي حين، بالحكم على محمود محمد طه بالردة عن الإسلام مرتين، ومن ثم تنفيذ حكم الإعدام عليه في 18 يناير 1985″.ثم ما لبثت المحكمة العليا/ الدائرة الدستورية أن أعلنت بطلان الحُكم الصادر في حق الأستاذ محمود محمد طه وتلاميذه. ووصفت الحكمبأنه لم يكن سوى كيدٍ سياسيٍ “تجاوز كل قيم العدالة”، وهو “لا يعدو أن يكون ستاراً لاغتيال خصم سياسي تحت مظلة صـــــــورية للإجراءات القضائية وتطبيق حكم القانون”. وقد فصل عبدالله كل ذلك في فصول الكتاب.

هيكل فصول الكتاب

تكوَّن الكتاب من تسعة فصول. جاء الفصل الأول بعنوان: محمود محمد طه: الميلاد والمناخ العام الفكري والسياسي، ووقف عند الميلاد والنشأة، وأثر إلغاء الخلافة العثمانية وانتهاء لقب الخليفة أو سلطان المسلمين، وظهور الأحزاب السودانية، وتأسيس الحزب الجمهوري، وقصة أول سجين سياسي منذ ثورة 1924، والاعتكاف ثم الإعلان عن الفهم الجديد للإسلام، وظهور الإخوان الجمهوريون: من أين جاءت التسمية؟ ومتى بدأ اطلاقها؟ والموقف من الاستعمار والمعرفة الاستعمارية، ظهور مناهج نقد المعرفة الاستعمارية والدعوة لتفكيك الذاكرة الاستعمارية، ونقد محمود محمد طه للمعرفة الاستعمارية. وتمحور الفصل الثانيحول أهم مرتكزات الفهم الجديد للإسلام، والموقف من التصوف والصوفية، ثم أجاب عن بعض الأسئلة، منها: هل محمود محمد طه صوفي؟ وهل هناك مفهوم جديد للصوفية؟ وهل في التصوف رأي سلفي متخلف؟ ووقف الفصل الثالث عند بعض ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين، فأجاب الفصل عن العديد من الأسئلة، منها: ماهية مشروعه الفكري؟ وإذا كان المشروعالفكري لمحمود محمد طه، كما يقول،ليس اجتهاداً على الإطلاق، فما هو إذن؟ هل قرأ محمود محمد طه لأي من المفكرين الإسلاميين؟ ولمن قرأ من المفكرين العالميين؟ وبمن تأثر من المفكرين؟ ما هي نقطة الخلاف مع المفكرين الإسلاميين؟وتناول الفصل أدوات الدعوة، ووقف عند تاريخ مصطلح أركان النقاش في فضاء الفكر الجمهوري، وبداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم، وتوسعة في الجامعات السودانية، وفي الميادين والطرقات. ثم وقف الفصل عند محور بعنوان: تجسيد المعارف على منصة الإعدام في 18 يناير 1985

غلاف الكتاب

جاء الفصل الرابع بعنوان: نسف السرديات الباطلة بالحق والعلم والفكر والأخلاق، وركز على الإجابة عن بعض الأسئلة منها: هلرُفعت الصلاة عن محمود محمد طه؟ كما شيع البعض، وهل كان يصلي؟ما رأيمحمود محمد طه فيما يوجه إليه من اتهام بأنه يرى أن الصلاة رُفعت عنه؟ وهل كان يصلي؟ كيف هي صلاة محمود محمد طه؟ وهل هي مثل صلاتنا ذات الحركات المعلومة؟لماذا كان النبي يصليالصلاة ذات الحركات حتى التحاقه بالرفيق الأعلى؟لماذا لم يؤت أحد من أصحاب النبي صلاة الأصالة؟ متى ظهرت سردية رفع الصلاة عن محمود محمد طه؟ ومن هو أول من نسجها وشيعها؟ وقدم الفصل الخامس تفصيلاً عن قصة محكمة الردة الأولى1968 وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الجمهوريين. كيف بدأت القصة؟ وكيف تم حبك مهزلة محكمة الردة؟ وكيف أسهم أعضاء مجلس السيادة في نسج المؤامرة؟ وكيف عبر رئيس مجلس السيادة، إسماعيل الأزهري عن إعلان الجهل؟ وكيف تآمر القضاة من أجل انعقاد المحكمة “عار القضاء السوداني”؟ وكيف استجاب أعضاء مجلس السيادة لنداء الأمين داود “إلى ولاة الأمر في السودان”، قبل انعقاد المحكمة؟ ونماذج الردود البذيئة على نداء الأمين داؤود: السيد الفاضل البشرى المهدي نموذجاً؟ والسيد خضر حمد نموذجاً آخر؟ تجليات العجز والكسل العقلي: نقل الفكر من ساحة الحوار إلى ساحة المحاكم، عدم اختصاص المحكمة، وانعقاد المحكمة، التحريف والتشويه لكتابات الجمهوريين وأقوالهم في المحكمة.

تناول الفصل السادس نسج مؤامرة الحكم بالإعدام ومساعي مراجعة الحكم، وأجاب بتفصيل عن السؤال القائل: هل كانت هناك مساعي لمراجعة حكم الإعدام على محمود محمد طه؟ وما هو موقفه منها؟ ثم تناول محاور مختلفة، منها: المؤامرة والشراكة في الاغتيال!، واستدعاء محكمة الردة وفتاوي الأزهر ورابطة العالم الإسلامي للحكم بالإعدام في يناير 1985، تجسيد المعارف على منصة الإعدام والسمو الجديد في مدارج العبودية، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، وتراجع الأزهر ورابطة العالم الإسلامي عن الخطاب التكفيري والتمادي في تكفير محمود محمد طه. وقف الفصل السابع عند فكر جماعة الإخوان المسلمين وحديث السوفات السبع، وأجاب عن بعض الأسئلة منها: ما هو الفرق بينكم وبين الاخوان المسلمين؟ ما هي، (قواعد الاشتباك) الفكري الأساسية بين الجمهوريين وحركات الإسلام السياسي، ممثلة في الإخوان المسلمين؟ لماذا ينطوي فكر الإخوان المسلمين وكل الجماعات السفلية على العنف؟ ولماذا يخلو فكر محمود محمد طه من العنف، بل هو دعوة للسلام والمحبة والجمال؟ ولمَّا كان محمود محمد طه يرى بأن الإسلام أسقط العنف بفكرة التوحيد؟ كيف ذلك؟ وكيف يتم التجسيد لذلك؟

تمحور الفصل الثامن حول التغيير وكيفيته ومتى إحداثه انطلاقا من دعوة محمود محمد طه. وتناول الفصل العديد من المحاور والأسئلة، منها: وفقاً لرؤية محمود محمد طه كيف ومتى ستهب رياح التغيير؟ والوصية المشرفة: كثفوا العمل.. يا عمر “القراي” لا تتوقف عن العمل، تكثيف العمل هو السبيل لمقاومة سردية رجال الدين: سردية كسل العقول وتناسل الجهل، وهل يعقل أن ينام الجمهوري والجمهورية ملء جفونه/ جفونها، والناس من حوله/ حولها تردد في سردية رجال الدين القائلة: إن محمود محمد طه كافر ومرتد عن الإسلام؟ القيام بالواجب المباشر خروج عن مأزق الموقف السلبي، ما الذي يحتاجه الواجب المباشر؟ العبادة في الخلوة مدرسة الإعداد النظري، فما هو ميدان التطبيق العملي؟ عن مفهوم رفع واقع الناس للفكرة وإنزال الفكرة لواقع الناس، الجمهوريون دعاة التغيير الجذري، مفهوم التغيير الجذري عند محمود محمد طه، وما بعد النقد الشكلي للإخوان المسلمين وجماعات الهوس الديني.

درس الفصل التاسع، وهو الأخير، محمود محمد طه في الفضاء الإسلامي والكوكبي: الأطروحات الجامعية والندوات والكتب والأوراق العلمية عنه. وأجاب الفصل عن السؤال المركزي فيه، وهو لماذا المجال الأكاديمي؟ وهو سؤال يتصل بموقف الفكر الجمهوري من المجال الأكاديمي، ويخاطب تساؤلات الكثير من الجمهوريين وغير الجمهوريين. كما تناول بعض المحاور، منها: الأكاديميا والفهم الجديد للإسلام: ساحة التفوق على العلم المادي وبزه وميدان إجراء المقارنة، الرصد الأولي حسب الدول (مرتبة ترتيباً هجائياً)، وقدم قائمة أولية بالدول التي شملها الرصد: (34) دولة، ومجالات الرصد: الأطروحات الجامعية (الدكتوراه والماجستير)، والكتب، وأوراق علمية وفصول في كتب، والمؤتمرات والندوات، المحاضرات، اللقاءات الإعلامية، والترجمات لأعمال محمود محمد طه وللأعمال حوله. ثم جاءت خاتمة الكتاب.

نلتقي في الحلقة الثانية.

الوسومإسماعيل الأزهري إعدام محمود محمد طه الأستاذ محمود محمد طه الإخوان الجمهوريين الإسلام السودان المحكمة تونس د. عبد الله الفكي البشير سمية أمين صديق يوسف الصديق

مقالات مشابهة

  • كلام نهائي.. بدء الفصل الدراسي الثاني 2025 بالجامعات في هذا الموعد
  • معرض الكتاب يُناقش سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب
  • كلام جميل عن بداية شهر جديد للحبيب
  • خارجية النواب: احتشاد المصريين أمام معبر رفح رسالة للعالم برفض فكرة تهجير الفلسطينيين
  • كلام عن بداية شهر جديد نوفمبر
  • أستاذ علوم سياسية: ترامب يعلم أن فكرة تهجير الفلسطينيين لن تنجح
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «1- 13»
  • ويتكوف : لم أناقش مع ترامب فكرة نقل الفلسطينيين من غزة
  • كلام مواقع.. بتروجت يعلن مفاجأة بشأن انتقال رشاد المتولي للأهلي
  • مستشار تربوي: فرض غرامة علي الطلاب المتغيبين فكرة غير نظامية ..فيديو