الصحافة والذكاء الاصطناعي وجها لوجه
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
المؤسسات الإعلامية وخصوصا الصحفية منها ترقد على بيضة من ذهب ألا وهي البيانات والمعلومات التي تمتلكها وتخزنها في قاعدة بياناتها سواء أكانت تلك البيانات مخزنة في موقعها الإلكتروني كأخبار وتقارير وتحليلات وآراء أو كقاعدة بيانات عن أعداد قرائها وأماكن وجودها وتفضيلات الأخبار التي يقرأونها وغيرها من البيانات الكبيرة التي لا يمتلكها إلا محركات البحث العملاقة.
المعركة اشتعلت بين الصحافة ووسائل الإعلام بعد إن انتبهت بعض الصحف إلى أن المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي هي مستقاة من قصص قامت تلك الصحف بنشرها عبر صفحاتها ومواقعها الإلكترونية من دون حتى الإشارة إلى مصدر تلك المعلومات ولا تاريخ نشرها. شرارة المعركة والمواجهة وجها لوجه بين الذكاء الاصطناعي والصحافة بدأت عندما أعلنت جريدة «النيويورك تايمز» الأمريكية نيتها في مقاضاة كبريات شركات التقنية القائمة على مشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحجة استخدام أرشيف معلومات الجريدة من دون الحصول على تصريح مسبق من الجريدة وحجتهم في ذلك أن تلك الشركات يجب أن تدفع للجريدة مبالغ مالية ضخمة نتيجة لاستخدام قاعدة بياناتها التي تحتوي على المئات أو الآلاف من المقالات والأخبار.
الأخبار الجيدة أن شركة «اوبن أيه آي» المالكة لمحرك تشات جي بي تي أيقنت أنها لا يمكنها الحصول على تلك البيانات إلا بعد شراء حقوقها من مالكها الحقيقي وهذا ما قامت به مؤخرا من التفاوض مع مؤسسات إخبارية مختلفة عرضت بموجبه عائدا ماديا يصل إلى خمسة ملايين دولار سنويا لترخيص محتواها، في مقابل حصولها على النفاذ التام لتلك البيانات والمعلومات المحمية أصلا بموجب قوانين النشر والطباعة، وهذا أيضا ما قاد شركة «أبل» عملاق التقنية في مسعاها لتطوير خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة إلى التفاوض مع ناشرين ووسائل إعلام مختلفة مثل الديلي بيست ومجلة بيبل وسي ان بي سي الإخبارية لترخيص أرشيف المحتوى الخاص بتلك الوسائل والحصول على بياناتها الصحفية والإعلامية.
قاعدة بيانات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى أو ما كان يطلق عليه بالأرشيف الصحفي يعد اليوم ثروة حقيقية من المعلومات والبيانات يمكن البناء عليه في تحقيق مكاسب جيدة لوسائل الإعلام عن طريق بيع تلك البيانات إلى شركات التقنية الكبرى سواء أكانت محركات بحث أو مواقع إعادة بث الأخبار أو محركات الذكاء الاصطناعي أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتغذى وتقتات على ما تنشره وسائل الإعلام من منشورات وأخبار على مدار الساعة لقرائها ومتابعيها، ويمكن التنبؤ بأن المستقبل القريب حافل بالكثير من المواجهات بين المؤسسات الإعلامية خصوصا الصحفية منها وبين ما يمكن تسميته بمنصات الإنترنت المختلفة الأشكال والألوان.
ليس ببعيد عن هذه المواجهة بين الذكاء الاصطناعي والصحافة مواجهة سابقة كانت بين وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا فيسبوك وجوجل من جهة وبين المؤسسات الصحفية من جهة أخرى حينما أعلن الطرفان عن التوصل إلى اتفاق تدفع فيه وسائل التواصل ومحرك البحث مبالغ مالية للصحف جراء استخدامها لمحتوياتها.
في منطقتنا العربية لا يزال هذا الجدل بعيدا عنا ولا نزال كصحفيين وإعلاميين بعيدين كل البعد عن تقدير ما نمتلكه من بيانات ومعلومات مخزنة في سجلات صحفنا ومواقعنا الإلكترونية ونعطي وبكل حب كل من يرغب في استغلال منجمنا الذهبي الذي نرقد عليه. قد يلزمنا الكثير من الوقت لإدراك القيمة الحقيقية لأرشيفنا الصحفي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ووسائل الإعلام وسائل الإعلام تلک البیانات
إقرأ أيضاً:
«طلعت مصطفى» تفتتح مركزا تعليميا للغات الأجنبية والذكاء الاصطناعي في مدينتي
شهد عمر هشام طلعت، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال بمجموعة طلعت مصطفى، افتتاح المركز التعليمي الثقافي Triple A في ايست هب مدينتي، أحدث المشروعات التجارية والإدارية المتكاملة لمجموعة طلعت مصطفى.
وأكد عمر هشام أن افتتاح المركز التعليمي الجديد يأتي استكمالاً للخدمات المتنوعة الموجودة في مدينتي، مشيراً إلى أن مجموعة طلعت مصطفى تحرص على التعاون مع كبرى الشركات في مختلف المجالات لتوفير كافة الخدمات لعملائها في مشروعاتها المختلفة.
من جانبه، أعرب المهندس علاء البدري، الرئيس التنفيذي لـ AME Group - المالكة للعلامة التجارية Triple A - عن سعادته بالتعاون مع مجموعة طلعت مصطفى، وأكد أن اختيار مول ايست هب مدينتي لافتتاح أولى فروع المركز التعليمي Triple A في مصر بسبب النجاح الكبير لمختلف العلامات التجارية الموجودة في جميع المراكز التجارية بمدينتي.
وأوضح أن المقر الرئيسي لـ Triple A موجود في دولة الكويت، مشيراً إلى وجود خطة توسعية لافتتاح فروع داخل جمهورية مصر العربية، أولها في مدينتي ثم في الشيخ زايد بمحافظة الجيزة.
ويقدم المركز التعليمي Triple A دورات تدريبية للغات الأجنبية ودورات متخصصة في الحاسب الآلي والبرمجة بجميع تخصصاتها (الذكاء الاصطناعي – الأمن السيبراني – جرافيكس – التحليل المالي والتسويق الرقمي)، بالإضافة إلى دورات في التنمية البشرية.
وتبلغ مساحة المركز التعليمي نحو 750 مترا مربعا ويتضمن 8 قاعات تدريبية بطاقة استيعابية 500 مقعد، ويستهدف طلاب IGCSE وطلاب SAT-EST-ACT، بالإضافة إلى طلاب الجامعة الأمريكية والألمانية والبريطانية (AUC وGUC وBU).
ويهدف المركز التعليمي الثقافي Triple A إلى إعداد الدارسين وفقاً للمعايير الدولية لضمان جودة التعليم والتدريب باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات التعليمية، من خلال نخبة من المحاضرين في جميع مجالات التعليم والتدريب والاستشارات، وبالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية على مستوى العالم، مثل نيوهوريزون والمركز البريطاني "British Council" وأمازون وأوراكيل.
كما يوفر المركز إعطاء المحاضرات عن بعد (أون لاين) من خلاص منصاته التعليمية.