لجريدة عمان:
2024-07-06@01:44:57 GMT

الصحافة والذكاء الاصطناعي وجها لوجه

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

المؤسسات الإعلامية وخصوصا الصحفية منها ترقد على بيضة من ذهب ألا وهي البيانات والمعلومات التي تمتلكها وتخزنها في قاعدة بياناتها سواء أكانت تلك البيانات مخزنة في موقعها الإلكتروني كأخبار وتقارير وتحليلات وآراء أو كقاعدة بيانات عن أعداد قرائها وأماكن وجودها وتفضيلات الأخبار التي يقرأونها وغيرها من البيانات الكبيرة التي لا يمتلكها إلا محركات البحث العملاقة.

الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لم تنتبه إلى تلك البيضة التي ترقد عليها، بل إن من استفاد من تلك البيانات هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي عثرت على ضالتها في البيانات الضخمة في أرشيف تلك الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وقامت بتوليد والاستفادة من تلك البيانات والمعلومات في محركات بحثها خصوصا أن معظم كلمات البحث المفتاحية والأسئلة الشائعة التي توجه لتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن أسئلة تحاول البحث لها عن إجابات التي يتوافر معظمها في سجلات وسائل الإعلام المختلفة.

المعركة اشتعلت بين الصحافة ووسائل الإعلام بعد إن انتبهت بعض الصحف إلى أن المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي هي مستقاة من قصص قامت تلك الصحف بنشرها عبر صفحاتها ومواقعها الإلكترونية من دون حتى الإشارة إلى مصدر تلك المعلومات ولا تاريخ نشرها. شرارة المعركة والمواجهة وجها لوجه بين الذكاء الاصطناعي والصحافة بدأت عندما أعلنت جريدة «النيويورك تايمز» الأمريكية نيتها في مقاضاة كبريات شركات التقنية القائمة على مشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحجة استخدام أرشيف معلومات الجريدة من دون الحصول على تصريح مسبق من الجريدة وحجتهم في ذلك أن تلك الشركات يجب أن تدفع للجريدة مبالغ مالية ضخمة نتيجة لاستخدام قاعدة بياناتها التي تحتوي على المئات أو الآلاف من المقالات والأخبار.

الأخبار الجيدة أن شركة «اوبن أيه آي» المالكة لمحرك تشات جي بي تي أيقنت أنها لا يمكنها الحصول على تلك البيانات إلا بعد شراء حقوقها من مالكها الحقيقي وهذا ما قامت به مؤخرا من التفاوض مع مؤسسات إخبارية مختلفة عرضت بموجبه عائدا ماديا يصل إلى خمسة ملايين دولار سنويا لترخيص محتواها، في مقابل حصولها على النفاذ التام لتلك البيانات والمعلومات المحمية أصلا بموجب قوانين النشر والطباعة، وهذا أيضا ما قاد شركة «أبل» عملاق التقنية في مسعاها لتطوير خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة إلى التفاوض مع ناشرين ووسائل إعلام مختلفة مثل الديلي بيست ومجلة بيبل وسي ان بي سي الإخبارية لترخيص أرشيف المحتوى الخاص بتلك الوسائل والحصول على بياناتها الصحفية والإعلامية.

قاعدة بيانات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى أو ما كان يطلق عليه بالأرشيف الصحفي يعد اليوم ثروة حقيقية من المعلومات والبيانات يمكن البناء عليه في تحقيق مكاسب جيدة لوسائل الإعلام عن طريق بيع تلك البيانات إلى شركات التقنية الكبرى سواء أكانت محركات بحث أو مواقع إعادة بث الأخبار أو محركات الذكاء الاصطناعي أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتغذى وتقتات على ما تنشره وسائل الإعلام من منشورات وأخبار على مدار الساعة لقرائها ومتابعيها، ويمكن التنبؤ بأن المستقبل القريب حافل بالكثير من المواجهات بين المؤسسات الإعلامية خصوصا الصحفية منها وبين ما يمكن تسميته بمنصات الإنترنت المختلفة الأشكال والألوان.

ليس ببعيد عن هذه المواجهة بين الذكاء الاصطناعي والصحافة مواجهة سابقة كانت بين وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا فيسبوك وجوجل من جهة وبين المؤسسات الصحفية من جهة أخرى حينما أعلن الطرفان عن التوصل إلى اتفاق تدفع فيه وسائل التواصل ومحرك البحث مبالغ مالية للصحف جراء استخدامها لمحتوياتها.

في منطقتنا العربية لا يزال هذا الجدل بعيدا عنا ولا نزال كصحفيين وإعلاميين بعيدين كل البعد عن تقدير ما نمتلكه من بيانات ومعلومات مخزنة في سجلات صحفنا ومواقعنا الإلكترونية ونعطي وبكل حب كل من يرغب في استغلال منجمنا الذهبي الذي نرقد عليه. قد يلزمنا الكثير من الوقت لإدراك القيمة الحقيقية لأرشيفنا الصحفي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ووسائل الإعلام وسائل الإعلام تلک البیانات

إقرأ أيضاً:

قراصنة يخترقون الذكاء الاصطناعي

السومرية نيوز – منوعات
تمكن قراصنة من اختراق أنظمة المراسلة الداخلية لشركة OpenAI وسرقة معلومات حول تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة. وقالت صحيفة "New York Times" في تقرير لها اليوم الجمعة، إن "الشركة أخفت الحادثة عن عملائها والجهات المعنية، واكتفت بإبلاغ موظفيها".   وقرر المسؤولون التنفيذيون عدم نشر الخبر علنا لأنه لم يتم سرقة أي معلومات عن العملاء أو الشركاء، ولم يعتبروا الحادث تهديدا للأمن القومي، لأنهم اعتقدوا أن المخترق كان فردا خاصا لا تربطه أي علاقات معروفة بحكومة أجنبية.   ولم تبلغ الشركة مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي شخص آخر في مجال إنفاذ القانون.   واستطاع المخترق الوصول إلى محادثات حرت خلال منتدى إلكتروني خاص بموظفي OpenAI، كانوا يناقشون فيه أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطورها الشركة.   وأشارت الصحيفة إلى أن "المخترق لم يتمكن من اختراق الأنظمة التي تحتضن نماذج GPT وتدربها، وهي أنظمة الذكاء الاصطناعي الأساسية التي تشتهر بها OpenAI.   وأفادت الصحيفة نقلا عن مصدرين داخل الشركة، بأن "بعض موظفي OpenAI كانوا قد حذروا سابقا من إمكانية استغلال دول مثل الصين مثل هذه الهجمات لسرقة تقنيات الذكاء الاصطناعي"، مما قد يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر.   وشهدت الشركة استقالة العديد من الباحثين في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي بسبب خلافات حول "التوافق الفائق"، وهو مفهوم يهدف إلى إيجاد طرق لسيطرة البشر على الذكاء الاصطناعي الفائق.   وفي وقت سابق، تمت إقالة الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، ثم عاد إلى منصبه لاحقا.


مقالات مشابهة

  • اشتباك وجها لوجه.. سرايا القدس تغير على قوة للاحتلال متحصنة في منزل بالشجاعية
  • البرازيل تأمر شركة ميتا بتعليق استخدام بيانات المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • تحقيق قضائي إسباني ضد شركة "ميتا" على خلفية انتهاك الذكاء الاصطناعي حماية البيانات 
  • تحقيق قضائي إسباني بشأن "ميتا" بسبب الذكاء الاصطناعي
  • قراصنة يخترقون الذكاء الاصطناعي
  • رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في سدايا: المملكة ملتزمة بضمان تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول
  • مبابي ورونالدو وجهاً لوجه .. وموقعة ملتهبة بين ألمانيا وإسبانيا
  • بمناسبة رأس السنة الهجرية... توقف الصحف عن العمل يوم الاحد
  • البرازيل تأمر ميتا بتعليق استخدام بيانات المستخدمين لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي
  • السواحة يبحث سبل تعزيز التعاون في التقنيات المتقدمة مع شركات أمريكية