حرب إعلامية مستمرة على مدار الساعة منذ عام 1948 حتى اللحظة، يستخدم فيها الإعلام الغربى والعبرى كل أدواته لكسب معركة الحرب النفسية وتشويه القضية الفلسطينية، وإقناع العالم كله بقضيتهم فى مواجهة الحق الفلسطينى، لتحطيم معنويات الفلسطينيين وزرع عدم الثقة فى نفوسهم وفى كل شىء وكسب الرأى العالمى بالتعتيم الإعلامى الذى يُصاحب الانتفاضات، وقراءة التاريخ من وجهة نظر الاحتلال كأسلوب من أساليب الخداع والترويج للشائعات، فضلاً عن وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ونشر الروايات الأكثر تزييفاً فى تاريخ البشرية، والتى يروج إليها الإعلام الإسرائيلى بمساندة نظيره الغربى عن حقوق إسرائيلية بأرض فلسطين.

الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدرس الصحافة بكلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وزميل كلية الدفاع الوطنى، قال إن الإعلام الغربى والعبرى يسعى دائماً لتشويه القضية الفلسطينية، ودعم وجهات نظر إسرائيل وتبرير سياساتها، على حساب قضية الشعب الفلسطينى، إضافة إلى التحيز فى تقديم الأحداث والتقارير الإعلامية، ما يؤثر على المشاهدين والقراء فى فهم الصراع منذ 1948، وحتى أحداث السابع من أكتوبر 2023، التى أنتجت استراتيجية جديدة وتطويراً واضحاً فى الخطط الإعلامية من قبَل الوسائل الإعلامية الغربية لتغطية الصراع «الفلسطينى - الإسرائيلى»، معتبراً هذه الآلة الإعلامية أحد الأسلحة الفتاكة تجاه القضية.

وتابع «عبدالمجيد»، لـ«الوطن»، أنه ربما من الطبيعى أن يكون تحيز الإعلام العبرى فى تغطيته للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى لصالح إسرائيل، بسبب النظرة الوطنية والأمنية التى يتّبعها الإعلام فى إسرائيل، ولكن نجد أيضاً الإعلام الأمريكى متحيزاً بتقديم رؤية متحيزة للصراع، حيث تشير بعض التقارير إلى وجود تأثير قوى لمجموعات اللوبى والمصالح الاستراتيجية الأمريكية فى توجيه التغطية الإعلامية وتشكيل الرأى العام.

وأشار زميل كلية الدفاع الوطنى إلى أبرز محاولات التشويه والتى تتمثل فى تصوير الفلسطينيين على أنهم إرهابيون، إذ تصور بعض المنابر الإعلامية الأمريكية والعبرية الفلسطينيين بصورة سلبية عبر تسليط الضوء على الأعمال العنيفة وتجاهل السياق السياسى والاجتماعى الذى يؤدى إلى تلك الأعمال، فضلاً عن التعتيم على الانتهاكات الإسرائيلية من جانب وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية، وتقليل وتجاهل تقارير الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ما يؤثر على الوعى العام بتلك الانتهاكات.

وأضاف أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تقدم قصصاً غير متوازنة وتحريف الحقائق لتبرير سياسات إسرائيل، مثل تجاهل سياسة الاستيطان وتأثيرها على عملية السلام، والتركيز على قصص القمع الإسرائيلى، موضحاً أن وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية تركز بشكل كبير على قصص العنف والقمع الفلسطينى، ما يخلق صورة سلبية للفلسطينيين دون إلقاء الضوء على سياق الاحتلال والظروف الاقتصادية والاجتماعية التى يعيشون فيها.

من جانبه، يرى الدكتور خالد سعيد، باحث فى الشئون الإسرائيلية ومترجم من اللغة العبرية، أن الآلة الإعلامية الأمريكية استغلت قوتها فى تشويه والادعاء بأن لإسرائيل حقاً على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأن المقاومة حركات إرهابية، بجانب تشويه صورة الفلسطينى سواء فى الإعلام بأنواعه حتى فى الأدب، إذ أصبحت كل قواها تسعى لإثبات أن للإسرائيلى الحق فى أراضى فلسطين.

وأشار «سعيد» إلى أنه منذ نكبة 1948 وحتى «طوفان الأقصى»، هناك محاولات لا تكل فى تصوير الإسرائيلى فى صورة المضطهد والمظلوم والمغلوب على أمره، على عكس الواقع، من أجل كسب التعاطف العالمى، مؤكداً ضرورة إنشاء مراكز بحثية وإجراء دراسات لتغيير الصورة الذهنية المطروحة لدى الغرب، ونشر ذلك بأكثر من لغة تحديداً اللغات الرئيسية: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، لمواجهة هذه الآلة الإعلامية الخطيرة.

وأكد ضرورة مواجهة الإعلام بالإعلام بنشر الحقائق التى تثبت الحقوق الفلسطينية للشعب الفلسطينى على الأراضى الفلسطينية المحتلة، للتعريف بتاريخه وتراثه وأدبه وحقوقه التاريخية، وإثبات أن ليس لإسرائيل أى حق على الأراضى الفلسطينية، إنما حين تكونت كانت عبارة عن مستوطنين ومجموعة من الرعاة، مشيراً إلى أهمية وسائل التواصل بكل أشكالها، التى حولت آراء الطلاب فى الغرب للتعاطف مع القضية بنشر حقائق عن 7 أكتوبر، مشيداً بالمحاولات المصرية والعربية للدفاع عن القضية بقواها الناعمة وبمجموعة من الأفلام أو الأعمال الدرامية بأكثر من لغة لإثبات حق الشعب الفلسطينى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل الأراضى الفلسطینیة وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

رئيسا الأعلى للإعلام والمتحدة للخدمات الإعلامية يناقشان سبل الارتقاء بالقطاع

التقى المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، طارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.


وتم خلال اللقاء مناقشة سبل الارتقاء بالإعلام المصري في الفترة القادمة من خلال التعاون بين المجلس والشركة المتحدة.


وأشار المهندس خالد عبدالعزيز، إلى ضرورة الارتقاء بالذوق العام، موضحًا أهمية الاعتماد على الكفاءات المتميزة التي لديها مصداقية، وقدرة على استعراض التحديات، وطرح الحلول للتعامل مع التحديات التي تواجه الدولة المصرية على مختلف الأصعدة وذلك بما يُسهم في تحقيق الرسالة الإعلامية.


وأوضح ضرورة الاهتمام بالمضمون الإعلامي المُقدم في مختلف وسائل الإعلام بمختلف القطاعات، سواء ما يتعلق بالبرامج السياسية، أو الرياضية، أو الدينية أو الفنية وغيرها، مشيرًا إلى ضرورة اختيار الشخصيات القادرة على إيصال الرسالة الإعلامية وشرح التحديات التي تواجه الدولة بحقائق وشفافية.


فيما أثنى طارق نور على القرارات التنظيمية التي أصدرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مؤكدًا أن الشركة المتحدة تعمل خلال الفترة المقبلة على ترتيب خريطة البرامج في القنوات التابعة لها وإرساء سياسات تتفق مع أصول وقيم الخطاب الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • رئيسا الأعلى للإعلام والمتحدة للخدمات الإعلامية يناقشان سبل الارتقاء بالقطاع
  • بلال الدوي: موقف مصر مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • كاتب صحفي: موقف الدولة مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • تونس: نشيد بجهود القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية
  • “الدكاكين الإعلامية .. تهديد لمصداقية الإعلام وتفريغ للمهنة من قيمها”
  • عناني: تضامن مصر مع القضية الفلسطينية يؤكد قوة الدولة ويظهر حالة الاصطفاف الوطني
  • رئيس "المستقلين الجدد" يوضح دور الأحزاب السياسية في دعم القضية الفلسطينية
  • حكومة سوريا الجديدة تحدد مهلة لتسليم أسلحة النظام السابق
  • فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!