تحركات قانونية أمام المحاكم الدولية تحرم إسرائيل من استخدام «مظلومية الهولوكوست»
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
مع تصاعد وتيرة الجرائم والسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى أعقاب 7 أكتوبر 2023، شهدت الساحة الدولية تحركات قانونية غير مسبوقة ضد الاحتلال، اعتبرها خبراء أنها ذات آثار بعيدة المدى على إسرائيل ومستقبلها، ومن شأنها نسف الأساطير المؤسسة للدولة العبرية والتى طالما روجتها واستندت إليها باعتبارها ضحية وممثلة لضحايا جريمة إبادة جماعية «الهولوكوست».
فى مقدمة التحركات القانونية، كانت الدعوى التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التى تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى، ولاحقاً شهدت المحكمة الجنائية الدولية تحركات لمحاكمة قادة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، كما نجحت تحركات قانونية أخرى فى منع دول بعينها، مثل هولندا، من تصدير الأسلحة لإسرائيل.
ويعتقد أستاذ القانون الدولى الدكتور أيمن سلامة أن إسرائيل، حكومة وشعباً، ومعها يهود العالم، لم يتوقعوا أن ترفع دولة جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، علماً بأن تلك الجريمة هى المظلومية التى ما برحت إسرائيل تصدرها وتستغلها لاستدرار تعاطف العالم معها ضد كل ما هو عربى وكل ما هو مسلم وكل ما هو فلسطينى، فى ازدواجية صارخة للمعايير وتكريس للاستعلاء الثقافى العنصرى الإسرائيلى، حسب قوله.
ويضيف «سلامة»: «حتى الدول المتآمرة مع إسرائيل، ممثلة فى الغرب وفى الصدارة منها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، صُدمت من التحرك القانونى الباهر الواعى لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وكانت الطامة الكبرى والصفعة القوية لإسرائيل يوم 28 يناير عام 2024 حين أصدرت محكمة العدل الدولية، فى لاهاى، وهى الجهاز القضائى الرئيسى للأمم المتحدة، قرارها القضائى الأولى بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية، فضلاً عن إصدار ستة أوامر بتدابير تحفظية مؤقتة ضد إسرائيل حتى تمنع المحكمة إسرائيل من ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
ويلفت أستاذ القانون الدولى النظر أيضاً إلى أن هناك دولاً مثل هولندا انصاعت بالفعل، بسبب الزخم والحراك الحاشد للرأى العالم العالمى المؤيد للقضية الفلسطينية، والمناهض للغرب وإسرائيل، حيث أصدرت أعلى محكمة فى هولندا قراراً قضائياً ملزماً يحظر على الحكومة تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، كما أنه فى الأسبوع الأول من شهر مايو الجارى، ولأول مرة منذ 7 أكتوبر عام 2023، علقت الإدارة الأمريكية شحنة للأسلحة والذخيرة الأمريكية لإسرائيل، كان متفقاً عليها.
ورداً على الدعوى القضائية التى رفعتها نيكاراجوا ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة التآمر وتسهيل ومساعدة إسرائيل على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وتقديم مساعدات مالية وعسكرية، لفت «سلامة» إلى أن الفريق القانونى للحكومة الألمانية قدم لمحكمة العدل الدولية الدفوع والأسانيد التى تؤكد أنه منذ 7 أكتوبر عام 2023 أصبحت ألمانيا تقوم بفحص قانونى لكل الأسلحة والذخائر التى تصدر لإسرائيل، والتأكد من أن هذه الأسلحة ليست فتاكة ولا تشارك فى حملات القمع والقتل الإسرائيلى ضد الفلسطينيين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل جریمة الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة ضد إسرائیل
إقرأ أيضاً:
لبنان.. إسرائيل تتمسك بالبقاء بمواقع الجنوب وتحذيرات من استخدام تطبيق «تسوفار»
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، “أن قوات الجيش ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان، بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير 2025“.
وقال كاتس إن “إسرائيل ستبقى في المواقع الخمس التي أنشأتها في جنوب لبنان، بغض النظر عن المفاوضات مع دولة لبنان حول نقاط الخلاف على الحدود البرية”.
وكان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت قبل أيام “أنها وافقت على إجراء محادثات تهدف إلى ترسيم الحدود مع لبنان، وأنها ستفرج عن خمسة لبنانيين كانوا محتجزين لديها”، في خطوة وصفتها بأنها “بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني”.
وأعلنت أنه “تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة مع لبنان وفرنسا والولايات المتحدة، بهدف مناقشة قضايا تتعلق بترسيم “الخط الأزرق”، والمواقع الخمس التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملف المحتجزين اللبنانيين”.
وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، في بيان: “تعلن الولايات المتحدة اليوم أننا نعمل على تقارب بين لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين دبلوماسيا”.
وقالت الرئاسة اللبنانية على منصة “إكس” أن الرئيس جوزيف عون تبلغ “تسلم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد الأربعاء”.
ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”، حسبما تقول.
لبنان يحذر من استخدام تطبيق إسرائيلي
حذّرت السلطات اللبنانية من “استخدام تطبيق إسرائيلي يدعى “تسوفار” (Tzofar- Red- Alert)، مؤكدة أنه “يشكل خطرا مباشرا على البيانات الشخصية والجغرافية”.
وعممت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على وزارة التربية والإدارات والمؤسسات المعنية، كتابا موجها من وزير الدفاع ميشال منسى، يحذر فيه من “مخاطر تحميل تطبيق مستخدَم من قبل العدو الإسرائيلي”.
وجاء في نصّ الكتاب: “نودعكم ربطا كتاب وزارة الدفاع الوطني المتعلق بطلب عدم استخدام تطبيق تسوفار (Tzofar- Red Alert) والذي يستخدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة كنظام تنبيه يعمل على الأجهزة الخليوية وشبكة الانترنت، حيث يقوم بتوفير إشعارات فورية وسريعة وإخطار المستخدمين في حينه حول التهديدات والهجمات الصاروخية أو حالات الطوارئ”.
وأكد أن التطبيق “يشكل خطرا مباشرا على البيانات الشخصية والجغرافية للمستخدم، وذلك لقدرته على تتبع الأفراد، رسم الخرائط للبنية التحتية، كشف مواقع ومراكز حيوية، وخرق الأجهزة والتجسس والتنصت”.
يذكر أنه في سبتمبر 2024، شهد لبنان تفجيرات لأجهزة الاتصال اللاسلكي “البيجر”، التي كان يستخدمها عناصر من “حزب الله”، مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة الألاف، وفي نوفمبر الماضي، اعترف نتنياهو “بمسؤولية إسرائيل عن عملية “البيجر”.
وبحسب التقارير، فإن أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي فجرتها إسرائيل كانت تستخدمها كوادر “حزب الله”، لكنها وصلت أيضا إلى مدنيين، بمن فيهم عاملون صحيون ومنظمات غير ربحية، ما زاد من عدد الضحايا، ويرجح أن التفجيرات نفذت عبر أجهزة متفجرة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد.