فى عام 2015 وعقب المظاهرات التى اشتعلت ضد عصبة «بيلديربيرج» ذات الاجتماعات والأهداف السرية اقتصادياً، عسكرياً، أمنياً، وتوجيه تهم التدبير المتعمد لصناعة الأزمة المالية العالمية، والتخطيط لقتل 80% من سكان العالم، تفجرت الجرأة الإعلامية للكتابة عن العصبة، ووصفها أليكس جونز، الإعلامى الأمريكى الشهير بأنهم عصبة قساة وأشرار ترغب فى إيذاء العالم، فيما حاولت بريطانيا الدفاع عن العصبة فنشرت صحيفة التايمز على لسان الصحفى «دايفيد آرونوفيتش» قوله:
إن الغضب المثار بشأن «بيلديربيرغ» أمر سخيف، إنهم مجرد ناد راق للأغنياء وأصحاب النفوذ، وهو أمر ربما يرى فيه البعض فائدة لنا جميعًا، فيما قال دينيس هيلى، وزير الخزانة السابق فى بريطانيا وأحد مؤسسى العصبة: إن مبدأ السرية مكن أعضاءها من الكلام دون خوف من العواقب أو قلق من تأثير ما يقوله هؤلاء سياسيًا، أو تحوير من وسائل الإعلام.
فيما ناقض بروفيسور «أندرو كاكابادسى» أحد مؤلفى كتاب «أفراد بيلديربيرغ» هذا وقال: على الرغم من مبالغة دعاة نظرية المؤامرة، فإن كلامهم له وجهة نظر، فالعصبة تتمتع بسلطة حقيقية، تتجاوز سلطة المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس ومع فقدان الشفافية نتفهم قلق الناس من نفوذها الذى يؤدى إلى فكرة التحكم والتحرك القوى لوجود حكومة واحدة للعالم، فى هيئة سوق رأسمالية غربية حرة.
وهكذا أصبحت الأضواء تسلط تدريجيًا على العصبة، حتى جرؤ الإعلام الأوروبى بوصفها جماعة تسعى إلى إيجاد نظام عالمى يتسم بالفوضى، وهو ما أشعر العصبة ببعض الخوف من استهدافهم من جماعات مناوئة لتحكم الرأسمالية وتغول المصالح المشتركة التى تربط الكبار على حساب الصغار من الدول وشعوب العالم التى باتت غالبا مطحونة نتيجة قرارات فوقية اقتصادية، وصراعات عسكرية، وخلافات سياسية، ليست بمنأى عن أصابع تلك العصبة وغيرها من جماعات النفوذ العالمى والتى سنعرض لها لاحقاً.
لذا عندما تم اجتماع عصبة «بيلدربيرج» فى تورينو بإيطاليا عام 2018، تولى أكثر من الفى شرطى حراسة الاجتماع، وهذا ما تكرر فى الاجتماعات التالية، ولعل اجتماع عام 2019 فى «مونتورو» بسويسرا قد أثار الكثير من التساؤلات، فبعده انتشر وباء كورونا، وحاول البعض الربط بين أسرار هذا الاجتماع، ووجود اتفاقات لتقليل أعداد سكان العالم بما يتلاءم مع الإمكانات الاقتصادية والثروات الطبيعية، وكان من المشاركين فى هذا الاجتماع 130 شخصا من النخب الأمريكية والأوروبية، منهم الرئيس الفرنسى الحالى «ماكرون»، وزير الخارجية الأمريكى السابق «مايك بومبيو»، وزير الاقتصاد الفرنسى «برونو لومير»، رئيس الحكومة الهولندية «مارك روت»، « أوسولا فون در لاين « وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، «جاريد كوشنر» صهر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، « باتريك بويانى « رئيس مجلس إدارة مجموعة توتال الفرنسية، « تيدجان تيام « رئيس مصرف كريدى سويس، «جاريد كوشنر» زوج ابنة ترامب، «ساتيا ناديلا» الرئيس التنفيذى لمايكروسوفت، و«إريك شميت» رئيس جوجل السابق، الملياردير «بيتر ثييل» مؤسس «باى بال» للتحويلات المالية الإلكترونية، وزير الخارجية الأمريكى السابق، هنرى كيسنجر.
وأعلنت العصبة عناوين لملفات قيل أنها سيتم مناقشتها، منها «مستقبل الرأسمالية»، «البريكسيت ومصير أوروبا» أى انفصال بريطانيا عن مجموعة الاتحاد الأوروبى، «التغيرات المناخية»، «العلاقات مع الصين وروسيا»، العالم الرقمى وشبكات التواصل الاجتماعى، لكن لم يتم أبدًا الإعلان عن نتائج الاجتماع ولا توصياته، ولا أى قرارات للمشاركين به، وامتنع المشاركون عن الإدلاء بأى تصريحات إعلامية.
وكما سبق الإشارة إلى أن كثيراً من الشخصيات التى يتم دعوتها لهذا الاجتماع كان يتم فيما بعد تصعيدها سياسيًا، على غرار
بيل كلينتون الذى حضر اجتماع عام 1991، وفى العام التالى فاز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة، وتونى بلير الذى حضر اجتماع عام 1993، وبعد عدة أشهر تولى رئاسة حزب العمال البريطانى، ثم انتخب بعد ذلك بثلاث سنوات رئيساً للوزراء.
.. وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ديا فكرية أحمد
إقرأ أيضاً:
الرياض.. 7 دول في اجتماع لجنة أمن الطيران بالشرق الأوسط
استضافت المملكة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني اليوم الأربعاء في الرياض، الاجتماع الحادي عشر للجنة التوجيهية التنفيذية للبرنامج التعاوني لأمن الطيران في الشرق الأوسط، برئاسة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع أمن الطيران بالهيئة ورئيس البرنامج التعاوني لأمن الطيران في الشرق الأوسط محمد بن سعد الفوزان.
بحضور مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في الشرق الأوسط، م. محمد أبو بكر الفارع.
وشارك في الاجتماع ممثلو الدول الأعضاء في البرنامج، ووفد من منظمة الطيران المدني الدولي والمنظمة العربية للطيران المدني، وعدد من الجهات الدولية الداعمة، إلى جانب حضور ممثلين من 7 دول، هي: المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، وليبيا، لبنان، السودان، اليمن.
أكد الفوزان أهمية هذه الاجتماعات المنتظمة في مناقشة القضايا الجوهرية المتعلقة بأمن الطيران المدني، والخروج برؤى فاعلة لتعزيز الأمن في القطاع، مشيرا إلى أن مشاركة الدول المستمرة ستسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتطوير أمن الطيران في المنطقة والعالم، بما يسهم في بناء مستقبل آمن للطيران المدني.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة تستضيف الاجتماع الحادي عشر للجنة التوجيهية التنفيذية لأمن الطيران - واس
وأشاد المشاركون بالإنجازات التي حققها البرنامج التعاوني لأمن الطيران في الشرق الأوسط خلال العام المنصرم.
وأشادوا بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في تعزيز أمن الطيران في المنطقة، ودعمها المستمر للدول الأعضاء ولمبادرات البرنامج، بهدف تعزيز أمن وحماية الطيران المدني من أي تهديدات أو تدخلات غير مشروعة.