حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
نحن لا نحيى ذاكرة النكبة لأنها لم تغادرنا بعد كل هذه العقود، فمشهد الخيام يتكرر فى جنوب غزة، بعد مرور ٧٦ عاماً، ومشهد عبور جسر وادى غزة، يذكرنا بعبور جسر الأردن عام ١٩٤٨، ومشهد البحث عن طعام يذكرنا بوكالة المؤن وطوابير (الكبونات) المساعدات، بل إن شهداء سقطوا بسقوط المساعدات عليهم، ومشهد الوقوف بالمئات أمام حمام عمومى، ليقضى الناس حاجتهم فى ظروف غير صحية، حمام واحد لألف شخص، ومشهد الجثث فى شوارع جباليا وبيت لاهيا والشيخ عجلين والشجاعية وحتى الوسطى وخان يونس ورفح، يذكرنا بمذابح قرانا ومدننا المهجرة دير ياسين، والطنطورة، ولفتا وغيرها، القصف اشتد بعد كل هذه السنوات وصمود الأهالى ومقاومتهم الحصار، يذكرنا بصمود قرية دير سنيد عام ٤٨ ودفاع القوات المصرية عن غزة، شكل الموت اختلف وكل شىء اختلف، إلا الاحتلال بقى إسرائيلياً أكثر وحشية، ولا قوات عربية أو دولية تدافع عن شعب أعزل، مذابح ومجازر بالجملة وعدد النازحين المهجرين عام ٢٠٢٤ ثلاثة أضعاف من نزحوا وهجروا عام ١٩٤٨ فى نكبة أكبر من النكبة بل إن حجم الدمار فى قطاع غزة وحده يفوق ما دمر عام ١٩٤٨ فى فلسطين كلها، حرب شرسة استهدفت حتى المدنيين والطواقم الطبية والصحفية الفلسطينية والتاريخ والآثار، وراح فيها ٤٥ ألف شهيد أى أضعاف من سقطوا شهداء عام ٤٨، مما يتطلب منا البحث عن مصطلح جديد يضاهى تعبيره النكبة، الناجون كأنهم أموات، من شدة ما رأوا، حكايات تدمى القلوب، أيتام بالجملة، وأرامل بالآلاف ورجال بلا عائلات، وبكاء يغرق نهرَى النيل والفرات، وعائلات مسحت بأكملها من الوجود، أجساد أكلها الجوع، وأكباد مزقها الوباء، حصار يشتد، ومساعدات لا تفى لإطعام طيور المواسم، كلاب وقطط تأكل الجثث، الناس فى حالة توهان.
الآن دخلنا الشهر الثامن ومن نزوح إلى نزوح، كل الجهات المحلية والدولية تعرف عدد النازحين، وأماكن وجودهم، السؤال هو لماذا حتى الآن هناك أناس دون خيام! ولماذا تباع الخيام إذا كانت تأتى دعماً للشعب المهجر! ما الذى يحدث؟! وإذا اتفقنا أن المساعدات تسرق لكن الخيام معروف عددها حسب الإحصاء واستعمالها لكل عائلة مرة واحدة، لماذا هذا العذاب؟! وفى حال تمت الصفقة وعاد الناس إلى الشمال كم خيمة نحتاج؟! وهل الناس ستنام فى العراء؟! ألم يكن خلال ٨ شهور حساب لكل ذلك؟! الاحتلال متغطرس وفاشى ومجرم، لكن علينا أن نعترف أن هناك سوء إدارة، وهناك شبهات فساد مانحين، وهناك تجارة موت، غزة لا تتحمل كل هذا الكذب والظلم، ما يحدث جريمة ضد شعبنا فى غزة علينا أن نتوقف عندها طويلاً، وإذا حدث كل ذلك قبل الإعمار فماذا سيكون مصير شعب غزة خلال الإعمار؟ حتى النزوح تكلفته تصل إلى ٣٠٠ دولار يعنى أن يبقى تحت القصف لأنه لا يملك ثمن النزوح! فيستشهد، والمكان الذى سيذهب له غير مجهز بالخيم، وأقل خيمة جديدة تكلفتها ١٠٠٠ دولار، أى تكلفة النكبة كانت أقل من مقتلة اليوم بكثير، حتى الموت أصبح له تكلفة، فلا مقابر تؤويك حتى، ولا يوجد قيادة ميدانية من أى فصيل، حالة فوضى عارمة، الناس تعيش بتفاقيد الله، لا ضمانات لا مستقبل، لا هدنة، لا صفقة، موت أشد، وقصف أعنف، الكل يتفرج، ونحن نحتفل بإعلان العضوية فى الأمم المتحدة، ما زال الوضع أشد سوداوية، العالم منفصل عن واقع غزة، نحن فى عالم موازٍ، غزة فقط الحقيقة بل هى الحقيقة المطلقة، إما أن تنقذوا الحقيقة وإما ستموت مع غزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
تعليقات ساخرة| معلمون يهربون من فوق سور إحدى المدارس.. اعرف الحقيقة
انتشر في الساعات الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مجموعة من المعلمين وهم يقفزون من فوق سور إحدى المدارس، هذا الفيديو أثار ردود أفعال متباينة بين السخرية والاستغراب، حيث علق الكثير من المستخدمين بتعليقات ساخرة حول الموضوع.
نشر نشطاء منصات السوشيال الميديا مقطع فيديو خلال الساعات الأخيرة، لحظات لقفز المعلمين عبر سور إحدى المدارس، معلقين «فين أهالي المدرسين دول»، في إشارة إلى أن هذا الفعل كان يقوم به الطلاب للهروب من الحصص الدراسية.
وقد تفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بتعليقات ساخرة على الفيديو المتداول، منها: إيه ده الموضوع اتطور بقى المدرسين الي بتهرب! كان على أيامنا الطلاب.. هتلاقيهم مدرسين الحصة بعد ما خلصوا حصصهم عايزين يمشوا المدير قفل عليهم المدرسة.. على أيامنا الطلبة اللي كانت بتهرب.. يا نهار اسود المدرسين بيهربوا من المدرسة أمال العيال هيعملوا إيه؟
للمزيد من التفاصيل حول حقيقة الفيديو والخلفيات الحقيقية وراءه، يمكنكم مشاهدة الفيديو: