الوطن:
2024-10-03@09:47:59 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

نحن لا نحيى ذاكرة النكبة لأنها لم تغادرنا بعد كل هذه العقود، فمشهد الخيام يتكرر فى جنوب غزة، بعد مرور ٧٦ عاماً، ومشهد عبور جسر وادى غزة، يذكرنا بعبور جسر الأردن عام ١٩٤٨، ومشهد البحث عن طعام يذكرنا بوكالة المؤن وطوابير (الكبونات) المساعدات، بل إن شهداء سقطوا بسقوط المساعدات عليهم، ومشهد الوقوف بالمئات أمام حمام عمومى، ليقضى الناس حاجتهم فى ظروف غير صحية، حمام واحد لألف شخص، ومشهد الجثث فى شوارع جباليا وبيت لاهيا والشيخ عجلين والشجاعية وحتى الوسطى وخان يونس ورفح، يذكرنا بمذابح قرانا ومدننا المهجرة دير ياسين، والطنطورة، ولفتا وغيرها، القصف اشتد بعد كل هذه السنوات وصمود الأهالى ومقاومتهم الحصار، يذكرنا بصمود قرية دير سنيد عام ٤٨ ودفاع القوات المصرية عن غزة، شكل الموت اختلف وكل شىء اختلف، إلا الاحتلال بقى إسرائيلياً أكثر وحشية، ولا قوات عربية أو دولية تدافع عن شعب أعزل، مذابح ومجازر بالجملة وعدد النازحين المهجرين عام ٢٠٢٤ ثلاثة أضعاف من نزحوا وهجروا عام ١٩٤٨ فى نكبة أكبر من النكبة بل إن حجم الدمار فى قطاع غزة وحده يفوق ما دمر عام ١٩٤٨ فى فلسطين كلها، حرب شرسة استهدفت حتى المدنيين والطواقم الطبية والصحفية الفلسطينية والتاريخ والآثار، وراح فيها ٤٥ ألف شهيد أى أضعاف من سقطوا شهداء عام ٤٨، مما يتطلب منا البحث عن مصطلح جديد يضاهى تعبيره النكبة، الناجون كأنهم أموات، من شدة ما رأوا، حكايات تدمى القلوب، أيتام بالجملة، وأرامل بالآلاف ورجال بلا عائلات، وبكاء يغرق نهرَى النيل والفرات، وعائلات مسحت بأكملها من الوجود، أجساد أكلها الجوع، وأكباد مزقها الوباء، حصار يشتد، ومساعدات لا تفى لإطعام طيور المواسم، كلاب وقطط تأكل الجثث، الناس فى حالة توهان.

الآن دخلنا الشهر الثامن ومن نزوح إلى نزوح، كل الجهات المحلية والدولية تعرف عدد النازحين، وأماكن وجودهم، السؤال هو لماذا حتى الآن هناك أناس دون خيام! ولماذا تباع الخيام إذا كانت تأتى دعماً للشعب المهجر! ما الذى يحدث؟! وإذا اتفقنا أن المساعدات تسرق لكن الخيام معروف عددها حسب الإحصاء واستعمالها لكل عائلة مرة واحدة، لماذا هذا العذاب؟! وفى حال تمت الصفقة وعاد الناس إلى الشمال كم خيمة نحتاج؟! وهل الناس ستنام فى العراء؟! ألم يكن خلال ٨ شهور حساب لكل ذلك؟! الاحتلال متغطرس وفاشى ومجرم، لكن علينا أن نعترف أن هناك سوء إدارة، وهناك شبهات فساد مانحين، وهناك تجارة موت، غزة لا تتحمل كل هذا الكذب والظلم، ما يحدث جريمة ضد شعبنا فى غزة علينا أن نتوقف عندها طويلاً، وإذا حدث كل ذلك قبل الإعمار فماذا سيكون مصير شعب غزة خلال الإعمار؟ حتى النزوح تكلفته تصل إلى ٣٠٠ دولار يعنى أن يبقى تحت القصف لأنه لا يملك ثمن النزوح! فيستشهد، والمكان الذى سيذهب له غير مجهز بالخيم، وأقل خيمة جديدة تكلفتها ١٠٠٠ دولار، أى تكلفة النكبة كانت أقل من مقتلة اليوم بكثير، حتى الموت أصبح له تكلفة، فلا مقابر تؤويك حتى، ولا يوجد قيادة ميدانية من أى فصيل، حالة فوضى عارمة، الناس تعيش بتفاقيد الله، لا ضمانات لا مستقبل، لا هدنة، لا صفقة، موت أشد، وقصف أعنف، الكل يتفرج، ونحن نحتفل بإعلان العضوية فى الأمم المتحدة، ما زال الوضع أشد سوداوية، العالم منفصل عن واقع غزة، نحن فى عالم موازٍ، غزة فقط الحقيقة بل هى الحقيقة المطلقة، إما أن تنقذوا الحقيقة وإما ستموت مع غزة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: "قدرات" مصر المتنامية!!


 

نعم مصر فى تطوير دائم لقدراتها كدولة معاصرة منذ أن عادت إلى هويتها فى 2013، وكان الهدف الرئيسى للقيادة السياسية أن يكون تنامى الدولة، نحو إعادة البنية الأساسية للوطن من مرافق، وطرق وإنهاء للعشوائيات وفى نفس الوقت نظرة إلى ما يحيط بنا فى الإقليم من مستجدات والعمل على درء الخطر القادم سواء كان ذلك توارثًا عبر حقبات زمنية سابقة أو نتيجة تحركنا للأمام.

وأهم ما راعته القيادة السياسية فى رؤيتها لتنامى الدولة المصرية هو (درع الأمة وسيفها) فالدرع نظرًا للمستجدات الدولية،والسيف أمام من وجد الفرصة سانحة للقفز على ثوابت تاريخية فى حقوق شعب مصر سواء فى (نيلها ) أو فى شريان الحياة للمصريين، والطمع والتصور بأن من هذا "الشريان" يمكن إخضاع الإرادة السياسية المصرية لمتطلبات إخوانية، وسرطانية، وتوسعية أيضًا من دولة كانت عقيدتنا وما زالت هى العدو الأول لنا وللعرب جميعًا فى المنطقة منذ إنشائها عام 1948" إسرائيل".
ورغم أن تغييب دور مصر عربيًا وهو المقصود من " القوى العالمية" والتى تعلم جيدًا بقرائتها للتاريخ السياسى فى المنطقة أن "مصر" هى المفتاح، ومصر هى "القادرة"، وحينما "تقدر" تستطيع أن تجمع شمل الجميع فكان الحل " تفتيت القوى العربية بفعل فاعل" كما حدث فى "قطر" على سبيل المثال، وإقليميًا كما حدث "بفعل فاعل" فى "تركيا"، وهذه الأنظمة هى التى يحاول الإستعمار الجديد أن ينشطها فى مواجهة قدرة مصر على أن تكون "قادرة".
بل وصل الأمر أن يكون لنا مواجهة من الشرق بعناصر الإرهاب التى تتزود يوميًا بمؤن ورجال "وسياسات مخابراتية"، حتى يصبح النزيف من داخل الوطن !!
ومواجهة فى الغرب بأن يكون على حدودنا العربية عدو مستمد قوته من "تحالف شيطانى" لا يمل أبدًا فى أن يحاول إستمرار تلك الجبهة مفتوحة لتنزف القوى المصرية، وإيهامنا بـأن العدو يأتى من شمال المتوسط ولكن أصابع الشيطان تمتد إلى كل الجهات ففى الجنوب ومن منابع النيل كانت "اليقظة للشيطان" الذى لم يستطع على طول التاريخ منذ العثمانيون والقوى الإستعمارية القديمة تحاول أن تخضع "مصر" عن طريق ( نزف الدماء والمياه) فى الجنوب.
ولعل إخضاع الجنوب والحفاظ على منابع النيل منذ عهد " محمد على" وسيطرة " إبراهيم باشا" على رأس القوات المسلحة المصرية على كل مناطق منابع النيل فى " الكونغو وبحيرة فيكتوريا وإثيوبيا وفى جبالها الممطرة".
ما زال حتى اليوم مرورًا بعصر "جمال عبد الناصر" وعلاقته بالإمبراطور "هيلاسلاسى "والكنيسة المصرية المتمركزة فى ضمير الإثيوبيين.
مرورًا بالرئيس الراحل السادات وضربه لمشروع السد والتى أنكرت" أثيوبيا" تشييده عالميًا، وقام الرئيس  " السادات" بضربه وحينما إشتكى الإثيوبيين رد الرئيس " السادات" الرد الشهير " كيف نضرب شيئًا أنكرتموه عالميًا !!
مرورًا بالرئيس الراحل " مبارك" الذى أولى هذا الملف للمخابرات المصرية فى عصر المرحوم " عمر سليمان" والذى صرح بأن لا حل أمام مصر إلا ضرب "فكرة إنشاء سد" يمنع المياه والحياة عن المصريين فهى قضية " حياة أو موت".
وفى ظل تنامى الدولة المصرية جاء دور القيادة السياسية فى عهد الرئيس " السيسى" لكى نبدأ عهدًا جديدًا فى العلاقات الدولية الإقليمية مبنية على حسن الجوار، والمصالح المشتركة، وتبادل المنافع ومع كل تلك النوايا الطيبة  "تعد مصر سيفها" لكى تدرأ خطر على الأمة إذا وقع !!ولكن برؤية سياسية وطنية أيضًا متنامية وواعية، وهو ما كتبت عنه فى مقال سابق تحت عنوان" إتقوا شر الحليم إذا غضب"!!
ولعل هذا العنوان لمقالى الذى نشر  من قبل مازال حتى هذه اللحظة نداءًا إلى من "تسوَّلْ له نفسه أن يعتدى على حياة المصريين،فالحُلْم له حدود، والحُلمْ له رد فعل قاسى إذا لم يحترمه الأخرون.
وإن غدا لناظره قريب !!             ولعل الغد الذي انتظره وينتظره المصريين، ان نري صاحب القرار السياسي في بلدنا ان الحلم انتهي، ويجب ان يتخذ الحليم موقفا حاسما مثل ماتعلمنا في التاريخ ان العبث بمقدرات هذا الوطن، يقابله رجال ونساء وأطفال مصر ???????? بالقوه الغاشمه، والأمل في القياده مازال قائما.
أ.د/ حماد عبد الله حماد

مقالات مشابهة

  • عاجل : الاعلام الاسرائيلي يفضح حكومته ويكشف الحقيقة : خسرنا أكثر من 450 جندياً وضابطاً في الهجوم الإيراني (تفاصيل)
  • هل هرب كولر إلى سويسرا بالفعل؟.. الأهلي يكشف الحقيقة الكاملة
  • أبوالنصر يتفقد سير العمل بمركز صيانة السيارت بقرية منقباد بمركز أسيوط   
  • أبوالنصر: إزالة 6 حالات تعد على أراضي زراعية ومخالفة بناء
  • د.حماد عبدالله يكتب: "قدرات" مصر المتنامية!!
  • إسرائيل تدعو سكان صنعاء للمغادرة ..إليك الحقيقة
  • رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله
  • منسقة الأمم المتحدة في لبنان متوقفة عند الحقيقة القاسية... هذا ما قالته
  • مبعوث ماكرون ورحلة البحث عن “المصالح المشتركة” في طرابلس
  • هيومن رايتس ووتش تدعو تونس للإفراج عن الرئيسة السابقة لـ الحقيقة والكرامة