الوطن:
2025-02-02@12:22:04 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

حسام أبوالنصر يكتب: النكبة ورحلة البحث عن الخيمة

نحن لا نحيى ذاكرة النكبة لأنها لم تغادرنا بعد كل هذه العقود، فمشهد الخيام يتكرر فى جنوب غزة، بعد مرور ٧٦ عاماً، ومشهد عبور جسر وادى غزة، يذكرنا بعبور جسر الأردن عام ١٩٤٨، ومشهد البحث عن طعام يذكرنا بوكالة المؤن وطوابير (الكبونات) المساعدات، بل إن شهداء سقطوا بسقوط المساعدات عليهم، ومشهد الوقوف بالمئات أمام حمام عمومى، ليقضى الناس حاجتهم فى ظروف غير صحية، حمام واحد لألف شخص، ومشهد الجثث فى شوارع جباليا وبيت لاهيا والشيخ عجلين والشجاعية وحتى الوسطى وخان يونس ورفح، يذكرنا بمذابح قرانا ومدننا المهجرة دير ياسين، والطنطورة، ولفتا وغيرها، القصف اشتد بعد كل هذه السنوات وصمود الأهالى ومقاومتهم الحصار، يذكرنا بصمود قرية دير سنيد عام ٤٨ ودفاع القوات المصرية عن غزة، شكل الموت اختلف وكل شىء اختلف، إلا الاحتلال بقى إسرائيلياً أكثر وحشية، ولا قوات عربية أو دولية تدافع عن شعب أعزل، مذابح ومجازر بالجملة وعدد النازحين المهجرين عام ٢٠٢٤ ثلاثة أضعاف من نزحوا وهجروا عام ١٩٤٨ فى نكبة أكبر من النكبة بل إن حجم الدمار فى قطاع غزة وحده يفوق ما دمر عام ١٩٤٨ فى فلسطين كلها، حرب شرسة استهدفت حتى المدنيين والطواقم الطبية والصحفية الفلسطينية والتاريخ والآثار، وراح فيها ٤٥ ألف شهيد أى أضعاف من سقطوا شهداء عام ٤٨، مما يتطلب منا البحث عن مصطلح جديد يضاهى تعبيره النكبة، الناجون كأنهم أموات، من شدة ما رأوا، حكايات تدمى القلوب، أيتام بالجملة، وأرامل بالآلاف ورجال بلا عائلات، وبكاء يغرق نهرَى النيل والفرات، وعائلات مسحت بأكملها من الوجود، أجساد أكلها الجوع، وأكباد مزقها الوباء، حصار يشتد، ومساعدات لا تفى لإطعام طيور المواسم، كلاب وقطط تأكل الجثث، الناس فى حالة توهان.

الآن دخلنا الشهر الثامن ومن نزوح إلى نزوح، كل الجهات المحلية والدولية تعرف عدد النازحين، وأماكن وجودهم، السؤال هو لماذا حتى الآن هناك أناس دون خيام! ولماذا تباع الخيام إذا كانت تأتى دعماً للشعب المهجر! ما الذى يحدث؟! وإذا اتفقنا أن المساعدات تسرق لكن الخيام معروف عددها حسب الإحصاء واستعمالها لكل عائلة مرة واحدة، لماذا هذا العذاب؟! وفى حال تمت الصفقة وعاد الناس إلى الشمال كم خيمة نحتاج؟! وهل الناس ستنام فى العراء؟! ألم يكن خلال ٨ شهور حساب لكل ذلك؟! الاحتلال متغطرس وفاشى ومجرم، لكن علينا أن نعترف أن هناك سوء إدارة، وهناك شبهات فساد مانحين، وهناك تجارة موت، غزة لا تتحمل كل هذا الكذب والظلم، ما يحدث جريمة ضد شعبنا فى غزة علينا أن نتوقف عندها طويلاً، وإذا حدث كل ذلك قبل الإعمار فماذا سيكون مصير شعب غزة خلال الإعمار؟ حتى النزوح تكلفته تصل إلى ٣٠٠ دولار يعنى أن يبقى تحت القصف لأنه لا يملك ثمن النزوح! فيستشهد، والمكان الذى سيذهب له غير مجهز بالخيم، وأقل خيمة جديدة تكلفتها ١٠٠٠ دولار، أى تكلفة النكبة كانت أقل من مقتلة اليوم بكثير، حتى الموت أصبح له تكلفة، فلا مقابر تؤويك حتى، ولا يوجد قيادة ميدانية من أى فصيل، حالة فوضى عارمة، الناس تعيش بتفاقيد الله، لا ضمانات لا مستقبل، لا هدنة، لا صفقة، موت أشد، وقصف أعنف، الكل يتفرج، ونحن نحتفل بإعلان العضوية فى الأمم المتحدة، ما زال الوضع أشد سوداوية، العالم منفصل عن واقع غزة، نحن فى عالم موازٍ، غزة فقط الحقيقة بل هى الحقيقة المطلقة، إما أن تنقذوا الحقيقة وإما ستموت مع غزة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين

 عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56،اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟"، شارك فيها  أ.د/ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أ.د/ محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف،  أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأدارها الإذاعي القدير أ/ سعد المطعني.

قال فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الندوات الحوارية الأزهرية "سنة حميدة" سنها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر المعارض في العالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أن مصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها.

وأوضح عضو "كبار العلماء"، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التي ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث أنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة ٨٢ ه‍، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجري، حين ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى في القرن الثالث عشر الهجري، لكنهم أيضا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.

وأضاف الدكتور علي جمعة أن القرآنيون يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ في العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الانجليزي في الهند.

وبيّن الدكتور علي جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هي الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلي والنفسي، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم في الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلاً تامًا، مشددًا على أنه من الواجب علينا أن ندرب أبنائنا على التوثيق ونمكنهم من اللغة ونربيهم على الأخلاق حتى نستطيع تحصينهم من الانسياق خلف تلك الدعاوي الهدامة.

الضويني: الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية

وخلال مشاركته بالندوة، وجه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف رسالة طمأنينة للشباب حول العالم، بأن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية المطهرة ويقف بالمرصاد لمن يحاولون هدم صحيح الدين الإسلامي، مؤكدًا أن رسالة الأزهر الشريف تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء، ويفد إلى الأزهر الآلاف لينهلوا من علم الأزهر ورسالته التي تخدم الشريعة الإسلامية؛ وهناك علماء بالأزهر الشريف يدَّرسون علمه النافع في أروقة الأزهر وكلياته النظرية والعلمية، ويوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن في كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعي التام بكتاب الله تعالى وهدى النبي الكريم مؤكدًا أن الأزهر الشريف سيظل منبعًا للعلم والعطاء يحمي السنة ويدافع عنها ويحصن عقول الأمة من الانحرافات الفكرية وعبث المنكرين.

من جانبه أكد الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أن القرآنيون تركوا السنة واخترعوا إطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة في الحياة والإنسانية كلها، مطالبًا بضرورة حماية الشباب من المخاطر الفكرية من خلال تعزيز الوعي وتوطيد الصلة بين العلم والتلقي الصحيح وصحة السند، موضحًا أن الأزهر الشريف يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطي نافع بأسانيد صحيحة، ويركز على ضرورة تحصين عقولهم ضد الغزو الفكري باستخدام برامج فكرية تحميهم من التلوث الفكري، كما شدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التعليم  والتدبر في حماية الوعي من الفيروسات الفكرية في عصر التكنولوجيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.

وأضاف الجندي أن القرآن الكريم لا يحتوي على أي تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعني إنكار القرآن، واتباع السنة هو اتباع للقرآن الكريم وأحكامه، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث تعلمنا  السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات  الحداثية التي تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، في حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء، وتفصل أحكامه، مؤكدًا أن الابتعاد عن السنة يؤدي إلى التخبط الفكري والضلال وهدم المجتمعات.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • ضبط مصنع غير مرخص لإنتاج ألبان غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالقوصية فى أسيوط
  • خالد ميري يكتب: في مواجهة النكبة الأخيرة
  • "خدعة" الـ 6 ملايين دولار.. تقرير يكشف التكلفة الحقيقة لـ"ديب سيك"
  • رئيس الوزراء يتفقد مستشفى الناس بشبرا الخيمة
  • رفع 20،500 طن مخلفات بمركز ساحل سليم فى أسيوط
  • «روان أبو العينين»: التهجير القسري للفلسطينيين سياسة الاحتلال المستمرة منذ النكبة.. فيديو
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟.. دراسة تكشف الحقيقة
  • علي جمعة: منكرو السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • الدكتور محمد مهنا: تعدد الطرق الصوفية يعكس قدرات الناس في إدراك الحقيقة الإلهية